أرشيف

اكبر دليل على فشل الرئيس ان يقول بعد 33 عام لو ترك السلطة ستتفتت اليمن

– ليس لدى الرئيس نية للتخلي عن السلطة حتى بعد 2013..


– التغيير سنة من سنن الكون والماء الراكد لا يصلح للوضوء


القطاع الخاص يلعب دوراً مهماً في صناعة الواقع والمستقبل، ولأن هذا القطاع كان متهماً بالاصطفاف مع الرئيس في لعبة الحفاظ على المصالح إلا أن التطورات الأخيرة فرضت واقعاً مختلفاً.. رجل الأعمال جمال المترب يتحدث للزميل عبدالباسط القاعدي عن هذا الواقع..


· عبر القطاع الخاص عن انحيازه لمطالب الجماهير بالتغيير بشكل صريح على غير العادة، ما الذي تغير؟


– اولاً القطاع الخاص منذ ثورة سبتمبر واكتوبر سجل ادوار مشرفة وهناك اسماء معروفة من التجار الذين وقفوا وقفة شجاعة وقدموا الاموال ومنهم من طبع المنشورات على سبيل المثال والدي رحمة الله عليه محمد حمود المترب كان يتولى طباعة المنشورات ضد الامام بحكم انه مصور وكان يطبعها في البيت ويوزعها وعرف انه الوحيد القادر على هذه الشغلة في صنعاء وهرب الى عدن واستقر هناك وله مساهمة كبيرة في تمويل الثورة بمبلغ كان في حينه يعتبر ثروة لا يستهان به سلمها الى الشهيد علي عبدالمغني، ايضاً هناك عبدالغني مطهر رحمة الله عليه، هناك علي محمد سعيد اطال الله عمره، وهناك كثيرون مثل الحاج ناصر الكميم وغيره.


· هذا في السابق اما حاضراً فالقطاع الخاص دعم حملة الرئيس بمليار ريال ولذا يتهم بأنه شريك للنظام..


– في الواقع انا كنت من الذين نضموا هذه الحملة وكان معي زملاء من القطاع الخاص وكلهم موجودون باستثناء المرحوم محفوظ شماخ، وكان املنا ان السبع السنوات المتبقية هي الفرصة التي يتحينها الرئيس لاجراء اصلاحات فعلية في البلد لما لسمنا واعتقدنا في حينة وجود رغبة صادقة وجادة في عدم التمسك بالسلطة عندما قال انه لن يترشح مجدداً، اتفقنا كقطاع خاص ان نمارس عليه ضغوطاً من اجل ان يرشح نفسه وبالمقابل سندعمه في الحملة الانتخابية على ان يقوم باجراء بعض الاصلاحات، وكان الانطباع الذي لدينا ان الرئيس زاهد عن التمسك بالسلطة فطلبنا منه ان يواصل السبع السنوات لدورة ثانية واجراء اصلاحات وبالفعل اعدينا تقرير سلم في حينه لمدير مكتب رئيس الجمهورية تضمن العديد من المقترحات وتم اعداد هذا التقرير خلال يومين بحضور 18 شخصاً من رموز القطاع الخاص..


· ما الذي تغير؟.


– الذي حدث قبل الوصول الى مرحلة الانتخابات ظهرت مراكز القوة والتيارات المختلفة التي لم يعجبها دخول القطاع الخاص كطرف ضاغط يطالب باصلاحات وتم التآمر على اللجنة وكانت هناك مساع جادة لاقفالها وبالفعل اغلقت اللجنة في تاريخ 8/8/2006م وتم تحويل المبلغ الموجود في الحساب لصالح فلسطين ولبنان.


· لماذا لم تعلنوا موقف في ذلك الوقت على الرغم ان الانتخابات لم تكن قد بدأت؟


– لم يكن قد ظهر لنا بوضوح ان ما نأمل من الرئيس ان ينفذه انه لن ينفذه، وفي الأخير اتضح ان الرئيس متمسك بالسلطة بشكل غير عادي وانه يسعى لتمديد فترته الى 10 سنوات بعد 2013 الى ان يتوفر من يخلفه وندخل في دوامه.


