فضاء حر

لكل من دافع عن الظالم أو تعاون مع الباطل ..!

يمنات

غازي الجابري

من دافع عن الظالم، كان يظن أن قوته وكلمته كافية لتحصين الباطل، وأن الزمن سيصنع له حجابًا يحميه من الحقيقة. لكنه ينسى أن العدالة ليست رهينة أهواء البشر، ولا يوقفها جبروت أحد، مهما علا صوت من يحاول تزيين الظلم بالكلمات أو الحجج. فالحق دائمًا يظهر، مهما تأخر، لأنه كالنور الذي يخترق الغمام في وقت لا نتوقعه، ويكشف ما كان مخفيًا.

الظالم قد يبتسم اليوم، وقد يحتفل بنفوذه وقوته، وقد يجد من يقف بجانبه ويبرر له أفعاله، لكن الزمن لا ينسى، والعدالة لا تموت. فالذي دافع عن الظالم سيكون شاهده الأول على سقوطه، لأنه جزء من سلسلة الأحداث التي تنسج الحقيقة مهما حاول البعض إخفاءها. إن الظلم، مهما انتفخ، فهو فقير داخليًا، هشّ من الداخل، يحمل بذور انهياره في كل فعل باطل يرتكبه.

في المقابل، العدل، حتى وإن تأخر، يبقى شامخًا. فهو لا يحتاج لمن يروج له، ولا لمن يعلو صوته باسمه، لأنه قوة صامتة، كجذر شجرة عميقة، تمنح الحياة للمستضعفين وتزرع الأمان في القلوب. من حاول إيقاف الحق، سيجد نفسه عاجزًا أمام حقيقته، ومن عاش بالباطل، سيكتشف أن كل محاولاته لتزيينه لن تمنعه من مواجهته يوم الحساب.

في النهاية، كل من دافع عن الظالم، أو تعاون مع الباطل، سيكتشف أن الشر لا يثمر إلا الخراب، وأن كل قوة مبنية على الكذب مؤقتة، وأن العدالة مهما طال أمدها، ستعود لتأخذ مجراها، لتضع كل شيء في نصابه، وتعيد التوازن الذي اختل بسبب تصرفات البشر. فلتكن حياتنا شاهدة على الحق، ولنعلم أن الصبر على الحق أقوى من أي قوة تبدو ظاهريًا، وأن الباطل مهما علا، نهايته الفشل والهلاك.

زر الذهاب إلى الأعلى