يمنات
لو كانت “داعش” تتبندق بلسان ك”لسان الأستاذ اليدومي” لما استولت، في سوريا والعراق، حتى على قرية نمل .. لا بالسلاح ولا بدون السلاح..
لا يزعجني تلويح اليدومي، ضمنيا، ب”داعش”، بل يرهقني، وسائر اليمنيين، أن الإصلاح ضاع في منتصف الطريق: فهو لا يستطيع أن يكون “داعش” (وتلك نعمة) ولا يستطيع أن يكون “حزبا” سياسيا أيضا (وتلك نقمة).
حال الإصلاح في “الحرب” كحالته في “الثورة”..
لم يستطع أن يلتحق ب”الثورة” إلا بجر علي محسن وجزء من الجيش إليها..
ولم يستطع خوض “الحرب” إلا ب”علي محسن” وب”جرجرة الجيش” معه فيها..
حوّل “الثورة” بذلك إلى “نصف ثورة”
وتحوّل في “الحرب” إلى “نصف داعش”
“الثورة”، على طريقة الإصلاح، خلقت وضعا مائعا فوضويا نعيشه حتى اللحظة..
“الحرب”، على طريقة الإصلاح أيضا، تزيد في ميوعة الوضع، وتضرب بلونه إلى الأحمر، لكنها تجعل من الإصلاح، في ذات الوقت، حزبا أكثر ميوعة وضياعا..
وإذاً؛ لقد فشلوا في “الثورة”، وهم الآن يفشلون في “الحرب”..
“الفشل الثوري” يسوقهم الآن باتجاه العودة إلى “صالح”، هربا من “الفشل الحربي”.. وتلك أقسى ما يمكن ل”المأساة” إنتاجه من سخرية.
كتبنا حتى داخت أصابعنا: يا إصلاح كن أنت “العاقل”.. خذ بيد الحوثيين إلى السياسة، عبر أدوات السياسة، وبكل وسائل الضغط والقسر السياسي..
لكن من يتفوه بالشتائم التي خنقت أجواء صنعاء أمس كان مستحيلا عليه منذ البداية أن يعي ما معنى رهان الناس عليه، أو ما معنى المسؤولية..
والآن؛ لربما حان الوقت، وفي أعقاب المنشور إياه، لنكتب: يا أبو علي الحاكم خليك أنت الكبير والعاقل.. اليدومي غاوي لا تخليش عقلك بعقله..
ثمة ميزة ظهرت، وسط عفونة ما حدث: ثمة شباب إصلاحيون كتبوا ينتقدون منشور اليدومي، أو يعربون عن عدم ارتياحهم له، وبعضهم مضى في الحد الأدنى يختلق التأويلات، أو يدعي أن الصفحة ربما كانت مخترقة.
هذا شيء جيد، وللمرة الأولى في تاريخ الضياع الكبير الذي يقوده اليدومي منذ السبعينات؛ يخرج من بين “الإخوان” من يقول لا للمؤسس والمرشد.. ولو بصيغة خجولة وعلى استحياء.
من حائط الكاتب على الفيس بوك