أرشيف

18 حالة فارقت الحياة..البودر الأحمر في الشاهل ،قصص أبطالها مهربون وضحاياها فتيات

ضحايا ساروا مع الموت في ذات الطريق بعضهم من لطف الله به ومنهم من رحل..وحين تمتلئ  الأرض بجثث الضحايا وتنهمر الدموع حزنا عليهم، يرفع الموت على صارية الانتصار راية يطلق عليها السم المعروف باسم ( البودرة ) وعندها تصدع راية الصارية بصوت خبيث ويقول : أنا من فعل كل ذلك. إنه البودرة التي تستخدم في رش أشجار القات انه ذلك السم الأكثر انتشارا في مديرية الشاهل من محافظة حجة التي يمتهن أبناؤها زراعة القات. انه الموت القادم من وراء البحر ليحصد الأرواح في مديرية الشاهل وغيرها من مديريات هذا الوطن.

مغرضون  وراء انتحارها

(ج,ع,ب) 24 عاما لم يكن لها في هذه الحياة غير أخيها الأكبر.. بعد ان فقدت كلا والديها وبقيت مع أخيها يعيشان في أسرة متواضعة يملأها الحب والسعادة إلى  أن  جاء شياطين الأنس الذين استطاعوا أن يجعلوا من أخً محب لشقيقته وحشاً يريد إفتراسها.. إتهموها بما لم تقع فيه؛ بجريمة كانت  بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف وحين تكرر من  أخيها الكلام الجارح بعد أن جالت الهواجس والظنون في فكره فكان يمطر عليها بكلامه الجارح  في كل يوم مع دخوله وخروجه من المنزل لتضيق الأرض بما رحبت نصب عيني الفتاة التي قررت  أن تغادر هذه الحياة نتيجة لما يحدث من أخيها.. وتجرعت  السم ( بودر أحمر)  الذي أدى إلى وفاتها فغادرت عالم الأحياء تاركة أخاها وحيداًً في هذا الكون الا من ذنب لن يفارقه بالتاكيد..

سبق الذباب بشرب السم

(محمود) طفل في الرابعة من عمره كان هو الآخر أحد ضحايا (البودر الأحمر) فلم تكن  والدته تعلم حين  مزجت السم (البودر )  باللبن ووضعته في إناء صغير  تصطاد به الذباب المنتشر في منزلها.. لم تكن تعلم أن طفلها الصغير هو من سيصطاده  هذا السم ويصبح ضحية جديدة يسجلها سم البودر ضمن قائمة ضحاياه حين  حدث ما لم يكن في الحسبان وشرب صغيرها من ذلك اللبن المسموم  فغاردت طفولته البريئة ورحل عن أمه وبكت أمه بكاء مر المذاق لكن لا ينفع البكاء بعد قرار السماء.

 غضب جثة

(ف,ط,ح) فتاة في العشرينات من عمرها تزوجت وظلت لدى زوجها عامين اثمرا بأنجاب طفلة بريئة.. هي الأخرى جعل منها غضبها جثة هامدة فلم تكن علاقتها  بزوجها  بالطيبة طوال  فترة زواجهما التي عجت بالكثير من المشاكل الأسرية التي  سحقت في طريقها كل  الحنان والعطف  لينفجر غضبها كالبركان الثائر الذي ما ان تصاعدت الحمم من فوهته حتى تحولت (ف – ط – ح) إلى روحا صعدت إلى سماء بارئها مخلفة جثة لفتاة تجرعت سم البودرة عقب تهديد ووعيد هدفت منه أن يكف زوجها عن اغضابها فلم يكن منها حين لم تكبح تهديداتها ووعيدها جموح اساليب زوجها المغضبة الا ان تجرعت السم  ولحقت بمن سبقوها برحيلهم على قافلة من غادروا هذه الحياة..

