أرشيف

صحيفة أميركية: الثورات أعادت للعرب الكرامة والأمل بعد عقود من القمع وخيانة الوعود

نشرت صحيفة اميركية تقريرا حول آمال العرب بعد الثورات التي اجتاحت العديد من البلدان العربية اخيرا. ويروي التقرير الذي نشرته “لوس أنجيليس تايمز” حول الثورة المصرية حكاية عامل مصري فتقول ان “يديه السميكتين بلون النحاس تثنيان قضبان الحديد في غبار المدينة”.
ويقول العامل محمد مجمود بينما يتصبب عرقا على مقربة من موقع انشاءات “أن تكون مصريا بعد الثورة أمر مختلف”، يهز صبي عامل رأسه
موافقا، ويظهر وميض معدني ليضيء الغبار. وهو يقول: “لقد استعدنا كرامتنا”.
والثورات التي هزت دولا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط تدور حول أمور كثيرة، لكن أهمها هو الحنين الى الاحترام بعد عقود من القمع وخيانة الوعود.

الأنظمة الاستبدادية
هناك رجال مثل محمود لا يرون العالم من خلال الإيديولوجيات، بل يريدون الحصول على أجورهم وبناء أحلامهم. ولقد حرمهم العالم العربي من ذلك طويلا. ثم انهار النظام العام فجأة وانتشرت الاضطرابات من تونس إلى القاهرة ثم إلى شوارع طرابلس الدامية.
وقالت رنده حبيب، وهي كاتبة أردنية “الكرامة هي ما كانوا يبحثون عنه، كان هذا أساس الغضب”.
أما ما يأتي بعد ذلك فأمر غير واضح، لكن القادة الذين سيظهرون سيكونون مسؤولين أمام أصوات أكثر جرأة واعتزاز عاد اليهم. لقد شعروا بذلك ذات مرة، في الخمسينيات، حين عرض الرئيس المصري جمال عبدالناصر رؤيته للوحدة العربية. لكنها فشلت، وقد اهترأت الروح العربية منذ ذلك الحين كنسيج مهمل تحت حكم الملكيات والأنظمة الاستبدادية.
الاحتجاجات في اليمن
وحين وحدتّهم خيبة الأمل والإحباط، تسلح العرب بالشجاعة والإيمان بانه ليس هناك ما هو مستحيل. سيكون هناك فشل وخيبات أمل في الشهور المقبلة. وسيظل الفقر قائما، ويتم التلاعب بالحريات السياسية بينما ستنزلق لحظة النشوة الحالية على الأرجح تحت عبء التغيير التدريجي الممل.
أما بالنسبة للوقت الحاضر، فإن كل عربي وعربية هم أخ وأخت. يحمل الأطباء المصريون مساعدات طبية عبر الحدود إلى ليبيا الجريحة. ويرسل العمال في تونس تشجيعهم إلى المتظاهرين في الأردن. ويستلهم المدونون في السعودية مما يحدث خارج مملكتهم الإسلامية.
وقال سعيد أحمد، بينما يضع ضمادة على انفه بسبب إصابته بحجر أثناء الاحتجاجات في اليمن: “إنني أشاهد التلفاز وأرى ما يحدث في مصر وتونس وليبيا، وأفكر في أنهم إخوتي، لم يسبق لي أن التقيتهم، لكننا أشقاء. نحن جميعا عرب. لدينا تاريخ طويل، والآن نحن نقف معا ونقول: ’”نحن شعوب حرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى