أرشيف

الضّمار ضاع والعقل طار.. وجناني تعوّد على ضرب العسكر

حاوره /أمين عبد الله راجح

كان اللقاء صدفة، انتهى الإمام والمصلين من أداء صلاة المغرب فقام أحد المحتاجين يطلب المساعدة.. لحظات فإذا بصاحبنا يقف ويقاطعه بقوله "اسمعونا أنا ما عليكم منه.. الآن دوري، إذا في فلوس بانتحر وإذا ما في الأمر طبيعي" فلم أدعه إلا بعد أن عرفت قصته.. لقد عاش قصة حب قلما أن يعيشها العقلاء.. كنت كلما أحاول أن أسأله سؤالاً بعيداً عن الحب يعيدنا إليه فالحب  شغله الشاغل ليل نهار.. والأغرب من ذلك أنه يتمتع بمهارات فريدة مثل تقليد الفنانين والقراء وبعض المؤذنين – كأذان مكة – بمهارة فائقة.. ومع الحوار

 

 

> ما لك مطنن؟

أشتي أغير شخصيتي.

> ليش؟

على شأن أرتاح.

> من هو الشخص المرتاح بنظرك؟

اللي.. ويبعد النساء عن عقله.

> والذي يفكر بالنساء؟

العظيم تكون المرة وراءه مش بفكره.

> أنت تعيش في وهم؟

الحب جاب لي الوهم بالنوم واليقظة.

> أيش رأيك بالحب؟

حبي جنان وبهذلة.

> يعني سبب جنانك الحب؟

ملاوعة شيطان.

> وهل حبيبتك تستحق الحب والعذاب؟

الشيطان كبرها في عقلي.

> ليش ما تتزوج بها؟

صعلكة من حارة إلى حارة ومن شارع إلى شارع.

> أكيد تبحث عنها؟

أبحث لك على نسوان.

> ممكن تعرفنا باسمك؟

أمين وشرعبي.

> كم عمرك؟

أريد أن اتجاوز عمري لأتزوج من حبيبتي.

> عرفنا باسمها؟

أسماء من الأسماء.

> وأين تسكن؟

في أحشائي.

> كيف تعرفت عليها؟

عندما كنت أشتغل في صنعاء.

> ماذا كنت تشتغل؟

كان معي محل ملابس.

> وليش تركت العمل؟

الضمار ضاع والعقل طار.

> وكيف انتهى الضمار؟

كنت أندي لها بنطلونات لما فلست.

> وبعد ما فلست؟

نزلت تعز أبرطع وأقوي شخصيتي.

> كيف قويت شخصيتك؟

حاولت أعمل نفسي شرعبي متوحش قوي.

> وهل نجحت الخطة؟

كنت وقت الله الله أرجع مسكين أرحم، القوة ما تدوم، وما يدوم إلا الجنان.

> وهل الجنان أنساك الحب؟

قلة النوم طيرت بالذكريات.

> أيش رأيك بالذكريات؟

أقوم الصبح وأنا ساهر وأهدي لها الورد واللثام وتقللي: "وينك يا روحي.. يا جلبي بعد ثمان سنين"

> كيف تمكن حبها من قلبك؟

مكنتني الشيطانة من قلبها.

> قلت فيها شعراً؟

يا بنات اليمن ذاب عقلي حبيبة/ زاد الغرور اتركنه

والدلع بطلنه/ تخرجين خمس وأربع كالعقيق .. وزاد قلبي اوضع / علموكن الدراسة والثقافة والسياسة.. وزاد قلبي حماسة

> درست؟

إلى ثالث إعدادي ورسبت.

> ليش ما تواصل؟

الجنان يخارج.

> طيب أنا أشتي أجنن.. كيف أعمل؟

الجنون سبعة : نفسي وسلمي وعدواني وسياسي واقتصادي..

> كيف يطيش العقل؟

قوة الشهوة والشيطان يدحرجك للوحدة، والوحدة تدحرجك للشهوة.

> هل احتبست بسبب الجنان؟

العسكر حبسونا عشر مرات وعشرين وثلاثين.

> ليش؟

الجنان حقي عودته على العسكر

> كيف عودته على العسكر؟

كانوا عندما يمسكونا أقلبها مجنانة وأخارج نفسي، وفي الأخير اكتشفت أننا مجنون مع العسكر والناس..

> المهم كيف كانت معاملة العسكر؟

كانوا يضربونا..

> ليش ؟

أقول أننا أحب وأعشق.. كان العسكري يضربنا ويصرخ ويقول : ليش تقول أحب؟ قلِّي ما أحبش"

> وبماذا كنت ترد عليه؟

أقله : من حقي أحب.. قالوا: ولو أنت تحب نزوجك.. هل هي تحبك؟ …. شتحصل ضرب لأن أمك وأبوك بحاجتك.

> وهل أبوك وأمك عائشين؟

عودت نفسي على أمي .

> ليش ما تشتغل لكي تزوج نفسك؟

شغلي كله حب.. ما في معي شغلة غيره في الشارع.

> كيف معاملة الناس في الشارع؟

اللعنة عليك يا شرعبي.. ليش تجنن بنفسك وأنت مسبع مربع؟.. هل النساء معاديم؟

> أيش القضية إذن؟

في ناس يشحتوا وهم أغنياء..

> كيف عرفت؟

مرة واحد بصنعاء وقف السيارة ودخل المسجد يسأل.. والله العظيم..

> وكم حصل فلوس؟

طلع تسعة ألف ريال وأنا ولا ريال.

> وهل زعلت؟

قمت فوراً وخطبت بالمصلين وقلت "تساعدوا هذا الغني وأنا الفقير ولا ريال، والله إنكم لقوم سيحبط الله أعمالكم.

> والشحات أيش عمل؟

أعطانا ألف ريال وحبنا بالرأس ومشى.. قلت حرام أفضح به.

> وليش يشحت وهو غني؟

متعود على الشحاتة وما يقدر يبطلها.

> قللي هل سمعت بمشاكل الجنوب؟

ياخي ما دخلنا بالناس الثاني يعملوا عشرين مشكلة.. خلينا بالحب..

> عرف الانصهار؟

لا يستطيع الواحد يتزوج وهو مهزوز.

> هل تحلم ببنك فلوس؟

هاهاها.. بتطلعلي فلوس يا محمد؟!

> متى تشعر بالحزن؟

اتذكر وأنا أقسم الهريسة حبة بحبة.

> ختام اللقاء أصورك؟

حبتين.. حبة لك وحبة لي.. خليها حالية.

زر الذهاب إلى الأعلى