أرشيف

السعودية والحوثيون: الجبهات مفتوحة على الاستنزاف

أعلن مساعد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان، أمس، أن القوات السعودية تسيطر على الوضع في المناطق الحدودية بعد اشتباكات مع المقاتلين الحوثيين، الذين نفوا فقدانهم السيطرة على جبل الدخان، مؤكدين إسقاط طائرة يمنية شمال البلاد، وهو ما نفته صنعاء مشيرة إلى أن الطائرة سقطت بسبب «عطل فني».
وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تعهد، في كلمة لمناسبة بدء التصدير في مشروع الغاز الطبيعي المسال في بلحاف في محافظة شبوة جنوب البلاد، عدم وقف الحرب قبل القضاء نهائياً على المتمردين الحوثيين. وقال «لا مصالحة ولا مهادنة ولا وقف للحرب إلا بعد نهاية هذه الشرذمة الباغية والمتمردة والخائنة العميلة في محافظة صعدة». واعتبر أن الحرب مع الحوثيين «لم تبدأ سوى منذ يومين وما سبقها منذ ست سنوات مضت إنما هي بروفة وتمرين وتدريب لوحداتنا لتأهيلها»، مؤكداً أن «الحرب التي بدأت منذ يومين لن توقف على الإطلاق مهما كلفتنا من مال وشهداء».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس عن الأمير خالد قوله، أثناء تفقده القوات السعودية التي تخوض معارك ضد الحوثيين على الحدود مع اليمن أمس الأول، إن «الوضع مطمئن وكل ما استولوا عليه (الحوثيون) من قبل، وخاصة جبل الدخان تمت
السيطرة عليه تماماً، وإن كان هناك بعض التسللات في بعض المواقع».
وحول ما أعلنه الحوثيون عن أسر جنود، قال الأمير خالد «هناك خمسة مفقودين، عاد منهم واحد وهؤلاء مفقودون وليسوا أسرى». وأضاف «إن تلك العمليات أسفرت عن استشهاد ثلاثة من رجال الأمن وجرح 15».
وأعلن إلقاء القبض على عدد من المتسللين من اليمن إلى الأراضي السعودية و«بعضهم يحقق معهم». وشدد على أن العمليات العسكرية تتم داخل الحدود السعودية ولا تشمل الأراضي اليمنية. وقال «لم نتدخل ولن نتدخل في حدود اليمن» مشيراً إلى أن «العملية هي عملية تطهير لعصابات، أي حرب عصابات وليست حرباً نظامية»، وهي «عملية ردع لهؤلاء المتسللين الذي تسللوا إلى حدود المملكة لسبب تخريبي أو تهريبي أو شيء آخر».
وكانت القوات السعودية قصفت مواقع الحوثيين لليوم الخامس من دخولها الحرب التي أسفرت حتى الآن عن مقتل سبعة أشخاص من الجانب السعودي، بينهم أربعة مدنيين، فضلا عن إصابة 126 شخصاً بجروح. وسجل انتشار للمدفعية بموازاة الطريق المؤدية إلى مدينة الخوبة الحدودية في جازان، بينما سيرت دوريات عسكرية في المنطقة وقامت بتفتيش السيارات من اجل رصد أي متسللين من اليمن. وذكرت قناة «العربية» أن الهجوم العسكري السعودي ما زال مستمراً.
ونفى الحوثيون أن يكونوا فقدوا السيطرة على جبل الدخان، وأعلنوا، في بيان، أن الطيران السعودي شن غارات وقصف مناطق الملاحيظ والحصانة في محافظة صعدة، بالإضافة إلى قرى على الحدود. وأضاف البيان «بالنسبة لما يردد في بعض وسائل الإعلام السعودي من السيطرة على جبل الدخان فهي مجرد أكاذيب وتقديم انتصارات وهمية لا أساس لها من الصحة، ويبدوا أن الإعلام السعودي يستنسخ الأدوار التي يقوم بها الإعلام اليمني، وهو يزف الانتصارات الوهمية ويسطر الأكاذيب منذ بداية الحرب وحتى الآن والتي اتضح للجميع أنها مجرد سراب.
وتبنى الحوثيون إسقاط مقاتلة يمنية بالقرب من السعودية. وقال عبد السلام «لقد أسقطنا بالمضادات الجوية مقاتلة يمنية كانت تشن عدواناً على منطقة رازح» القريبة من الحدود مع السعودية». وقال مصدر عسكري يمني إن المقاتلة «من طراز سوخوي، وقد تحطمت فوق منطقة رازح الحدودية أقصى شمال اليمن نتيجة خلل فني». وهي ثالث مقاتلة يمنية يتبنى الحوثيون إسقاطها منذ بدء الجولة الأخيرة من الحرب في صعدة في 11 آب الماضي.
في هذا الوقت، أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالاً هاتفياً بالملك عبد الله استعرض خلاله تطورات المواجهة بين القوات اليمنية والحوثيين. وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أنّ مبارك أكد لعبد الله تضامنه مع السعودية في مواجهة «اعتداءات التمرد الحوثي على الأراضي السعودية».
من جهته، دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف، في بيان، «الملك السعودي عبد الله إلى وقف القتال فوراً في ساحة المعركة اليمنية، لمنع إراقة دماء المسلمين وقتل المدنيين الأبرياء». وطالب «بضرورة السعي الجاد لعقد لقاء بين الفرقاء اليمنيين لإصلاح ذات البين، حفاظاً على وحدة اليمن الشقيق وسلامة أبنائه والحفاظ على ثرواته ومقدراته، ومنع القوى المتربصة بالأمة العربية والإسلامية من الوقيعة بين المسلمين»، مشيراً إلى أنه «من حق السعودية أن تحمي حدودها وتحافظ على أمنها، ولكن دورها وريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي هو دور الإصلاح بين المتخاصمين، ورأب الصدع بين المتقاتلين، وليس الاستدراج إلى دخول ساحة المعارك». وأكدت دولة الإمارات والكويت والبحرين والمغرب والأردن دعمها للسعودية في وجه الحوثيين.

——————————————
السفير، واس، سبأ، أ ش أ، ا ف ب، ا ب، رويترز)

الصورة لنازحين يمنيين يعبرون الحدود السعودية إلى منطقة جازان أمس (أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى