فضاء حر

حصانة صالح والحصانات الاخرى

يمنات
“ثقافة الحصانة.. ونظرية الاذلال” مقال طويل كتبه ابو بكر السقاف عام 2006..
جوهر المقال اننا نعاني في اليمن من “ثقافة الحصانة” تلك الثقافة التي تلغي المساواة بين المواطنين وتضع الجلادين بمناى عن المحاسبة والعقاب..
انذاك كان السقاف يتحدث عن انواع “محدودة المدى” من الحصانة مثل: حصانة تعذيب المعتقلين في الامن السياسي، وحصانة القبيلة في حماية من يقتلون او يدمرون مصالح الدولة من افرادها، وحصانة من يعبثون بقوانين المرور وهم واثقون ان الشرطي لن يجرؤ على ايقافهم، وحصانة الجندي الذي يقتل ويلجا للمعسكر لحمايته..
تذكرت المقال اثناء الحديث عن حصانة صالح!
وحصانة صالح لا يمكن الحديث عنها دون الحديث عن الحصانات الاخرى .. حصانة الاصلاح منذ 2011 حتى سبتمبر 2014 ، وحصانة هادي منذ 2012 حتى الان، وحصانة الحوثي منذ مطلع 2014..
حصانة المبادرة الخليجية مجرد حبر على الورق ولم يكن صالح في الحقيقة محتاجا اليها، وهي لن تسقط بالغائها من المبادرة وانما بسقوط الحامية السياسية والقبلية التي “تحصن” صالح من اي مساءلة عن قتل المتظاهرين او نهب المال العام او تدمير الدولة او اخفاء المعارضين او بيع ثروات الوطن طوال 33 عام..
لكن الحصانة في اليمن ظاهرة عامة ولا يمكن حصرها في شخص واحد..
هناك حصانة الاصلاح وعلي محسن واولاد الاحمر التي مكنتهم من اسقاط المعسكرات واحتلال المدارس وقتل الجنود والمدنيين والاستيلاء على المؤسسات واقتحام وتدمير 22 وزارة ومصلحة حكومية في الحصبة دون اي عقاب.. وتفجير جبهة كتاف ومواجهات دماج واحداث ساحة العروض بدون اي خوف..
وهناك حصانة هادي في تدمير الجيش والعبث بالمال العام وتسليم صنعاء دون مقاومة ونهب اموال المساعدات القطرية والسعودية بدون اي مساءلة..
وهناك الان الحصانة الاوسع مدى في تاريخ اليمن المعاصر: حصانة الحوثي التي تمكنه من تجنيد الاطفال واحتلال المستشفيات والمدارس واقتحام المدن وتفجير المؤسسات ونهب اسلحة الجيش وقتل المعارضين وتفجير الحروب في كل مكان ونهب الاموال والبيوت والسيارات، دون ان يكون هناك اي احتمال لعقاب او مساءلة قانونية لأفعال تدخل في اطار برامج الحرب..
منذ كتب السقاف مقالته قبل 8 سنوات توسعت “الحصانة” في المدى والقوة والمجالات وتعدت خيال اكثر المتشائمين تشاؤما..
الحصانة في اليمن ليست بندا عابرا في المبادرة الخليجية انها ثقافة وسلطة تفوق اي سلطة اخرى في هذا البلد!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى