أرشيف

شخصيات سياسية وبرلمانية : الوحدة اغتالتها سياسة الفيد ولا حلول إلا بتنازلات كبرى من السلطة

تداعت على الوطن أزمات عاصفة بسبب سوء ادارة البلاد وممارسة سياسة تهميش الآخر والاستحواذ على الكل ومحاولة من منتدى المستقلة في وضع السلطة أمام حقائق تتجاهلها وتتغافل عن وضع حلول حقيقة لها،  نظم المنتدى ندوة خصصت  لمناقشة القضية الجنوبية تناولت  محورين هما:

المحور الأول : نشأة الحراك السلمي الجنوبي وواقعه الآن.

المحور الثاني : السيناريوهات المستقبلية لواقع الحراك، وما هي الحلول المتاحة؟وقد قدمت في الجلسة ثلاث قراءات رئيسية بالاضافة إلى مجموعة من المداخلات المهمة.  هذه الصفحة مخصصة لتناول المحور الأول في الندوة على أن نستكمل المحور الثاني والمداخلات في العدد القادم.

أبو هدى : الشمال نصب كمين الوحدة لينهب الجنوب

 

الأستاذ/ ياسين أبو هدى بدأ ممارسة العمل السياسي منذ عام 1969م وهو أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني وله عدة أبحاث في التاريخ والسياسة والقانون تحدث في قراءته عن  المحور الأول للموضوع قائلاً:

 المصالح هي التي تقرر مواقف الناس وليس الأيدلوجيات حتى الحقائق الهندسية كما قال أحد المنظرين إذا تعارضت مع مصالح الناس سيرفضونها.

فشعب الجنوب فقد مصالح.. بل عاد قرنا كاملا إلى الخلف وسأدلك على هذا من الواقع بالحقائق التالية..

 أولا كان هناك دولة في الجنوب بمفهومها القانوني والسياسي والسيوسولوجي، دولة حاضرة بأجهزتها، بمؤسساتها إلى أقاصي أراضي الجنوب حتى في أعماق صحراء ثمود، شرطة، جيش، دولة بمعنى الكلمة.

في الجانب الآخر الشمال لم يكن فيها دولة حتى الآن. هناك دولة لكنها ليست دولة مؤسسات.

ثانياً : الإنسان خسر شيئا مهماً جداً (الأمن) فبسبب الأمن في الجنوب كان لا يستطيع أحد أن يتعرض للمواطن  بالنشل أو الابتزاز.

ثالثاً: وقضية الأرض في الجنوب حلت حلاً وطنياً وهذا من أهم مصالح المواطنين في الجنوب لأن الملكية العامة للأرض كانت ملكاً للشعب وفقاً لنصوص الدستور. أنت ممكن تحصل على أرض تسكن أو تزرع لكن يستحيل أن تتاجر بأراضي الدولة، مش فقط مستحيل تعمله، بل مستحيل تفكر فيه، اليوم تتركز ملكية الأرض بيد مجموعة وهؤلاء هم النافذون والناهبون والذي بيده الملكية هو الذي بيده السلطة والمال.

و الأراضي في الجنوب كانت تصرف عبر المجالس لا يوجد شيء اسمه أن رئيس الجمهورية يصرف 20 لبنة وهو يصرف أكثر من هذا

من غير معقول أن تكون الأرض ملكية عامة والسبيل للحصول عليها عبر فرمانات سلطانية، أنت تقول نحن شركاء في الوطن، إذا يجب أن نكون شركاء في خيرات الوطن.. قضية الأرض عملت شرخا وطنيا كبيرا جداً في نفسية الناس،  ترى شخصا يبسط على مئات الهكتارات أو آلاف الفدانات من الأرض، وفي التلفون يبيعها إلى الخليج وكونوا ثروات طائلة جداً وأقول بصريح العبارة حرب 94م شنت على هذا الأساس من أجل إحكام القبضة على الجنوب والتفرغ لنهب الأرض بالكيلومترات.

 رابعاً :  قضية الثأر في الجنوب حلت بقانونين قبل 40 سنة، حلاً وطنيا.. وأهم ما جاء في القانون أن الدولة تعالج كل قضايا الثأر التي ارتكبت بدافع الثأر حتى 30 نوفمبر وفقاً للأعراف القبلية ولكن الدولة طرف في المسألة هي التي تحدد الآليات..

وخلال فترة ستة أشهر تحل القضية، يعد ارتكاب أي جريمة بعد هذا القانون بدافع الثأر جريمة  وتكون العقوبة مشددة بينما في الشمال حصل العكس أيام الأمام كان الثأر لم يصل إلى حد أن يكون ظاهرة لكن بعد ثورة سبتمبر أصبحت الثارات ظاهرة وهذا يحتاج إلى تحليل، ما هو السبب؟

خامساً: في الجنوب القبيلة لا تستطيع أن تضع رأسها في رأس السلطة إطلاقا لأن النظام نظام وطني يتعامل مع الكل إلى حد أنه بعد الاستقلال القرار (2) أو (3) في بيان الاستقلال كان (إلغاء كل التكوينات القائمة قبل الاستقلال فقد كان هناك 22 مشيخة وسلطنة وكل مشيخة كان عندها دستور وقانون ومجالس عبارة عن تحالفات قبلية. لم تقل هذه القبائل كيف تأتي الدولة وتلغي تكويناتنا، لايوجد شيء اسمه (مصلحة شؤون القبائل) لأن هذا يتعارض مع مفهوم المواطنة، يعني تأخذ الدولة من المواطن ضرائب كي تدفعها إلى مصلحة شؤون القبائل  تطلع من ميزانية الدولة مليارين وخمسمائة مليون ريال إلى ميزانية شؤون القبائل. ونتكلم على دولة وطنية ومساواة ومواطنة؟!

سادساً : بعد الوحدة كل ما كان في الشمال سيء عمم على الجنوب وهذا أخطر شيء.

الشيء السابع: أيضاً خسر الجنوبيون عملية  التحديث والمدنية  فالمرأة لها كرامتها كإنسان ومواطن كامل الحقوق وتتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات ، ولا يوجد تمييز إطلاقا بين الرجل والمرأة.

 .. قانون الأسرة اليمنية الجنوبي يقول عن عقد الزواج (عقد بين رجل وامرأة كاملة في الحقوق والواجبات هدفها بناء أسرة) بينما قانون الأحوال الشخصية في الجمهورية العربية اليمنية وفي الجمهورية اليمنية يعرف عقد الزواج بأنه "العقد بين الرجل والمرأة من اجل تمكين الرجل من (وطء) المرأة.  هذا شيء مخجل!!. هذا يعكس ثقافة، يعكس أخلاق، يعكس قيم، لم يأت من فراغ،.

تاسعاً : التعليم وهذا من المصالح المهمة ليس على مستوى كونه حق لكن أيضا على مستوى المضمون فقد كان مطروحاً بأسس علمية صحيحة ومتطورة في الجنوب على مستوى المناهج الدراسية.

 أشار البعض أشارة مهمة حول شيوع ثقافة الكراهية لكني أقول أنا ضد ثقافة الكراهية مبدئياً لكن هذا شيء أتفهمه، أنا لست قلقاً من هذه الظاهرة لسبب أن الكراهية والعنصرية والعرقية ليست جزء من نسيج الثقافة في الجنوب إطلاقا،  وكان الشمالي عندما ينزل إلى الجنوب  يعامل كأي مواطن جنوبي ويحصل على البطاقة، يدخل انتخابات، يعين سفير، يعين وزير، يدخل المدارس، بينما الجنوبي كان يهرب إلى الشمال يمنح البطاقة الصفراء الامنية لا يستطيع أن يشتغل ولا يدخل انتخابات ولا يتعين ولا يحزنون.

نحن تعايشنا مع أعراق متعددة كان المسجد والكنيسة والمعبد في مكان واحد، من يسمونهم الأخدام هنا وصلوا إلى مراتب عليا مهندسين وأطباء وقادة ألوية وقادة عسكريين..

خلاصة القول هذا ما خسره أبناء الجنوب من مصالح.. بعدها لنعود إلى موضوع الوحدة، أنا لا أتفق إلى حد كبير مع من يقول لا ذنب للوحدة فيما حصل،..هل الوحدة شيء معلق بالسماء،. الوحدة ليست خطأ من حد ذاتها والجنوب بما هو دولة ونظام وقانون كانت مصدر إلهام لأبناء الشمال المسحوقين المكدودين المنهوبين المستضعفين لكن في المقابل كانت مصدر إزعاج وقلق وأطماع للقوى النافذة في الشمال،  لكني سأورد وقائع محددة، لقد حاولوا اجتياح الجنوب من خلال الحروب في 72 ومابعدهافعجزوا والتفوا على الموضوع بقضية الوحدة لأنهم يعرفون كم هي الوحدة عزيزة على الناس وبدؤوا يضغطوا عليها،  لكن الجانب الآخر كان يصمم لنصب فخ للجنوب والناس مطمئنون ولم يتصوروا أن الوحدة فخ. وحصلت الوحدة، طبعاً الفيروس الجرثومة حملتها اتفاقية الوحدة والأسس التي قامت عليها الوحدة، الوحدة تمت بطريقة غير ديمقراطية، سلمياً صحيح لكنها لم تكن بطريقة ديمقراطية، حزبين في سلطتين انتهزوا وجودهم في السلطة وعملوا دستور، المضحك الأكثر ما يقال عن الاستفتاء على الدستور، هذا أيضا كلام مغالط وخطير، هل سمعتم أنه تدخل وثيقة قانونية إلى حيز التنفيذ ثم يتم الاستغناء عليها تصوروا إلى هذا الحد ضحكوا على عقول ملايين، أنا كقانوني اعتبر هذا شيء حقير، غير أخلاقي.

طبعاً أنا أتكلم وأنا كنت عضو في الحزب الاشتراكي ومن مؤسسيه لكن خرجت منذ فترة طويلة ومع هذا أظل أكن الاحترام لهذا الحزب، وهنا أسرد حقائق تاريخية عايشتها واعرف بأدق تفاصيلها .. القوى النافذة رأت أن الصرف بالتحويل لا يمكن أن يمشي، لا يشبع نهمها وحصلت هجرات منظمة إلى الجنوب وهذا مثبت بالوثائق لدينا، ومولوا من بنوك من أجل شراء أراضي في الجنوب وكانت جزء من عملية الإعداد لحرب 94م، طبعاً الحيازة أو التملك شيء طبيعي سواء في بلدك أو غير بلدك لكن عندما يجري بسياق غير نزيه، غير نظيف.. هذا جرى بتخطيط مسبق وهو تغيير التركيبة الديمغرافية للجنوب وأحد وسائلها والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من ارضي الجنوب. والدليل على هذا إن  (14) جنرالا الذين قادوا وأدلجوا الحرب احدهم استولى على ارض في مثلث الحواشبة – المسيميرمساحته  15كم بجبالها بقراها بأراضيها بوديانها. أنا ابن عدن لا امتلك شبر واحد في عدن، البعض عندهم 2-3 كم في عدن، شنت الحرب على هذا الأساس.

 

نتحدى السلطة أن تنشر تقرير باصرة،.. إن ما يحصل في الجنوب ليس تصرف شخصي من قبل أشخاص وبلاطجة يمارسوا هواية السطو على الأراضي، لا هنا تخطيط منظم ومبرمج وهادف.

للجنوبي في صنعاء 3500 ريال

وللشمالي في عدن فيلا و (5)  أرضي

وهنا  سأتوقف عند مسألة لها دلالة، بعد الوحدة نقلوا مجموعة موظفين من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال  الذين نقلوا من الشمال إلى الجنوب حصلوا على مسكن (فيلا أو بيت) من حق الدولة بالإضافة إلى قطعتين وبعضهم خمس قطع أراضي. والبعض سكنوا في مشاريع سكنية بنتها دولة الجنوب قبل الوحدة من أجل تقديمها لمواطنين وفقاً لحق السكن.

ومدراء عموم منقولون من الجنوب إلى الشمال يعطوهم  بدل إيجار 3500 ريال من سنة 90 طيب رجعوا لنا سكننا اللي بنته دولة الجنوب ما فيش فائدة .

الخلاصــة

الخلاصة يجب أن لا نضيع الوقت كثيرا. الآن في الجنوب شعب صاحب حق خسر شيء بالملموس، هنا في الشمال مع احترامي لهذا الشعب العظيم لم يخسر شيئا عملياً فالدولة أصلاً لم تكن موجودة من بعد الإمام، الثأر سلوك يومي معتاد، القتل أسلوب حياة، نهب الأراضي شيء طبيعي جداً، وهذه مش جريمة الشعب، هذه جريمة السلطة التي دارت النظام وكرست هذه الأمور، فبأي منطق يفرض على الجنوب أن كل ما راكمته الطبيعة والثقافة يشطب عليه في لحظة واحدة .

—————————

احتجاجات بدأت  بعشرة أشخاص ووصلت إلى كل الشارع الجنوبي

 

د. عيدروس النقيب القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي في مجلس النواب، قدم قراءته عن الحراك قائلاً :

الفعاليات الاحتجاجية بدأت على شكل فعاليات احتجاج لجمعيات المتقاعدين العسكريين المبعدين بعد حرب 94م وأنا شخصياً من أوائل المتصلين بهم واستلمت منهم ملف يحتوي على أكثر من 18 صفحة معظمها رسائل إلى رئيس الجمهورية تحدد المطالب التي يطلبونها وكانوا يتجمعون من 10 إلى 20 وأحيانا يصل عددهم إلى 70 معظمهم برتبة عقيد وهم من العسكريين المبعدين ومعظمهم من محافظة عدن .

وهذه المطالب أزعم بأني أكاد أحفظها عن ظهر قلب..

العودة إلى أعمالهم • تعويضهم عن سنوات الإبعاد القسري • تمكينهم من الحصول على أراضيهم المتعلقة بالجمعيات السكنية للعسكريين

منحهم المستحقات المادية التي يتقاضاها نظراؤهم من القائمين على العمل مثل (سيارة- وقود- قطع غيار- إعاشة)

الترقية التي حرموا منها طوال فترة الأبعاد • عودتهم للعمل أسوة بزملائهم.

وأنا طرحت هذه القضية منذ البداية ولكن تم اهمالها  ، وطبعاً أنا لست الوحيد الذي تناول هذه القضية ووضعها أمام المعنيين فهناك غيري  كثيرين وكثيرات  كانوا قد تحدثوا عنها وحذروا من خطورة اهمال حقوق الناس وابعادهم لكننا لم نجد أحد يعيرشيئا من هذا اهتماماً.. حتى نفذ الصبر وخرج الناس الى الشوارع  وبدأت الفعاليات الاحتجاجية على شكل اعتصامات حضرها في البداية  عدد قليل من الناس حتى وصلوا الى  أكبر اعتصام وذلك في  يوم 7/ 7/ 2007م الذي حصل فيه شد وجذب وتطويق واعتداءات لتفريق الناس وتفاقمت الأمور أكثر  في يوم  2 أغسطس عندما تداعت الأوضاع وتأزمت وحدث اعتداء وسقط  قتلى ثم توالت  الأحداث  والماسي ولا داعي الآن  لذكر  ماذا حصل في 1 سبتمبر و 10 أكتوبر و 13 أكتوبر 2007م  وماجرى من اسالة للدماء عندما تم اقتحام المنصة وقتل الضحايا  حتى وصلت  الأوضاع إلى ما وصلت إليه..

ليس مهم هذا السرد التاريخي لكن المهم ماذا يكمن وراء ذلك؟.. فجذر المشكلة  لا يعود إلى 2007 أو 2006 بل يبدأ من العام 1994م عندما جرى اجتياح الجنوب وتحول الجنوب أرضا وإنسانا ودولة وتراثاً وتاريخاً إلى غنيمة حرب بيد الطرف المنتصر.. وللأسف الشديد الطرف الذي ينتصر في كل البلدان يتخذ  إجراءات  يطبب  بها الجراح.. نعم الحرب حرب فيها ضحايا فيها قتلى.. فيها مهزومين. وعلى الطرف المنتصر أن يشعر الطرف المهزوم أنه في موضع عناية. .لكن نشوة الانتصار التي طغت على مشاعر الزملاء (وما زلنا نعتبرهم زملائنا) كانت قد  أنستهم واجباتهم حتى الأخلاقية ففي أخلاقيات الحرب الطرف المهزوم يعامل برفق  لكن هنا حدث أمر أخر  حيث صار من هو محسوب على الطرف المهزوم يُتهم  أنه  انفصالياً.. خائناً.. عميلا للخارج.. عدو للوطن حتى وإن كان مواطناً عادياً لا علاقة له بالسياسة ولا بالحرب ولا بالانفصال.

بل أنهم أبعدوا أناس حاربوا معهم في 7 يوليو ومن الذين شاركوا معهم في اجتياح  الجنوب .. كما أبعدوا  اناسا   كانوا قد رفعوا شعارات النصر في الضالع وفي العند وفي عدن وفي أبين.  وقد حدث لهم هذا لأنهم ينتمون إلى الجنوب أو لأنهم محسوبين على الطرف المهزوم. فتخيل أنت ضابط عسكري  من الذين تخرجوا  في 91 من الأكاديميات العسكرية وهم بالمئات وليس بالعشرات  وكانوا قد تخرجوا من الأكاديميات العسكرية في روسيا و بلغاريا ومن دول أخرى.. هؤلاء لم يكملوا خدمة 3 سنوات وفي عام  1994م وجدوا  أنفسههم متقاعدين  قسراً.. وهناك  أناس في سن أولادي أبعدوا في 1994م قسراً لا لشيء إلا لأنهم محسوبين على الطرف المهزوم.. أو لأنهم كانوا تحت لواء الجمهورية التي هزمت..

طبعاً المهزوم يكبت ويخفي شعوره بالهزيمة لكن لن  يصبر إلى الأبد..

فالحراك الاحتجاجي السلمي هو واحد من نتائج حرب 1994م تأخر ظهورها 14 سنة لأن الكبت والقمع والشعور بالهزيمة والتمزق النفسي والوجداني أجلها إلى هذه المرحلة وآن الأوان لظهورها.. وظهرت إلى الوجودالآن.

 أنا قيل لي داخل مجلس النواب (أنت أيش تريد؟ تريد ترجعنا إلى ما قبل 1994 ) لما كنا نطالب بحقوق الناس ولو أنهم أعطوا للناس هذه المطالب الحقوقية لما حصلت التداعيات السياسية .. لكنه جرى التصدي لهذه المطالب   بالرصاص وسقط قتلى وبالمناسبة إلى اليوم لم يحاكم أحد من الذين ارتكبوا أعمال القتل .

 الآن هناك طرح بإزالة آثار حرب 94م وهو الرأي  الذي ظل الحزب الاشتراكي يطالب به منذ 94م وكان يتهم بأنه خائن وعميل.. كيف يريد إزالة آثار حرب 94! اليوم السلطة تعرض  هذا الحل  لكن ذلك لم يعد مقبول فهناك أطراف لا تريد فقط إزالة آثار حرب 94م وتقول  أن الوحدة قد دفنت في 94م وعلى كل طرف أن يعود إلى حيث كان. وطبعاً هناك من ينادي  بفك الارتباط.. وهناك من يدعو الى الاستقلال. وآخرون يرون أن لا حل سوى الانفصال. واستعادة الدولة.. عناوين كثيرة لكني اعتقد أنها كلها ليست عناوين متبلورة في برنامج سياسي واضح.

هيئات الحراك بدأت تتبلور تحت أسقف معينة وبعض هذه البلورات تطرح شعار واحد لكنها تتسابق على من سيكون الزعيم. وهذا يضعف الحراك. ولكن تبقى هناك أطراف مازالت تتعاطى بخطاب سياسي معقول الى حد ما دون أن تحدد ما هو المطلوب.

 

الفضلي مواطن جنوبي رفض السياسات العرجاء

في اطار رده على سوال عن رأيه في انضمام طارق الفضلي للحراك الجنوبي قال الدكتور عيدروس النقيب : لا أحد يملك الحق في أن يحدد من يحق له أو لا يحق له  الانخراط في الاحتجاجات السلمية ومن حق كل مواطن جنوبي أن ينخرط في الفعاليات الاحتجاجية ضد السياسة غير الرشيدة لسلطة 7 يوليو وأنا أدعو قيادات الحراك الى استيعاب أي شخصيات ترغب في المساهمة في هذا النشاط الاحتجاجي حتى وان كان هناك شخصيات من الشمال فلا مانع من استيعابها .

أما بالنسبة للأخ طارق الفضلي فهو مواطن جنوبي من حقه أن يستنكر ويرفض السياسات العرجاء التي عبثت بالبلاد وليس مهماً من يكون هذا الشخص أو ذاك أو أبن من والعبرة في الخواتم.

 

—————————-

 

بعد خمس سنوات  سيصدر قرار من مجلس الأمن يمنح الشعب في الجنوب تقرير مصير

 

الشيخ سلطان السامعي- عضو مجلس النواب – عضو الحزب الاشتراكي والناشط السياسي المعروف.

قبل الوحدة كان النهب في الشمال والسرقة أخف بكثير مما هو حاصل اليوم، وكان هؤلاء المسؤولين لا يمتلكون ما يمتلكونه اليوم ولا  حتى 2 %  ولكن بعد الحرب ركبهم الغرور وشعروا إن الوطن ملكاً لهم وبدؤوا يتصرفون بأن الدولة أيضاً ملك لهم  مع أن الانتصار في 94 لي معه فلسفة أخرى وكما  قال طارق الفضلي : الجنوبيون حاربوا الجنوبيين وبحكم علاقتي مع  أبناء المحافظات الجنوبية من الذين  عاشوا في تعز  من اولئك الذين خرجوا في 86  فقد كنت اعرف قيادة عسكرية  كبيرة كان لها شأن واليوم تجده  يبيع قات. أيش تنتظر من شخص مثل  هذا؟ ماذا  تنتظر من شخص  كان يقود مئات  الدبابات  وتحت ادارته مخازن من الاسلحة والعتاد ؟ ومع هذا لم يكن لديه مال  فراتبه هو الذي يعيشه فقط وتأتي أنت وترميه في الشارع وتضطره ظروف الحياة  الى أن يذهب الى بيع القات، فهل  تنتظر من هؤلاء أن يحبوك أويحبوا الوحدة؟.. الوحدة يا أخوان وحدة مشاعر ووحدة مصالح ..الوحدة ليست جغرافية ، الوحدة االموجودة  اليوم أنا لا اسميها وحدة هي ضم واحتلال داخلي هذا رأيي أقوله أمام الصغير والكبير وإن شاء الله أقوله أمام الرئيس  وقد قلته في أكثر من مكان..  وهو الرأي  الذي يتجاهله المتنفذون في السلطة .. فهذا  الوضع لن يستمر  الى الأبد كما يحلو للفاسدين والمتنفذين ..

قبل أربع سنوات طرحت فكرة الأقاليم.. وذلك في شهر يونيو 2005م  حيث كان الألم والظلم موجودا وكان الناس  يشتكون إلى مجلس النواب ولكن بدون  فائدة ولم يستجب لهم أحد ..

 وفكرتي الذي طرحتها  في ذلك الوقت كانت مبنية على أن يتم تعديل الدستور بحيث يصبح شكل النظام برلماني وليس  رئاسي ويتم تقسيم البلد إلى أربعة أقاليم أو مخاليف وسميتها الأقليم الشمالي والشرقي والغربي والجنوبي وبحيث يتم انتخاب حكام الأقاليم من المواطنين مباشرة ويكون لهؤلاء الحكام  كامل الصلاحية كما اقترحت أن تكون هناك فترة انتقالية مدتها سنة ونصف تقريباً وأن  يكون  خلال هذه الفترة مجلس سيادي مشكلا من تسعة أشخاص  منهم علي عبد الله صالح، علي سالم البيض، الجفري، المكي وبدر الدين الحوثي وكانت تلك الأيام هي بداية حرب صعدة .. فاأثار  هذا الاقتراح السلطة كثيرا  وقالوا لماذا  تُدخل الحوثي وعلي سالم البيض.. يا أخي هذا شخص يمثل طائفة كبيرة وهو  في النهاية لن  ينفرد و يحكم .. فانظروا الى  السودان بعد 22  سنة حرب  ..في النهاية قائد الجبهة الذي كانوا يسمونه متمردا ومحكوما عليه بالإعدام  أصبح نائب أول لرئيس الجمهورية .. ولا نذهب بعيدا فكذلك الملكيين تقاتلوا مع الجمهوريين هنا في اليمن  8 سنوات وفي النهاية تقاسموا السلطة وانتهت الحرب.. لكن الذي حدث أنه بعد 94م شعر هؤلاء  الذين في السلطة أن الوطن  ضيعة وملك لهم وليس  لأحد حق أن يتكلم أو يقول أو يشاركهم  حتى في الرأي .. فإما تسبح  مع تيارهم أو تسكت..  هذه خلاصة الفكرة التي طرحتها في 2005م فكرة الأقاليم وخلاصتها الفدرالية وقد قلت في مقابلات صحفية لاحقة وأنا في البلاد في تلك الأيام انه إذا لم يتم الأخذ بهذه الفكرة  لمعالجة قضايا الظلم والاحتقان فسيأتي يوم تكون  فيه هذه الأفكار غير صالحة..و سيكون في  هناك سقف أعلى للمطالب  بالنسبة للأخوة في الجنوب وهذا الذي حصل.. الآن الإخوة في الجنوب لا يريدون فكرة الاقاليم ولا يريدون الفيدرالية بينما في تلك الأيام كانوا قابلين لهذا الكلام الآن يريدون  تقرير المصير.. وأنا الآن أكرر وقلتها في ورقة عمل قدمتها  في عدن إذا لم تحل هذه المشكلة بالكثير خلال عامين من الآن أعتقد سوف تتعقد الأمور   وتسوء وسيصدر في يوم من الأيام قرار من مجلس الأمن الدولي بحق الشعب في الجنوب في تقرير المصير.. هذا توقعي والأيام هي التي ستحكي بعد 4 أو 5 سنوات إن عشنا وسوف يرون ذلك  فإذا عاد باقي عقلاء في السلطة وفي المعارضة فعليهم أن يتداركوا الأمر.. الوحدة تظل أفضل من الانفصال والتشرذم ولذلك يجب أن يشركوا هؤلاء الناس في السلطة وفي الثروة..

 

الشركــات للكبــار والبحـر للصغـار

الثروة مقسمة بين أبنائهم وهم وكلاء الشركات من الباطن وكلاء الشركات النفطية  كلها.. أبناؤهم قسموا  البحر  الى مربعات  فيما بينهم ولهم أيضا شركات اصطياد أجنبية كما أنهم يأخذوا بدل الدخل حق البحار فبدل ما تكون  هذه  الأموال للخزينة  العامة  نجدها تذهب الى جيوبهم  هي ثروة كبيرة جداً  كما تجد أن الشركات الأجنبية  يسيطر عليها أبناؤهم الكبار.. أما  البحر فموزع للصغار (الأطفال).. فلماذا  لايذهب هذا العائد من الثروة الوطنية  للخزينة العامة لماذا يذهب   لهؤلاء الاولاد ..  ولماذا هذا الاستغلال فمثلاً في شركة نفطية بتعطي للسائق 1200 دولار، يقوم يحيى محمد عبد الله صالح يأخذ الشركة هذه من الباطن ويعطي للسائق 200 دولار.. لماذا  الكلام هذا.. وهكذا أحمد معه شركة الغاز ومعهم قطاعات نفطية أخرى وكذا بقية الأولاد  ..في حين تجد في المقابل  أولئك الذين سلموا دولة يبيعوا كباش وقات ..فأي وحدة هذه تسميها ..أنا في العام الماضي وأنا في القاهرة وفي مقابلة لي  قلت لهم بالحرف الواحد : الوحدة السلمية انتهت في 94م والموجود الحالي هو احتلال وضم وإلحاق من قبل الشمال للجنوب .

 

 

يجب إعادة تشكيل الدولة ومؤسساتها وقوانينها ودستورها على أساس المواطنة المتساوية

نواصل في هذه الحلقة متابعة مستقبل اليمن في ظل تصاعد وتيرة الأحداث والتي يشكل الحراك الجنوبي أبرز ملامحها في هذه المرحلة المهمة من تاريخ اليمن ولنقرأ ما قاله المشاركون في الندوة.

أبو هدى : اللادولة فرضت قيمها وقانونها على الدولة

 

أ. ياسين أبو هدى أكمل حديثه  قائلاً: الآن في مجلس النواب أمامهم مشروع قانون تمليك الأجانب..  خلفية هذا القانون اوضحه بالتالي.. الجماعة الذين نهبوا الأراضي في الجنوب على سعتها لم يستطيعوا تصريفها على كبرها وحجمها.. فالتفوا بهذا القانون اعتقاداً منهم انه طالما وأنهم باعوا للأجنبي مش مطالبين يوماً ما بشرعية هذه الملكيات.. فانتبهوا يا إخواني هذا مشروع خطير..

ومن غرائب اتفاق الوحدة قانون منع القات تخيلوا يعقد مجلس الشعب جلسة ويضغط وخلال أسبوع يلغى القانون، رغم أنهم قالوا أن دولة الوحدة يجب أن تأخذ أفضل القوانين من البلدين، ولكن للأسف دولة الوحدة أخذت الأسوأ من الجمهورية العربية اليمنية، تصوروا مثلاً الإيجارات لا يوجد شيء يقول إن الدولة تدفع بدل سكن للمحافظات. الدولة لديها دور ضيافة، مباني المؤسسات والإدارات ملك دولة، هنا تصوروا فقط في سنة واحدة إيجار واحدة من المؤسسات الحكومية في صنعاء 700 مليون ريال هذا إيجار مباني فقط ، هذا شيء عجيب.. اكبر منفذ لفساد  الميزانية العامة للدولة هي الإيجارات ومع هذا هيئة مكافحة الفساد لا ترى في هذا فساد؟ إذا لم يكن هذا فساد كيف سيكون الفساد إذن؟

عملياً لا يستطيع أحد أن يفرض على شعب ولا حتى على ابنه أن يقبل بوضع لم يعد يريده ومع هذا سأعلق على كونفدرالية أو فدرالية. مشكلة البلد ليس في شكل الدولة فكل مرض له علاج خاص ولا يمكن استبدال علاج الأمراض، المشكلة الحقيقية أن اللا دولة التهمت الدولة، اللا دولة فرضت قيمها وقانونها على الدولة، إذن نعود إلى أساس المشكلة، إذا بقينا نعالج الأعراض سنكرس المرض، قد تبدو قضية الفدرالية متماسكة في منطقها الداخلي لكنها صورية.. حتى التغني بوثيقة العهد والاتفاق تجاوزها التاريخ وتجاوزتها الحياة وتجاوزتها الوقائع.

———————–

السامعي : الوضع خطير ونقل العاصمة لن يفيد شيئاً

 

الشيخ/ سلطان السامعي أضاف قائلاً: لماذا السلطة لا تبادر الآن  قبل أن تنتهي الوحدة وتنتهي السلطة نفسها بإشراك هؤلاء الناس بالتعديلات الدستورية وإشراكهم في ادارة البلادوإعادة كل ما نهب في الجنوب من أراضي وثروات.. وهنا أنبه الى أن السلطة لا دخل لها بالتجارة؟ ما دخل يحيى أو أحمد بالغاز والنفط والشركات ما دخل قائد حرس أو أمن بالتجارة؟  وهنا أوكد إذا لم يبادروا بإصلاحات حقيقة صادقة فأن السقوط سيكون مريع… وعلى السلطة أن تتذكر أن الله سبحانه  وتعالى موجود وعقابه سيكون طويل للظلمة.. لكن الخوف وكل الخوف من تمزق هذا الوطن حتى الجنوب لن يكون جنوب واحد.. ونقل العاصمة إلى عدن لن يفيد شيئا،  بالعكس سوف  ينزلوا يفسدوا أكثر.. نقل العاصمة ممكن بس متى.. اذا تغير الوضع الحالي من شكل النظام وحدثت  تغييرات حقيقة أما بالشكل الحالي لو يعملوا  العاصمة حتى بسقطرى فكله كلام فارغ. لن يجدي شيئا .

يا إخوان الوضع خطير للغاية إذا لم يتم تداركه الآن، وحدتنا ستنتهي وسيصبح وضعنا اسوأ من وضع الصومال.

—————————————–

زارقة : النظام لا يملك مشروع يخرج البلاد من الأزمة

 

أ.  عبد العزيز زارقة قال في مداخلته : البلد اليوم أمام خيارات مصيرية النظام كثيراً ما يردد كلمة الصوملة.. ومع هذا لم يحاول امتلاك مشروع وطني حقيقي لإخراج البلد من الكارثة والمأزق الذي تعيش فيه.

للأسف نجح مشروع القبيلة ومشروع الأسرة، وهذه مشاريع لا تمتلك أي مشروع وطني إطلاقاً.. عندما يضعوا الناس أمام خيارات صعبة كأن عليك أن تختار بين وحدة وانفصال بين حرب أهلية وانهيار دولة. ولهذا  ينبغي أن يذهب الناس إلى حلول تنقذ البلاد من المصير الذي إحنا ذاهبين إليه  وإذا لم نتحرك نحن كلنا وعلى كل المستويات   لخلق حراك حقيقي يجنب الوحدة  الخطر  ونقول إن هذه ممارسة السلطة  و النظام الفاسد فالانهيار وشيك .. والانهيار يا شباب هو انهيار الدولة.. المجتمع  أصبح  قاب قوسين أو أدنى من هذا الانهيار .. ولدينا شعب مسلح.. وعندنا مشاريع مليشيا عسكرية في كل حي في كل شارع .

 الطبقة الطفيلية التي نمت بعد حرب 94م أصبحت تمثل الشرعية يعني للأسف الشديد إن هذه الشريحة الطفيلية التي نمت بمصالح لا تستحقها هي أصبحت تتحكم في مصير البلد على كل المستويات وعلينا أن نفكر كيف نقابل هذه الشريحة بنشاط مدني و وطني هذا الدور الذي ينبغي أن نؤكد عليه ونسير فيه.

 

————————————-

 

النقيب: إذا صمّت السلطة أذانها سنتحول إلى شمالات وجنوبات

 

د. عيدروس النقيب قال: أوكد على أنه لم يعد بإمكان طرف التحكم في الوضع.. و هيئات الحراك ومكونات الحراك السلمي الاحتجاجي أمامها خيارات أما أن تؤطر عملها وتوحد مكوناتها ببرنامج سياسي يسمى برنامج الحد الأدنى وهذا معروف بمعنى القواسم المشتركة وتؤجل موضوعات الخلاف فيما بينها أو أنها تظل كل واحدة تصارع بمفردها وهذا يقوي مركز السلطة ويجعلها تستفرد بكل مكون لوحده.

وأختتم كلامي هنا  بملاحظة أخرى أن السلطة (وهذا تصوري) اخترقت كثير من الفعاليات واستطاعت أن تسوق شعارات عدائية حول الصراع بين سلطة ظالمة وشعب مظلوم إلى صراع بين شمال وجنوب وكثير من الناس صوروا بأن الشمال كله ظالم والجنوب كله مظلوم، وحقيقة الأمر لا كل الشمال ظالم ولا كل الجنوب مظلوم. لأن هناك الكثير من الجنوبيين الذين يساهمون في الفساد ومساهمون في النهب، بل أن هناك من قاد عمليات النهب كما أن هناك كثير من شهداء الفعاليات السلمية من الشماليين وكلكم تذكرون الشهيد الذي قتل في ميدان الهاشمي وهو من أبناء جبل حبشي في محافظة تعز.

الملاحظة الأخيرة، هناك من يطرح أطروحة الفيدرالية الثنائية (شمال وجنوب) تحت دولة فيدرالية موحدة يعني الطرفان كل منهما له كيانه السياسي الداخلي ومؤسساته وسياسته وبرلمانه ورئيسه المحلي على غرار الفيدراليات في كل العالم ويكون هناك رئيس وبرلمان مركزي ووزارة دفاع ووزارة خارجية ولكن هذه خيارات تتحكم فيها سير الأحداث وقد تخرج الأحداث عن سيطرة الجميع، أحذر بأنه إذا ما استمرت السلطة في صم آذانها عما يدور فإننا لا نبقى شمال وجنوب فقط بل إننا قد نتحول إلى عدة شمالات وعدة جنوبات….

——————————-

المقالح : الكراهية ليست أصيلة في المجتمع

 

 

أ. محمد المقالح قال: اهم المشاكل التي تواجهنا ان هناك فراغ سياسي بمعنى ان الطبقة السياسية (الكيانات السياسية) غير موجودة في الشارع السياسي. الامر الذي يجعل الخطاب مضطرب في أغلب الاحيان.. وسأطرح  قضايا مهمة:

من يقول أن  الجنوب كان متقدما عن الشمال هذا كلام غير صحيح المجتمع في الشمال والجنوب لا يختلف ككيانات اجتماعية.. نعم المشروع في الجنوب كان متقدما على الشمال.. وهو المشروع الذي عبر عنه الحزب الاشتراكي.. ولذلك الحرب أستهدفت مشروع الجنوب وليس الجنوب.

الذي يؤكد هذا ان الكثير من الجنوبيين كانوا في مقدمة الحرب وكانوا  هم والسلطة قد استهدفوا الحزب الاشتراكي ومشروعه بدرجة رئيسية..  فلهذا الذي يتحدث عن الشراكة يجب ان يتحدث عن الحزب الاشتراكي ومشروعه..

السؤال: هل الذي يتحدث عن الانفصال اليوم، هل يتحدث عن عودة مشروع الحزب الاشتراكي الذي كان متقدماً عن الشمال أم يستهدف ضرب هذا المشروع ايضاً.

أما موضوع الكراهية فهل هي اصيلة؟

الكراهية ليست اصيلة في المجتمع، هناك تغذية لها عبر أربع نقاط أساسية هي:

غضب حقيقي مما تم ممارسته في حرب 94م وهذا  يشترك فيه أغلب الناس وهناك طبقة سياسية تعبر عنه بالكراهية.

فراغ سياسي..حيث  لا يوجد هناك عنوان واضح للنضال سواء في الشمال أو في الجنوب وهذا يتهم فيه المشترك.

هناك أصحاب مشاريع تاريخية كيانها وطبيعتها وتكوينها ونشأتها ذات طابع انفصالي وهي هزمت في 67م وهي تعرف يقيناً ان موضوع التحريض على الانفصال ليس له محددات اساسية عرقية أو قومية أو مذهبية صارخة، فتعتقد ان الكراهية أحد محددات صناعة الانفصال.

الانفصال يظل خيار سياسي ، يجب ان يطرح للتمحيص وتطرح محدداته. وهي هل هنا الانفصال ممكن؟ هل هو مفيد؟ ما هي امكاناته للتحقق؟ هذه اسئلة يتحاشون طرحها وكأن الحديث هو تخويف للسلطة فقط..

—————————–

 

 

سالم : القادم أدهى.. وأمر

 

أ. عبده سالم قال: هذه الوحدة كانت مخرج لدولة الجنوب من مآزقها ومشاكلها وكذلك لكي تعمل أسس للدولة التي لم تكن موجودة في الشمال اصلاً، يبدو ان التصالحات بين الوحدويين قضت على المشروع الاصلاحي فانساقوا الى تصالحات وصفقوا لانفسهم ومن كان يقول تمهلوا في الوحدة او يعارض مشروع الوحدة يتهم بالخيانة ويقتل أو يعدم، بعد سنتين بدأت الأمور تتفاعل، ولهذا ينبغي قراءة بيان الوحدة بأنصاف، البيان قائم على مهمتين استراتيجيتين:

أعادة بناء دولة الوحدة اليمنية لأن البناء في الشمال والجنوب تعرض لإختلال نتيجة التشطير.

أنشاء دولة جديدة تسمى دولة الجمهورية اليمنية.. كدولة ضامنة لهذا البناء الوحدوي..

وما هي إلا سنتين حتى بدأ الخلاف الذي سببه اعادة بناء الوحدة الذي ادى بدوره إلى الخلاف حول تشكيل دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية).

وهذه الازمة أنتجت حرب 94م، هذه الحرب جريمة شنعاء، جاءت بسبب ازمة سبقتها، الازمة سببها ترهل وطغيان التصالح على الاصلاحات، والنظام الذي جاء لم يكن له مشروع لاعادة بناء الوحدة، وليس لديه مشروع لانشاء دولة الجمهورية اليمنية.

هناك مسائل تعتمل في الواقع، وحين نحاول ان نعطي توصيفات ينبغي ان لا يخرج عن هذا الواقع. التسليم بواقع الحرب خفة، والعودة الآن خفة، هذه مشكلتنا الاساسية واذا خرجنا منها وجدنا الحل، واذا استمر التعامل مع القضايا بهذه الخفة فسيكون القادم أدهى وأمر..             

 

 

—————–

الحمادي : الحل أن يكون الجميع على مسافة متساوية من السلطة

 

أ. عبد الله الحمادي أكد في قوله أنه: في عام 1997م اصدرت المنظمة الغربية للحزب الاشتراكي في الأمانة  بياناً بعد اعتقال حسن باعوم قالت فيه انه لا يوجد حل داخل البلاد للمسألة الوطنية إلا عند جلوس كل الاطراف (احزاب سياسية- طوائف- مناطق) حول مائدة مستديرة لحل المسألة الوطنية داخل البلاد. هذا الكلام في 97م ورفض حينها.

الآن الناس تنظر إلى النظام على أساس انه يمثل المنطقة من ذمار إلى صعدة، هل هو يعبر فعلاً عن مصالح سكان هذه المناطق، هل هو فعلاً يعبر عن مصالح هؤلاء الناس؟.. لا.. هو يعبر عن مصالح الفئة الاقطاعية في هذه المناطق، لكن كادحي هذه المناطق يدفعون اثمان باهظة في كل شيء، لذلك الحل الوطني حل لكل الناس، حل لأغلب الناس داخل البلاد، حل ليس ضد أحد.

وكي تتطور صنعاء يجب أن لا نترك من يعيشون حولها يعيشون طفيليين اقتصادياً، يجب ان ينتجوا. لو انتج هؤلاء فإن هذه المناطق اكثر من يستفيد من الحل الوطني.

اذا بقيت العاصمة في صنعاء فلا يمكن اقامة دولة وطنية ديمقراطية لكل ابناء اليمن على الاطلاق، الدولة يجب ان يكون كل فرد في اليمن من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب على مسافة متساوية من السلطة، كل اليمنيين لهم حقوق متساوية ومصالح متساوية.. ويعاد تشكيل بنى الدولة ومؤسساتها وقوانينها ودستورها على أساس المواطنة المتساوية وليس مناطق ملزمة بالواجبات ومناطق لا تدفع، مناطق تتعسكر ومناطق ممنوع عليها العسكرة، لا نريد أحد يتطفل على أحد، لا نريد أحد يعيش على حساب أحد..

————————

 

نبيل كل الخيارات متاحــة

 

أ. نبيل عبد الحفيظ أشار بقوله إلى أنه : لا يوجد مشروع سياسي لدى الحراك، المستقبل ينتظر هذا المشروع متى ينضج؟ اعتقد ان المعطيات السياسية الموضوعية القائمة تشير إلى ان كل الخيارات قد تكون متاحة، وهذا مرتبط بقدرة الحراك على تقديم مشروع وجمع الناس حوله، السؤال هو اين رؤية المشترك كأحزاب سياسية.

اللقاء المشترك يقول حل القضية الجنوبية مدخل لحل الأزمة الوطنية واذا استطاع اللقاء المشترك ان يستقطب المكونات الاجتماعية المكونة للحراك والتي ما زالت بدون رؤية سياسية فستكون النتيجة بناء دولة وطنية ضمن اطار وحدوي..

 

 

—————-

 

محمد: أنا محبط ولا أشعر بوجود حل

 

أ. محمد اسماعيل تحدث قائلاً: أنا أؤمن بأن الحراك الجنوبي لا خوف عليه من كثرة الهيئات لأن التنوع لصالحه أصلاً ، المشكلة الحقيقية أنه لم يقدم أحد لا من الشمال ولا من الجنوب مشروع وطني حقيقي،.

أنا اعتقد أن الحراك الآن قوة رئيسية وفاعلة وليس باستطاعة أحد قيادته لا المشترك ولا غيره ولا حتى الخارج، وإذا لم يقدم مشروع وطني حقيقي لن يكون هناك حل والأزمات ستستمر. أنا محبط ولا اشعر بوجود حل.

———————-

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى