عشق النضال وترك الاغتراب في السعودية حيث كان مقر عمله وانضم إلى الحراك منذُ بداية انطلاقته الأولى.. ساهم مع غيره في إنجاح العديد من المهرجانات والفعاليات الحراكية في مديرية حالمين .. ذلكم هو الناشط السياسي المعروف محسن طوئرة الذي تعرضت سيارته قبل أيام للتفجير في سياق ظاهرة تعد هي الأولى من نوعها في المديرية .. المستقلة التقته وكان لها معه الحوار التالي :
< كيف تفسر حادثة تفجير سيارتك بتلك الطريقة التي تمت ؟
– في البداية لا يسعني إلا أن اشكر صحيفة المستقلة على اهتمامها ومتابعتها في نشر كل ما يحدث في المحافظات الجنوبية بكل حيادية ووضوح وبالنسبة للإجابة عن السؤال أفسر تلك الحادثة المروعة التي ارتكبت بحق سيارتي بأنه عمل غير أخلاقي والهدف منه النيل من حياتي , ولكن هذه الأفعال لن تثنيني عن مواصلة نضالي السلمي بقدر ما تزيدني إصراراً وعزيمة لمواصلة النضال حتى تحقيق الهدف الاستراتيجي , وليعلم من نفذ هذا العمل إننا سلكنا هذا الطريق ونحن على يقين أن هذه الطريق غير مفروشه بالورد والحرير وإنما ستكون قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظه من حياتنا ولكن هذا لا يهمنا ونحن مستعدون لتقديم التضحية في إطار نصرة قضيتنا العادلة .
< عقب الحادثة هل قمت بإبلاغ الجهات الأمنية وما الدور التي قامت به ؟
– نعم قمت بإبلاغ الجهات الأمنية بتلك اللحظة من وقوع الحادثة وتم النزول إلى موقع الحادثة من قبل الأمن وتم أخذ بقايا المواد التي استخدمت في التفجير وهي عبارة عن أجزاء لخريطة جهاز لاسلكي تم العثور عليه بعد الحادثة ويستخدم للتفجير عن بعد حيث كان شهود اعيان أخبروني بأن دراجة نارية مرت في الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة من مساء الخميس من أمام منزلي أي بجانب السيارة وبعد مرور الدراجة النارية وفي لحظة انفجرت السيارة مباشرة ولاذت الدراجة بالهروب باتجاه خط الحبيلين وهي مطفئة الأنوار.
< هل تمكن الأمن من كشف هوية الجناة؟
– لم تكن هناك أي نتائج توصل إليها الأمن بما فيه الكشف عن الجناة و أتمنى أن يستمر الأمن في دوره حتى يتسنى له معرفة الجناة.
< هل سبق وأن تلقيت أي تهديدات قبل استهداف سيارتك ؟
– نعم, تلقيت مكالمة هاتفية من رقم بدايته صفر واحد قبل شهرين وكانت المكالمة (إذا لم تتوقف عن العمل الذي تقوم فيه لا تلوم إلا نفسك ) بالإضافة إلى ألفاظ غير أخلاقيه وبذيئة .
< هل كنت تتوقع ما حدث لك خصوصاً وأنت من ضمن قائمة الخمسين المطلوبين لدى السلطة ؟
– امتداداً لتلك التهديدات والمطاردات المختلفة وفي الوقت الذي صرت فيه مطارداً و مطلوباً من قبل أجهزة السلطة على خلفية نشاطي الميداني والسياسي في الحراك الجنوبي السلمي ربما لم أكن استبعد أن يحدث لي مثل هذا ونحن نتوقع أكثر من ذلك طالما والاغتيالات والاعتقالات الهمجية مستمرة منذ سنوات ضد إخواننا الجنوبيين وعسكرة المدن وشن الحملات العسكرية بما فيها ما يحدث حالياً في أبين وشبوه ناهيك عن شن الغارات الجوية التي تضرب بين الحين والآخر في أكثر من مكان في الجنوب والتي سجلت أبشع أصناف الجرائم ضد الإنسانية .
< هل يمكن فهم ما صار لك بأنه ينطوي في إطار تصفيه حسابات شخصية لا علاقة له بالسياسة ؟
– لن تكون لي أي عداوة مع أي شخص بقدر ما تربطني علاقات حميدة مع الجميع داخل محيط المديرية وخارجها , وعدوي هو النظام الاستبدادي القائم الذي يقوم بنهب ثروات أبناء الجنوب تحت قوة المدفع والدبابة أو تحت اسم الوحدة المعمدة بالدم كما قالها رئيس هذا النظام عدة مرات في خطاباته (إن الوحدة معمدة بالدم) وهذا ما يدل على اعتراف النظام ذاته أن الوحده مفروضة بالقوة.
< باعتبار الأمر يعد الأول من نوعه في تاريخ المديرة هل يمكن اعتبار ذلك بداية موسم قد يطال كافة رموز الحراك في المديرية أم ماذا ؟
– نعم , لا شك أن هذا العمل بالتأكيد سوف يكون بداية لموسم قادم وطويل قد يطال كل الرموز الشريفة والأصوات الحرة في كل المديريات والمحافظات الجنوبية وهذا ليس بعيد في واقع الحال .
< هل تمكنت إلى اللحظة من معرفة هوية الأشخاص المنفذين ؟
– لا أعلم عن هوية منفذي العملية ولكن المأجورين وضعيفي الأنفس هم من تستخدمهم السلطة في تنفيذ هذه الأعمال القذرة .
< ما هي الجهات التي تعتقد وقوفها وراء العملية ؟
– الجهات التي تقف وراء الحادثة تتبع السلطة بالتأكيد ولكن لا أستطيع تحديدها بالضبط.
< ما هو موقف الحراك في مديريات ردفان الأربع مما حد ث ؟
– كان موقف الحراك السلمي في مديريات ردفان الأربع واضحاً حيث تم إصدار بيان إدانة واستنكار عقب يوم الحادثة وفي عصر اليوم الثاني من الحادثة تم حضور عدد من قيادات الحراك في ردفان يتقدمهم د/ناصر الخبجي رئيس مجلس الحراك السلمي في محافظة لحج إلى منزلي والتضامن معي بالاضافه إلى ذلك نظم مجلس الحراك السلمي لمديريات ردفان مسيرة إدانه واستنكار للحادثة تمت في مديرية حالمين بتاريخ : 24/10/2010م حيث شارك في هذه المسيرة عدد كبير من قيادة الحراك في محافظة لحج وجمع غفير من المواطنين من أبناء لحج والضالع يتقدمهم في هذه المسيرة طلاب ثانوية الأستاذ/سعيد صالح قاسم النموذجية في حالمين ولا يفوتني هنا من خلال هذا الحوار إلا أن أتقدم بالشكر لكل من تضامن معي ابتداءًً بمن حضر إلى منزلي ومن حضر خلال المسيرة أيضاً ومن تواصلوا معي بالهاتف من قياداتنا سواء من الداخل أو الخارج.