أرشيف

ازدياد المخاوف الغربية من تنامي قدرات القاعدة

أصبحت القاعدة في اليمن قضية دولية أكثر منها يمنية وفيما تبدو السلطات هنا مستمزجة بهذا القدر من الانزعاج الدولي باعتباره سيرتد دعما سياسيا وعسكريا وأمنيا يمكن استثماره في فرض السياسات التي تريدها بما، فيها تدجين الخصوم المختلفين  وفيما بدت عاجزة عن تحقيق انتصار حاسم من أي نوع على القاعدة في لودر ومودية وجعار بعد أن تمكنت من دحر كتيبة من اللواء 111 ميكا  كانت تمركزت في معهد مهني على الضواحي مازالت تعاني أيضا في مناطق في شبوة وإن ادعت السلطات المحلية أنه قد تم تمشيط جبالها وأصبحت خالية من القاعدة.

  وفيما سارع وزير الخارجية إلى الإعلان عن حاجة اليمن للمساعدة الخارجية لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة،  وبعد أن خسرت السلطة ما يزيد عن سبعين جندياً خلال أسبوعين بحسب تصريح الرئيس فإنه وحتى اليوم لم يتم الإمساك بأي قاعدي له وزن، كما أنه وبعد أشهر من مواجهات مع القاعدة في مناطق في الجنوب مازالت الأرض تحت سيطرتها باستثناء جبلي عكد وسرط. هذا الفشل أدى بالسلطات الأمريكية إلى مطالبة اليمن بأمور محددة و نقلت وكالة الأسوشيتد برس يوم أمس عن مسئول أميركي رفيع المستوى تحدث معها بشرط بقاء اسمه سرا أن الإدارة الأمريكية تطالب الحكومة اليمنية القيام وعلى وجه السرعة بثلاثة أشياء: مشاركة ما لديها من معلومات استخباراتية مع حلفائها؛ السماح للأمريكيين بمقابلة السجناء المتهمين بالانتماء للقاعدة؛ التسريع في تدريب قوات مكافحة الإرهاب. ووصف المسئول الأمريكي  التعاون  مع اليمن بأنه جيد ولكن يمكن تطويره. كما حفز مسئولين أمريكيين رفيعين   للإعلان عن قيامها بالتدخل المباشر من خلال استخدام الطائرات بدون طيار لمتابعة وضرب القاعدة في اليمن ومثلها المملكة المتحدة، حيث كشفت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية أن لندن مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى اليمن لمساعدة حكومتها في مطاردة عناصر القاعدة, شريطة طلب صنعاء ذلك. وذكرت صحيفة واشنطن بوست في عددها قبل يوم أمس الأول، أن الولايات المتحدة استأنفت استخدام طائرات من دون طيار من طراز برايدتور لتعقب مسلحي تنظيم «القاعدة» في اليمن، ولكنها لم تطلق أي نيران بعد.

 ووفقاً لما ذكره مسئولون أميركيون رفضوا الإفصاح عن هويتهم، فقد تم نشر الطائرات منذ أشهر عدة، ولكن لم يتم إطلاق أي صواريخ بسبب عدم التأكد من أماكن وجود الأهداف.

 وأوضح مسئول أميركي للصحيفة، أن الطائرات سوف تكون لها حرية إطلاق الصواريخ، ولكن لم تصدر تعليمات بشأن إرسال قوات برية أميركية.

 وأضاف المسئول أن التعزيزات الأميركية سوف تضم أصولاً استخباراتية أخرى من بينها فرق تابعة للاستخبارات المركزية الأميركية «سي اي ايه» تضم نحو 100 من مدربي قوة العمليات الخاصة وأنظمة مراقبة معقدة وتجسس إلكترونية.

 وأفادت الصحيفة بأن وحدة العمليات الخاصة المشتركة السرية من قاعدة في بلد آخر هي التي ستعمل على تشغيل الطائرات.

 الرئيس كان رفض علنا تدخلا مثل هذا وهو وإن كان إعلاناً في العادة للرأي العام فقط نظرا لحاجة اليمن الملحة لمساعدة كهذه في ظل الأوضاع السيئة وفي استباق لمنع القضاء الأمريكي بإصدار ما قد يمنع الأجهزة الأمريكية من ملاحقة متهمين من القاعدة وقتلهم.فإن  إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما حاولت الاثنين الماضي إقناع قاض أمريكي برفض دعوى قضائية مرفوعة ضد برنامجها لقتل أو اعتقال مواطنين أمريكيين انضموا إلى جماعات متشددة مثل القاعدة من بينهم رجل الدين أنور العولقي الذي لجأ والده إلى القضاء الأمريكي.

وحثت وزارة العدل الامريكية القاضي بعدم التدخل في قرارات الرئيس الامريكي بشأن أفضل الطرق لحماية البلاد. وتقول الحكومة أيضا إن العولقي من حقه أن يظهر في المحكمة ويدافع عن نفسه ومن ثم لا يحق للوالد أن يرفع الدعوى.

 وبحسب مراقبين فإن ظهور أنور العولقي الذي دعا إلى قتل الأمريكيين من دون مشورة أو فتوى، واصفًا المعركة مع الأمريكيين بأنّها “مصيرية”.ستقوي من موقف أوباما وأجهزته الاستخباراتية في ملاحقته وقتله.

 وقال مراقبون للوسط إن تسجيل خطاب العولقي  اعطي الامريكيين يعطي الضوء الاخضر لقتله.

 وكان قال العولقي في رسالة مصورة بثّت على الإنترنت “لا تشاور أحدًا في قتل الأمريكان، فقتال الشيطان: لا يحتاج إلى فتوى ولا يحتاج إلى مشورة، هم حزب الشيطان وقتالهم هو

فريضة الوقت”.

 وشنّ العولقي هجومًا عنيفًا على إيران، متهمًا إياها بإدارة مشروع “رافضي فارسي” في المنطقة.

 واعتبر أنّ المنطقة تشهد صراعًا بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من جهة وإيران من جهة أخرى، وقال في رسالته المصورة ومدتها حوالي 23 دقيقة: “ما هو إلا قليل حتى تنتزع إيران حِصّتها من الكعكة”.

 وعلى ذات السياق قالت مصادر إعلامية إن حكومات أربع دول -ثلاث منها في المنطقة- أقامت مركزاً رفيع المستوى للتنسيق الاستخباري في مدينتين باليمن بناء على ضغط وطلب الحكومة اليمنية بهدف التصدي جماعياً لتنظيم القاعدة في البلاد ، غير أن السلطات اليمنية نفت ذلك.

 ونقلت صحيفة القدس العربي الاثنين الماضي عن مصادر دبلوماسية عربية قولها “إن مكتبا موحدا للتنسيق استقر تقريبا في الجمهورية اليمنية على هامش الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ويضم خبراء في مواجهة تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية بصورة مكثفة من الأردن ومصر والولايات المتحدة والسعودية”.

 وأشارت المصادر إلى ان العدد الأكبر من كادر مكتب التنسيق الجديد يضم خبرات مصرية رفيعة المستوى في مجال الحركات الجهادية، حيث تزايدت معدلات الزيادة في الوفود الأمنية المصرية لصنعاء.

 وطبقاً للصحيفة، فإن السعودية تدعم ماليا هذا المركز المتقدم الذي تردد أنه يشبه من حيث التقنيات والاستعدادات والكادر البشري مركزين مماثلين أقيما منذ سنوات في أفغانستان.

وقالت المصادر إن مركز التنسيق الاستخباري أقيم بهدف تنفيذ مهمات أمنية خاصة في الجانب العملياتي وليس الاستخباري فقط وزود بتقنيات رفيعة المستوى ومتقدمة.

 من جانبه استغرب مصدر يمني مسئول هذه الأنباء التي وصفها بالمزاعم الكاذبة حول إنشاء مكتب استخباراتي دولي في اليمن بهدف التصدي لتنظيم القاعدة وأنه تم نشر طائرات أمريكية في اليمن من دون طيار لتعقب العناصر الإرهابية.

 مشيراً  إلى أن تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة وقال” إنها لا تعدو سوى مجرد فبركات صحفية في إطار الحملة الإعلامية الظالمة والمؤسفة التي تستهدف اليمن وأمنه واستقراره وسمعته وجهوده في مجال مكافحة الإرهاب.

 وأكد المصدر بأن اليمن لديه القدرة على القيام بمحاربة الإرهاب من خلال مؤسسته الدفاعية والأمنية التي تقوم بواجباتها ومهامها الوطنية والدستورية بكفاءة عالية ونجاح دون حاجة لتدخل أي طرف آخر للقيام بذلك.

 وجدد المصدر رفض اليمن لأي تواجد لقوات أجنبية على أراضيه وقال إن المعركة ضد الإرهاب هي معركة يمنية خالصة وان التدريب والتنسيق الأمني وان التعاون مع المجتمع الدولي يقتصر فقط على تبادل المعلومات والتدريب والتنسيق الأمني وفي حدود الحفاظ على السيادة الوطنية.

 وكان أكد القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم عدم تورط أطراف داخلية في دبي بقضية الطرود المفخّخة التي كانت في طريقها من اليمن إلى أميركا، مشيراً إلى أن أجهزة التحقيق في الإمارة زودت السلطات اليمنية بأرقام هواتف لها علاقة مباشرة بأشخاص لهم صلة وثيقة بالقضية.

وقال خلفان لـ«الإمارات اليوم»، إن المعلومات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية في دبي لدى السلطات اليمنية الآن، وهي معنية بالتحرك وضبط هؤلاء الأشخاص، معرباً عن أمله القيام بتحرك سريع يساعد على فكّ طلاسم القضية، وكشف الجهة المسؤولة عن شحن هذه الطرود الملغومة. وفي تحليل مغاير قال دبلماسي روسي إن السلطات الأمريكية تريد تحقيق أهداف من قضية الطردين المفخخين واعتبر إرسال مزيد من أعضاء وكالة المخابرات الأمريكية السرية إلى اليمن  ليس الهدف الوحيد من عملية “الطرود المتفجرة” وقال السفير الروسي السابق في اليمن د. أوليغ بيريسيبكين لقناة روسيا اليوم إن إرسال طردين بريدين لطابعة معطلة وبأسلاكها المفككة عبر طرد بريدي، سيؤدي إلى زيادة ميزانية الولايات المتحدة إلى عدة ملايين من الدولارات : “جميع دول العالم تناقش في الوقت الحاضر مشروع موازنتها للعام القادم. والاميركيون ، على سبيل المثال ، الذين لديهم 700 من القواعد العسكرية خارج البلاد . عليهم بطريقة أو بأخرى الحصول على اعتماد إضافي للوكالات العسكرية والاستخباراتية لتبرير حاجتها من المال لتغطية نفقات حملتها في العراق وأفغانستان. ومرة أخرى ، يمكن التبرير بالقول “أترون كم هو الوضع معقد في اليمن الآن ، ولهذا يجب أن يوفر الفائض من المال لهذا المجال. وأعتقد أن هذه الأحداث ، لها مبرراتها

الإقتصادية”.

  وشاطره هذا الرأي الخبير في معهد الدراسات الشرقية بافل غوستيرين. الذي أشار إلى أن الميزانية العسكرية تحتاج إلى اعتماد إضافي فقال : “إن عمليات القوات الخاصة تتطلب تمويلا إضافيا”.. وتبرر “حسنا، إنكم ترون حجم التهديدات القادمة من اليمن – أعطونا المزيد من المال كي نتمكن من مقاومتها” وهذه الأموال لا علاقة لها بالقوات المسلحة والميزانيات العسكرية المرسومة سابقا” ، وهنا الوضع في اليمن حساس للغاية. بالفعل أرسلت الولايات المتحدة مستشاريها “لمساعدة” الجمارك اليمنية. وبالفعل، كما ترون النتيجة إيجابية. فتتزايد يوما عن يوم آثار تنظيم القاعدة في اليمن. وعلى الأرجح ، بعد “الاكتشافات” الأخيرة، سيكون الحديث عن زيادة أخرى في إرسال الخبراء الأمريكيين لهذا البلد أمراً وارداً. وربما ، يتطلب الأمر توفير الحماية المناسبة لهم – وستكون من أفضل الحراسات الامريكية.

هذا وفيما  قال وزير الداخلية  مطهر رشاد المصري إن المنتمين لتنظيم القاعدة في اليمن ليسوا من مواليده، وإنما ولدوا وترعرعوا في دول أخرى ثم جاؤوا إلى اليمن ليمارسوا الإرهاب.

كشفت صحيفة “صنداي تلغراف” الأحد أن  أنور العولقي المتهم بالوقوف وراء الطرود المفخخة حصل على دعم مالي مقداره 200 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 323 ألف دولار، من جمعية خيرية بريطانية.

وقالت الصحيفة إن منظمة “سجناء القفص”، المدافعة عن المحتجزين في معتقل غوانتانامو “تربطها علاقة طويلة الأمد بالعولقي المولود في الولايات المتحدة والمقيم في اليمن حالياً، ودعته مرتين لإلقاء كلمة في مناسبات لجمع تبرعات عبر الفيديو في العامين الماضيين”.

وأشارت إلى أن المنظمة الخيرية أبلغت ناشطيها إنها لم تعد تؤيد العولقي وتعارض تحريضه على قتل المدنيين، لكن موقعها على شبكة الانترنت يقترح بأن دعمها لرجل الدين اليمني المتشدد لا يزال قوياً، ووصفه في مقالات كثيرة بأنه “مصدر إلهام”، وشكك في أن يكون ضالعاً في الإرهاب.

هذا وقد ازدادت الضغوط الخارجية على اليمن ، بعد عملية الطرود المفخخة المرسلة إلى الولايات المتحدة، والتي تبنى تنظيم القاعدة إرسالها- حيث أعلنت شركتا طيران الإمارات وطيران الإتحاد الإماراتيتان أنهما علقتا عمليات الشحن من اليمن في إضافة إلى العديد من شركات الطيران العالمية التي سبق وان اتخذت ذات الإجراء فضلاً عن إغلاق بعض البلدان الغربية مطاراتها أمام رحلات الطيران اليمنية.

وأثارت هذه الإجراءات المتخذة من قبل عدد من دول أوروبا بحق اليمن علامة استفهام عريضة لدى الجانب الرسمي حول مصير الشراكة الدولية في الحرب على الإرهاب وجدية الدول المنضوية في هذه الحرب في الإيفاء بالتزاماتها إزاء الأمن الدولي عموماً وأمن الدول التي تخوض هذه الحرب على وجه الخصوص.

بلجيكا وهولندا وقبل ذلك ألمانيا وبريطانيا أعلنت حظراً على حركة الملاحة الجوية من وإلى اليمن في ردة فعل تصفها السلطة بالمبالغ فيها على خلفية قضية الطردين المفخخين قبل أيام.

 

صحيفة الوسط اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى