أرشيف

الانحرافات الجنسية على الخط الساخن في مستشفى السلام بالحديدة

الاعتداء والانحرافات الجنسية وغيرها من القضايا والاشكاليات النفسية التي يعاني منها المراهقون والشباب وكيفية مواجهتها، خدمة جديدة في مجال الصحة النفسية على الخط الساخن للمساعدة النفسية والبحث النفسي يقدمها مستشفى دار السلام بمحافظة الحديدة لهذه الشريحة من الذكور والإناث، حول هذه الخدمة والمشاكل التي تواجه هذه الشريحة نجري التحقيق التالي ..

تحقيق-آمنة هندي

أوضح الأخ الباحث والمرشد النفسي عبد الله يونس أن خدمة الخط الساخن تعتبر قفزة نوعية في مجال الصحة النفسية، وهي الأولى من نوعها في محافظة الحديدة، وقد تم طرح الفكرة على مدير مستشفى دار السلام.

قام المستشفى بتنفيذها قبل شهرين من هذا العام من خلال إدارة البحث النفسي لكادرها المتخصص والمؤهل حيث يستقبل الخط الساخن فيها الاتصالات على الرقم 237380 ويتم الاستماع إلى المشكلة وتقديم الحلول والمساعدة عبر الهاتف، فيما خدمات البحث النفسي يتم فيها استقبال الحالات ويجري دراسة حالة المريض وتقديم كافة المساعدات اللازمة له لتجاوز حالته المرضية..

انحــراف

وعن أهم المشكلات التي أتصل أصحابها على الخط الساخن طلباً للمساعدة قالت الباحثة النفسية "رسمية":  المشكلات بالنسبة للمتزوجين أسرية، أما المراهقين والشباب فقد كانت أكثر مشكلاتهم التي جاءت إلينا الانحرافات الجنسية ثم القلق العام والفوبيا حيث كان عدد المتصلين الذين يعانون من مشكلة الانحرافات الجنسية خلال شهر ثمان حالات، وكان من بين هذه الحالات حالة عمرها 14 سنة.

انعدام الثقافة الجنسية

وعن الأسباب التي تقف وراء الانحرافات الجنسية والتي تدفع الشباب إليها قال الأستاذ سليمان المشرعي: هناك أسباب كثيرة وعديدة ومنها عدم وجود ثقافة جنسية توضح لهؤلاء الشباب الشكل السليم والصحيح للعلاقة الجنسية والمحرم والمباح والشاذ في الجنس، وما الذي يترتب على هذا الأخير من مخاطر صحية (الأمراض المنقولة جنسياً) ودعا إلى ضرورة وجود ثقافة جنسية يشرف ويطلع عليها الوالدان.

وقال أن الوالدين يقومان بمنع أي معلومة عن أبنائهم ولو كانت صغيرة ومعاقبتهم في حال وجود أي استفسار لهم عن أمر من أمور الجنس أو ما يتعلق به واعتبار هذا (قلة أدب) منهم وهذه الأمور لها نتائج عكسية في مستقبل حياتهم، فما يحدث للعديد من الشباب من فشل في ليلة الدخلة هو سبب الجهل بأمور الجنس، أيضاً حالات الإغماء والفوبيا والقلق التي تحدث للكثير من الفتيات في هذه الليلة بسبب الخوف من المجهول..

هستيريا في ليلة الزفاف

 وفي إضافة لها قالت الباحثة النفسية منى الكوكباني: إن إدارة البحث النفسي استقبلت قبل فترة من الآن حالة لفتاة لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، وكانت تعاني من هستريا وكانت في ليلة زفافها، وبعد البحث النفسي لحالتها وجد أن الفتاة افتعلت هذه الحالة هرباً مما سيجري في ليلة الدخلة لأن هناك من حدثتها عن آلام ودماء ومعاناة وفضائع ستحدث في هذه الليلة.. وحتى لا تصاب بهذا أدعت أو مثلت حالة الهستريا لكن مع هذا كان هناك حالة من القلق والخوف الشديد عند هذه الفتاة، فالجهل والمعلومات المهولة التي تعطى للفتاة قبل الزفاف بساعات هي التي دفعت هذه الفتاة وغيرها من الفتيات للأخذ والتصور أن ليلة العمر هي مشكلة وليست بداية لحياة جديدة.

الحرمان  العاطفي

ما المشكلات الأخرى التي لقيتم فيها اتصالات هاتفية من الشباب المراهق؟

أجاب الأستاذ سليمان: العلاقة العاطفية بين الأبناء والآباء.. فهناك من يقول أنا أبي يكرهني، ومن يقول أنا أمي لا تهتم بي أو أبي يضربني دائماً وهكذا…

فحب الأبناء يجب ألا يكون شعورا نضعه في قلوبنا ونقفل عليه وانتهى الأمر، وإنما ينبغي تفعيل هذا الحب بحيث يخرج على شكل أحاديث، لمسات، ابتسامات، عبارات تشبع جوعهم العاطفي.

ضغوطات الحياة

وعن السبب الذي يجعل الآباء يبتعدون عن أبنائهم عاطفياً، أجاب الأستاذ عبد الله يونس: علينا أن نعترف بأن الوضع الاقتصادي وضغوط الحياة المادية وهم المصاريف وكثرة ساعات العمل تسبب الكثير من المشكلات.

هل صادفتكم حالة تشكو من اعتداء محرم أو اغتصاب؟

أجابت منى الكوكباني: هي مشكلة واحدة فقط وكانت في بدايتها أي لم يحدث اعتداء أو اغتصاب، وكانت لفتاة عانت من تحرش أحد محارمها وعندما تم بحث الحالة وجد أن ذلك القريب يعاني من مرض عقلي والذين يعتدون على محارمهم هم (مدمني مخدرات أو بعض مرضى الفصام – حالات معينة).

مجتمع محافظ ولكن

من الانحرافات الجنسية إلى المطالبة بثقافة جنسية إلى الاعتداء على المحارم وهكذا مواضيع قد يرفض البعض الحديث فيها وقد ينكر علينا البعض تناولها بحجة أننا مجتمع محافظ.. فما هو تعليقك أ. سليمان؟

لا حياء في الدين.. لا حياء في الحياة، وحياتنا هي مرتبطة من بداياتها وحتى النهاية بالدين ولا يوجد ما يمنع من أن ننظر في مشكلاتنا وواقع الحال الذي نعيشه، وكما أن الحياة ليست خيراً كلها فهي أيضاً ليست شراً كلها.

زر الذهاب إلى الأعلى