أرشيف

الرئيس لا يزال قادراً على الإصلاح البديل لعلي عبدالله أن يؤسس هو لوضع يختم به حياته الحافلة بالمنجزات

حاوره: عبدالناصر المملوح


طلبت من الرئيس أن يسحب البساط من أمام المؤتمرات.. وبعد المبادرة قلنا له: لقد سحبت تسعة أعشار البساط باقي العشر.


الحكم المحلي كامل الصلاحيات هو الحل الأنسب.. ونظام الغرفتين التشريعيتين.


ما يقال عن صراع اسري بين احمر سنحان واحمر الإصلاح وعلي محسن واحمد علي تخمينات.. والحاصل بين الآنسي وحميد تباينات


المطلوب أن تتضمن مبادرة الرئيس العودة إلى خارطة الإرياني التي أراد متشدد والمؤتمر إفشالها


نحذر من الانزلاق تحت طائلة التأثير الانفعالي بما يحدث في الخارج.. الثورات لا تستنسخ ولكل بلد خصوصياته


الحوار يقتضي تقديم تنازلات.. وإذا أرادت المعارضة الحكم فعبر الانتخابات


التقارير الدولية تهول ما يحصل في اليمن والإعلام المغرض يهولها أكثر


ما يجري في الساحة تعبير عن مؤامرات إقليمية دولية تستهدف تفتيت اليمن


خلال اقل من شهر رفع تكتل المشترك شعارين، الأول: ما قبل تونس (نريد إصلاح النظام)، والثاني ما بعد تونس (نريد إسقاط النظام) والآن.. وبعد مبادرة الرئيس، ماذا يريدون؟ البعض منهم يرى إمكانية استنساخ الثورة التونسية والبعض الآخر يحذر من الانزلاق في التأثيرات الانفعالية.. وان الرئيس لا يزال الأصلح.. الإصلاح منفرداً رحب بالمبادرة، فيما بقية حلفائه اعتبروها غامضة وإنها لم تأت بجديد.. ومن بين الخيارات الإصلاح يرى ضرورة الانتقال إلى حكم محلي كامل الصلاحيات فيما الاشتراكي يشدد على (الفيدرالية).. وماذا عما يقال بان الصراح في اليمن ليس بين سلطة ومعارضة بقدر ما هو صراع اسري بين احمر (سنحان) واحمر (الإصلاح).. وعلي محسن واحمد علي.. كلها تساؤلات تركنا الشيخ حمود هاشم الذارحي- عضو الهيئة العليا في حزب الإصلاح- ليدلي بدلوه في حوار لـ (صحيفة الديار)



نص الحوار:


– تفاوتت مواقف قيادات أحزاب المشترك من مبادرة الرئيس.. هناك من رحب وهناك من قال أنها لم تأت بجديد وإنها غامضة؟ لماذا هذا التفاوت؟!


– ربما لان المبادرة نصت على العودة إلى لجنة الأربعة ولم تتضمن نصاً صريحاً بان اللجنة ستبدأ من حيث انتهت لتطبيق الخارطة التي كتبها الإرياني، وصدقني لو أنها تضمنت هذا الأمر لكانت مطمئنة للجميع وصدقني لو أنها تضمنت هذا الأمر لكانت مطمئنة للجميع وصدقني لو أنها تضمنت هذا الأمر لكانت مطمئنة للجميع وصدقني ما كانش ستقاطع كتلة المشترك الجلسة التي جمعت مجلسي النواب والشورى.


– والآن.. ماذا بعد مرور أكثر من أسبوع، هل لا يزال الغموض؟


– الأمر يتعلق بفحوى الرسالة الأخيرة التي أرسلها فخامة الرئيس إلى المشترك، فإذا تضمنت هذا الأمر ونصت على أن العودة إلى الأربعة لتبدأ من حيث انتهت وان الأربعة ليست بديلاً لـ (200) هنا سيزول واللبس والإشكال.


– خارطة الإرياني


– اللافت أن حزبكم (الإصلاح) سارع بالترحيب بالمبادرة.. رحب بمفردة، لماذا لم ينتظر حتى يرحب المشترك ككل؟


– مابش بمفرده، الإصلاح موقفه من موقف المشترك.


– لكن وفيما خلت صحف مختلف أحزاب المشترك من أي ترحيب تصدر خبر الترحيب صدر الصفحة الأولى من صحيفتكم (الصحوة) وقبلها كان السعدي- الأمين العام المساعد للإصلاح- أول المرحبين بالمبادرة وذلك في تصريح صحفي لرويترز؟


– الإصلاح رحب بالمبادرة، لكنها بحاجة إلى إكمال، يعني هي بحاجة إلى إزالة الغموض.


– أنا اسأل عن تفاوت أحزاب المشترك في الموقف من المبادرة كيف نفسره؟


– مافيش تفاوت، المعارضة متماسكة بموقف موحد، الإصلاح الآن رأيه من رأي المشترك وشركائه.


– شخصياً، وباعتبارك واحد من ابرز مؤسسي وقادة اكبر أحزاب المعارضة (الإصلاح) كيف تلقيت المبادرة؟ ما الجميل فيها؟


– إحنا اعتبرناها خطوة تراعي ما يجري في الساحة الإقليمية والدولية، واستبشرنا خيراً بعودة الحوار إلى الرباعية وتجميد التعديلات، ولكن كما قلت، فيها شيء من الغموض اللي سبب اللبس، وهذه هي ملاحظتنا عليها وقد اخبرنا الرئيس بها، وهي أن تبدأ الرباعية من حيث انتهت.


– من أين انتهت؟ ما فيش اتفاق، كل طرف له مفهومة للعودة إلى الرباعية؟


– هي انتهت إلى أن كل طرف (اللقاء المشترك وشركاءه والمؤتمر وحلفاؤه) قدم رؤيته لكيفية الحوار، وأخذهما الدكتور عبدالكريم الإرياني وقال: أنا سأعمل من الرؤيتين خارطة طريق تتضمن ما الذي سيتضمنه الحوار وما الذي سيبدأ به والمدة الزمنية، هذه الخارطة وافق عليها المشترك وشركاؤه ورفضها المؤتمر وذهب في خطوات انفرادية، فالعودة إلى الأربعة يعني العودة إلى الخارطة التي طرحها الإرياني ليذهب الجميع في ضوئها، هذا هو مفهومنا للعودة إلى الرباعية، لكن أصحابنا (المؤتمر) يريدون أن تكون الأربعة بديلاً عن لجنة الـ 200.


– لكن الأربعة أليسوا ممثلين للـ 200 ومن الطرفين بالتساوي؟


– هو هذا.. نحن نريد أن تكون الأمور هكذا واضحة.


– طيب، ايش المشكلة طالما وان الطرفين قد فوضا الأربعة لإدارة وإقرار نتائج الحوار؟


– لا.. المشكلة أن أصحابنا (المؤتمر) يشتوا الأربعة وبس، وإحنا نريد إلا نكون الأربعة إلغاء للـ 200.


– انتم تطالبون العودة إلى الرباعية وفي الوقت نفسه تتمسكون بلجنة الـ 200.. فما جدوى الرباعية إذن، ألا ترى أن موقفكم هذا يحمل تمييعاً وهروباً ورغبة في عدم الوصول إلى نتائج؟


– الأربعة مهمتهم واضحة وهي رئاسة الـ 200 وخارطة عبدالكريم الإرياني وضحت كيف تسير الأمور، وإحنا نريد أن يبدأ من حيث انتهوا.


– افهم من كلامك أن جناحاً في المؤتمر أراد أن يفشل خارطة الإرياني؟


– نعم، ومضى في خطوات انفرادية.


– برأيك من يتزعم هذا الجناح؟


– المتشددون (ولا داعي لذكر أسماء).. المهم هدفنا الآن ألا تكون مبادرة الرئيس مبتسرة. وقد قلنا للأخ الرئيس: أكملها على خير.


– المشترك والحراك


– اسمح لي.. تارة تشترطون الرباعية وتارة الـ 200 وتارة تشترطون حضور ممثلين عن الحراك.. الخ؟


– مش هكذا، الحوار هو وفقاً لما نص عليه اتفاق فبراير، يعني حوار وطني لا يستثني أحدا، لجنة الـ 200 المشكلة من الطرفين انبثق عنها لجنة الـ 30 وهذه انبثق عنها لجنة الـ 16.. ومن هؤلاء الـ 16 كونوا فريقاً يتفاهم مع الحراك وفريقاً يتفاهم مع معارضة الخارج، والمطلوب أن كل هؤلاء ممثلي المجتمع المدني والحراك ومعارضة الخارج (يسمون) ممثليهم لينضموا فوق الـ 200، هذا المجموع هو الذي سيتحاور.


– لكن مختلف قادة الحراك أعلنوا رفضهم القاطع المشاركة في حوار قالوا انه لا يعنيهم، فهل يتعطل الحوار ويتجمد الاستحقاق الدستوري حتى يحضر هؤلاء، وهم أصلا رافضون.


– شوف يا أخي، عندما تصل لجنة الـ 16 إلى يأس، لكل حادث حديث.. الذي يريدأقسام وليسوا كياناً واحداً، به حراك مثل سيوافق على الحضور في الحوار.


– من بالضبط؟


– الذي يريد حل مشاكل الجنوب تحت سقف الوحدة.


– من يتزعم هؤلاء بالضبط؟


– بدون تحديد أسماء، في ه ناس كلفت مجموعة من الـ 16 يتفاهموا معهم.
هل نستطيع القول أنكم في المشترك قد حصلتم على موافقة مبدئية من قادة معينين في الحراك بالحضور إلى طاولة الحوار؟ اللجنة نفسها كانت تصل إلى نتيجة والى ممثلين.


– يعني هناك جناح في الحراك على تفاهم مع المشترك؟


– به فصائل في الحراك تريد الحقوق والمواطنة الكريمة ولا تصر على الانفصال أو فك الارتباط.


– وهؤلاء متفاهمون مع المشترك؟


– هؤلاء سيتم التفاهم معهم.


– من قبل المشترك؟


– ايوه.


– يعني بينكم تنسيق؟


– مش تنسيق، لكن به لجنة تشكلت وبرئاسة الأخ عوبل يتفاهمون مع هؤلاء، تريدوا حقوق تريدوا مواطنة كريمة، تفضلوا للحوار الوطني الشامل، المهم انه في حال وصلت معاهم اللجنة إلى حالة اليأس وانه ما فيش فايدة- ستقام عليهم الحجة، ويمشي الحوار شوف يا أخي، الحراك أو الحوثي لما يشارك في الحوار الوطني الشامل لن يخرج بمطالب شاذة، يعني أمام الإجماع الوطني لن يرفع رأسه ويقول يشتي له دولة، وأؤكد لك انه في إطار الحوار الوطني لن يرفع احد رأسه لمثل هذه الطلبات، لا الحوثي ولا الحراك، ولا فالكل عليه أعوان.. مطالب انفصالية أو أية مطالب من شأنها تفتيت الوطن هي مطالب مرفوضة.


– السفينة


– أنت والشيخ صادق الأحمر من بين من ألتقاهم الرئيس قبل أن يقدم مبادرته الأخيرة؟


– اللقاء هو خاص يوفد الهيئة الشعبية لنصرة غزة، وكان معنا محمد العيدروس وكان مقرراً أن يكون معنا في اللقاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني لكنه اعتذر.


– لماذا؟


– كان عنده وعكة.. المهم كان الغرض من اللقاء هو اطلاع الرئيس على ما قد تم جمعه (ما يقارب المليون دولار) وعلى أساس مساهمته والحكومة في تجهيز السفينة التي ستكون باسم اليمن ضمن قافلة عالمية في شهر خمسة تقريباً.


– وهل خرجتم معه بشيء؟


– هو ابدي الاستعداد بكل المواد التي ستحملها السفينة كاملاً، وبما يوازي ما جمع.


– مؤامرات خارجية


– قيل أن الرئيس طلب النصح والمشورة منكم ومن آخرين ممن يوصفون بـ (الحرس القديم).. أنت شخصياً هل نصحته؟


– أنا بين التقي فخامة الرئيس يوم الجمعة دائماً.. وطرحت عليه أن يسحب البساط من أمام المؤامرات الإقليمية والدولية التي تستهدف اليمن، وان يعيد الحوار إلى مكانه، وهو أب للجميع، وان تسير الأمور سيراً حسناً.


– وإحنا اعتبرنا المبادرة أنها مثلت جانباً مما نصح به من كل الاتجاهات.. وهو كعادته يسمع للنصيحة الصادقة.


– وبرأيك هل مبادرة الرئيس كافية لسحب البساط؟


– إحنا قلنا له في يومها، انك قد سحبت تسعة أعشار البساط، باقي العشر.


– وما هو العشر؟


– أن يوضح أن الرباعية تبدأ من حيث انتهت وإنها ليست إلغاء لما سبقها، وقد بلغنا إلى انه أرسل المبادرة إلى المشترك وربما يضيف إليها ما كان ناقصاً، والمشترك يدرسها، وان شاء الله تسير الأمور إلى خير.


– وهل هناك فعلاً مؤامرات خارجية تستهدف اليمن في الوقت الحالي؟


– هناك مؤامرات على العالم العربي والإسلامي كله.. مؤامرات لتفتيته واليمن جزء منه، وما يجري في الساحة هو تعبير عما يدور.


– أي ساحة؟


– الساحة العربية والإقليمية وحتى اليمنية.. وإلا ماذا تعني لك أنت التقارير الدولية، على قبيل اليمن فاشلة، اليمن على حافة الانهيار.. ماذا يعني هذا؟


– هؤلاء لهم مصالحهم على المياه الإقليمية ولهم أشياء، ولا شك انه إذا لم تحل مشاكلنا عبر حوار وطني جاد ستفتح منافذ للتدخلات.


– افهم من كلامك أن التقارير الدولية عن اليمن فيها شيء من التهويل المبالغ فيه، والمدروس لأغراضهم؟


– فيه تهويل، نعم.. لكنه مبني على حقائق.. على سبيل المثال في ما جرى في الشمال من حرب صعدة التي امتدت حتى وصلت الجوف، وما يجري في الجنوب وما يجري مع تنظيم القاعدة، والوضع الاقتصادي المتفاقم.. وتقارير نضوب الماء، نضوب النفط.. كلها عوامل لا تستطيع أن تقول أنها مش موجودة لكنها ليست بالحجم الذي تصوره التقارير الدولية.. يعني فيه تهويل،، ومن الخير أن تتجلى الحكمة اليمانية ونسحب البساط على كل هؤلاء.


– التقارير الدولية تعتمد في معظمها على ما ترفعه أو تنشره صحافة المعارضة، وتحديداً أحزاب المشترك؟


– هؤلاء معهم أجهزتهم، لديهم هيئاتهم، ما همش بحاجة لتقرير يرفع من المعارضة، بل المعارضة بترجع هي تتلقى ما يصدر من تقارير وتبثه وتنشره.


– تقصد أن لديهم عملاء في السلطة وفي المعارضة؟


– لا نوكلها إلى عملاء، ونقع في تصنيف المماحكات، فيه واقع.. الواقع هذا ما نقدرش نتجاهله وندس الرأس وسط الرمال، لكن كما قلت لك.. فيه حقائق تبنى عليها تقارير، والإعلام المغرض بهولها أكثر.


– تنازلات مطلوبة


– طالما وقد أشرت بنفسك إلى المؤامرات الخارجية، ألا ترى انه وفي مثل هذه الظروف يصبح من المطلوب على السلطة والمعارضة تقديم تنازلات.. التنازلات وان كانت مؤلمة لكنها تفيد بعض الأحيان لتأسيس مستقبل أفضل للأجيال القادمة؟


– نعم.. مطلوب من الجميع أن لا نبقى متمترسين حول مطالبنا، وان يراعي الجميع مصلحة الوطن العليا ويضعها فوق كل اعتبار، لكن التنازل الأهم مطلوب ممن نكث بنتائج حوار عمره ثلاث سنوات، ويكون التنازل بالعودة إلى حيث كان الحوار قد انتهى.


– والمطلوب من تكتل المشترك أن يقدم تنازلات ملموسة وإلا ما معنى الحوار إذا ظل المشترك متمسكاً بكل مطالبه؟


– ما يقتضيه الحوار بعد أن يكون قد رجع إلى المربع السابق، تقديم تنازلات من الجميع وإلا تظل متمترسين على مطالبنا أو يظل كل مصراً على كل آرائه.


– أهدافنا


– الجيل الثاني في المعارضة (جيل الشباب) يتهمونكم انتم الجيل الأول بتثبيط عزائمهم وإعاقة أهدافهم المتمثلة في إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.. لماذا لستم جادين في إسقاط الرئيس، هل صحيح ما يقال بان لديكم مصالح مرتبطة بالرئيس أم أنكم تدركون أن اليمن لا يزال بحاجة إلى بقاء صالح في الحكم؟


– إحنا نراعي مصلحة الوطن قبل كل شيء وليس المطلوب إسقاط الرئيس أو إسقاط فلان، المطلوب هو إصلاح الوضع، فإذا أصلح الله الوضع بالرئيس، هذا هو المطلوب.. يعني حينما يتوافق الجميع على ضرورة المائدة المستديرة لحل كافة المشاكل فتشخص الحالة سواء حق صعدة، الحراك، القاعدة، الاقتصاد.. الخ. وتقترح الحلول ويحصل عليها اجمع وطني، خلاص هذا هو المطلوب.


– يعني مطالبكم الآن تقتصر على إصلاح النظام وليس إسقاطه؟


– صحيح، وهذا هو المطلوب.


– لهذا يتهمكم قادة الجيل الثاني..؟


– (مقاطعاً) لا، لا.. التصحيح هو المطلوب لدى القيادات والقواعد على حد سواء، وحتى أن شعار الإصلاح هو (ما أريد إلا الإصلاح).


– لماذا لا تعملون على إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.. أم انك ومن خلال خبرتك في العمل التنظيمي ترى أن تكتل المشترك لم يصل بعد إلى الحد الذي يجعله قادراً على استلام السلطة والتعامل بنجاح مع كافة ملفات اليمن؟


– يا أخي المشترك معارضة، والمعارضة عليها أن تقدم رؤاها وبرامجها، وإذا كان لهم أن تستلم الحكم فتستلمه بطرق ديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة.. ولهذا قلت لك أننا نود إصلاح الأوضاع ليسهل التداول السلمي.


– لكن في المظاهرات الأخيرة التي نظمها المشترك، رفعت لافتات كتب عليها (إرحل.. إرحل) وما إلى ذلك من الشعارات المطالبة بإسقاط النظام؟


– هذه بعض الأحيان ردود أفعال للتهور الذي حصل من تدشين الانتخابات؟


– افهم أنها شعارات غير مسئولة؟


– نعم.. الشطحات لسنا معها، نحن مع نضال سلمي، وتمشي الأمور بالحكمة وتقدم نموذجاً يحتذى به.


– الرئيس لا يزال


– من بين قادة المشترك من يقولون بل وأكدوا بأن الرئيس علي عبدالله صالح لم يعد صالحاً لا من قريب ولا من بعيد لحمل هذا البلد نحو المستقبل، ولا بد أن يتم التركيز في الحوار على هذه النقطة.


– لا أوافق على هذا.


– يعني الرئيس لا يزال قادراً على إصلاح الأوضاع؟


– نعم.. والدليل على ذلك مبادرته التي جاءت على غير هوى المتهورين في حزبه الذين بيشوهوا مسيرة لأخ الرئيس، وقد رأينا أمثال هؤلاء في تونس وكيف كانوا أول المتبرئين من الأخ الرئيس، وكنا نود من كل قلوبنا لو أن الأخ الرئيس تخلى عن رئاسة المؤتمر ليبقى هو رئيس البلد ككل بما قد حققه من منجزات وتأثيره في الساحة اليمنية والعربية والإسلامية لكان أفضل من أن يبقى مظلة لمجموعة تشوه مسيرته.


– الثورات لا تستنسخ


– هناك من انتقد المشترك وقال (بعض قادة المشترك منفعلين بما يحدث في الخارج في تونس، مصر. محذراً إياهم الانزلاق تحت طائلة هذا التأثير الانفعالي، لان الثورات لا تستنسخ ولأن لكل بلد خصوصياته).. هل توافقنا الرأي؟


– نعم.


– وفي المقابل هناك من يقول بان كافة الطرق قد دست أمام الرئيس علي عبدالله صالح، ما رأيك؟


– لا.. لم تسد، أن شاء الله تصلح الأوضاع.


– الرد على هيلاري


– دعنا نفترض أن الحاجة باتت ملحة لتغيير النظام.. برأيك ما هو البديل الأصلح؟


– البديل أن يؤسس هو (علي عبدالله صالح) لوضع يختم به حياته الحافلة بالمنجزات، وضع يحصل فيه تداول سلمي وبما يرسخ دولة المؤسسات، وبذلك يكون الأخ الرئيس قد قدم نموذجاً رائعاً يحتذى به.


– قيادات المشترك عندما سألتهم هيلاري كلينتون في السفارة الأمريكية: ما الذي لديكم من اجل انتقال السلطة من الحاكم الحالي إليكم، يقال انه تلعثم الجميع ولم يجدوا إجابة جاهزة، ماذا لو كنت مكانهم؟!


– لو كانت حاضراً معهم أو مخولاً للتكلم لقلت لها: البديل هو ما تفرزه المؤسسات، ما تفرزه الانتخابات الحرة والنزيهة.


– لماذا تلعثموا، هل معنى ذلك أن السؤال كان مفاجئاً وأنهم لم يكونوا يتوقعونه، أما مافيش بديل متفق عليه؟


– أنا ما ادري هل طرح السؤال أم لا.. وقد تداولته الصحف، والأستاذ عبدالوهاب الآنسي نفى صحة ما تناقلته وسائل إعلاميه على لسانه من انه وعد بان يقدم البديل عبر السفارة. ولكن بشكل عام، لو كنت حاضراً وطرح مثل هذا السؤال لقلت: البديل هو ما تفرزه صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة ونزيهة.. يعني المسألة ليست في بدائل فردية، وإنما في ما تفرزه المؤسسات.


– حركة حماس وصلت إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع إلا أن أمريكا التي شاركت في الإشراف على الانتخابات سرعان ما انقلبت وغيرت من موقفها، فهل برأيك ستبارك لحزب الإصلاح في حال وصلتم إلى الحكم.


– إحنا حركة إسلامية قد قدمت نموذجاً للحركات الإسلامية في المنطقة يحتذى به، حيث أصبحت مؤتلفة مع مختلف القوى اليمين واليسار. نحن لا نريد أن تكون على مزاج أمريكا ترضى أو تغلب، وبالنسبة لموقفها من حماس هو لعنة عليها وعلى أوروبا الذين اشرفوا على انتخابات حرة ونزيهة ثم تنكروا لها.


– بصراحة.. هل آن الأوان أن يتقلد الإخوان المسلمون الحكم في اليمن؟


– الإخوان كما قلت لك هدفهم أن تصلح الأوضاع بهم أو بغيرهم، وهدفهم في هذه المرحلة هي المشاركة في الحياة السياسية وليس الانفراد بها بما فيها المشاركة في الحكم، وهم الآن في المعارضة ضمن حامل سياسي يسمي المشترك وشركاؤه.. والهدف تسوية الملعب،، الاتفاق على إصلاح الأوضاع، ثم بع ذلك كل واحد ينافس ببرنامجه.. ومن منح الثقة حكم.


– يعاب على بعض قادة المشترك رهانهم على السفارة الأمريكية للوصول إلى مبتغاهم، إن لم يكن للوصول إلى الحكم، ما رأيك؟


– لا أتصور أن فيه رهان على أمريكا ولكن فتح الباب أمام أمريكا من كل الأطراف والطرف الأول هو السلطة، والمعارضة جاءت توجهاتها في هذا الجانب كرد فعل لإزاحة ما يطرح عنها من معلومات.


– وهذا معيب في حق السلطة والمشترك؟


– معيب.. نعم. عليهم أن يراهنوا على ثقتهم بالله وشعبهم، الأمريكان والغرب بشكل عام لا يرون إلا مصالحهم، ولا يمكن أن يراهن على شيء وقد عرفنا نتائجه في مختلف التجارب.


– خير دستور


– اليمن تفتقر إلى المشروع السياسي المستقبلي وتسير أمورها بالبركة وحسب الأمر الواقع، وحسب التغيرات الدولية والداخلية.. ما رأيك؟


– وللمه سرجوا.. ليش قلنا حوار، يعني بدل الأمزجة والبركة المطلوب أن تكون هناك رؤية واضحة.


– يعني أنت معي في أن المشروع السياسي الإيديولوجي للسلطة والمعارضة على حد سواء غير موجود؟


– يا أخي ما تنقصناش الإيديولوجية، إحنا والحمد لله من خلال الحوار مع مختلف الفئات والقوى قد أصبح الجميع ينطلق من الإسلام عقيدة وشريعة.. والدستور حقنا خير دستور في الساحة العربية والإسلامية، وكذلك الأنظمة والقوانين لكن المشكلة في الممارسة.


– ما اقصده أن السلطة تتخذ قرارات مرتجلة تختلف عن برامجها السياسية التي وضعها في برامجها الانتخابية؟


– وهذا ما نريد أن يصحح عبر الحوار.


– لكن انتم أيضا (المشترك) تتحركون حسب القرارات السياسية للسلطة وليست القرارات التي رسمتها برامجكم الانتخابية؟


– نادراً ما يحصل يعني رد الفعل محدود.


– في 2005 قلتم أن الانتخابات هي بوابة الإصلاح السياسي ثم برزت المشاكل في الجنوب وقلت أن حل القضية الجنوبية هي مدخل كل الإصلاح.. الخ؟


– أنت تقصد أنها تتلاحق بعد الأحداث، لكن العيب مش عندها، العيب عند من بيصنع الأحداث، يعني بتأتي أولويات تطغى على ما سبق ومع ذلك هذا لا يؤثر على سلامة السير.. الانتخابات هي بوابة الإصلاح السياسي وهذا الأخير هو الأساس والقضية الجنوبية في مقدمة القضايا السياسية حتى لا تهدد الوحدة.


– حكم محلي أم فيدرالية


– قيادات الإصلاح في تصريحاتها الصحفية تشدد على ضرورة الانتقال إلى حكم محل كامل الصلاحيات وترى فيه حلاً لمشاكل البلاد، لكن في المقابل الاشتراكي يشدد على الفيدرالية؟


– المشترك وشركاؤه طرح ثلاثة خيارات ولم يحسموا على واحدة وعلى أساس أنها تكون مطروحة للحوار.


– الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للحزب الاشتراكي- قال في آخر لقاءاته الصحفية أن الحزب يتبنى الفيدرالية.. ما رأيك؟


– أنا مع حوار جاد.


– هل أنت مع حكم محلي أم فيدرالية؟


– الحكم المحلي كامل الصلاحيات هو الحل الأنسب؟


– افهم انك مع من يقولون بان الفيدرالية هي بوابة للانفصال وتمزق اليمن؟


– باب يأتيك منه ريح سده وأستريح.


– كيف؟


– بالانتقال إلى حكم محلي كامل الصلاحيات، وإذا وجد هذا وطبقناه فلا عاد داعي للفيدرالية.


– إذا ما نظرنا إلى التعديلات المطروحة.. هل أنت مع نظام الغرفتين التشريعيتين أم لا؟


– انأ مع الغرفتين بعدما اقتنعت بما طرحه الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي في مقابلته التلفزيونية الأخيرة وقال أن المراد من الغرفة الثانية (الشورى) هو مراعاة المحافظات ذات المساحات الكبيرة والعدد السكاني القليل.


– وهل أنت مع أن تكون الغرفة الثانية (الشورى) كلها بالانتخاب أم يكون فيها جزء خاضع للتعيين؟


– يتفق على نسبة معينة تكون نوعية متخصصة حتى إذا خلت الانتخابات من طلوع هؤلاء تضمن من خلال نسبة التعيين وجود مختلف التخصصات، وهذه النسبة يتفق بشأنها أثناء الحوار.


– ما رأيك في تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على سير الإصلاحات المطلوبة؟


– هذه هي آلية تأتي كثمرة من ثمار الحوار.. يعني بعد أن يصل الحوار إلى ما يتفق عليه كافة الأطراف، لا مانع حينها أن تكون هذه الحكومة آلية للإشراف على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.


– في إسرائيل


– يعاب على بعض قيادات المشترك تشخيصها للازمة في شخص رئيس الجمهورية، هل توافقني الرأي؟


– إحنا لا نشخصنها في شخص معين، لكن فيه سياسات بينتهجها النظام وهي محط انتقاد من المشترك، ولا شك أن أهم ما في الجسد الرأس، وإذا صلح الرأس صلح الجسد.


– أيضا هناك من يعتقد أن أزمة الصراع السياسي اليمني حالياً ليست مبين معارضة وسلطة كما في دول أخرى، بل هو صراع شرس بين بيت الأحمر (مديرية سنحان) التي ينتمي إليها الرئيس وبين أسرة الأحمر الذي يمثله حزب الإصلاح؟


– هذه شخصنه وتخمينات، وإلا المعارضة بكل أطيافها فيها من بيت الأحمر (سنحان) وكذلك السلطة فيها من أسرة الأحمر، ويجب أن لا يتمحور الصراع والحديث حول الشخصية.


– قرأت مؤخراً تحليلاً سياسياً في إحدى الصحف يقول بان مرشح الإصلاح القوي للانتخابات الرئاسية المقبلة أو المرشح لخلافة الرئيس من قبل الإصلاح هو علي محسن الأحمر؟


– هذا الكلام كله تخمينات، علي محسن هو من النظام قائد عسكري.


– يعني ما يقال بان الرئيس يعمل على إزاحة علي محسن لتخلو الساحة أمام نجله احمد، كلام غير صحيح؟


– هي مجرد تخمينات، بالنسبة للصلاح والمشترك بشكل عام لديه مؤسسات وان تكون المؤسسات هي المحك وان يقدم نموذجاً طبياً في اليمن، على الأقل تكون أحسن شوية من إسرائيل.


– في ايش؟


– في الديمقراطية هناك يحاسب الرئيس الإسرائيلي على مهاوزة بنت. ويحقق قسم الشرطة مع نتنياهو لماذا يوظف فلان مستشاراً قانونياً لمجرد انه وقف معه في الانتخابات، يعني لا لتسخير المال العام والوظيفة العامة ولا الجيش ولا المشاريع لصالح حزب معين.. السنا أولى بهذه التقاليد وأحق بها من إسرائيل.


– ختاماً.. حميد والآنسي


– ختاماً.. ماذا عن الخلافات بين الشيخ حميد الأحمر والأستاذ عبدالوهاب الآنسي.. هل هو خلاف برامج أم زعامة؟


– أنا لا اعرف أن به صراع، ولا به خلاف.. إحنا مجتمعين في الهيئة العليا الجلسة الماضية لكنا بما فيها حميد وعبدالوهاب.


– لكن التباينات بينهم واضحة على الأقل في تصريحاتهم الصحفية؟


هي تباينات.. والتباينات في وجهات النظر تحصل حتى داخل الأسرة الواحدة، المهم أن التباينات عندنا في الإصلاح بتحسمها المؤسسات.

زر الذهاب إلى الأعلى