فضاء حر

كلمة بين “الزرقة” و “حاشد”

يمنات
مطالب الزميل الزرقة وزملائه؛ الحقوقية محقة جدا، وهجومهم على بقية زملائهم في نفس القناة بأسوأ تهمة أخلاقية وأمنية وسياسية أمر مؤلم جدا.
أن تقول إن قناة الساحات (أو حتى قناة يمن شباب أو سهيل)؛ تنفذ أجندات “استخباراتية للإضرار بأمن اليمن”، فأنت هنا لا تنال من إدارة القناة أو تحرض عليها، بل تحرض على بقية زملائك الإعلاميين العاملين في القناة، فهم، بحسب منطقك، أدوات هذه “الأجندات الاستخبارية”.
السعودية تمول سلسلة قنوات إقليمية ومحلية، على رأسها العربية، وقطر مثلها وأبرزها الجزيرة، وأمريكا مثلهما ولديها الحرة، وإيران كذلك وهي تدعم الميادين عربيا وفي اليمن: الساحات والمسيرة وعدن لايف.
الفضاء “الممول” من حكومات متنافسة بات ظاهرة مهيمنة، وأبرز ما باتت هذه الحكومات تمد به حلفائها المحليين أو الإقليمين هو القنوات الفضائية، ولستُ هنا أبرر هذا الفضاء الممول أو أشرعن له أو العكس، مايهمني هو التأكيد على أمرين: أنه لا يجوز “تجريم” خيارات الإعلاميين المهنيين الملتحقين به، أو تحويلهم إلى ضحايا لصراعات السياسيين.
الأمر الثاني: شخصية وتاريخ القاضي أحمد سيف حاشد لا تسمح لنا إلا بالثقة فيه وهو يتحالف مع منظمة دولية برلمانية في جنيف او مع اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في طهران أو حتى مع مركز الجزيرة في الدوحة، مع وكالة التنمية الدولية التابعة للخارجية الأمريكية أو وكالة إمداد التابعة للخارجية الإيرانية. (إذ لاشيء يجعل معونات الأولى للمنظمات المدنية في اليمن حلالا والثانية حراما؛ والعبرة فقط في كيف يوظف حلفاء هؤلاء وأولئك تحالفاتهم لمصلحة “الوطن”، وهل يوظفون المعونات لمصلحة مشاريع تنموية حقيقية ام مجرد مرتبات وتنمية “شخصية”).
أحمد سيف لا يمكن في علاقات كهذه الا أن يكون في موقع “الحليف” وليس “العميل”.
وطنية أحمد سيف حاشد ليست موضوعا للمزايدة حتى لو اختلفنا مع حدته في معالجة بعض قضاياه، وبينها قضية حقوق الزرقة وزملائه.
لذلك اتضامن مع حقوق الزرقة وأضم صوتي لصوته في المطالبة بها، واتضامن أكثر مع أحد أنبل السياسيين اليمنيين وأكثرهم نزاهة: القاضي حاشد، في وجه الحملة الإخوانية الخالية من كل أخلاق والمليئة بأغراض الكيد السياسي وتصفية الحسابات.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى