أرشيف

عضة القتيلة تكشف القاتل

كان يعلم أن الضحية عادة ما تكون في الصباح بمفردها في داخل المنزل، فهي أم لشاب وشابة كلاهما يدرسان في الجامعة وكان يثق أنها تملك مجوهرات ونقود في المنزل خاصة وأنه من سكان الحي ومن أسرة فقيرة ولم يتمكن من التعليم وقد عمل في عدة أماكن من مصانع القطاع الخاص والورش ولكن لم يوفق في تعلم مهنة أو عمل يكفيه العائد منه شر السؤال..

وسوست له نفسه أن يتسلل إلى المنزل ويستولي على ما بداخله.. كان الوقت صباحاً والساعة تشير إلى العاشرة وقد تمكن من الوصول إلى سطح العمارة، كانت الشقة المقابلة لشقة القتيلة قد أخليت من السكان قبل أيام وهذا ما شجعه لارتكاب الجريمة، تمكن من الدخول إلى شقة القتيلة عبر المنور الذي يؤدي إلى شباك الحمام فدخل الشقة بسهولة. كانت الضحية في المطبخ تعد الطعام لأولادها الذين سيصلون بعد الظهر من الجامعة، اتجه إلى غرفة النوم وأخذ يفتش ولم تخب ظنونه فقد عثر على مجموعة من المجوهرات تقدر قيمتها بمليون ومائتي ألف ريال ومبلغ نقدي مائة وعشرون ألف ريال يمني ومبلغ 1700 ريال سعودي وأخذ يجمع المجوهرات والريالات وهو هلع ومسرور ليفاجأ بسماع حركة غريبة، اختفى خلف الباب ولكن حين دخلت الضحية شعرت بوجوده من منظر أبواب الدولاب الخاص بغرفة النوم، صرخت صرخة واحدة ولم تتمكن من تكرار الصرخة الثانية فقد تمكن من الهجوم عليها وبكلتا يديه طوق عنقها وضغط عليه بجسمه بقوة، لم تستطع المسكينة أن تقاوم غير أنها وجدت أذنه اليسرى قريبة من فمها فأطبقت عليها بأسنانها ، لم يشعر هو بآلام العضة إلا بعد أن أجهز عليها ولفظت أنفاسها، حاول إخراج أذنه من فمها بصعوبة والدم ينزف منها ، وأن يوقف النزيف برش بعض العطر الذي كان في غرفة النوم ثم غادر من الباب الرئيسي . لم يلمح أحداً واتجه إلى أطراف العاصمة وقام بجراحة أذنه في إحدى العيادات الشعبية ثم تمكن من بيع المجوهرات بمبلغ خمسمائة ألف ريال ثم اتجه إلى الفرزة وأخذ مقعده بين المسافرين إلى مدينة تعز، كان سفره بدون هدف أو تخطيط.

أما المجني عليها فقد تم اكتشاف الجريمة عند وصول أبنائها من الجامعة وعندما جاءت الأجهزة الأمنية لمعاينة مسرح الجريمة ووجدوا آثار دماء في فم القتيلة ، توقعوا أنها عضت الجاني وخمنوا أن يكون المكان الذي قامت بعضه فيه يكون بين الرقبة والرأس، وعلى هذا الأساس تم التعميم على كافة مراكز الجمهورية ، أما الجاني فقد مكث مدة يومين في مدينة تعز ولم ينتبه له أحد ثم انتقل إلى مدينة الحديدة وهناك استقل دراجة نارية لتوصله إلى أحد الأحياء وبسبب اختلال يد سائق الدراجة النارية أدى إلى انقلاب الدراجة ، مما سبب أن فقد الجاني وعيه وأسعف إلى المستشفى وأثناء تفتيشه من أجل معرفة ما بحوزته وجدت مبالغ مالية سعودية مخفيه في سرواله الداخلي ، وعندما فاق وعند سؤاله تلعثم ، ووصل حينها ضابط من الإدارة كان يعلم بالبلاغ الواصل من صنعاء حول أوصاف الجاني ليكتشف أن الجروح التي في أذنه قديمة وهنا تم إلقاء القبض عليه والتحقيق معه رسمياً ليعترف بجريمته ويشرح تفاصيلها. 

زر الذهاب إلى الأعلى