فضاء حر

هل يفوت اليمنيين الفرصة ويعودوا لرشدهم قبل الانفلات؟

يمنات
ستة حروب على ابناء صعدة، كانوا يقاتلونهم بأجر يومي بدون أي دواعي وطنية سوى الارتزاق معززة بفتاوي علماء الانحطاط.
كانوا يخضعون تمشيط الجبال للمقاوﻻت، الشيخ الذي يقبل بأقل عرض سعر يأخذ جماعته ويبدأوا عملية القتل والسلب والنهب.
انتهت ستة حروب و لم يحدث أن استخدم ابناء هذه المحافظة ومنهم الحوثيين، الممارسات البشعة مثل التمثيل والسحل والصلب والحرق ، حروب ودمار هائل تعرضت له هذه المحافظة واليمنيين لم يخرجوا حتى بمظاهرة واحدة لإدانة تلك الحروب العبثية.
وعندما زار الناس صعدة وجدوهم يبتسمون بمن فيهم اولئك الذين فقدوا ايديهم او ارجلهم “ذوي الاحتياجات الخاصة” تجاوزوا لغة الثأر والانتقام والأهم لم يقوموا بممارسة سلوكيات فضيعة في حق الأسير.
اشترك الحوثيين في معارك متواصلة من حين لآخر، وتمددوا وتوسعت اطماعهم للسيطرة والانقضاض على السلطة وكانت معارك دماج وعمران وصنعاء والبيضاء ومأرب و اب و عدن و تعز ..الخ، الا انه يمكننا الإشارة إلى انهم ابدا لم يمارسوا في حق الأسير أي بشاعة مما رأيناه من صلب و سحل وتعذيب وتمثيل .. بل انهم في حرب دماج كانوا يأسروا المقاتلين المغرر بهم الوافدين من اب وتعز وعدن والجنوب عموما لقتالهم ويتعاملوا معهم بأخلاق وقيم انسانية وكانوا يعطونهم مصاريف في طريق العودة الى مناطقهم، بعد الافراج عنهم..
هذا هو الفرق الذي يحمل مضامين تفرض عليك احترامهم وان كانوا الد اعدائك. هل تعلمون أن اخوة لنا جنود وضباط يصل عددهم من 300- 400 اختطفتهم القاعدة من مواقع عسكرية في شبوة وحضرموت و بين فترة و أخرى تجز رؤوس البعض منهم، بينما لم يستنكر احد لا احزاب و ﻻ شرعية وﻻ وﻻ … . هذا هو الفرق الذي نحاول التقليل من شأنه كسلوك ايجابي يميز الحوثيين، شئنا أم أبينا، شئتم أم ابيتم.
هذا ليس تشريع للحوثي وانما مبعث هذا الفضاعة التي شاهدتها من خلال وسائط الميديا، أمر مرعب للغاية، والان يتم إجلاء ابناء شمال الشمال من تعز كما فعل الجنوبيين بمحلاتهم و وسائل عيشهم وبيوتهم وكل املاكهم!
قال واحد اليوم في المقيل: ماذا لو حدث أن قام واحد من ابناء شمال الشمال المتضررين وهجم على املاك جنوبي ليستعيد ما فقده .. ماذا سيحدث؟ الأمر هكذا يتداعى وهكذا يتجه الأمر عندما تثار النعرات لتمتد الى أن تخصي يمنيتنا جميعا، سنندهش بالجديد الموجع جدا الى أن نتجزء ونتشرذم بينما يفعل السفلة هذا الشرخ ليزيد أكثر فأكثر.
هل يفوت اليمنيين الفرصة ويعودوا لرشدهم وبناء وطنهم في اللحظة الأخيرة قبل الانفلات؟

زر الذهاب إلى الأعلى