لماذا الخوف من القلم ومن النقد؟!
يمنات
أحمد شائع
ليس كل من يكتب أو ينتقد عدواً، ومن لايقبل النقد لا يستحق القيادة.
فإنتقاد الوضع وأسلوب الإدارة في أي دولة يلقى كل إهتمام ورعاية وعمل على تصحيح مسار ونهج قد يكن فيه الخلل لم يتسنى لمن هم في مواقع القيادة ملاحظة ذلك لعدة أسباب..!!
و لأن الناقد هو شخص معايش لواقع وحياة المواطنين فإن الطرح لذلك بأي وسيلة جدير بإلاهتمام، ولذا نجد أي دولة تستخدم نهج التصحيح من واقع مايتم طرحه – عن أدائها وأسلوب إلادارة ومكامن الخلل أو الفساد- فإنها ترقى بالحياة الاجتماعية والفرص المتعددة لشرائح واسعة من مواطنيها وتحقق نتائج كبيرة في العديد من المجالات.
و لأن من لايعمل لايخطئ، لذا فإن الاخطاء واردة في كل الاعمال، لكن التجاهل أو التعنت في سماع كل نقد أو طرح للخلل هو الخطأ بحد ذاته ودليل فشل كامل وجهل كامن في حقيقة الحكم وإدارة الأوطان.
و ما نمر به في اليمن، ليس من الآن وإنما منذ سنوات عديدة هو أسلوب أقل ما أعتبره (فاشي) في التعامل مع كل طرف أو شخص يطرح رأيه أو ينتقد وضع قد يراه من وجهة نظرة غير طبيعية أو أن به خلل يجب إصلاحه وتداركه.
و كما أقر بأحقية النقد البناء والمطالب الحقوقية فإنني أرفض كل قدح أو ذم أو إسفاف في طرح أمور وقضايا يطغى عليها الطابع الشخصي أو الهدف الحزبي والمكايده السياسية التي لا تُجدي نفعاً ولا تُصلح خلل، أنما هي موجة إحماء وتشتيت لأمور مجتمعية ومطالب حقوقية ومرحلية هي أساس هام في حياة المواطن ووسيلة الحياة والتعايش المجتمعي.
لذا فإن الحق لابد أن يُقال ولابد أن يُسمع لمعالجة الأخطاء وديمومة كيان الوطن وإستمرار الحياة المعيشية، وإن أي ممارسة لأسلوب فج وغير سوى سواء في النقد أو الضد هو مؤشر خطير لتفكك أي نظام ومجتمع والسير وفق قانون الغاب.
ونحن خلال هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن وما يعانيه المواطن من عدوان غاشم وجوع كافر وجهل لدى البعض فيما هو حق وماهو تحريض من نقد أو مطالب معيشية تستدعي التفهم وإستقبال كل ذلك بالعقول لا بالتعصب والتشدد في المواقف وإعتبار أن أي قول ولأي مطلب أو إظهار فساد هو إستعداء وتقصد لطرف معين وتحميله المسؤلية.
و لكل ذو عقل أقول .. ليس النقد أو المطلب أو كشف فساد يعتبر إتهام موجه لهذا أو ذاك وإنه إتهام مُغرض وتقصد إستعدائي، أنما هو تصحيح وعون في إظهار مواطن الخلل ويتوجب على كل من بيده السلطة أن يراجع كل ذلك وأن يعمل على الحفاظ على أمن المجتمع وتوحد أبنائه بكل صدق ومحبة لا أن يقابل ذلك بتعنت وتصرف سيؤدي في الأخير إلى نتائج وخيمة وفقدان للثقة بين الحاكم والمحكوم.
إليكم يامن تحكمون .. تقبلوا الرأي وأدفعوا عن أنفسكم كل شيء وأي قول بالإستماع ومعالجة الأخطاء وحينها ثقوا بأن كل الناس ستقف صفاً واحدا وحاجزاً منيعاً ضد أي شخص يعمل على نشر القلاقل أو التغرير بما هو ليس بالواقع شيء.
وأعلموا أن (من صبر على العدوان والجوع بداخل الوطن ليس خائن)
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا