فضاء حر

الإعلان الدستوري.. وغبار بن عمر!

يمنات
لا شيء يبعث على الدهشة! الجنون يتجول في المدينة وتحتفي به الألعاب النارية ليلاً، في هذه الأثناء، ما الذي سيكتبه التاريخ عن حفنة سياسية فاشلة دفعت بالبلد إلى أن أصبحت حياتنا فيها على المحك، كنا بانتظار اتفاق يغلق ممرات الحرب، وتقوم الدولة بلملمة فراغها الدستوري، رحلتنا مع الساسة لم تكن سهلة، كانوا يشبهون كل البؤس الذي يمر من أمامنا، وها هم الآن يحدقون ببلاهة صوب إعلان دستوري باسم الشعب، تماماً كما يفعله الثوار وتنتجه ثورات الربيع العربي، وكأن الشعب بيدق يتم تمريره بكل سذاجة.
كان على بن عمر أن يذهب إلى الجحيم، السياسة الرديئة تواطأت منذ وقت مبكر وأوصلت الإعلان الدستوري إلى رواق القصر الجمهوري، وعليهم أن يرتضوا بالإهانة العميقة وأن يتقبلوا لعنات الشعب بصدر رحب، لم نزل نستخدم الطريقة ذاتها في الكتابة لتبرير ذلك الغموض والتعب والتهديد.
تم حل البرلمان لنتمسك به، سيتخذ الناس طريقة ملائمة للتعاطي مع إعلان دستوري يخبرهم أنه يعرفهم، جرأته المجازفة لم تنجح في إنهاء فراغ الدولة وكيانها، صارت حالة الفراغ والتيه والغوغائية رسمية ترتبط بقيادة الثورة، ولمجلس انتقالي بيد المرجع العام.
تصبح الأشياء موجعة أكثر عندما نستجدي عودة الأشياء، ولا نستطيع التحدث عنها بعد أن نصبح على حافة حرجة تقطعت بها كل الطرق، فقط علينا أن نفكر في النضال مجدداً أمام هذا الوضع الكئيب.
لست مصدوماً! أنا فقط لا أستطيع الوصول إلى الساسة ومحاسبتهم عن اختبائهم خلف أحاديثنا المكدسة بالخوف والقلق المتفاقم، ولم ينصت لها أحد، إلى أن لاذ بن عمر بالفرار، وتفرغ بان كي مون ومعه مسؤولو الأمم المتحدة لمتابعة التطورات في اليمن عن كثب، لعنتي عليكم قدماً، ولعنتي عليكم وقد أصبحتم كحزمة من الحطب الهش في زريبة مهملة.
الغبار يتشبث بوجوهكم، ويبعثر كل السكون الذي جمعتموه بالأمس.
a.alnageeb@yahoo.com
عن: الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى