احتجاز مراسل نبأنيوز لتصويره أب عرض أبناءه للبيع داخل مقر محافظة تعز

احتجزت أجهزة أمن محافظة تعز صباح اليوم مراسل “نبأ نيوز” الزميل عبد القوي شعلان، وأخضعته للاستجواب لما يقارب النصف ساعة، على خلفية قيامه بتصوير طفلين، أحدهما في الخامسة من عمره والأخر في السنة الثانية، كانا قد احضرهما والداهما من المستشفى اليمني السويدي للأمومة والطفولة الى مبنى محافظة تعز، وطلب أن يشتروا أطفاله بعد أن قوبل بمعاملة سيئة من قبل المستشفى المذكور، وأمضى صغاره أياماً في الممر.

حمود خالد الصوفي- محافظ محافظة تعز- نفى في تصريح لـ”نبأ نيوز” أن يكون قد اصدر تعليماته لأمن المحافظة بمنع الصحفيين من دخول المحافظة أو منعهم من ممارسة عملهم بحرية من خلال لقاءاتهم بالمواطنين الذين يتوافدون إلى مقر المحافظة بشكل يومي لعرض مشاكلهم على المسئولين في المحافظة، مؤكدا أن الأصل هو حرية الصحافة طالما كانت تعمل وفق ضوابط وأصول مهنية ووطنية.

الفسادالطبي مستمر

على فرحان قحطان الشرعبي- 35 عاما- من أهالي بنى وهبان مديرية شرعب السلام، أب لخمسة أطفال، قدم صباح اليوم إلى مقر المحافظة وبين يديه أحد أطفاله المرضى، وهو يصرخ ويستغيث مستنجدا بالسلطة المحلية التي قال أنها “تتفرج” على إهمال المستشفيات.

وأكد الشرعبي لـ”نبأ نيوز” انه مضي عليه في المستشفي ثلاثة أيام بانتظار أحد يشعر بالمسئولية أو بالرحمة تجاه أبنائه الذين يتعرضون للموت.. وأضاف: انه لم يستطع دفع تكاليف الرقود لكونه فقيرا، موضحا انه اقترض مبلغ عشرين ألف ريال لكن المبلغ لم يكف لقيمة العلاج والرقود..

واستغاث الشرعبي- الذي تحدث لـ”نبأ نيوز” وبرفقته زوجته وطفله الثاني- بالسلطة المحلية قائلا: “خذوا أبنائي يا محافظة.. لا أريدهم.. أريد أعيش بكرامة في هذا الوطن او أموت.. موتوني أرجوكم.. أين حقوق المواطنة؟”

صرخات الشرعبي المستنكرة لأوضاع المستشفيات الحكومية والخاصة ملأت أرجاء مبنى المحافظة التي أحاطتها دعوات استنكارية أخرى من مئات المواطنين الذين تجمعوا حوله مقدمين له ما تيسر من نقود تعينه على التغلب على ازمته، مطالبين بإصلاح أوضاع المستشفيات الحكومية المتردية في حين تبلغ نفقاتها التشغيلية مليارات الريالات.

عبد اللطيف راجح- وكيل محافظة تعز- كان متواجداً لحظة سماعه صرخات المواطن، وقام على الفور بالتوجيه الى إحدى المستشفيات في المدينة لانقاذ الطفلين المريضين..

“نبأ نيوز” تستنكر قيام الأجهزة الأمنية باحتجاز مراسلها، واستجوابه، لمتابعته قضية إنسانية هي من صميم مسئوليات الصحافة، بل وتتقدم على كل المسئوليات الأخرى، وتدعو قيادة المحافظة للتحقيق بالموضوع، ووضع حدٍ لهذه الممارسات غير المسئولة التي تسيء لسمعة الديمقراطية والحريات في اليمن..

كما تؤكد للجميع أنها لن تتردد عن فضح أوكار الفساد أينما كانت.. وتثمن عالياً جهود مراسليها الذين يتفانون في أداء واجبهم الانساني والوطني بأمانة، مترجمين لسان حال كل أبناء الشعب اليمني من البسطاء والكادحين الذين ينساهم الاعلام في زحمة السياسة..