يُوقع طبيبةً في غرامه
كان قد مضى على تخرجها في كلية الطب خمس سنوات، وخافت أن يسرقها الزمن ولم تجد أنيس الحياة وشريك العمر بعد أن كانت قد ترددت إن لم نقل رفضت من تقدموا لها بحجة أنهم لا يتناسبون مع ثقافتها وعملها ، فهي تريد زوجاً يُقدرها ويقدر شهادتها وعملها.
استنزفت ربيع عمرها في الدراسة والعمل ، بدا لها شاب يصطنع اللقاءات بها في الشارع وفي العمل ويبدي اهتماماً غير عادي في النظر اليها وإطالة التركيز في عينيها ، وهي تغض الطرف عنه ولكنه لم ييأس. وفي إحدى المرات لبس ملابس أنيقة وتظاهر بالمرض وذهب إلى مقر عملها على أنه مريض وتفاجأت بدخوله عليها ، وهناك فتح صدره وقلبه وكل جوارحه (لفاطمة) ولم تنفع صدودها له حتى أقنعها بضرورة التفكير بطلبه في الزواج منها الذي سيجعلها تعيش أميرة في حضن ملك نبيل.
الشاب الهائم لم يدع الأيام تمر وقرع باب "فاطمة" المغلق حتى فتحه، وعندما سألته عن عمله قال لها: إنه يعمل فنياً في شركات عديدة وسألته عن أسرته فقال لها: إنه يتيم الأب والأم ولا أسرة له!!! كما طلب منها أن يتم إحياء الزفاف في محافظة ساحلية بعيدة عن محافظته، وسارت هي بعده بقلب يهفو إلى استنشاق لحظات السعادة القادمة والاسترواء من أيام الزمن الأحلى.. ويتم الزفاف الباذخ من الطرفين وتتعانق الشفاة المرتعشة على بساط الحرمان وتمر ساعات وأيام من الزمن والزوجة مخلصة لزوجها تستشرف قادماً أجمل لكنها تبدأ بتسجيل ملاحظات غريبة على زوجها من خلال تغيير ملابسه وعدم الاهتمام بمظهره الذي كان قد خدعها به والذي كان يعتني به كثيراً عند الالتقاء بها لكن الكذب حبله قصير والخداع لحظة عابرة من الزمن تكشفه الحقيقة وهذا ما كان ، فقد اكتشفت فاطمة أنها تجرعت العلقم بكؤوسه المرة كلها وأن هذا الذي سلمته قلبها وجسدها ليس إلا شحاذاً موتوراً اكتشفته من خلال اتصالها به وذلك عندما ظن أنه أغلق التلفون وهو في الحقيقة مفتوح لتسمع صوته يتردد (لله يا محسنين) ولكي يطمئن قلبها تابعته في اليوم الثاني فوجدته يسوق حكايات العذاب والهوان لكل من يقابله في الأسواق البعيدة، وعندما عاد وواجهته قال لها المهم (الزلط) فطلبت الطلاق لكنه رفض واختفى ولا عنوان له.