أرشيف

الحكومة ترحم الناس وترفع الأسعار والسرق مساكين جيع

يلفت النظر من بعيد.. فهو أحد الأقزام المعاقين في قدميه.. يبلغ من العمر خمسين عاما، طوله لا يتجاوز المتر.. يرفض ارتداء القميص ويكتفي بارتداء الشورت، والذي سرعان ما يخلعه عند الغضب، وعندما تزيد الحالة عنده، وعلى الرغم من إعاقته إلا أنه يمشي على يديه ذات الأصابع المبتورة وبكل سهولة.. كثير الصياح والانفعال ومن دون أسباب.. بصعوبة شديدة ومحاولات عديدة تمكنا من كسب ثقته وخرجنا بالحوار التالي:

< كيف حالك؟

– انبطحت.

< أيش اسمك؟

– علي من قدك داري.

< ما ناش داري؟

– إلا داري يا زقوه.

< اسمك محمد عبد الله؟

– اسمي علي وعليَّ وعليك..

< علي من؟

– علي ناصر علي مالها إلاّ علي

< تعرف علي ناصر محمد؟

– هم يشتونا أوقع علي عبد الله صالح

< تعرف الرئيس علي عبد الله صالح؟

– علي فوق، وعليَّ وعلى أعدائي..

< من أين أنت؟

– أنا من عندهم من عندكم من بعيد، بعييييييد

< طيب عند من تجلس؟

– أنا جالس من زماااان هناك وهنا..

< متزوج؟

– يمكن ..

< أين تزوجت؟

– عند بني شيبة حق البطة..

< كيف الزواج؟

– كرفاس مثل ضربة الفأس.

< وكم معك جهال؟

– كنت شأعمل ستة بستة.. منعونا.

< من منعك؟

–  المرة.. ركبوا لها منع الحمل أنا بطرت وسبيت، والآن ما حصلناش.. كله بسبب البطرة..

< قلي يا علي أيش سبب الإعاقة؟

– خلقة صرفوها لي لما ولدت.

< ليش ما تلبس شميز؟

– يجيب مشاكل مع السرق..

< كم سرقوا عليك فلوس؟

– شلوا ألف، ومرة ألفين مساكين جوع..

< ما رأيك بالحصان اللي قدامك؟

– الحمار ابن الحمار ما يعرفك إلا لما تقلب لأبوه صورة.. شافطر أبوه..

< أيش أخر الأخبار عندك؟

– الأب مات والأم الشيبة عادها.

< تصلي؟

– ما أعرفش القبلة.. البلاد مليان مصليين..

< قلي كيف تشوف البلاد هذي الأيام؟

– هاذاك مبطوح وهاذك مطروح وهاذك مقلوب على بطنه.

< عند من ترقد يا علي؟

– أرقد جنب الحديدة القرية مواصلات كثير..

< ليش ارتفعت الأسعار هذي الأيام؟

– الحكومة ترحم الناس وهم يكثروا به.. ما احد يرحمهمش

< هل أنت متحزب؟

– أنا متقلب وملبب..

< صمت رمضان؟

– أنت معقد أجزع وإلاّ شاقرح رأسك..

< اهدأ لو سمحت.. ما لك ومال الناس؟

– ليش ما يروحوا يشقوا..

< معاك معاش من الدولة؟

– حمى.. حمى والله.. “معك عشرة.. هات عشرة ولك المعاش..

< ليش ما تروحش للتجار يصرفوا لك عربية كرسي؟

– العربية غالي جابوا لي يمنية أبو  سلم..

< وأين تركت السلم؟

– بالتلفزيون.. بالمدينة.. “يصرخ في وجه أحد السائقين.. أمشي لك طير من جنبي” ضبحوبي..

< من يجيب لك الضبح؟

– الذيل ابن (….) يحانبنا.. “ينظر إلى ثلاث بنات في الجهة المقابلة ويصيح ».

< عيب تشوف للبنات؟

– أشتي انقي لي واحدة منهن.

< من تشتي منهن.. تشتي الفاتش؟

– أشتي أي واحدة.. أشتي الوسط.. المجمش .. يردد: مليح والله برود.. ثم يتقلب مرة أخرى وسط الشمس على ظهره وبطنه..

< قم وسخت نفسك؟

– أقلك التراب مليح.. “أشتدت الحالة عنده ثم خلع الشورت وبقي عاريا أمام الجميع ووضعنا في موقف محرج للغاية..

< البس عيب الناس با يضحكوا عليك؟

– وأنت ما دخلك الله خلقنا كذا.. “ولم يلبس الشورت إلا بعد إقناعه بصعوبة”

< أجيب لك أكل؟

– عادنا شابع ما أكلتوش..

< متى تشعر بالجوع؟

– لما أجوع .. أخزن..

< كيف الجوع برمضان؟

– شعبان شبعان ورمضان جيعان.. والسبعين مليان.

< تقرأ القرآن؟

– ما أعرفش ..

< من يعرف يخبر تمام؟

– التلفزيون والتلفون يخبروا.. الخبر معقد..

< والمبتدأ؟

– ما اعرفش موه هوه.. أتعبونا.. ضبحوني.. الناس أمراض يشتوا مرض.. المرض يصحي الواحد..

< تروح المستشفى لما تمرض؟

– أمرض وحدي بالليل.. ما فيش مرض.. الرز يجيب المرض..

< أيش تتمنى نهاية هذا اللقاء؟

– المفتاح لقوه بالشارع.. العسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى