أرشيف

نرجس في سوق رقيق الحبيلين

هل هناك زمن أسوأ من هذا الزمن الذي يجد الإنسان نفسه فيه مضطراً لبيع فلذة كبده مقابل مبلغ من المال لا يساوي ثمن دمعة واحدة من عين الأم حين تؤخذ ابنتها إلى السوق لتباع هناك بالمزاد لمن يدفع أكثر والسبب هو الفقر ولا سوى الفقر يستطيع أن يجبر الوالدين على بيع ابنتهما لإنسان آخر ..

حكاية تكتب بالدموع وتفاصيلها تلعن هذا الزمن بمن فيه حيث لا مأساة أكبر من مأساة بيع "نرجس" بمبلغ أربعين ألف ريال، ونرجس ذات زهرة واحدة من العمر لا تعلم من أمر البيع والشراء شيئاً، وتدفع كل يوم أكثر من أربعين ألف دمعة بعيداً عن حضن أمها ولا تملك حتى لغة العتاب لتعاتب من باع ومن اشترى أو تعاتب هذا الزمن بحكامه الذين في عهدهم تباع :نرجس" وتباع الطفولة في السوق ويبقى سوق بيع الأبناء مفتوحاً في زمن الفقر والحاجة وانعدام الحيلة حتى لا يجد الأب ما يبيعه سوى فلذة كبده في حين ينفق أهل الترف والجاه على طفل من أطفالهم في اليوم ما يغني والد نرجس فلا يفكر ببيعها ويُغلق باب سوق نخاسة الأطفال.

حدث هذا في الحبيلين .. وقد أقدم والد "نرجس" من فئة المهمشين على بيع :نرجس" على شخص آخر من نفس الفئة بأربعة ألف ريال فقط لا غير واختلفا بعد فترة عندما لم يدفع المشتري كامل المبلغ وتبقى عليه مبلغ سبعة آلاف ريال من ثمن "نرجس" اضطر بعدها الأب لاختطاف ابنته والتنصل من عقد البيع لأن المشتري لم يوفِ بشروط العقد الذي ورد وهو اربعون ألف ريال وقد قال والد نرجس أنه لن يعيد ابنته حتى لو دفعوا له ستين ألف ريال وأضاف أن بيع الفتيات الصغيرات منتشر بين هذه الفئة حيث يشتري من لديه مال الفتيات الصغيرات بسعر بخس ويبيعها عندما تكبر بمبلغ كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى