أرشيف

وفاة الإعلامي اليمني الكبير يحي علاو بعد معاناة طويلة مع المرض

توفي مساء اليوم بالعاصمة صنعاء الاعلامي اليمني الكبير الزميل يحي علاو بعد معاناة طويلة مع المرض.

وكان الإعلامي علاو قد نقل عصر الأربعاء الماضي  من منزله في العاصمة صنعاء إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير بعد أن تعرض لمضاعفات جديدة وكبيرة للمرض، ودخل في حالة غيبوبة، بعد ارتفاع كبير لنسبة البوتاسيوم بشكل مفاجئ.

وكان الإعلامي المعروف "علاو" بدء – مع مطلع هذا العام – يعاني من ورم خبيث (سرطان) في جسمه حتى بلغ الدماغ وذلك بعد توقف الكلى عن العمل، وسط تجاهل رسمي وإعلامي، على الرغم من الدور الإعلامي/ الوطني، البارز والكبير الذي قدمه بالتعريف باليمن، ومناطقها وعاداتها وتقاليدها طوال مراحل عمله في التلفزيون اليمني، التي بدأها في وقت مبكر منذ ثمانينات القرن الماضي.

وأمام ذلك التجاهل الرسمي المتعمد، سافر الرجل العصامي إلى الأردن، وألمانيا للعلاج على نفقته الخاصة، متمسكاً بذلك الأمل الذي ظل يمنحه للبسطاء والفقراء والمساكين عبر برنامجه الشهير "فرسان الميدان".

لكن إستمرار تدهور حالته الصحية، وإنتشار المرض، وبسبب كلفة العلاج، الذي تزامن مع إيقاف راتبه الرسمي من التلفزيون، فانقطعت به كافة السبل، غير أنه حصل حينها (قبل نحو شهرين) على أمل آخر: منحة علاجية على نفقة الأمير سلطان بن عبد العزيز – ولي العهد السعودي – فأدخل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، لكن فيما يبدو إن حالتة الصحية كانت قد بلغت مرحلة أعجزت الطب من استئصال الورم المنتشر.

حينها فقط أستسلم الفارس الذي ما كان لمثله أن يعرف الهزيمة أو الاستسلام، فقرر العودة إلى حضن أمه الدافئ، والبقاء في منزله بين أولاده ورفيقة عمره. ومنذ تلك العودة – قبل شهر ونصف تقريباً – ظل يكابد آلام المرض الخبيث، رافضاً مقابلة أحد، غير أسرته وأهله، وأقرب أصدقائه. فقط أولئك الذين رفضوا التخلي عنه في أحلك ظروفه ورافقوه في رحلاته العلاجية، بحثاً عن الأمل الذي لم يفقده إلا بعد أن فقده الطب قبله.

ما بين "عالم عجيب" .. و"فرسان الميدان"

في العام 1985، تخرج يحيى علاو من كلية الإعلام، بجامعة الملك عبد العزيز – جدة، السعودية، بتقدير إمتياز. وكان قد حصل على منحته الدراسية، بعد حصده الترتيب الأول في الثانوية العامه. وإلى جانب تميزه بأخلاق عالية، وصفات إنسانية نادرة، عرف بإمتلاكه ثروة معرفية كبيرة، وحفظ القرآن الكريم، في وقت مبكر من حياته.

واشتهر الإعلامي المبدع "علاو"، بداية حياته الإعلامية في التلفزيون اليمني، عبر برنامجه الشهير "عالم عجيب". وهو البرنامج الذي جابت شهرته أفاق و أرجاء واسعة من الوطن، حيث كان معظم اليمنيين ينتظرونه بفارغ الصبر أسبوعياً.

بعدها كسب برنامجه الرمضاني "فرسان الميدان" شهرة كبيرة جداً، بحيث ظل يحوز على المرتبة الأولى في المشاهدة الجماهيرية والتفاعل (فاقت كافة البرامج التلفزيونية الأخرى)، وذلك على مدى السنوات المتتالية، طوال فترة تقديمه له عبر القناة الأرضية اليمنية بداية، ومن ثم في القناة اليمنية الفضائية.

ولاحقاً، واصل المبدع "يحيى علاو"، الاحتفاظ بشهرته عبر تقديم البرنامج ذاته لقناة السعيدة الخاصة، منذ انطلاقها قبل سنوات.

وإلى جانب أن برنامج "فرسان الميدان" كان يعد البرنامج التفاعلي الأول لدى المتابعين، على مستوى الساحة اليمنية، فإنه أيضاً ظل البرنامج الجماهيري المتفرد – على مدى سنوات – والذي جاب أرجاء ومناطق الوطن بسهولها وجبالها، وديانها وقممها، تربتها وبحارها. عرف تحيزه كثيراً للبسطاء، سواء عبر برنامجه، أوفي حياته العامة.

رمضان القادم، ستفتقد الجماهير اليمنية – في الداخل والخارج – "فرسان الميدان"، وستغيب ابتسامة علاو المشرقة التي كانت تطل في كل مساء من رمضان، وهو يجول المدن والسهول والوديان اليمنية، غير أن بصمات "فارسه" وحدها – وهذا يكفي – لن تفارق تلك الجماهير البسيطة التي التقت به يوماً، أو ظلت تترقب قدومه مطلع كل شهر رمضاني كريم، كما يترقب الناس "هلاله"..

رمضان القادم، لن تستمع الجماهير لتلك اللغة العربية، الفصحى، المطرزة باللكنة "التهامية" السهلة، سيفقد اليمنيون تلك النغمة الإنسانية المنبعثة منها..غير أن صداها سيبسط سيطرته على الأرجاء التي مر عليها، بل ستبلغ مداها أجوائنا الرمضانية كلما انتصفت مساءات الشهر الكريم!.

الاسم : يحيى علي بن علي علاو.

المركز: الدمنة. القرية : خدير. القرن الذي عاش فيه العلم : 15هـ / 21م  تاريخ الميلاد : 1382 هـ / 1962 م

نبذة عن حياة الاعلامي الراحل يحيى علاو

ولد في بلدة (خدير)  في مديرية (دمنة خدير)،  في محافظة تعز، وفيها درس القرآن الكريم، ومبادئ الفقه على أبيه، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة، فدرس فيها حتى أكمل الثانوية العامة،  وجاء ترتيبه الأول على طلبة الجمهورية في القسم الأدبي عام 1398هـ/ 1978م، ثم ابتعث دراسيًّا إلى المملكة العربية السعودية، فالتحق بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام  بجامعة الملك (عبدالعزيز) في مدينة جدة، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1405هـ/ 1985م، ثم حصل على أكثر من دورة تدريبية في الإعلام في سوريا وتونس وغيرها.

عمل مذيعًا غير متفرغ في إذاعة الحديدة بين عامي 1402هـ/ 1982م، و1405هـ/ 1985م، ثم تعين عضوًا في إدارة الاستعراض عام 1406هـ/ 1986م، ثم عضوًا في إدارة البرامج في تلفزيون صنعاء، فعمل على تقديم عدد من البرامج المميزة، مثل: (عالم عجيب)، و(قاموس المعرفة)، و(فرسان الميدان)، ثم تعين مسئولاً عن البرامج العلمية والتعليمية بدرجة مدير عام.

شارك في عدد من الفعاليات الإعلامية العربية في تونس والقاهرة وغيرها، وله كتابات في عدد من الصحف اليمنية، وهو عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين.

متزوج، وأب لسبع بنات، وثلاثة أبناء.

زر الذهاب إلى الأعلى