أرشيف

نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تواجه حكم العائلة في اليمن

أفادت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) امس الاربعاء بأن زعيم خلية تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن قتل في اشتباكات مع قوات الامن اليمنية بمحافظة شبوة وأن جنديين يمنيين قتلا في كمين بمنطقة أخرى في نفس المحافظة.

وقال محافظ شبوة علي حسن الاحمدي ان "القوات الامنية قتلت عبد الله محضر زعيم خلية القاعدة في منطقة الحوطة في محافظة شبوة" بعدما طوقت منزله. وكان المحافظ اعلن ان اربعة عناصر يشتبه في انتمائهم الى القاعدة اعتقلوا خلال عملية نفذتها القوى الامنية الثلاثاء في المنطقة نفسها، مشيرا الى ان اثنين من الموقوفين اصيبا بجروح خلال تبادل اطلاق النار مع القوى الامنية في حين تمكن آخرون من الفرار الى الجبال حيث يجري تعقبهم.

واكد الاحمدي في وقت سابق ان قوات الامن المشاركة في العملية حاصرت مساء الثلاثاء منزل زعيم "جماعة ارهابية يدعى عبد الله محضر"، مضيفا ان "الحملة ستستمر حتى اعتقال هذا الزعيم وافراد جماعته".

وقال زعيم قبلي في المنطقة نفسها لوكالة الانباء الفرنسية، طالباً عدم ذكر اسمه، ان 18 شابا من عناصر القاعدة نجحوا في الفرار من الحملة الامنية ولجأوا الى جبل قريب.

في إطار آخر، نشرت صحيفة " نيويورك تايمز" تقريراً أعده ستيفن ايرلانغر تحت عنوان "الولايات المتحدة تواجه قائداً يضع العائلة في المقام الأول في اليمن"، أشار فيه الى " ان الولايات المتحدة تزيد مساعداتها الى اليمن الذي يمثل جبهة جديدة في المواجهة مع تنظيم القاعدة.

ولكن أحد أصعب المهام التي ستواجهها الولايات المتحدة ستكون التعامل مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والذي يقول مسؤولون يمنيون ومحللون ودبلوماسيون غربيون انه عين العديد من أقاربه في مناصب وزارية ويريد التأكد من أن يخلفه ابنه أحمد في رئاسة اليمن".

وأوضح التقرير أن "الرئيس صالح يتمتع بالدهاء، ولكن المحللين يرون أنه أولى خلال العامين الماضيين جُل اهتمامه لتعزيز سلطة أقاربه في الحكومة بدلاً من الاهتمام بالمشاكل القبلية في اليمن الهش.

ويشير التقرير الى أن الرئيس صالح يمثل تحديا مألوفا لادارة أوباما لا يختلف عن وضع أفغانستان وباكستان". فهو مستعد لقبول المساعدات الأميركية، ولكن رغبته في محاربة القاعدة مشكوك فيها لأنه لا يراها عدوه الأساسي.

وفي هذا الإطار قال دبلوماسيون ان الرئيس صالح لم يهتم بتهديدات القاعدة الا حينما أكدت له الاستخبارات الأميركية استهداف القاعدة لأفراد عائلته.

هذا وتتوقف كيفية مواجهة اليمن لهذه التهديدات على أسرة الرئيس صالح في المقام الأول.

اذ يتولى ابنه أحمد رئاسة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.

أما أبناء شقيقه الراحل فيتولى أحدهم عمار منصب نائب مدير الأمن القومي، ويتولى يحيى قوات الأمن المركزية، ويرأس طارق الحرس الرئاسي. أما أخو الرئيس غير الشقيق فيرأس القوات الجوية.

في الوقت نفسه، فان رغبة الرئيس صالح في أن يخلفه ابنه أحمد دفعته الى تعزيز السلطة داخل أسرته، ولكن سيطرته على المناطق القبلية تـراجعت.

وأضاف التقرير أن ندرة الموارد في اليمن وتراجع عائدات النفط دفعت الرئيس صالح الى اللجوء الى حلفاء خارجيين لمساعـدته في تمويل حربه مع حركة التمرد الحوثية في الشمال، حيث قدمت السعودية 2 مليار دولار العام الماضي لتغطية العجز في الميزانية.

ويفسر أحمد القبسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، الموقف السعودي بقوله ان السعوديين يدركون أن بلادهم هي هدف القاعدة الأكبر وأن اليمن مجرد وسيلة الى ذلك".

هيئة العلماء تعلن موقفها الشرعي من الأحداث اليوم

في غضون ذلك ، أبلغت هيئة علماء اليمن أنها ستعلن موقفها الشرعي من الأحداث التي تمرّ بها البلاد اليوم الخميس، وفي بيان لها رأت أن الأحداث المتسارعة " تهدد أبناء اليمن الواحد بالفرقة والانقسام، وتهدد استقلال البلاد وسيادتها وتعرّضها لوصاية دولية، من خلال الدعوة إلى التدخل المباشر وغير المباشر في الشأن اليمني".

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن جنديين يمنيين قتلا في وقت لاحق وأصيب أربعة آخرون في كمين على طريق بمحافظة شبوة أيضا.

وقال مسؤول أمني "ربما شنت عناصر من القاعدة هذا الهجوم ردا على عملية قوات الامن في الليلة الماضية.

واعتقلت قوات أمن أربعة أشخاص يشتبه بأنهم من متشددي القاعدة في شبوة أمس.

وإلى جانب القاعدة يواجه اليمن تمردا للحوثيين في الشمال ومشاعر انفصالية في الجنوب.

وتدخلت السعودية في محاربة الحوثيين بعد عملية نفـذوها عبر الحدود مع المملكة في نــوفمبر تشرين الثاني.

وتخشى الولايات المتحدة والسعودية أن يستغل تنظيم القاعدة الاضطرابات في اليمن كي يمد نطاق عملياته إلى السعودية وغيرها من الدول في المنطقة.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن 15 على الاقل من المتمردين الحوثيين قتلوا على مدى اليومين المنصرمين في اشتباكات مع رجال قبائل موالين للحكومة المركزية وقوات الامن.

وصرح الحوثيون بأن غارات جوية سعودية استهدفتهم في الايام القليلة الماضية وأن قذائف مورتر يمنية تقصف مواقعهم.

وقالت الداخلية اليمنية في موقعها على شبكة الانترنت "لقي ما لا يقل عن 15 من عناصر التخريب مصرعهم خلال اليومين الماضيين في مواجهات جرت بين رجال القبائل المتعاونين مع الدولة وعناصر التخريب الحوثية وخلال العمليات التي شنتها الاجهزة الامنية مع وحدات من الجيش على الاوكار الحوثية.

وصرح مسؤول دفاعي سعودي أمس بأن قوات أمن سعودية قتلت أيضا مئات المتمردين الذين تسللوا إلى السعودية عبر الحدود وذلك في اشتباكات أسفرت ايضا عن مقتل أربعة جنود سعوديين.

تحطم طائرة في الجنوب

الى ذلك تحطمت مقاتلة يمنية امس الاربعاء في جنوب اليمن بسبب خلل فني ونجا قائدها حسبما افاد مسؤول امني.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المقاتلة تحطمت في منطقة صلاح الدين غرب مدينة عدن، المدينة الرئيسية في الجنوب.

وذكر المسؤول ان "قائد المقاتلة نجا" والسبب هو "خلل فني".

من جهته قال شاهد عيان لوكالة فرانس برس ان المقاتلة كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية الى شرق عدن.

الحوار مع القاعدة يتطلب انهاء العنف

واوضح مصدر مسؤول في الخارجية اليمنية امس الاربعاء ان دعوة صنعاء للحوار مع عناصر القاعدة اذا القوا السلاح هي دعوة لحوار فكري في اطار برنامج لاعادة التاهيل مخصص للتائبين من اعضاء التنظيم المتطرف.

وقال المصدر الذي نقلت تصريحاته وكالة الانباء اليمنية ان وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي لم يوجه دعوة مفتوحة للحوار في سياق توضيحه لدعوة في هذا الشأن وجهها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.

وذكر المصدر ان الدعوة "كانت تعني اعتماد اليمن على وسائل متعددة لمواجهة خطر الارهاب ومن بينها الحوار الفكري مع المغرر بهم من الشباب المتطرفين في الخلايا الارهابية لتنظيم القاعدة وذلك في إطار برامج المناصحة مع أولئك المغرر بهم".

واضاف ان هذه الدعوة تاتي "تاكيدا لرغبة الحكومة في فتح الباب امام تلك العناصر للعودة الى جادة الصواب والانخراط في مجتمعهم كمواطنين صالحين ونبذ العنف والارهاب".

وكان القربي قال في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان "الحوار هو السبيل الافضل لحل المشاكل مع الحوثيين (المتمردين الزيديين) ومع القاعدة اذا قرروا التخلي عن السلاح وعن العنف والارهاب"، وذلك في سياق شرحه لفكرة الحوار التي سبق ان طرحها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

واضاف "اذا ما استمروا بارتكاب اعمال العنف والارهاب، فاننا سنقوم بكل ما بوسعنا لملاحقتهم لانهم يشكلون تهديدا لليمن وللامن الدولي، وخاصة تنظيم القاعدة".

واعلن الرئيس اليمني السبت ان حكومته مستعدة للحوار مع القاعدة في اليمن اذا وافقت على التخلي عن السلاح.

صنعاء ـ محمد صدام

زر الذهاب إلى الأعلى