فضاء حر

هل اختطفوا “الكأس” من يد “هادي”؟

يمنات
بتفجير المشكلة في مأرب وإغراق اليمن في الظلام؛ تمكنوا من اغتيال انتصار أبين وشبوة، وإفساد معظم النتائج التي كانت ستترب عليه:
مع أول رصاصة في الحرب ضد القاعدة، ارتفعت، وللمرة الأولى، أسهم الرئيس “هادي” لدى مواطنيه بشكل كبير وغير مسبوق.. كان منسوب الشعبية في ارتفاع مع تطور مجريات الحرب، ما عنى أن وصول المعركة إلى نهايتها بإعلان “الانتصار الكبير”، كان سيجعل من “هادي” زعيما بنصف شعبية “السيسي” على الأقل، وربما قدّرت رؤوس كبيرة في صنعاء أن الرجل سيستكمل النصف الآخر من الشعبية بالعودة من أبين وشبوة ناحيتها (بفرض المزيد من العزلة ضدهم، وليس بالحرب أو بإجراءات أمنية).
وغير إشغال الرأي العام والجيش والرئيس، عن استمرار ملاحقة القاعدة وفاريها، والتضيق عليهم؛ حققت ورقة “آل شبوان” مفعولا سحريا في تخفيف الضغط على الأطراف التي تجد أن سحق معسكرات الإرهاب سينزع عنها أوراق قوة كبيرة.
لم يكن من مصلحة محسن خروج “هادي” من المعركة بطلا، ولم يكن من مصلحة “الإصلاح” خروج “هادي” من الحرب قويا، كما لم يكن من مصلحة الطرفين، ولن يكون، استئصال شأفة “القاعدة”؛ شجرتهم التي تَسَّاقط ثمارها لمصلحتهم كل حين، من ناحية، ومن ناحية أخرى في ظل وجود خطر سياسي وعسكري يشعرون أن مواجهتهم معه “وجودية” وأن أولوية سحقه يجب أن تتصدر كل الأولويات، ولو بالاستعانة بالقاعدة، أو بتحويلها إلى معادل “أمني” و “عسكري” له: وهو “الحوثي”.
لقد شوشوا على الحرب وعلى الانتصار، وبدا أن أحدا خلال الأربعة الأيام المنصرمة لم يعد مهتما بما يحدث في أبين وشبوة أو ما آلت إليه الأحداث.. وتخيلوا لو لم يتم اغتيال الشيخ الشبواني، ولولم تغرق اليمن في الظلام، وفي أزمة الوقود؛ كيف كانت لوحة “احتفال” هادي ومواطنيه وقادته العسكريين، أبطال المعركة (الجدد، والخالية صفوفهم من قادة الإخوان ومحسن ورجالهم)..؟
كما بإمكانكم تخيل ما الذي يمكن أن يتأسس على مثل هذا “الانتصار” من حقائق جديدة، ومعادلات مختلفة، على أرض مراكز النفوذ، وعلى خارطة الجيش والأمن والسياسة في البلاد.
ولربما كان “هادي” مصدوما الآن بقدرتهم على سرقة الكأس قبل ثواني معدودة من وصوله إلى يده، لكن لا أحد يستطيع الجزم ما إذا كان في حيلة الرجل ما يمكنه من تحويل الأمر برمته إلى عملية “قلب طاولة” في وجه لصوص الكأس: وذلك عبر الاستمرار في المعركة، ونقلها إلى أوكار أخرى للقاعدة، وتأجيل إعلان النصر إلى الموعد الذي يستطيع فيه، وحده، قطف الثمار.. كاملة ودون نقصان…
من يدري.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى