أرشيف

فاطمة ضحية غطرسة الأشاوس في عدن

قبل 11 عاماً كانت فاطمة عبد الله صالح لا تدرك ماذا سيحدث لها في المستقبل ولم تفكر أن شيولاً (جرافة) سيكون هو من سيسحل كل أحلامها وما تبقى من عمرها..

بينما هي نظرت للمستقبل من نافذة الاستقرار ذهبت تجمع مبلغاً من المال لشراء أرضية صغيرة ثم بناء غرفة صغيرة تأوي إليها وأولاد ابنها (المعاق) الذي أصبح حبيس المنزل لا يستطيع العمل.

وتحت هذا السقف 3 * 3 متر سكنت فاطمة مع أثنين من أحفادها.

وذات يوم وفي وقت الصباح الباكر بينما فاطمة والأولاد نائمون في تلك الغرفة فأيقظتهم أصوات مزعجة..

خرجت الحجة فاطمة لتسأل عن السبب ولم تحصل على أي إجابة مباشرة سوى (معنا أوامر بالهدم) وبالفعل باشر عمال الأشغال بإلقاء القبض على أولاد ابنها المعاق وهم في حالة غيبوبة، متأثرين من غبار الشيول.

فاضطرت أن تقعد في سقف المنزل لعل وعسى رجال الأشغال وحراستهم جنود النجدة يتراجعون عن موقفهم المشين ورفعت صوتها توسلاً عن من يرحمها ولكن كلامها ذهب بدون جدوى..

سائق الشيول رفع كم كبير من الأتربة والأحجار عبر حوض مقدمته ليضعه على رأس الحجة فاطمة وهي فوق سقف منزلها فسقطت هي وسقف منزلها الهش إلى وسط المنزل لتدخل في غيبوبة وأصيبت بأجزاء كثيرة من جسمها وتسبب لها الطرش والسعال الذي كتم تنفسها، بينما حاول ولدها إسعافها فتم أخذه من قبل رجال شرطة دار سعد.

واستمر الأشاوس بهدم المنزل عن بكرة أبيه، وبينت الفحوصات والمعاينة تبين أن فاطمة تعاني من كسر فقرتين في العمود الفقري ناهيك عن الإصابات الجسدية البالغة.. فنصح الأطباء أقارب قاطمة بذلك الوقت بسفرها إلى الأردن بأسرع حال لكون حالتها خطرة..

ذهبت فاطمة إلى البلاد "المقاطرة" لبيع ما تملك لإسعافها والذي كلفها مليوني ريال.

وبعد عودتها من الأردن لجأت للبحث عما لحق بها من أضرار ومنذ ذلك الوقت وهي تركض وراء سراب، متنقلة من نيابة إلى محكمة والأمر بنفس الصورة دون تغيير..

هكذا حدثتنا فاطمة والدموع تنهمر من وجنتيها، وبعد دقائق استرخت على الأرض متألمة من فقرات عمودها الفقري المنجز الوحيد الذي اكتسبته من حكومتها..

 

زر الذهاب إلى الأعلى