أرشيف

الجريمة التي هزّت الجبل


جبل صبر رمز الشموخ.. والجمال.. تغنى به الأجداد منذ القدم، في أهازيجهم باختلاف مناطقهم.. وصفه الشعراء ولحنه الملحنون، وغناه الفنانون.. رواية القاص الكبير محمد عبد الولي “وكانت جميلة” ستخلد وإلى الأبد جبل صبر الذي تمخض عنه كل فن, ولكن يوم الأربعاء الموافق 15/12/2010م كان مغايراً لما سلف حيث أبى الجبل إلا أن يتمخضً عن جريمة بشعة بحجمه مرتين، اهتزت لها كل الجبال والتلال.. وغطت المدينة بدمائها ثم تجمدت الدماء لتنهي كل ما هو جميل.. الجريمة أزهقت فيها روح «مسك» 65 عاماً وروح أبيها (محمد عبد الله) البالغ من العمر أكثر من 90 عاماً.,. واليكم التفاصيل كما رصدتها «المستقلة» في قرية “الجبة” صبر الموادم. كتب: أمين عبد الله راجح < يقول الشاب عبد الرحمن فضل أول المقتحمين للدار بعد الجريمة: “في تمام الساعة الثانية إلا عشر دقائق لاحظنا الدخان يتسرب من بعض فتحات الدار.. ظننا أن هناك (شورت) كهرباء، فاقتحمنا الباب أنا وصادق وعبد الجليل لمعرفة السبب وجدنا الدار مليئة بسحب كثيفة من الدخان، فتحنا الطيقان لدخول الضوء لأن الجاني قص سلك الكهرباء، ورأينا جثة “مسك” وأبيها العجوز بين الحطب، وكانت جثة مسك ملطخة بالدماء من إثر الطعنات في بطنها وصدرها ورقبتها.. من حسن الحظ أن الطابق الثاني لم يشتعل بسبب انعدام الأوكسجين، رغم أن الجاني قام بفتح دبتي الغاز بالقرب من الجثتين.. كما قام أيضاً برش الجاز “الكيروسين” على الدرج والأشياء القابلة للاشتعال من حطب وعلف وثياب ليتسرب الحريق إلى الدور الثاني” احترقت الغرفة التي بالدور الأول فقط. < أما الشاب “صادق علي محمد عبد الله” فقد عقب قائلاً: «عمتي مسك لم تكن متزوجة ولا معها فلوس، جدي أيضاً عاجز وطريح الفراش منذ عشرين عاماً ليس لدينا أعداء ولا أعرف سبب ارتكاب الجريمة بهذه الطريقة البشعة»، عمتي مسنة ثم قاطعه مدير أمن المديرية قائلاً: «صحيفة رسمية نشرت الخبر أن هناك اغتصاب» على أي أساس نشرت هذا الخبر.. سنقاضيهم.. تريد أن تشيع الفاحشة والخوف.. القصة بكل تفاصيلها؛ المرأة كانت مسترة بثيابها وعليها دم بسبب الطعن.. لم تكن عارية كما نشروا.. نحن نستغرب كيف لصحيفة رسمية مثل “الجمهورية”أن تتكلم بهذا الكلام، هذا يعني أنها تعلم بالمغتصب أو أنها على علم بالمجرم، والمفروض تطلب للتحقيق”.. < العميد المتقاعد “أحمد عبده أحمد الصبري” أحد الجيران تحدث عن الجريمة بقوله: “الأب طريح الفراش وابنته مسكينة لا يمكن تفتح دارها لأحد بعد المغرب، إذا جاء أحد يدق عليها ليعطيها زلط تقلّه باكر.. قالت للنساء إن هناك شخص يأتي ويدق عليها الباب ليلاً منذ شهرين يقول لها إن هناك ماء لغرض إخراجها من الدار، إحدى المرات بعد أن انصرف خرجت للتأكد من وجود الماء فلم تجد شيئاً، تردد عليها أكثر من أربع مرات خلال شهرين ولكنها لم تعرف من هو، المساكين يشربوا يوم الأربعاء، يجي الماء إلى فوق وكل واحد يجي يأخذ له عدد من الدباب ويملي (التانكي) حقه. بالتأكيد كان الجاني متأكداً أنها ستخرج يوم الأربعاء لتجلب الماء لذلك انتهز الفرصة ودخل الدار عند شروعها بالخروج فارتكب الجريمة بكل بشاعة، السارق يسرق، يكسر، يقتل، لكن تُرتكب جريمة بتلك الطريقة؛ يقتلها بالدور الأول ويسحبها للدور الثاني – الدم ملأ الدرج – ثم يقتل الأب ويرص الحطب ويضعها فوق الحطب ثم يغطيها بالحطب والعلف هذا لا يحدث إلا في الأفلام الهندية.. وفوق ذلك لم يكتفِ بل قام بإحضار دباب الغاز من المطبخ وفتحها بالقرب من الجثتين ثم رش (السولار) ليصل الحريق إلى كل أجزاء الدار.. كيف كان معه وقت للقيام بكل هذا العمل؟! السارق يسرق ويهرب أما يجلس يتفنن فهذا شيء محير.. المرأة أكيد عرفت الجاني وأكبر دليل على ذلك أنها تلقت طعنات كثيرة ليتأكد من موتها ولعل مقاومتها للمجرم ستكشف الجريمة.. الجاني أكيد سيكون على وجهه ورقبته آثار المقاومة، وعلى الجهات الرسمية أن تقوم بدورها دون تقصير والتحقيق مع أبناء المنطقة.. الجاني محترف لدرجة أنه ارتكب الجريمة “بالجونتي” حتى الدباب قبل حملها غطاها بالخرق حتى لا يترك أي بصمات تدل عليه، لم يترك إلا الجونتي حقه”.

زر الذهاب إلى الأعلى