فضاء حر

المرأة وشرفها عنوانا لحروب الجاهلية و”الاسلاموية” أيضا !

يمنات
استخدم اعداء سورية كذبة استباحة اعراض النساء السوريات والقول بان العلويين يغتصبون نساء “اخواننا السنة” في بلاد اشام وشغلت لهذه الكذبة الفاجرة والاجرامية فضائيات ومنابر وصحف على مدار الساعة وقد كان الهدف من هذه الاكاذيب هو استجلاب الاف الارهابيين الى سورية بحجة حماية اعراض نسائها المستباحة ولذلك شكلت كتائب ارهابية تحت يافطات “نصرة” نساء الشام و”ودولة اهل الشام “وغرها ولكن الغرض كان تدمير سورية وبتدمير سوريا ومن قبلها وبعدها العراق استبيحت الاعراض والدماء واشيع زواج النكاح واغتصبت نساء علويات ودرزيات ومسيحيات وشيعيات وبل وسنيات ايضا..
وفي السياق بيعت الحرائر في المدن العراقية وفي اسواق المخيمات والملاجئ السورية وبالجملة و التفاريط !.
انتهاك اعراض النساء والدفاع عن (شرف) المرأة كانت عنوانا حقيقيا لكثير من حروب القبائل في عهد الجاهلية الاولى وحتى بعد الاسلام وكان الدافع في بعضه مبررا وفقا لقيم الدين والقبيلة معا.
و لكن عندما تأتي هذه العناوين الجاهلية في القرن ال21 ومن خارج القبيلة ومن خارج اعرافها ومن قبل ايدلوجيين وارهابيين واجهزة استخبارات بعنوان حماية النساء واعراضهن والدفاع عن قيم الشرف تكون مجرد اكاذيب وتضليلات وعبارة عن حملات اعلامية ممنهجة يشترك فيها اكثر من طرف وتكون عبارة عن اغطية سياسية للإرهاب ولاستجلاب القتلة والارهابيين من كل مكان للقتال والاستدرار مشاعر الغيرة والحمية عند الشباب لالتحاق بالتنظيمات الارهابي بعنوان الانتصار لأعراض النساء وشرفهن المنتهكة كذبا بل لارتكاب كل ما يخطر على بال وما لا يخطر على بال من الجرائم والفظاعات ضد الانسانية وضد النساء تحديدا ولكن باسم الدفاع عن الدين والعرض والشرف هذا ما حدث في العراق وسوريا وهذا ما تحاول نفس الجهات الاقليمية والداخلية تكراره اليوم في اليمن وتعمل له كل يوم!.
كما ان هذا هو ما يفسر شيء من الغموض تجاه سؤال بدا ملغزا مضمونه لماذا تركيز الحملات الاعلامية الموجهة على انصار الله ولجانهم الشعبية على اختلاقها اكاذيب تتعلق بانتهاك حقوق النساء او اعراضهن او استخدام وقائع وحوادث حدثت في سياقات مختلفة كالتستر على قاتل مثلا ولكنهم يسارعون في توجيه هذه الحوادث باعتبارها انتهاكا لحقوق النساء وانتهاكا لأعراضهن وشرفهن وبما يسهل في النتيجة استجلاب المقاتلين والاموال اما باسم الدين او باسم القبيلة لمحاربة انصار الله كونهم ينتهكون الحرامات ويتعمدون انتهاك اعراض النساء
لنتذكر ان حملة محاصرة النساء والاطفال في دماج تبين لاحقا انها كانت تستهدف حماية مئات من الارهابيين الاجانب كانوا قد اتخذوا من الاطفال والنساء دروعا بشرية لجرائم وحشية ضد اليمنيين عموما وضد انصار الله خصوصا ليس هذا وحسب بل ان الحملة نفسها استجلبت الى “دماج” ملايين الدولارات والمقاتلين من داخل وخارج لبلاد للقتال مع الارهاب بحجة حماية النساء والاطفال المحاصرين..
ترى هل يعرف غالبية الناس اليوم انه لم تقتل إمرأة او طفل في حروب دماج رغم مقتل واصابة عشرات الاجانب فيها!
ان تركيز الحملة الظالمة خلال الاشهر التي تلت سقوط الفرقة ومعها سقوط مراكز النفوذ في ثورة21سبتمبر والايغال في قضايا مختلقة في الغالب مثل اقتحام غرف انوم والتهديد بتشليح النساء سراويلهن امام الناس والقول بسرقة الكلسونات من الدواليب الخاصة وغيرها من قضايا محاصرة النساء وتهديدهن بأعراضهن انما هو في السياق ذاته تماما ومع ما فيه من التفاهة في الهبوط في القيم ومفردات اللغة الى الحظيظ الا ان هدفه كان ولا يزال هو استدرار غرائز ومشاعر الشباب ودفعهم للقتال مع القاعدة بعنوان حماية الشرف والعرض او على الاقل قبول جرائم القاعدة الوحشية وتفهمها في وعي اليمنيين باعتبارها رد فعل لجرائم العرض والشرف المزعومين!
يبقى ان نقول بان حملات اعلامية مفبركة وكاذبة من هذا النوع الهابط ما كان لها ان تستغل بهذه الصورة او وتجد لها رواجا بين قطاعات معينة من الناس لولا عدم قيام المعنيين بالحملة باطلاع الراي العام بالحقائق كما هي وتوضيح او تكذب كلما يقال من اشاعات بهذا الشأن في حينه وقبل ان توصل رسالة الاشاعة الى الوعي العام من ناحية وبسبب ضعف امكانياتهم ووعيهم الاعلامي والسياسي من ناحية اخرى بالإضافة- وهو الاهم – الى فوضى الوضع القائم وشذوذه حيث اللجان الشعبية وغير الشعبية منتشرة في كل مكان وبطريقة عشوائية وفي حالة احتكاك يومي وغير مبرر مع المواطنين مقابل شلل كامل ومتعمد لأجهزة الدولة الامنية والعسكرية وهو ما يجب تصحيحه بأسرع وقت وفقا لمضامين خطاب زعيم انصار الله الاخير.
*حملة حرق المقارم !
وعودة الى الموضوع تذكروا باستمرار وانتم تتابعون حملات انتهاك اعراض اليمنيات بان جلب المسلحين الى ساحة الثورة بتعز بعد ان عجزت القوى المهيمنة على كبح جماحها كما كانت قد عملت في ساحة صنعاء لم يكن ليتم في تعز الواعية جزئيا تحت عنوان حماية الثورة كما حصل في صنعاء وغيرها من الساحات..
ولذلك افتعلوا معركة “الشرف” والدفاع عن اعراض بنات تعز الثائرات التي قيل حينها ان احد الجنود خلع حجاب احدهن اثناء المظاهرات احتجاجا على ما عرف بمحرقة ساحة الحرية بتعز وكان لا بد ان يأتي سرحان ومقاتليه وحمود ومجاهديه تحت هذا العنوان لا غيره!
بالطبع لم يكونوا حينها يدركون -وهم القبائل المتأدلجة بالدين المتطرف- بانهم بذلك كانوا يوجهون اهانات بالغة لبنات تعز الثائرات واللاتي خرجن في الثورة وهن مستعدات للموت في سبيل التغيير وانتصار اهداف الثورة وليس فقط بالتضحية بخلع حجاب احدهن قصدا او عرضا ولكنها قيم الجاهلية الاولى وثقافة “حرق المقارم” والعيب الاسود عندما تتحول حروب انتهاك الاعراض وضرب قيم الشرف عنوانا لانتهاكها لا الدفاع عنها!

زر الذهاب إلى الأعلى