قادة عسكرين في القاعدة ل«يمنات»: لا بد من تفجير السفارة الأمريكية مهما طال السفر.
أعلن ما يسمى بـ«منظمة الجهاد الإسلامي» أن عملية الهجوم على السفارة الأمريكية والتي تم تنفيذها الأربعاء الماضي كان موعد تنفيذها هو الخميس الموافق 11/9/2008م وذلك في الذكرى السابعة لأحداث نيويورك 11/9/2001. وقال قيادي في التنظيم في اتصال هاتفي لـ«يمنات» إن تأجيل توقيت الهجوم كان لأسباب خاصة بالتنظيم ممتنعا عن ذكرها.
وتعد هذه العملية هي الثانية التي تستهدف السفارة الأمريكية خلال هذا العام، حيث نفذت مجموعة مسلحة هجوما بقذائف الهاون على السفارة الأمريكية في بداية شهر أبريل، إلا أن الهجوم فشل في إلحاق الأذى بالسفارة وأصابت القذائف مدرسة مجاورة للبنات تسببت في مقتل طالبة فيها وإصابة عشرات أخريات.
وكانت عملية سابقة استهدفت العام الماضي مجمعا سكنيا لخبراء أمريكان في منطقة حدة جنوبي العاصمة صنعاء لم تسفر عن وقوع ضحايا، إضافة إلى عمليات أخرى استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت مدنية وحيوية أعلنت جهات جهادية مسؤوليتها عنها، وأكدت أنها تستهدف الأمريكان وعملائهم في اليمن، ونفذت إحدى تلك الهجمات قريبا من السفارتين الإيطالية والسعودية قبل أربعة أشهر.
وتتوقع الكثير من الجهات الأمنية والمتابعة تكثيف القاعدة لهجماتها، وكان «يمنات» نشر قبل شهرين خبرا عن توجيه القاعدة رسالة إلى السلطات اليمنية تطالبها فيها بالإفراج عن أعضائها المحتجزين على ذمة قضايا يحاكمون عليها في المحكمة الجزائية المتخصصة، أو الحكم عليهم بأحكام مخففة، مع استعداد التنظيم لتوجيه رسائل عنيفة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر القادمين اللذين سيشهدان صدور تلك الأحكام.
وأكد عضو اللجنة العسكرية لكتائب جند اليمن (الجناح العسكري لتنظيم القاعدة في اليمن) المكنى بأبو أسامة، أكد لـ«يمنات» أنه لا بد من تفجير السفارة الأمريكية، مهما طال السفر والزمن، مشيراً إلى أن هناك طابورا طويلا من المجاهدين الشباب المتعطشين لنيل الشهادة، وينتظرون دورهم في تنفيذ عمليات استشهادية جديدة، وأنهم جاهزون لذلك.
وقال أبو أسامة: «إن أكبر مشكلة للمجاهدين مع السلطة أنها لا تنفذ وعودها، وترفض الإفراج عنهم إلى جانب أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء الذين يتم اعتقالهم بسبب تمسكهم بدينهم».
وأضاف: «إن التهديدات التي تطلقها الحكومة لا تخيفنا، فنحن متواجدون في كل مكان، ونستطيع اختراق الأجهزة الأمنية، في حين لا تستطيع هي اختراقنا، لأن تظيماتنا عنقودية، وخلايانا لا تعرف بعضها، وعملياتنا لا يعرف منفذوها أين ومتى ستكون، إلا وهم في طريقهم لتنفيذها.» ساخرا من تهديد الحكومة، وواصفا إياها بالواهمة.
وفي الاتصال الذي أجراه بعض القادة العسكرين في قاعدة اليمن بـ«يمنات» قال أبو عبد الله عضو اللجنة العسكرية: «يعتقد البعض أن الجهاديين في اليمن يخضعون للتقسيم الجغرافي في دول الجزيرة العربية، وهو اعتقاد خاطئ، فنحن جهاديو اليمن نمتد في نصف الجزيرة العربية من جهة الجنوب، وكثير من المناطق السعودية تقع في قبضة خلايانا، لأننا نؤمن أن الأمة الإسلامية واحدة فستظل أهدافنا هي مصالح الأمريكان في المنطقة، وكلما سقط شهيد منا، ظهر مائة مجاهد يرغبون في الشهادة، وتبقى المعسكرات ومباني أجهزة الأمن من أهدافنا، وسننال منها بطريقة لا يتوقعها أحد.»
واختتم حديثه بالقول: «زاد الكفر، وبلاد المسلمين أصبحت مستهدفة من الكفار.»
ويعتقد بعض المحللون أن تنظيم القاعدة الذي يستهدف المصالح الأمريكية، يصب الحساء الساخن في الطبق الأمريكي الذي يجد في ذلك أعذارا صالحة للتحجج بحق الوجود والانتشار في مختلف مناطق العالم.