فضاء حر

محسن احذفوه

يمنات
التصالح أو الاصطفاف الذي حدث اليوم في جامع الصالح حدث بين شخصين اثنين فقط: هادي وصالح. أما علي محسن فاحذفوه من الصورة نهائيا! في تقديري الأولي، لن يكون له أي موطئ قدم في هذا الاصطفاف، وإن حظي بحضور يذكر في المشهد الذي سيتمخض عن لقاء اليوم، فهو لن يحضر كطرف ثالث الى جانب هادي وصالح بل كتابع وملحق بهادي، وهذا على الأرجح منتهى ما يحلم محسن به اليوم: أن يقبل به هادي وصالح تابعا لهما أو لأحدهما.
لكن رفض صالح مصافحته رغم الحاح هادي على وضع يده في يد صالح قال لهادي إن لا مكان ليد محسن بين يدينا، وقال لمحسن ما مفاده: كف عن تسول يدي يا هذا!
لم يفق استعداد صالح واقباله على وضع يده في يد هادي سوى ممانعته ورفضه الشديدين لوضع يده في يد محسن. وهذا على الأرجح لا يمكن إعادته الى الضغينة الشخصية التي يحملها صالح لمحسن بعد محاولته اغتياله في جامع النهدين وانقلابه عليه طبعا بل هو نتيجة منطقية للأسباب والمعطيات الموضوعية الجديدة على أرض الواقع، الواقع الذي لم يعد محسن يشكل فيه مركز قوى جدير بلمس يد رجلين قويين ولهما وزنهما على الأرض مثل هادي وصالح، وهذا على الأغلب ما بات صالح يدركه جيدا.
الذين تحدثوا عن ثلاثة رجال التقوا اليوم في جامع الصالح وتصالحوا أو تحالفوا هم في تقديري لا يفهمون شيئا عن التحولات التي شهدتها خارطة مراكز القوى في صنعاء منذ عدة أشهر: أعيدوا قراءة الواقع الراهن، وانسوا أن علي محسن ما يزال يشكل رأسا مكافئا لصالح ناهيكم عن هادي!
بل وأضيف أمرا آخر: علي محسن ربما لم يعد في موقع المقارنة سوى بوزير الدفاع محمد ناصر أحمد، ومستقبله الوحيد الآن قد يكون ميليشاويا بحتا، لكنه سيذهب مع ميليشياته الى المجهول إن بدأ الإتكاء عليها بوضوح واستخدامها كورقة لاستعادة ما خسره بطرق عديدة.
اليوم شاهدنا أشد وأسوأ إهانة يتلقاها مركز قوى بحجم علي محسن في تاريخ اليمن المعاصر، وهي لم تتوقف عند هذا الحد: بقراءة أولية، لقد تعرض علي محسن للطرد من أي اصطفاف قادم بين أية مراكز قوى “جمهورية”، ولن يعود اليها في تصوري المبدئي بدون تدخل قوى إقليمية قاهرة. لكن هل ما يزال علي محسن مركز قوى يشكل وزنا في نظر القوى الاقليمية؟
الواقع اليمني في اعتقادي يقول “لا”، لكن معايير وحاجة القوى الاقليمية له قد لا تكون محدداتها مقتصرة على وزنه في الواقع.
غير أن الرجل لم يغادر اليوم جامع الصالح فقط بل غادر أمورا أخرى كثيرة
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى