أرشيف

عدن صبيحة 7/7/ 1994م

< أعد المادة للنشر: عارف الصغير

26- سبتمبر 1962 الإعلان عن قيام الجمهورية العربية اليمنية

30- نوفمبر 1967 رحيل الاستعمار البريطاني وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية

– عام 1972 اندلعت أول حرب بين الشمال والجنوب

– 28 أكتوبر 1972 التوقيع على اتفاقية الوحدة في القاهرة

– 28 نوفمبر 1972 التوقيع على بيان اتفاقية الوحدة في طرابلس.

– عام 1979 حرب جديدة تندلع بين الشطرين

– 6 مارس 1979 التوقيع على بيان اتفاقية الوحدة في الكويت.

– لقاءات بين قيادتي الشطرين في تعز والحديدة والجزائر وقعطبة وصنعاء وعدن.

– 30 نوفمبر عام 1989 التوقيع على اتفاقية الوحدة في عدن.

في 22 مايو 1990 الإعلان عن قيام الجمهورية اليمنية.

في 27 أبريل 1993 أول انتخابات برلمانية بعد الوحدة

في 20 أغسطس 1993 نائب الرئيس علي سالم البيض يعتكف في عدن ويرفض العودة إلى صنعاء، احتجاجاً على الاغتيالات التي طالت قادة الحزب الاشتراكي، وعلى مطالبة الرئيس بتوريد 25 % من إيرادات النفط إلى حساب الرئاسة حسب ما قيل في تلك الفترة.

-في 20 فبراير 1994 التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في عمان.

– 27 أبريل 1994 الرئيس علي عبد الله صالح يخطب في ميدان السبعين قائلاً: إنني من هنا أدعو أبناء شعبنا اليمني البواسل ومن كل محافظات الجمهورية أن يكونوا بالمرصاد لكل القوى المعادية للوحدة وللعناصر الانفصالية، وأضاف "أن كل مواطن في شعبنا اليمني سيتحول إلى قاضي ورئيس ومحكمة ومدعٍ عام باسم الشعب اليمني لمحاكمة كل من يسيئ لهذا الوطن وهذه الأمة".

ودعا إلى تشكيل لجان في كل محافظات الجمهورية والمديريات والأحياء للدفاع عن الوحدة والتصدي لعناصر التخريب أينما وجدت .

أسوأ يوم في تاريخ اليمن المكان مدينة عمران

الزمن: الخميس الساعة 12.30 27 أبريل 1994 بعد ساعتين من خطاب الرئيس في ميدان السبعين بصنعاء.

الحدث: الأيدي التي سعت إلى تفجير خمسة حروب بعد الحرب الأولى في صعدة وتسعى لتفجير الحرب السابعة هي نفسها الأيدي التي ارتكبت مذبحة عمران لأنها لا تعيش إلا على رائحة البارود ولا ترقص إلاّ في برك الدم..

فحين كانت الشمس تلفح الوجوه والجنود المرابطين هناك يستعدون لتناول طعام الغداء في صالة الطعام كانا هناك المهوسون بالحرب يضغطون على زناد المدافع ليسقط هذا الجندي وفي يده قطعة خبز كانت تتهيأ للوصول إلى فمه، وذاك مضرج بدمائه في دورة المياه عندما كان يتوضأ استعداداً لأداء صلاة الظهر، والثالث تحت انقاض عنبره بعد أن أوى إليه ليستريح لحظة من عناء تمارين الصباح وهكذا يختلط كل شيء في كل شيء.

زميلان كانا قبل لحظات يتناولان كوب من الشاي معاً ويتقاسمان الهم والوجع والآن كلاهما يقصف الآخر .

معركة لا أخلاقية بدأت ظهيرة 27 أبريل راح ضحيتها 120 قتيل و200 جريح بين اللواء الثالث مدرع جنوبي واللواء الأول مدرع شمالي وتوقفت مؤقتاً بعد أن ذبحت وطن وأسالت الدماء أنهاراً لكن هذا التوقف لم يدم طويلاً ففي الساعة الأولى من فجر اليوم التالي اندلعت مرة أخرى ولكنها كانت لحظتها قد أصبحت معركة غير متكافئة فاللواء الأول مدرع شمالي كان تلقى تعزيزات من الفرقة الأولى مدرع ومن الحرس الجمهوري والأمن المركزي وأيضاً دعم من قبائل حاشد، فلم يجد حينها أبناء اللواء الثالث مدرع جنوبي سوى الاستسلام وبعضهم هرب إلى جبال عيال س?يح فأمنتهم القبائل على أرواحهم فقط.

لماذا رفض البيض اغتيال محمد عبد الله صالح؟

بعد اغتيال ماجد مرشد على يد ضابط وجنود بالأمن المركزي بصورة بشعة حيث كانوا قد اعترضوه واقتادوه إلى الأمن المركزي وهناك تم تعذيبه ثم قتله أمام ابنه ذهب اثنان من رفاقه في مساء اليوم التالي إلى نائب الرئيس علي سالم البيض في القصر الجمهوري وطلبا منه أن يعطيهما الإذن بتشكيل سري كي يغتالا محمد عبد الله صالح قائد الأمن المركزي آنذاك وكان حينها يتعالج في لندن، وأوضحا للبيض أن العملية يمكن أن تتم في الخارج ولن يستطيع أحد إثبات أن لهما علاقة بذلك.

لكن الرئيس البيض غضب من هذا المقترح وقال: نحن رجال وحدة ولسنا قتلة، ونحن حزب التحديث ودولة المؤسسات ولسنا عصابة تمارس القتل، وهل تريدا الرئيس علي عبد الله صالح يحرق البلاد وتعطونه فرصة لذلك؟

وتستمر الحكاية

ليلة 4 مايو الأوجاع تكبر والجراح تتسع والأرض تهتز تحت سكان مدينة ذمار، أضواء مذبحة جديدة تلعلع في السماء وهدير المدافع سمعها سكان صنعاء فتيقن الجميع أن عقارب الساعة بدأت السير في الاتجاه المعاكس وطارت الأخبار بأن لواء با صهيب الجنوبي محاصراً من وحدات الحرس الجمهوري والوحدات المدرعة والأمن المركزي وأن هناك وحدات قد وصلت من خارج ذمار لحصار هذا المعسكر، والحكاية تقول: هذا معسكر جنوبي وهذه أرتال من قوات الطرف الآخر يعني ارحلوا من بلادنا.

وبالقرب من ذمار كان اللواء الرابع مدفعية جنوبي في يريم يواجه نفس الموقف، ومع شروق الشمس الصباح التالي كان أفراد باصهيب واللواء الثالث مدرع يهيمون في الجبال والقرى بحثاً عن النجاة.

صباح الحرب يا وطن

5 مايو الحرب تُصدر النواح إلى المنازل والنار تستعر والدماء تدفق ووطن مسفوح لم تجف مدامعه إلى اليوم.. الصواريخ تمخر السماء وأزيز الطائرات يجلجل في الفضاء.. وينك يا مواطن هات ظهرك؟

أصوات المدافع لا تتوقف. وصنعاء أصبحت مدينة أشباح والمحلات التجارية مغلقة ومن شاهدته أمام منزله فهو يستعد للرحيل إلى الريف هروباً من جحيم قادم، وهو ما عملته أيضاً أنا بعد أسبوع من بداية الحرب حين جئت ومجموعة يدعون أنهم أمن يحاولون كسر المنزل الذي توجد فيه غرفتي، لأنهم سمعوا صوت غريب، وبعد أن فتحوه وفتشوا لم يكن ذلك الصوت سوى جرس المنبه الذي كان موقفاً على الساعة السادسة مساءً.

وفي حين كان أمن الحارة مشغولاً بجرس الساعة كانت تعز والبيضاء وأبين ولحج وشبوة ومعها صنعاء وعدن ساحة لمعارك تسحل المكان والزمان والإنسان معاً..

فتوى أباحت دماء المستضعفين في عدن

هذه الفتوى نُسبت حينها للدكتور عبد الوهاب الديلمي في حرب 1994: ونصها"إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود… أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد… هؤلاء الذين هم رأس الفتنة إذا لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الالحاد على أحد… ولا أن يعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات?هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة….

وهنا لابد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر. أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن بقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولا… والأم? الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداً أيضاً".

أربع ساعات توصل (هادي)

إلى نائب رئيس

في ثالث أيام الحرب جرت معركة في مكيراس بين قوات جنوبية وقوات قادمة من الشمال لعب فيها عبد ربه منصور هادي دوراً كبيراً في حسم المعركة لصالح القوات القادمة من الشمال، وخلال أربع ساعات فقط.. وكانت هذه المعركة كافية لتعيين عبد ربه منصور هادي وزيراً للدفاع، وتم الإعلان عن ذلك رسمياً في 10 مايو 94.

ومن ثم تعيينه نائباً للرئيس بعد انتهاء الحرب.

كذبة بعد أبريل

بعد مرور ثلاثة أيام من الحرب أعلنت صنعاء أن قواتها تزحف على عدن وتحاصرها من أربع جهات، وأن المعارك تدور على بعد 5كم منها وتوقع الإعلان سقوط عدن خلال ساعات.

وفي 9 يونيو أصدرت صنعاء بياناً قالت فيه أن طلائع قواتها وصلت إلى دار سعد وأكد ذلك مسئول كبير لكن إعلام عدن سخر منه وذكّر هذا المسئول بالموقع الجغرافي لدار سعد الذي يعرفه كثيراً بحكم سنوات الطفولة والدراسة التي قضاها هناك، وذكّره أيضاً بالأميال الطويلة التي تفصل بين دار سعد وكرش حيث كانت تدور رحى المعارك.

محو العار

ذهب البعض إلى أن الحروب السابقة بين الشطرين كانت قد ولدت الغبن والرغبة في الانتقام لدى السلطات في الشمال وبأي زمان ومكان لرد الاعتبار بعد أن كانت القوات الجنوبية في عامي 1972 و1979 هي المنتصرة وقد استطاع الجيش الجنوبي في عام 1979 وخلال فترة وجيزة جداً أن يصل إلى أعماق الجمهورية العربية اليمنية والحق بالقوات المسلحة الشمالية آنذاك العديد من الهزائم وفي أكثر من جبهة.

ولولا التدخل الخارجي لوصل الجيش الجنوبي إلى صنعاء وأسقط النظام. وهي الهزائم التي انتظرت سلطات الشمال الوقت المناسب لردها، ولذلك يرى بعض المحللون جنوحها نحو الحرب والبدء بقصف المعسكرات الجنوبية في عمران وذمار وريمة قبل بدء المعركة، كما أن هؤلاء المحللون يرون أن هناك نية مسبقة لهذا الأمر من خلال قراءة أهمية المواقع التي وضعت فيها المعسكرات الشمالية في المناطق الجنوبية حيث جميعها وضعت في أماكن حساسة لخنق مدينة عدن ويسهل إمدادها من الشمال في مقابل عدم السماح بتمركز الوحدات الجنوبية في مواضعها المحددة حسب الات?اق قبل إعلان الوحدة.

الحقيقة المرة

وسط مشاهد الحزن والحسرة وأثقال الحرب بدأ المواطن الكئيب يستعيد ذاكرته ويفيق على مأساة اسمها حرب لا أحد يستطيع تحديد موعداً لنهايتها.

ومع مرور الوقت بدأت أوزار الحرب تحدد المعالم الجغرافية والزمانية لوطيس المعركة.

واستيقظ سكان صنعاء على أزمة وقود حادة بعد توقف تزويدها من مصافي التكرير في عدن وهي الأزمة التي جرت بعدها أزمات أخرى طالت رغيف الخبز، فخلق هلعاًٍ ونزوح من صنعاء نحو الأرياف.

البيض: الرئيس غير شرعي

في حين كان الحزب الاشتراكي اليمني يعلن عن فتح معسكر في لحج للمتطوعين والمنظمين إلى صف الوحدة والديمقراطية كان البيض في يوم 13 مايو يعتبر الرئيس صالح غير شرعي لأنه لم يتم انتخابه من جميع أعضاء مجلس الرئاسة الخمسة، كما أعلن البيض أن عضوية الزنداني في مجلس الرئاسة غير شرعية لأنه أقسم يمين مخالف لما نص عليه الدستور، وكذلك أعضاء مجلس النواب لحزب الإصلاح واستبعد البيض في ذلك اليوم نهاية قريبة للحرب.

اليمن يمنيين

ومضت ساعات كئيبة وأيام عصيبة على المواطنين في الشمال والجنوب فالجميع أمام مجهول وأفق يحفه سواد قاتم حتى جاءت صبيحة السبت 21 مايو لتطوي صفحة وتبدأ صفحة ولو على الورق، فقد أعلن البيض عودة الأمور إلى ما قبل 22 مايو 1990.

ومن يومها بدأت الحرب تأخذ صفة مختلفة ولو ظاهرياً وأعلن البيض في كلمة له من حضرموت "لن نستسلم لصدام الصغير وحذرمن تلك الصواريخ التي بدأت تصل إلى أحياء عدن وقال أن الرد سيكون عنيفاً.

عدن تحترق

بعد حملة البيانات والتصعيدات السافرة بالانتصارات في بداية المعركة بدأت صنعاء مرحلة تعتيم على حقيقة الوضع في ساحة المعركة خصوصاً بعد دخول الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرت عدن خطاً أحمر.

وبينما كان الأخضر الإبراهيمي يقوم برحلاته المكوكية كانت محطة كهرباء الحسوة تتعرض لقصف عنيف في 24 يونيو 1994 ما أدى إلى أن تغرق عدن بظلام دامس وسط حرارة صيف شديدة تشوي الأجساد.

وفي اليوم التالي ثغر اليمن الباسم ومدينة السلام تدخل مأساة مروعة أخرى إثر تعرض خزانات المياه للقصف وتوقف ضخ المياه لأحياء المدينة رافق هذا القصف اشتعال نيران كثيف في مصافي النفط غطت دخانها سماء المدينة، وفي هذا الجو المرعب كان الوضع يزداد سوءاً كل ساعة مع تدني جميع الخدمات الصحية والتنموية وتعرض أحياء عدن لقصف مدفعي وصاروخي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالمئات، وانتشرت الأوبئة والأمراض جراء نقص المياه وعدم دفن جثث القتلى.

حياة أو موت

وصف المواطنون تلك الأيام بأنها كانت أسوأ من أيام 13 يناير حيث أن المدينة في حرب 94 تعرضت لحصار من كل الجهات وحدث تعمد في قطع إمداد الماء والكهرباء عنها لاخضاعها على الاستسلام.

وقال مندوب الصليب الأحمر في عدن أن الوضع خطير جداً وقد يصبح مأساوياً إذا لم يقم الفنيون بإصلاح محطة ضخ مياه بئر ناصر في ذلك اليوم وأضاف أنها مسألة حياة أو موت".

وقد أضطر العدنيون إلى شرب مياه الآبار الارتوازية ذات الملوحة العالية فسبب عدة حالات من الالتهاب المعوي والتسمم.

آخر بيان: عدن تحترق

في نداء من مجلس رئاسة عدن قال: أن العالم مطالب اليوم أن يرى ويسمع كيف تدمر الأحياء السكنية في عدن مثل حي عمر المختار ودار سعد والمنصورة وغيرها التي تحترق الآن.. وعلى العالم أن يقف ويحاكم حكام صنعاء كمجرمي حرب.

عدن مدينة منكوبة

النهب لم يبدأ من عدن وانما بدأ من صنعاء حيث تم ضرب مقر الحزب الاشتراكي في 5،6 مايو ودخله الناس وأخذوا المقاعد والطاولات والأدوات المكتبية وتم إحراق المبنى وقوات الأمن تراقب فقط.

في 7 /7 /1994 عدن سبية، منهوبة، منكوبة، مفتوحة قل ما شئت من الأوصاف والعبارات فإنها لا تفي بحق ذلك اليوم من تاريخ عدن المعاصر.

ففي هذا اليوم أبناء المدينة ينزحون إلى خارجها إما إلى مواطنهم الأصلية أو إلى أي مكان آخر المهم النجاة والخروج من عدن بعد حالة التأزم والأوضاع المعيشية الصعبة وانقطاع الماء والكهرباء.

وفي هذا اليوم الذي شهد نزوح أبناء عدن إلى خارجها تدفقت الوحدات العسكرية إلى المدينة بشكل كبير رافقهم أيضاً فرق أخرى كانت تستعد لهذه اللحظة منذ أسابيع وهي فرق الفود.

وبدأت عملية سطو ونهب لم تشهدها المنطقة من قبل شارك فيها المدني والعسكري وسط غياب كامل لأي جهاز يمنع أو يقاوم تلك الأعمال البربرية التترية.

ونال السطو والنهب جميع المؤسسات العامة والخاصة والفنادق والشقق وكل شيء أصبح مباحاً من البحر إلى البحر.

وكان ما يخرج من عدن على الشاحنات أكثر مما كان يدخل إليها بعشرات المرات ففي حين كانت تدخل الشاحنات محملة بمواد غذائية تعود محملة بمواد ثقيلة وأسلحة ومكيفات وطاولات ومفروشات ومكاتب وكل شيء، لقد طال النهب الأغراض الخاصة والعامة واستبيحت منازل المسئولين السابقين وتم نهب المنازل بما فيهات واستمر النهب لمدة أسبوع فاق حسب تشبيه البعض ما فعله التتار والمغول في بغداد.

وكانت معظم المنهوبات تنقل إلى الراهدة والأسواق الحدودية الأخرى ونجم عن هذا الفيد ظهور طبقة ثرية جديدة لم تكن تملك شيئاً قبل الحرب وأصبحت تعتبر الحروب مغانم لا مغارم، فلذلك هي الآن تقرع طبول الحرب في صعدة وغيرها.. وواصلت نهب الأراضي براً وبحراً في عدن وحضرموت وغيرها.

7 / 7 / 2007

بعد أن وضعت الحرب أوزارها تم ادخال تعديلات عديدة على الدستور وقبلها كان قد أصبح عدد أعضاء مجلس النواب من الجنوب 56 بدلاً من 111 عند تحقيق الوحدة وحدث بعد الحرب الكثير من الإقصاء والتهميش وتم تسريح الآلاف والمحظوظ من حافظ على راتبه لا على منصبه وتحول العميد الركن واللواء المغوار والعقيد الهمام إلى باع هدره في بوفية زكو .. إلى أن جاء 7 / 7 / 2007 عندما بدأ المتقاعدون والمسرحون يجتمعون في ساحة العروض في خورمكسر ، ومنعتهم السلطة من البرطعة ومنذُ ذاك الحين والمظاهرات والحشود لا تتوقف في طول وعرض الجنوب.

> المصادر : مقالات ، حوارات ، كتب تحدثت عن حرب 1994م.

زر الذهاب إلى الأعلى