أرشيف

عضو كنيست للنائبة حنين زعبي: أنت طالق طالق طالق

في أعقاب صدور التوصيات احتفل عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني المتطرف ميخائيل بن آري (الاتحاد الوطني)، مع مساعديه البرلمانيين، واحتسوا نخب توصيات سحب حقوق النائب حنين زعبي .

وقال بن آري معلقا:" اليوم وجهنا لكمة برلمانية لحنين الزعبي وأصدقائها، وأوصلنا رسالة بأن دولة اسرائيل ليست غبية. سنمحو ركن الإرهاب من الكنيست. هذه خطوة أولى على طريق طرد أعداء إسرائيل من الكنيست".

أما عضو الكنيست اريه بيبي من حزب "كاديما"، والذي ايد سحب حقوق النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، فقال معلقا:"اعتقد أن التحقيق معها يجب ان يكون من الجذور، لقد قامت بلقاء رجال القاعدة ورجال حماس في السفينة. لقد قالت انها ليست عضو كنيست إسرائيلية وإنما فلسطينية. أنا ادعم سحب الحقوق وأقول لها بلغتها: عندما يقدم شخص على الانفصال عن زوجته يقول لها: أنت طالق ، طالق، طالق".

سحب اميازاتها

وكانت لجنة في الكنيست قررت بغالبية 7 أعضاء مقابل صوت واحد تجريد النائبة العربية حنين الزعبي من 3 امتيازات نيابية، منها سحب جواز الخدمة الرسمي الخاص بالنواب (جواز السفر الدبلوماسي)، وتقييد حركتها لجهة السفر إلى الخارج، أي لا تستطيع السفر إلا بعد الحصول على إذن، إضافة إلى تحملها كافة مصاريف المحاكم فيما لو واجهت دعاوى مدنية عبر القضاء، وذلك بعد جلسة صاخبة بدأت صباحاً وانتهت بعد ظهر اليوم 7-6-2010 لاشتراكها في "أسطول الحرية" الذي اعترضته إسرائيل فجر الإثنين الماضي في المياه الدولية قبل وصوله إلى هدفه في غزة.

وكان جميع أعضاء الكنيست العرب تغيبوا بالإجماع عن الجلسة التي قاطعوها منذ بدأت صباح اليوم الإثنين، حيث قام رئيس اللجنة بقراءة تصريح للنائبة الزعبي استمده من الموقع الرسمي لحزب التجمع الوطني الديموقراطي بوصفها عضواً فيه، حيث قالت في تصريحها إنها تمثل الشعب الفلسطيني في الكنيست، وإن "من الأفضل أن تكون هناك قوة نووية موازية في الشرق الأوسط"، في إشارة منها إلى سعي إيران لامتلاك السلاح النووي.

كما اقتبس تصريحات لها في مقابلة أجريت معها في ميناء أنطاليا، وقال إنها ترفض أن تكون إسرائيلية، وتصر على انتمائها الفلسطيني برغم كونها نائبة في الكنيست. وأشار أيضاً إلى تصريحات لها بشأن الرسالة التي حملها "أسطول الحرية" والنجاح الإعلامي للأسطول في ظل فشل الردع الإسرائيلي، وكذلك حديثها عن الملاحقة السياسية لكل من يرفض الاعتراف بـ"الدولة اليهودية والديمقراطية".

كما وزع ليفين على أعضاء اللجنة وثيقة تتضمن تصريحات عدة للزعيم الليبي معمر القذافي بشأن إسرائيل، وذلك في سياق الحديث عن زيارة وفد عرب 48 إلى ليبيا، التي لا يعرفها القانون الإسرائيلي كـ"دولة عدو".

وكان رئيس لجنة الكنيست، ياريف ليفين، وهو من حزب الليكود، قرر تخصيص الجلسة لرفع الحصانة وسحب الحقوق السياسية والمدنية عن النائبة الزعبي بناء على اقتراح عضو الكنيست اليميني المتطرف ميخائيل بن آري، ممثل المستشار القضائي للحكومة.

وكانت جلسة الكنيست بدأت صاخبة منذ عقدت لجنة برلمانية خاصة بقضية النائبة الزعبي ونواب عرب في الكنيست لمناقشة وضع تقييدات عليهم، بسبب سفر بعضهم إلى ليبيا، وكذلك على النائب حنين الزعبي التي شاركت في "أسطول الحرية" الهادف إلى كسر الحصار عن غزة.

زغبي: الكنيست في الدرك الأسفل

في الجلسة هاجم النائب دوف حنين بشدة طريقة إدارة النقاش بلجنة الكنيست البرلمانية حول معاقبة أعضاء الكنيست العرب. أما النائبة حنين الزعبي فتم إخراجها من الجلسة مرة تلو الأخرى من قبل رئيس الجلسة، الليكودي يئير ليفين، نتيجة إصرارها على موقفها المستنكر لطريقة إدارة الجلسة التي افتقرت لأدنى حدود المعقول في اللجنة، وقالت إن الكنيست وصل إلى الدرك الأسفل بمقاييس الديمقراطية.

وقالت النائبة في تصريح عند باب الكنيست بعد إخراجها منه "حتى في محكمة عسكرية توجد تفرقة بين وظيفة القاضي ووظيفة المدعي. لكن في لجنة الكنيست أخذ يئير ليفين الوظيفتين معاً حيث كان القاضي والمدعي ضد النواب العرب".

وأضافت "أسئلتي الشرعية حول طريقة إدارة النقاش داخل اللجنة لم تلق أي جواب من رئيس اللجنة وبدل إعطاء الإجابة قام بطردي من النقاش مرة تلو الأخرى"، على حد تعبيرها.

وتابعت: إن محاولة اختباء رئيس الجلسة خلف أصبعه كانت غير مجدية وطردي مرة تلو الأخرى لا يحل المشكلة. أنا أدعو لوقف النقاش في لجنة الكنيست وفحص كل طريقة تعامل الكنيست مع النواب العرب في هذه الأيام التي يسودها هجوم وحشي وفاشي على المواطنين العرب ونوابهم في الكنيست.

وكانت النائب زعبي قد طرحت أسئلة مهمة أثناء كلمتها في الكنيست أبرزها لماذا ترفض إسرائيل السماح للصحافيين بالوصول للمسافرين على متن سفينة "مرمرة"؟، ولماذا قامت الحكومة بمصادرة كاميرات الصحافيين؟، ولماذا تم التعتيم على صور الجثث؟.

ومن خلال مؤتمر صحافي عقد في الناصرة بتاريخ 1 حزيران 2010، أكدت زعبي أن القوات الإسرائيلية بدأت إطلاق النار بشكل مكثف قبل أن تهبط على سطح السفينة، كما تحدثت لوسائل الإعلام عن طلبها للمساعدة الطبية من القوات الإسرائيلية لشخصين أصيبا بجروح خطيرة على متن السفينة ولكن القوات لم تستجب لذلك.

غنايم: سقوط أخلاقي

أما عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية، مسعود غنايم، وهو من القائمة العربية الموحدة للتغيير، فوصف النقاش الذي دار في الجلسة بأنه "منزلق خطير وسقوط أخلاقي وسياسي يهدد كل أبناء المجتمع العربي في هذه البلاد".

وأضاف النائب غنايم أن "الوقاحة التي تحدث بها بعض أعضاء الكنيست، وبعض النائبات-وهنّ أسوأ من ذلك وخاصة النائبة شمالوف من حزب كاديما، يعكس المستوى المتدني لها بكل المقاييس، مضيفا: إن ما يجري هذه الأيام من تحريض ومحاكم تفتيش وملاحقة سياسية وإعلامية وهجوم أقل ما يقال عنه أنه هجوم سافل ومنحط على شخص حنين زعبي وعلى أعضاء الكنيست العرب وينذر بعواقب وخيمة على صعيد العلاقة بين اليهود والعرب في هذه البلاد، ويجب أن يدق ناقوس الخطر لدى كل عاقل في هذه البلاد يهمه ما يجري ويهمه وجود نظام ديمقراطي يحمي حق الأقلية في التعبير عن نفسها وفي الحفاظ على خصوصيتها".

وكان رئيس اللجنة ليفين حرض على النائبة الزعبي في مقابلة مع إذاعة الجيش قبل انعقاد الجلسة، وقال إن "حرية النشاط لا تعني المس بجنود الجيش".

كما قال إن "النائبة زعبي خانت دولة إسرائيل، ويجب تقديمها إلى المحاكمة من أجل تعزيز قوة الديمقراطية الإسرائيلية"، على حد تعبيره.

وأضاف أن "ما قامت به النائبة تجاوز كل الحدود. هناك خطوط حمراء في الديمقراطية، ومن يبحر إلى حماس فهو يدعم الإرهاب".

المصدر العربية

زر الذهاب إلى الأعلى