أخبار وتقاريرأهم الأخبارالعرض في الرئيسة

خليل العمري.. صوت الحقيقة الذي لم يساوم، ورجل الموقف الذي واجه الباطل بالكلمة والضمير

يمنات

بقلوبٍ يعتصرها الألم، نعى الوسط الإعلامي والسياسي اليمني رحيل الكاتب والصحفي خليل العُمري، أحد أبرز الوجوه الإعلامية الحرة التي عُرفت بجرأتها وصدقها في قول الحقيقة، حتى صار اسمه مرادفاً للشجاعة والموقف المبدئي في زمنٍ تكاثر فيه الصمت وتراجعت فيه الكلمة.

رحل العُمري بعد حياةٍ حافلة بالعطاء والنضال الإعلامي، ظلّ خلالها قلمًا لا يلين، وصوتًا لا يُشترى، ووجهاً صادقاً من وجوه الصحافة اليمنية المستقلة التي قاومت التزييف والانحياز.

حاشد: “رحل بوجه مملوء بالقهر والغضب”

البرلماني أحمد سيف حاشد كتب بحرقةٍ عن رحيله قائلاً: “كأن هذه الصورة أخذت لتقول لنا شيئاً يوم رحيله… وأقل ما يمكن قوله اليوم: رحل بوجه مملوء بالقهر والغضب والاحتجاج.”

وأضاف أن ملامح خليل العمري الأخيرة كانت تختصر وجع الوطن، واحتجاج الإنسان الشريف على واقعٍ يرفض الصدق ويكافئ التزييف.

المقالح:  عاش ومات واقفاً

وقال السياسي والمفكر محمد المقالح في رثاء مؤثر للفقيد: “أحببته قبل أن أتعرف عليه شخصياً، وأحببته أكثر بعدها… خليل العمري عاش واقفاً كالجبال ومات واقفاً كأشجار صبر الموادم والمعافر والمظفر وشرعب السلام. من ظنّ أنه كان في المكان الخطأ، فقد أخطأ هو، لأن خليل كان في المكان الصحيح دائماً.”

وأضاف المقالح أن العمري كان مثالاً نادراً في قول كلمة الحق والثبات عليها مهما تغيّرت الظروف والوجوه، وأنه واجه الباطل بالكلمة، والفساد بالحقيقة.

الدكاك: آن للفاسدين أن يناموا قريري العيون

الشاعر والسياسي صلاح الدكاك عبّر عن حزنه العميق قائلاً:”آن للخونة والفاسدين أن يناموا قريري العيون… مات خليل العمري.”

واعتبر الدكاك أن رحيله خسارة فادحة للإعلام الوطني، وصوتٍ نادر ظلّ يؤرق الفاسدين ويعرّي المفسدين أينما كانوا.

رداد قاسم: مات قهراً

السياسي رداد سعيد قاسم كتب بوجعٍ بالغ: “مات_قهراً! يرحمك الله يا سيد الناس، اتصلت على هاتفه قبل يومين لأطمئن عليه، فطمأنتني ابنته جلنار أن حالته تحسنت، لأفاجأ اليوم بخبر موته.”

وأضاف بأسى:”باقي معانا المقالح وآزال وسبعة آخرين من المعارضين الوطنيين… تتوالى التهديدات ضدهم، وكأن المطلوب أن يرحل الجميع ليبقى المشهد بلا صوتٍ يوجع الفاسدين!”

الجاوي: صوتاً وطنياً حراً

الكاتب والناشط السياسي أزال الجاوي قال في بيان نعيٍ مطوّل: “برحيل الأستاذ خليل العمري فقدت اليمن صوتاً وطنياً حرّاً وقلمًا شجاعاً ظلّ منحازاً للحقيقة والوطن حتى آخر لحظة من حياته. كان أحد فرسان الكلمة وروادها، ومن أبرز من حملوا همّ اليمن وقضاياه في وجه العتمة والتزييف.”

وأضاف الجاوي أن رحيله يترك فراغاً لا يُملأ، ونوراً لا ينطفئ في ذاكرة الصحافة اليمنية.

الزبيدي: شهيد الكلمة التي لم تساوم

أما الباحث السياسي عبدالغني علي الزبيدي فكتب قائلاً:”لم يمت خليل، بل صعد ومعه الحبر الذي لم يجف والموقف الذي لم ينحنِ. كل مقالة له كانت طلقةً في وجه الخوف، وكل سطرٍ كان شهاداً على شجاعةٍ نادرة.”

وأضاف:”رحل متعباً من واقعٍ يخذل الأوفياء، لكنه ظلّ يقاوم حتى الرمق الأخير ضد التزييف والتدجين وإخراس الكلمة الحرة.”

سلوى عمر: الشجعان يرحلون بصمت

الصحفية الفلسطينية سلوى عمر كتبت بنبرة حزينة: “هكذا يرحل الشجعان دون صخبٍ أو ضجيج، إلا من الحزن الذي يعتصر قلوبنا. عرفناه صادقاً، مخلصاً، ناقداً لا يرضى الضيم ولا يغض الطرف عن الخطأ. لن ننساك يا فارس الكلمة، يا من كان قلمك سيفاً مشرعاً في وجه الباطل.”

عقبة: “البردوني قالها… لكن رحيلك أبكانا”

الصحفي مجدي عقبة عبّر عن حزنه قائلاً:”رغم وفرة الموت لدرجة أنه لم يعد أحد يبكي على أحد كما قال البردوني، إلا أن رحيلك أبكانا كثيراً يا أستاذ خليل. منذ إعلان خبر وفاتك ودموعي لم تتوقف… برحيلك فقدت صديقاً عزيزاً. إنا لله وإنا إليه راجعون.”

التميمي: وداعاً فارس الكلمة الحرة

من جانبه الصحفي ايوب التميمي: رحل خليل العمري كما عاش، مؤمناً بأن الكلمة موقف، وأن الحبر حين يُكتب بالضمير يصير أغلى من الدم.

ورغم رحيله، ستبقى كلماته تمشي بين الناس كوصايا وطنٍ لا يموت، وصدى لضميرٍ لم يعرف المساومة.

سلامٌ على القلم الذي لم يحنِ رأسه،

وسلامٌ على الروح التي ارتفعت وهي تحمل في راحتيها شرف الكلمة الحرة.

زر الذهاب إلى الأعلى