 ضحية من نوع آخر

أحمد صالح حميدان شاب في  23 عاما  كان ضحية  من نوعاً آخر لقاتل هو نفسه بودرة السم  فم تكن تلك الأيادي الآثمة التي وضعت هذا السم له لم تكن سوى ايادي شياطين دست له السم بين الماء الخاص به ولم يكن هو ايضا يعلم حين امتدت يده نحو الماء ليطفىء نيران ظمأه   أن هذه الشربة هي الشربة الأخيرة في حياته، فما أن هوت قطرات المياه في جوفه حتى اقشعر بدنه ورفست رجلاه الهواء رافضة الرحيل تسعى للبقاء الا أن الحقيقة المرة سادت الموقف رغم ان هناك من  أسرع بإسعافه إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه باءت بالفشل  حين وصلوا به إلى المستشفى وهو جثة هامدة تتوق لأن يواريها التراب وعندما عادت الأنظار إلى تلك القنينة التي شرب منها فإذا بها بودر أحمر.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا دفن هذا الشاب أو بالأصح الضحية  دون أن تحقق الجهات الأمنية بمديرية الشاهل  في الجريمة التي احتواها الكتمان والصمت فيما بعد؟

رضاعة بنكهة  السم

لم تمكث (ص،ي،ق)سيدة الثلاثين سوى أسبوع عقب ولادتها لتلفظ أنفاسها الأخيرة تاركة وراءها طفلا رضيعا يعتصره الجوع.كلمات زوجها المعاتبة لها كانت  تقيد  في قلبها نارا ملتهبة.يا لتلك الكلمات يا لذلك الزوج الذي لم يدر في رأسه أن كلماته اللائمة ستقتاد زوجته ذات يوم إلى هاوية الممات،  ستجبرها على شرب ذلك السم اللعين.. كل ذلك جعل من تلك الزوجة أن تتخذ القرار الذي تتخذه بعض النساء في الشاهل وهو قرار الانتحار بالسم  أو ما يسمى هناك (بالبودر الأحمر) فشربت منه دون أن تبالي بحياتها التي هي أمانة في عنقها ولا حتى بطفل رضيع لم يمضِ على قدومه إلى الحياة سوى أيام فقط  فماتت وتركته و أطفالا اخرين ً دون أم تشعرهم بعطفها وحنانها حتى الطفل ذو السبعة أيام لم تشفع له براءته لدى أمه في منعها من الانتحار..

حتى المختل عقلياً لم يسلم من شره 

(م,ح,ع) ذلك المختل عقلياً الذي سفحت سنوات عمره من جبل السابعة والثلاثين عام والذي شاءت له الأقدار أن يخرج إلى هذه الحياة مختل عقلياً و كبر وترعرع مجنوناً لا يحفظ حتى اسمه هو الأخر ذهب ضحية لهذا السم  فحين قام شقيقه  الأكبر برش شجرة القات بسم البودرة كان القدر ينتظر أن يختطف روحه فما أن ترك  شقيقه   هذا البودر في طريق أخيه المختل الذي سارع للشرب من هذا البودر الذي لم يتردد مطلقا من القذف به على الفور إلى عالم جديد عليه عالم الأموات الذي ربما لن يجد برفقته تلك الأحزان والعذاب التي عاشها في عالم الأحياء مختلا عقليا..

وضع مخيف يدعو للتساؤل

بات الوضع مخيفاً جداً ويدعو لتساؤلات عدة فها هي الوريقات تسجل في مديرية واحدة 27 حالة, منها 18 لقت حتفها وأخريات شفيت بعد ألم مرير.. أغلب تلك الحالات من النساء بمعدل 84٪ ومن هنا تنطلق الاسئلة الحائرة فسؤال يحكي عن وضع أضحى مراً يسير فيه المرء يتجرع قسوة الحياة فيفضل الرحيل إلى عالمه الآخر وسؤال ينطلق مسرعاً صوب الجهات المختصة في وزارة الزراعة وتلك المعنية بالرقابة على دخول هذه المنتجات التي لا يستبعد أن معظمها يدخل إلى الوطن عن طريق التهريب وتباع على الأرصفة ووسط ادراج البقالات تزاحم المواد الغذائية فيتحول من قدموا بها من مهربين إلى أبطال لقصص معظم ضحاياها من الفتيات فأين تقف وزارة الزراعة وتلك الجهات من حدوث ذلك.. وسؤال أخير يقول يا كل من تقطعون على كراسي المسؤولية والمناصب وتنعمون بما يقتض في خزائنها من نقود يا أولئك المسؤولين هل يكفي ما كتبته الأقلام عن ارواح غادرت عالم الأحياء بسبب هذه السموم أم أنها ستكتب الاقلام عن ضحايا جدد ستقع في شراك هذا الموت القادم من بلاد ما خلف البحار..

زر الذهاب إلى الأعلى