أرشيف

خطف ناقلة نفط عملاقة في طريقها الى الولايات المتحدة قبالة عمان

 خطف مسلحون يعتقد انهم قراصنة صوماليون يوم الاربعاء ناقلة نفط كانت في المحيط الهندي في طريقها الى الولايات المتحدة حاملة ما قيمته قرابة 200 مليون دولار من النفط الخام في واحد من اكبر حوادث الخطف في المنطقة حتى الان.
وكانت الناقلة ايرين التي يبلغ طولها ثلاثة اضعاف طول ملعب كرة القدم وتقل طاقما يتالف من 25 فردا تحمل ما يقرب من مليوني برميل من النفط او قرابة واحد على خمسة من الواردات الامريكية اليومية من النفط الخام.
وجاء الحادث بعد يوم من خطف ناقلة ايطالية تحمل ما تزيد قيمته على 60 مليون دولار من النفط الخام على ايدي قراصنة صوماليين فيما شدد مخاوف صناعة النفط من ” افلات زمام السيطرة” على أنشطة القرصنة.
وقالت شركة اينيسل التي يقع مقرها في اليونان والتي تتولى تشغيل الناقلة في بيان تلقت رويترز نسخة منه “هاجم مسلحون الناقلة صباح اليوم… ليس هناك اتصال مع الناقلة في الوقت الحالي.”
وقالت الكوماندر سوزي طومسون المتحدثة باسم القوة البحرية المتعددة الجنسيات التي تكافح القرصنة في المنطقة ان الناقلة التي يبلغ طولها 333 مترا خطفت على بعد 20 ميلا قبالة ساحل عمان ومن المرجح ان تعرضت لهجوم قراصنة صوماليين. واضافت “لا يمكننا سوى التكهن بالمكان الذي تؤخذ اليه السفينة.”
وحذرت اتحادات صناعة النقل من ان ما يزيد على 40 في المئة من النفط العالمي المنقول بحرا الذي يمر من خلال خليج عدن وبحر العرب عرضة لخطر القراصنة الصوماليين الذين تتسع دائرة نشاطهم لتشمل باستمرار اماكن أبعد داخل البحر عن سواحلهم ولفترات أطول مستخدمين سفنا أساسية تنطلق منها هجماتهم.
وقال جون دريك كبير محللي المخاطر في شركة ايه كيه ئي المحدودة للامن ان نشاط القراصنة قبالة سواحل عمان لم يبدا الظهور الا في 2009.
وقال “هذا مبعث قلق على المستوى الاستراتيجي لانه يتعلق بالملاحة الى الخليج العربي/الفارسي ومنه. وهذه المنطقة ايضا ليس بها وجود بحري كبير كما هو الحال في خليج عدن.”
وخطف قراصنة ناقلة نفط ايطالية في المحيط الهندي أمس الثلاثاء مستخدمين بنادق الية وقذائف صاروخية وتوجهوا بها صوب الصومال.
وقال المكتب الدولي للنقل البحري ان الناقلة ايرين هي رابع ناقلة نفط عملاقة تتعرض للخطف على ايدي العصابات الصومالية منذ تصاعد نشاط القراصنة في 2008.
وقال جو انجيلو المدير التنفيذي لانترتانكو وهي رابطة شركات ناقلات النفط التي يملك اعضاؤها معظم اسطول الناقلات في العالم لرويترز ان خطف الناقلة ايرين “يمثل تحولا مهما في أثر أزمة القرصنة في المحيط الهندي”.
وقال أنجيلو ان شحنة الناقلة ايرين من النفط الخام الكويتي تمثل قرابة 20 في المئة من الواردات الامريكية اليومية الاجمالية من النفط الخام وحث الحكومات على تكثيف جهود مكافحة القرصنة.
وأضاف “الوضع الان فيما يخص القرصنة ينفلت من زمام اي سيطرة في المحيط الهندي بأكمله.”
وتابع “اذا تركت القرصنة في المحيط الهندي دون رادع ستخنق هذه الممرات الملاحية الحيوية مع امكانية ان تعطل بشدة تدفق النفط الى الولايات المتحدة وسائر العالم.”
وتجني عصابات القرصنة عشرات الملايين من الدولارات من أموال الفدى وعلى الرغم من نجاح بعض جهود التصدي للهجمات في خليج عدن تجد القوات البحرية الدولية صعوبة في احتواء القرصنة في المحيط الهندي بسبب الاتساع الهائل للمساحة المعنية.
وقال دريك “الوضع ليس من شأنه سوى أن يتدهور. فمع ارتفاع قيمة الفدى صار القراصنة قادرين على استئجار مزيد من الرجال ورشوة مزيد من المسؤولين والانتظار لفترات اطول للتفاوض.”
وأضاف “قد لا يخرج القراصنة الى المحيط الهندي عازمين على خطف ناقلات النفط بالذات لكن اذا رأوا ناقلة فمن المرجح ان يهاجمهوها بمزيد من العزم والقوة مقارنة بغيرها من انواع السفن بسبب قيمة مبلغ الفدية الذي قد يحصلون عليه من خلال احتجاز مثل هذه السفينة.”
وفي العام الماضي حصل قراصنة على فدية ضخمة قدرها 9.5 مليون دولار مقابل اطلاق سراح ناقلة النفط الكورية الجنوبية سامهو دريم. وأظهرت دراسة أن القرصنة البحرية تكلف الاقتصاد العالمي ما بين سبعة مليارات و12 مليار دولار سنويا.
وقالت القوة البحرية التابعة للاتحاد الاوروبي ان سفينة الصيد الكورية الجنوبية جولدن ويف اطلق سراحها هي وطاقمها المؤلف من 43 فردا من قبضة القراصنة. وكانت السفينة خطفت قبالة ساحل كينيا في اكتوبر تشرين الاول الماضي. ولم تذكر قوة الاتحاد الاوروبي ما اذا كانت فدية قد دفعت مقابل اطلاق سراحها.
من جوناثان سول ورينيه مالتيزو – رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى