هل سينجح المندوب الاممي الجديد في اليمن ؟!
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
ونحن في مقهانا الاسبوعي قال صاحبي ..هل تتصور ان المندوب الاممي الجديد ينجح في مهامه …قلت ولماذا ينجح دن الاخرين اللي سبقوه ..
هو بدء من ايام بلقاءات في الخارج ثم في صنعاء وسيلتقي بوزراء من دول التحالف ومع دول الاتحاد الاوربي وامريكا ..واذا كان شاطر لابد ان يلتقي بسفراء روسيا وايران ايضا بل ومصر والجامعة العربية واذا كان شاطر يستطيع ان يلتقي بعدد واسع من ممثلي المجتمع المدني في اليمن ورموز القطاع الخاص …
وكل هذا من اجل ان يكون صورة عامة عن الازمة في اليمن مع ما فيها من اضاعة وقت طويل لانه من المفروض ان يكون قد اطلع على ملفات زملائه السابقين او يلتقي بهم ليقدموا له خلاصة تجاربهم …وهذا يعني ان عام ٢٠١٨ لن يشهد لقاء للمصالحة بل ستكون هناك دعوات تفشل لاشتراطات متعددة يقدمها اطراف الصراع خاصة طرف الداخل …
ولان هادي وحكومته لا يمتلكون تصورات سياسية بديلة ومتعددة لتحريك الملف اليمني ميدانيا وسياسيا بل وحتى دبلوماسيا ولان طرف صنعاء لا بدائل حقيقية يلتزم بها ويعلنها فان الملف بيد السعودية وامريكا في سياق الصراع مع ايران التي تقدم لامريكا اغراءات استراتيجية وعسكرية تحقق منها مكاسب مالية من طرف الخليج والسعودية خصوصا كما طرف ايران التي تريد التفوق النووي على جيرانها ..
وللعلم فان مفاوضات امريكا وروسيا في سوريا ترتبط بزحزحة مواقف ايران في اليمن او وضع حلول اولية بينها والسعودية …وفي اطار هذه الازمات وسياقاتها المتداخلة حينا والمتقاطعة حينا اخر تهدف امريكا الى اعادة هندسة الجغرافيا الشرق الاوسط واخطر مافيها محاولة بناء سياسة وفق موجهات طائفية ومذهبية وجهوية لتنقسم الجغرافيا وفق تلك الموجهات وهنا تشتعل بؤر نزاع جديدة لتستمر قديمها وجديدها في حالة من عدم الاستقرار والفوضى حتى نهاية العام القادم وتكون امريكا في موعد انتخابي جديد وبرنامج سياسي جديد ايضا.