فضاء حر

من قتل أنور الوزير؟ ولماذا غابت أصوات النشطاء عندما وصل الشر تعز..؟

يمنات
يسكن أنور الوزير الذي راح ضحية التطرف والإرهاب – مخلفا زوجته وثلاثة أطفال قُصر – في المنطقة التي تسيطر عليها المقاومة بتعز، بل في منطقة مشددة الحراسة ومحصنة جدا، حيث انه من الصعب اختراقها نتيجة للحواجز الأمنية الكثيفة، فكيف استطاعت سيارة تقل مسلحين متوجهة لبيت أنور الوزير لتفريغ خزنة رصاص في جسده وتعود إلى مكانها سالمة دون أن يحرك أحد ساكنا؟
إذا كانت هذه هي المناطق التي يسيطر عليها مقاتلوا المقاومة فيجب على المقاومة تحمل مسؤولية تأمين حياة الناس، قد يحدث اقتحام حوثي والقتل هنا الذي سيمارسه مقاتلي الحوثي لن ينتقي شخص بعينه إلا إذا كان رأس المخلافي نفسه هو المطلوب فإن العملية تتطلب المجازفة، أما مواطن عادي مثل انور يستهدف بهذه الطريقة البشعة في داخل بيته أمام زوجته وأولاده وفي حي سكني محصن أمنيا فالمسألة فيها نظر.
اخبرني صديق مقرب منه انه تلقى تهديدات تحذيرية له وبعضها تتوعد تطهيره من الرجس، وقال شهود عيان لنفس الصديق أن المسلحين يتبعون حارث العزي أحد قياديي تنظيم القاعدة، وان هناك تخوف لدى الكثير من ابناء الحي من الإدلاء بأي تصريح خوفا من أن يتعرضون وأسرهم لمكروه ، لكن لا يعرف أهله وأصدقائه بالضبط من الذي قتل انور وهي في نظري مسؤولية المقاومة، هي المسيطرة على المنطقة وتعرف بالضبط الداخل والخارج منها.
صديقي المقرب من الوزير قال إنه ليس من أسرة هاشمية ولا علاقة له بأسرة بيت الوزير حق صنعاء، وان الآخرين من أبناء تعز يعرفون جميعا هذا، كان ذلك في إجابة على سؤالي حول إمكانية أن يكون ضحية الاستعار المناطقي والقتل على الهوية كما حدث لأسرة الدكتور الرميمة.
هذه قصة من قصص قتل تمارس في مجتمع تعز ولا ادري فيما سكوت نشطاء ومؤسسات ومنظمات يملئ صيتها اليمن وبعضها الوطن العربي فيما لا تحرك ساكنا عندما تظهر في تعز مثل هذه الجرائم ، هل انتم مستحين من أن هذه المشاكل تحدث في مجتمع تعز الواعي والمتعلم؟ أم أنكم خائفون من ردود فعل الشيخ المخلافي وسطوة اتباعه المتطرفين؟ قالوا في قضية أخرى ان مجموعة أعدموا أحد أبناء تعز ليطهروه! هل يعقل هذا؟
انا فقط مندهش من نشطاء غابت أصواتهم عندما وصل الشر تعز.. تحولوا إلى مناطقيين واكتفوا بنقد الحوثي وحملوه كل العوالق ليصبح شماعة لكل ما يحدث وهو يستاهل في نظري المقاومة، لكن ليس لدرجة ان تظهر مشكلات تصفية حسابات وتتحول المقاومة إلى مقدس آخر يمارس من داخلها القتل بأبشع الطرق، لكل من يختلف معهم أو لأن اسمه هاشمي أو لأنه من الهضبة! ما هذه الجاهلية؟
إن تعز تمر بمرحلة خطيرة وانتم ظلعاء كنخب إعلامية وسياسية وثقافية – تمثل نسبة وجودكم 70% على أقل تقدير- لا تستحوا من ظهور مثل هذه الحالات في مجتمع تعز فنحن يمنيين كلنا ومشكلتنا واحدة، التقسيم المناطقي هو الذي يجعلكم خجولين.. الهويات الصغيرة هي التي تجعل لمشكلاتنا حدود ومميزات بحيث أن ابن تعز يشمت من المبردقين ومظاهر التعنيف لدى إبن الهضبة، والاخيرين يشمتوا من ظواهر وسلوكيات تظهر في تعز كهذه الأكثر عنفا، وهكذا تنسحب قضايا ومشكلات يتحتم علينا مواجهتها ومعالجتها كيمنيين من حضرموت إلى صعدة، بسبب التخافت والتغطية وإيجاد الذرائع لها إلى أن تبتلعنا جميعا.
أبناء تعز قادرين على التصدي لكل الظواهر السلبية، والعمل على معالجتها يتطلب حقا إيجاد أدوات حقيقية للتغيير والإصلاح وقولبة ذلك في مشاريع واطر وسياقات تدحض العاصفة التي تريد أن تلفنا وتزوبعنا في لولبيتها المخيفة. أما السكوت والمراوحة خوفا من أن تتفكك المقاومة ويشق صفها ذرائع وحجج واهية ليس إلا.
نطالب الجهات المعنية بالكشف عن المتورطين في اغتيال انور الوزير وكل من راحوا ضحية العمل الهمجي الذي يتستر عليهم نافذين في المقاومة ونطالب المنظمات والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية الضغط للكشف عن كل الجرائم والتحقيق فيها وإنزال العقوبات في حق كل من له يد في تلك الجرائم البشعة ليكون رادعا لكل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى