أرشيف

العولقي لا يزال نشطا على موقع «يوتيوب»

واشنطن: سكووت شين*

في حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود داخل تكساس وحادث طعن عضو في البرلمان البريطاني، حدد المحققون أنور العولقي، الذي يطلق دعوات الجهاد من الإنترنت، على أنه أحد أهم المحرضين على الإرهاب.
 
ولذا؛ طلب أعضاء الكونغرس الأميركي من إدارة موقع «يوتيوب» حذف دعوات مصورة على الموقع تحرض على العنف أطلقها العولقي، رجل الدين المتشدد الأميركي المولد والمختبئ حاليا في اليمن.
 
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وافقت إدارة موقع «يوتيوب» على حذف هذه المقاطع.
 
هل هذه نهاية قصة؟
 
لم تنته القصة على الإطلاق، فاليوم عند البحث في موقع «يوتيوب» باسم «أنور العولقي» تظهر مئات الفيديوهات للعولقي، يتعلق معظمها بعظات دينية، ولكن تدعو العشرات من هذه الفيديوهات إلى الجهاد وشن الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة الأميركية.

ففي حين يستعد مجلس النواب الأسبوع المقبل لجلسة استماع عن تحول المسلمين الأميركيين إلى الراديكالية، تعتبر قصة «يوتيوب» والعولقي من أكثر الحالات وضوحا في ما يتعلق بصعوبة الحد من الخطابات المثيرة للجدل في عصر وسائل الإعلام الحديثة.

ويشجب العولقي، بإنجليزية أميركية طلقة، أو بالعربية مع ترجمة بالإنجليزية، ما أسماه بـ«حرب الولايات المتحدة على الإسلام»، محذرا المسلمين من أنهم لا يجب أن يثقوا أبدا ومهما كانت الظروف في أحد من «الكفار»، مشيدا في الوقت نفسه بمحاولات أحد أتباعه تفجير طائرة كانت متجهة إلى ديترويت، ومحاولا بكل تروٍ شرح لماذا يعتبر قتل المدنيين الأميركيين أمرا مشروعا.
 
ونشرت الكثير من النسخ من هذه الفيديوهات وتمت مشاهدتها مئات أو آلاف المرات. ويعتمد موقع «يوتيوب» على تسجيل المشاهدين اعتراضهم على الفيديوهات المنشورة والإبلاغ عنها إذا كانت مسيئة، لكن لا يخالف سوى جزء صغير فقط من فيديوهات العولقي قواعد الموقع، ولذا لم يكن من المتوقع أن تختفي هذه الخطب من الموقع.
 
وحتى لو اختفت من الموقع، توجد العشرات من المواقع الأخرى ستستضيف هذه المقاطع إذا لم يفعل «يوتيوب»، سواء كانت صوتا أو صورة أو حتى مكتوبة. يشار إلى أن البعض يطلق على العولقي «أسامة بن لادن الإنترنت».

وقال جون موريس، المستشار العام في المركز التكنولوجي لدعم الديمقراطية، وهي جماعة غير هادفة للربح في واشنطن:
«عمليا ليست هناك طريقة لمسح هذه المواد من الإنترنت»، وأضاف:
«إنه من غير الواقعي أن أي فعل تقدم عليه شركة أميركية أو سياسي أميركي يستطيع حذف هذه المواد من الإنترنت».

واعترف إيفان كولمان، خبير في دراسات الإرهاب في شركة «فلاش بوينت العالمية للاستشارات»، الذي تتبع العولقي لسنوات، بهذه الصعوبات، ولكنه قال إنه على إدارة «يوتيوب» بذل المزيد من الجهد للحد من رسالته التي تروج للإرهاب.
 
ويقول كولمان: «أصبح (يوتيوب) خيارا هاما لنشر الدعاية الجهادية، وبخاصة بالنسبة للمسلحين المحليين الذين لا يستطيعون الوصول إلى كلمات السر التقليدية عالية الحماية في منتديات الدردشة الجهادية»، مشيرا إلى المواقع الإلكترونية للمسلحين التي تحظر على غير أعضائها الدخول إليها.
 
«إذا لم يكن لديك أصدقاء على الإنترنت ممن يساعدونك على التسلل إلى هذه المواقع، وإذا لم تكن تتحدث العربية، فسيكون (يوتيوب) الاختيار الأنسب بالنسبة لك». وأضاف كولمان أنه على الرغم من كونها صعبة وذات تكلفة باهظة فإن هناك وسائل لإزالة مثل هذه المواد من الإنترنت بسرعة.
 
ويقول موقع «يوتيوب»، الذي تقع إدارته في ولاية كاليفورنيا وتمتلكه شركة «غوغل»، إنه في كل دقيقة، من ليل أو نهار تصل إليه متوسط 35 ساعة في صورة مقاطع مصورة من ملايين المساهمين في مختلف أنحاء العالم.

وتقول فيكتوريا غراند، المسؤولة عن الاتصالات والسياسات في «يوتيوب» إن هذه النسبة المرتفعة تجعل محاولة تنقية مقاطع الفيديو المرسلة قبل العرض أمرا غير عملي على الإطلاق.

وبدلا من ذلك، يعتمد «يوتيوب» على فحص المحتويات المقدمة من خلال المستخدمين مثلما يعتمد عليهم في نشر الفيديوهات المختلفة.
 
ونشر الموقع هذه السياسات تحت اسم «إرشادات تخدم المجتمع» تحظر الفيديوهات التي تحرض على العنف ونشر الكراهية وتلك التي تحتوي على تعليمات عن صنع القنابل والمواضيع المنشورة بواسطة منظمات إرهابية بعينها.

ويقوم المستخدم المسجل في «يوتيوب» الذي يعترض على مقطع فيديو بالنقر على علامة معينة أسفل هذا الفيديو توضح سبب الشكوى عن طريق علامات مختلفة للاعتراض على الماد المسيئة مثل «مواد العري» أو «الإساءة إلى الأطفال» أو «الإساءة إلى الحيوانات».
 
وفي حالة المواد المتعلقة بالإرهاب يمكن أن يعترض المستخدم في بعض التصنيفات الفرعية الأخرى التي تتضمن «هجوما بدنيا» أو «تروج للإرهاب» – وهو تصنيف فرعي تم إضافته في نوفمبر الماضي بعد شكاوى من الفيديوهات للعولقي.
 
ويقوم مراجعو «يوتيوب» بفحص هذه المقاطع التي عليها علامات عن طريق برامج الكومبيوتر المتخصصة، وتقول غراند إنه «يتم حذف أي مقطع يخالف الإرشادات العامة التي وضعتها الشركة».
 
وأضافت: «نحن نشجع المستخدمين على مواصلة لفت انتباهنا لهذه المواد فنحن نقوم بمراجعة المقاطع التي تم الإبلاغ عنها على مدار الساعة». لقد جعل هذا البرنامج «يوتيوب» صامدا أمام احتمالية إغراق الموقع بالمواد الإباحية، حيث يقوم هذا البرنامج بمراجعتها ومسح كل المقاطع المسيئة التي ترفع إلى الموقع وتنقيتها من المقاطع المخالفة للقواعد.
 
وقد شرحت إدارة «يوتيوب» هذا النظام، ولكنها رفضت الإفصاح عن عدد الذين يقومون بمراجعة الفيديوهات المرسلة للموقع، وكم نسبة الفيديوهات التي تتم بالفعل مراجعتها، ونسبة الفيديوهات التي تم بالفعل إزالتها، سواء بصورة عامة أو في ما يتعلق بالمقاطع الخاصة بالعولقي تحديدا.

* خدمة «نيويورك تايمز»

زر الذهاب إلى الأعلى