باسل القرشي: أنا من أوائل الثائرين لكن اللجنة الأمنية لا تعرف سوى العنف

يمنات/صحيفة المستقلة–حضر إلى مقر الصحيفة والحزن يعتصر جسده وروحه وقدّم باسل فيصل سيف القرشي نفسه وقال: “أنا من أوائل المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء، ومستقل سياسياً وفي مساء الاثنين 13/6/2011م، في العاشرة مساءً دخلت إلى الساحة التي أعتصم فيها منذ أشهر من جوار فندق مرسيليا، وأنا أحمل معي قرابة أربعة لترات من البترول بهدف إيصالها إلى منزلي المجاور للساحة من ناحية مطعم إيجل، وقد سمحت لي لجنة التفتيش بالدخول بها..

وعندما كنت قريباً من منصة الساحة تلقيت إتصالاً من أحد الآقارب بأن صديقاً لي قد اختفى من الساحة، فوضعت البترول في خيمة قريبة من خيمتي لأذهب للسؤال عن المفقود في اللجنة الأمنية للساحة، وعند عودتي من اللجنة أردت أن آخذ البترول من الخيمة، فكانوا قد أخذوه إلى اللجنة الأمنية للتحقيق معي، وهناك سمعت كلاماً وأسئلة مستفزة واتهموني بأشياء كثيرة لم تكن حقيقية ولا حاضرة في حساباتي كشاب ثائر يتطلع نحو الغد الأفضل..

أثناء التحقيق طالبت بمحامي ليحضر معي، فرفضوا ذلك وكتبوا بالمحضر كلاماً ليس من سياق التحقيق وطلبوا مني التوقيع على المحضر فطلبت أن أقرأ ما في المحضر قبل التوقيع فلم يسمح لي، فحدثت مشادة وهو ما استدعى حضور رئيس اللجنة الأمنية نبيل الجرباني فأخذ أوراق التحقيق وخرج من الغرفة، فيأتي بعده ثلاثة أشخاص لضربي مما أدى إلى إصابتي إصابة بليغة في العين اليسرى، وإصابات أخرى.. كان ذلك بعد منتصف ليل الاثنين وأُسعفوني إلى المستشفى الميداني الذي قال بأنه لا يستطيع أن يفعل لي شيئاً واقترح الطبيب أخذي إلى طبيب متخصص..

وبعد فجر الثلاثاء 14/6/2011م جرى تحويلي إلى سجن الفرقة الأولى مدرع لأبقى هناك بآلامي وإصابتي في العين إلى مساء الخميس 16/6/2011م، فأطلق سراحي لأذهب لمعالجة نفسي بنفسي وعلى حسابي الخاص..

ولم يعطوني حتى مضاداً حيوياً في مستوصف الفرقة وقال لي الطبيب لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً وتحتاج إلى طبيب متخصص وعليك أن تصيح وتصرخ لتلفت الأنظار لأني لا أستطيع أن آمر بخروجك..

أكثر ما يؤلمني أن تجري معاملتي بهذه القسوة والبشاعة من قبل اللجنة الأمنية، وبدلاً من إسعافي جرى تحويلي إلى سجن الفرقة رغم أن إصابتي في العين بالغة وخطيرة ولا يوجد ما يدعو لكل ذلك مهما كانت المبررات التي قد تتذرعها اللجنة.. فالمسألة واضحة وهم يعلمون ذلك، فبأي حق يُضرب الشباب في الساحة ألمجرد افتراضات وأوهام؟!