فضاء حر

حتى لا تضيع القضية او تتشظى اما اَن للحراك الجنوبي ان يتمايز سياسيا لاجغرافيا!؟

يمنات
الحراك الجنوبي في خطر حقيقي لأول مرة منذ نشأته عام 2007م وخيارات فصائله المختلفة اليوم صعبة ومحدودة ايضا امام تشكل واقع جديد في عدن وبقية المحافظات الجنوبية منذ هروب هادي الى عدن وبقائه فيها باسم الشرعية.
والمعنى ان الحراك امام خيارين لا ثالث لهما من اجل البقاء وهما: الاول وهو الافضل والاسلم هو ان يستمر في ممارسة دوره النضالي السلمي بالمظاهرات والاحتجاجات ضد سلطة 7/7 رافضا منحها اي شرعية للحديث باسمه او باسم الشرعية المزعومة خصوصا وهذه السلطة او ما تبقى منها تسعى اليوم حثيثا الى الهيمنة على القضية الجنوبية باسم الشرعية من ناحية وعلى خلفية صمت الحراك او تجاوبه ضمنا معها من ناحية اخرى.
والثاني هو ان يشكل الحراك الجنوبي الحقيقي لجان شعبية مقابل لجان هادي ولجان الاصلاح ولجان القاعدة.
ومع ان تشكيل لجان شعبية للحراك الى جانب مسلحين ومليشيات عديدة يحشدها هادي الى عدن هو خيار سيء ويخرج الحراك من سلميته التي انتصر بها حتى اللحظة، وهو بالإضافة الى ذلك خيار صعب ويحتاج الى دعم لوجستي بالمال والسلاح، الا انه افضل من الصمت والتردد حتى تنتهي الزفة ويخرج هو منها بلا حمص.
والخلاصة انه وبعدم الاخذ بأحد هذين الخيارين سيضيع الحراك او يتشظى مرة باسم الترقب والتردد ومرة باسم التجاوب مع وعود غير منطقية يطرحها له سرا وعلنا الرئيس السابق وحلفائه.
و هنا نقول بان مسايرة بعض فصائل الحراك الجنوبي لخطاب نظام 7/7 التضليلي لما يسميه بالخطر الحوثي يجعل هذه الفصائل وقياداتها في الخارج اداة من ادوات خصومها لا رافعة لقضيتها حتى ولو ادعت غير ذلك.
ففي هذه الحالة سيبقى الحراك مشغولا بعدو وهمي هم “الحوثيين” الذين قدموا في الاصل من واقع المظلومية التي قدم منها الحراك نفسه ولم يكن لهم في اي يوم من الايام اي دور في غزو الجنوب ولا في تجريف ذاكرته.
وبينما هم في هذا الانشغال الغبي يستمر هادي وبقايا نظام 7/7 على تشكيل واقع جنوبي جديد يكون الحراك الحقيقي فيه هو الخاسر الاكبر.
الواقع الجنوبي الجديد الذي نتحدث عنه ويترسخ شيئا فشئيا بعيدا عن الحراك وقضيته الجنوبية هو هذ التحالف المكشوف والذي يحشد له كل يوم بالمال والسلاح تحت عناوين شتى ممثلا بمليشيات الاصلاح ومليشيات القاعدة ومليشيات هادي وبإشراف وتمويل سعودي لم يعد خاف على احد!
والحقيقة الكبرى التي قد لا يدركها شباب ومناضلي الحراك هو ان الشارع الجنوبي الفارغ من الحراك الحقيقي سيملأ حتما بأعداء الحراك اذ تقول الحقيقة العلمية ان لا بقى شيئا فارغا واذا ما اخليت بنفسك فإنها ستملى بالآخرين وهذا ما يحدث الان وكل يوم وبتواطؤ من قيادة الحراك في الخارج او بضغط السعودية عليها للصمت تحت وعود غير منطقية ولا واقعية وتقود الى الصراع والتمزق لا الى حل القضية الجنوبية او وضعها على سكة السير الصحيح للقطار الجنوبي!
وامام هذا التردد والارباك يعمل الحراك ضد نفسه وقضيته ويتسرب الوقت من تحت اصابعه وعبره تتبدل الخارطة الجنوبية كل يوم بل بين ليلة وضحاها واخشى ما اخشى ان تأتي اللحظة التي يتفجر فيها جسد الحراك تشظيا وانكفاء تحت مشاعر القهر والصمت والانتظار والشعور لدى الشباب الذي قدم التضحيات الجسام بان كل هذا النضال الطويل والتضحيات الجسيمة قد ذهبت مع الريح وفي لحظة فارقة من التشوش والارباك!.
أمام هذا الخطر الداهم – حقيقة لا خيالا- فقد اَن الأون للتمايز السياسي داخل صفوف الجنوبيين لأن الحديث عن الجنوب كجغرافيا بدون اي مشروع او وعاء سياسي هو الذي عطل القضية الجنوبية ومنع حلها رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها بسخاء مناضلي الحراك منذ 2007م وحتى اليوم الحديث عن الجنوب كجغرافيا بدون تاريخ سياسي وبدون مشروع سياسي هو ايضا من جعل كل من هب ودب من الجنوبيين ان يدعي – وهو مطمئن- بانه صاحب القضية الجنوبية بمن فيهم من صنعوها وتسببوا بوجودها ومعاناة اهلها كما هو حال التحالف الثلاثي الذي يحتمي بشرعية هادي و يتغطي بتضخيم الخطر الحوثي – ومؤخرا الوهم العفاشي- على الجنوب!
الغاء التمايزات السياسية في صفوف الحراك الجنوبي كان الهدف منه منذ البداية هو ايجاد لاصق ايدلوجي يجمع كل الجنوبيين امام الشمال من ناحية ويسهم في اخراج الحزب الاشتراكي اليمني كرافعة للقضية الجنوبية من معادلة الجنوب من ناحية اخرى غير انه وبقدر ما وحد هذين البعدين الجنوبيين ضد نظام الشمال وربما ضد ابناء الشمال انفسهم الا انه بقدر ما وحدهم على لا شيء وتحديدا على عدم وجود حل للقضية الجنوبية نهائيا بل وتعليقها على الشجرة وكل من يحاول ان يمد لها سلما للنزول كلما تكالب عليه الذين لا مشروع لهم ولا خيار سياسي حتى اتى من يدعي تمثيل القضية الجنوبية من خارجها بل من داخل صفوف اعدائها الحقيقيين كما هو الحال اليوم الجنوبيون ليسوا احجار واشجار الجنوب بل هم ابناء الجنوب وناس الجنوب وخياراتهم السياسية والفكرية ومن لا يعترف بوجود تباين سياسي بين الاطراف المختلفة في الجنوب لن يسمح بحل القضية الجنوبية، ولا لأي طرف يحاول ان يحلها، ليس هذا وحسب بل ان عدم الاعتراف بالخيارات السياسية وبوجود يمين ويسار ووسط داخل صفوف الجنوبيين بل وداخل صفوف الحراك نفسه فانه لن يؤجل الخلاف فيما بين اصحاب هذه الخيارات حتى تحل القضية كما يزعمون وهما بل انه يراكم الخلافات ويفجرها لحظة توفر فرصة الحل ما يجعلها اكثر دموية ايضا.
وهذا ما حدث في التاريخ ويحدثنا عنه التاريخ في اكثر من مكان من العالم وفي اليمن ايضا!
بالمناسبة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل لم تستلم الاستقلال الوطني كاستحقاق لنضالها الطويل الا بعد ان حسمت امرها مع الفصائل الاخرى على الارض وفي كل محافظة على حدة وتحديدا في مدينة عدن!.
ليس المطلوب اليوم الصراع مع بقية الفصائل ابدا ولكن التمايز سياسيا بينها ضرورة لحل القضية الجنوبية ولمعرفة من هو مع القضية الجنوبية ومن هو ضدها وبحيث يظهر الخيط الاسود من الخيط الابيض من الفجر.
*الحراك والثورة!
بالنسبة لنا في ثورة 21سبتمبر وفي اللجنة الثورية العليا لن نعترف بحراك الاصلاح ولا بحراك القاعدة او هادي لأنها جميعا ليست حراك جنوبي ولا يحزنون نحن سنقبل ونعترف فقط بكل فصائل الحراك الجنوبي لعام 2007م وسنقبل الحوار معهم من منصة الندية لا الدونية ولكن بقرار وطني خالص وتحت اي سقف يرونه او يرتضي به غالبية الجنوبيين والمهم هو ان يكون الحوار وطنيا ويمنيا يمنيا!
*عدن ضحية الشرعية!
هادي يستدعي قبائل بني هلال الى عدن!
*عدن تكتظ بالمسلحين والمليشيات من كل حدب وصوب.
* هادي يريد تفجير الحرب في عدن املا في استعادة السلطة في صنعاء.
*عدن تستعيد الاجواء التي عاشتها في 1986و1994م في وقت واحد.
*الخيارات محدودة في عدن اما ان يفجر هادي بقرار سعودي الحرب ويهرب الى السعودية عبر البحر او ان يخرج ابناء عدن بالالاف لطرد هادي وكل المسلحين وافشال مشروع السعودية في الحرب والاقتتال بأموالها ومرتزقتها!

زر الذهاب إلى الأعلى