· واضح ان هناك اجماعاً داخل القطاع الخاص على الموقف الحالي، صدر بيان من الاتحاد ومن التجار في الغرفة، هذا الاجماع ربما لم نشهده من قبل؟


– اولاً القطاع الخاص صبور جداً وهو يرزح تحت ظلم ويئن، على سبيل المثال كل طموحاتي بالتوسع والدخول في اعمال صدمت بفساد مستشر ومتأصل ومستفحل الى الأعماق، عندما حاولت الدخول باستثمار مع شركات أجنبية اكتشفت ان اليمن مملوكة للذين لديهم علاقات اما نحن الذين نحاول ان نشتغل وليس لدينا اي علاقات او مراكز نفوذ كأننا لسنا من اليمن وليس لنا مكان الا ان نعمل في اطار محدود في المناطق والمساحات التي يتركونها لنا لنقتات منها وهي المناطق والمساحات التي يتركونها لنا لنقتات منها وهي المناطق الصعبة في السوق ولم يرغبوا بها وفيها مشاكل كبيرة.


· لكنكم بقيتم صامتين وهذا الصوت لم يرتفع؟


– القطاع الخاص يعيش حالة رعب، منذ سنوات يهددوا بعدة وسائل وتفتح لنا جبهات وملفات وتستخدم ضدنا ضغوط مثل الضرائب وغيرها، وعرقلة معاملات ووصل الامر في مصلحة الجمارك ان يوقفوا اي شيء يتعلق بالمترب لأن جمال المترب لديه مواقف فيما يتعلق بالفساد.


· هل تقصد ان عائلة الطرابلسي تعمل في اليمن بشكل كبير؟


– الطرابلسي وصف مبسط جداً وتقدر تقول ان هذه العائلة يمثلوا شكل الخلية الاحادية التكوين التي كانت موجودة عندما خلقت الارض اما عندنا فهي شكل مركب كامل معقد.


· في المقابل الشعب يصنفكم انكم حليف مع السلطة ضد الشعب؟


– لم يعد كذلك ويكفي الموقف الشجاع الذي اتخذه القطاع الخاص في احلك ظرف تمر به السلطة.


· هناك من يقول ان القطاع الخاص اتخذ هذا القرار تحت ضغط ضريبة المبيعات وهذه ردة فعل من القطاع الخاص؟


– هي تراكمات.. فالوقاحة وصلت بالبعض من الاخوة في الحكومة ان يرشوا الماء على المعترضين من التجار في ميدان السبعين وهي سابقة لم تشهدها اليمن وذلك نتيجة لضعف القيادة الموجودة في غرفة امانة العاصمة ولغياب القيادات الشجاعة والتي كان بامكانها ان تجعل الحكومة تفكر ملياً قبل اتخاذ هذا الاجراء، وليست تراكمات بسبب ضريبة المبيعات فقط فالقطاع الخاص جزء من الشعب وهموم الوطن وما حدث في 18 مارس في جمعة الكرامة هز مشاعر الكثيرين ولم يتوقع اي مواطن في اليمن ان النظام يصل من الغلظة والقسوة الى ما وصل اليه من استهداف للأطفال والأبرياء.


· هل يعني ذلك انكم فقدتم الأمل في اي إصلاح يأتي من هذه السلطة؟


– نعم، ولابد ان يفهم من لم يقرر موقفه من الثورة ان التغيير سنة من سنن الكون والماء الراكد لا يصلح للوضوء، ولا يجوز ان انفي ان هناك رجال وكفاءات في هذا البلد وأظل متمسك بالسلطة لأكثر من 30 عاماً. وحتى لو كانت هذه السلطة نزلت من السماء وهي مكونة من ملاك اسمه علي عبدالله صالح لكانت البيئة بعد 30 عاماً قد فسدت حوله.


· هل انت نادم على موقفك في عام 2006؟


– نعم.. انا وكثيرون ممن كانوا معي منهم محفوظ شماخ حلمت انه قال انه نادم.


· هل انت مدين باعتذار للشعب؟


– نعم.. كنت اسعى انا وزملائي الى ان ندفع برجل زاهد بالسلطة وكان رافضاً على ما يبدو أمامنا للترشح للسبع السنوات الباقية ووجدنا الشريك الذي بالإمكان العمل نحن وهو على اصلاح البلد رغم اننا لم نكن نعطيه بطاقة حكم مفتوحة والدليل على ذلك في يوم اعلان المناشدة وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في 4/6/2006م تحدثت انا نيابة عن القطاع وقلت انه بعد 7 سنوات سيكون لنا مرشح اخر للرئاسة وهذا المقطع موجود في اليوتيوب لمن اراد التأكد.


· اعذرني استاذ جمال عندما تتحدث انكم تمنحون الرئيس تجربة خلال 27 سنة من الحكم ولم تضعوها في الاعتبار..


– لا يزال هناك من السذج الطيبين في الشعب بعد 33 عام من لا يزالون يعتقدون ان الرئيس يصلح فما بالك بنا نحن التجار.. الكثير من الشعب اليمني يعيش معاناة ولا يدرك ذلك كذلك القطاع الخاص، واريد اقول شيئاً، من المخزي اليوم ومن المخجل للرئيس سوف يتفتت.. هذا اكبر دليل على فشله. الم يستطيع خلال 21 عاماً على الأقل التي ترأس فيها الجمهورية اليمنية ان يضمن ان هذه الدولة ستستمر، ويربط كل شيء به؟ ماذا لو وافته المنية بأي لحظة؟ ستتجزأ اليمن إلى أربعة أجزاء؟ هذا دليل على فشله وانه غير قادر على خلق دولة تستمر بعد وفاته او رحيله.


· هناك مقولة دائماً تردد بأن رأس المال جبان، هل كسرتم هذه القاعدة؟


– منذ عامين انضم القطاع الخاص الى اللقاء التشاوري للجنة الحوار وانتخبوني ممثلاً لهم ومنذ ذلك الحين وانا امثل القطاع الخاص في اللجنة التحضيرية للحوار التي من ضمن مكوناتها احزاب اللقاء المشترك وبالرغم من الملاحظات والرسائل التي كانت تصلني لكني وعدد من الزملاء لا نخشى الا الله. وعلماً ان القطاع الخاص اكثر ايماناً ان الرزق من الله ولابد لنا ان نقف موقفاً شجاعاً، ومهنة التجارة هي مهنة الأنبياء والأجدر بنا ان نكون القدوة للاخرين.


· بالنسبة للمشهد الاقتصادي في هذه اللحظة واليمن تعيش هذا الحراك الثوري..


الاقتصاد اليمني رهينة بيد السلطة يستخدمها ورقة للضغط، المعاناة تزيد يومياً، العبث بالخزينة العامة يزيد يومياً، وهذا عمل لا يجوز، وإذا كنا نعي، فما تقوم به السلطة هذه الأيام من إنفاق الأموال من خزينة الدولة من اجل إخراج مائة او مئتين شخص يخرجوا يهتفوا باسم الرئيس هنا وهناك هذا أضرار، الى جانب ان التصعيد الأمني والعسكري سيؤثر سلباً على المخزون من البضائع هناك كثير من الصفقات التجارية الغيت، ستأتي أيام صعبة والسلطة تعي ذلك وتريد ان يحدث ذلك حتى يعتقد الناس ان الخير موجود بوجود السلطة واذا رحلت السلطة ستنعدم المواد الغذائية وترتفع الأسعار وهذا امر يجب ان يدركة كل مواطن، ان اختطاف ارزاق الناس وقوتهما توظيفها سياسياً لا يجوز ويجب محاسبة من يقوم به أمام المجتمع على الأقل.


· ما مدى صحة من يقول ان بقاء الرئيس يوم يخسر البلد لعام؟


هذه مقولة صحيحة وأتمنى من الرئيس هذا في حال نشر العدد وما يزال الرئيس موجوداً، ان يصل الى قناعة ويتخلى عن المكابرة ويحاول ان يحتفظ لنفسه بتاريخ او رصيد له ولأسرته ويترك السلطة سريعاً لان بقاءه يؤدي الى التدهور.. الآن المحافظات تفرغ من الأمن والجيش وتسحب الى صنعاء وكأن صنعاء تقع على برميل باروت ممكن إشعال أي شرارة يؤدي إلى خسائر كبيرة، وللأسف الولاءات لم تعد واضحة ونسمع ان هناك 23 لواء من الحرس الجمهوري تطوق صنعاء وبداخلها الدبابات تنتشر في بعض المناطق، التفتيش والمضايقات، التوتر علة أقصاه.. نسمع ان القوات الجوية مستعدة لقصف المواطنين والساحات، هذا لا يصح وعلى رئيس الجمهورية والسلطة ان يدركوا انه من لا يحمي ولا يجنب الشعب أتون حرب او الموت لا يستحق ان يحكم.


· بالنسبة لدورة المال هل توقف او ركدت؟


نعم..


السيولة شحيحة، العملة الصعبة غير متوفرة، الحالة حالة قلق وذعر ورعب.. رغم ما يحدث في الأساس ان بضعه آلاف من الشباب في ساحات التغيير ولا يملكون حتى العصي.


· لماذا في رأيك.


كل هذا تصعيد من السلطة من اجل راضي الشعب بالموت يرضى بالحمى.


· ما هي رسالتك للرئيس؟


رسالتي للرئيس: ما يدور حالياً سواء حدث تونس او مصر او ليبيا ومن ثم اليمن انه ليس مقصود به أشخاص فهذه إرادة الله للتغيير.. وما يحدث هو أسباب فقط وكان سيحدث نفسي الشيء ولابد ان ندرك ان الله سبحانه وتعالى خلق سنن كونية ومن سنة الكون التغيير، رسول الله عليه السلام دعا الى الله لمدة 23 عاماً وتوفاه الله ثم انتهى الموضوع، وعلي عبدالله صالح يريد ان يكون نبي ورئيس ورجل مصلح، لابد ان يدرك ان هذه سنة التغيير وكان الأجدر به ان يرحب بالتغيير ويسلم السلطة سلمياً ويترك رصيداً رائعاً، وكنت أتوقع انه خلال الدورة الانتخابية الثانية بعد تعديل الدستور والانتخابات كانت ستأتي فرصة لولده احمد ان يحصل على فرصة للترشح وينجح محبوباً عند الجماهير احتراماً لرصيد والده الذي جنب اليمنيين الصراعات.


· لكنه قضى عليها.. هذا ما تريد ان تقوله؟


نعم لقد قضى على كل الوسائل والفرص للأسف، انما تظل لديه فرصة وهي الفترة المتبقية لتسليم السلطة سلمياً وانا ممن ناقشوا المبادرة والتي كان من المفترض انه وافق عليها الجمعة الماضية ولا ادري ما الذي جعله يغير رأيه، هل لأنه روبرت غيتس لا يعبر الا عن نفسه.. وفي النهاية نحن نتحدث عن شعب والرئيس محاط بالكثيرين الذين وقفوا معه ويجب ان يعمل لهم حساب ويعرف ان هؤلاء الناس يعيشون محترمين بين المجتمع وان لا يترك الأمور تتدهور أكثر من ذلك.


البعض يقول ان الرئيس أصبح محل خلاف بين اليمنيين سواء ومحل انقسام وكموقف وطني يجب ان يسلم السلطة من اجل اليمن..


لا يعني بالضرورة ان من خرج يطالب بالتغيير انه لا يحب الرئيس ويجب ان يفهمها الرئيس. هناك كثير يروا ان التغيير شرط واجب من اجل من اجل اليمن، انا شخصياً فيه من أسرة الرئيس من تربطني بهم علاقة شخصية واحترمهم وأحبهم لكن هذا لا يفي ان يبقى في السلطة الى الأبد، الذي يطالب بالرحيل لا يعني ان يكرهه ولكن يرى مصلحة اليمن في رحيله وان يكون “رئيس سابق”.


عندما غادر الرئيس الأمريكي كلينتون بعد دورتين كان الشعب الأمريكي يحبه لأن فترته أفضل من فترة، والسبب في المطالبة برحيل الرئيس مبكراً انه اتضح ان الرئيس ليس لديه نية للتخلي عن السلطة حتى بعد 2013 وللأسف خليجي 20 اظهر نواياه ونوايا المحيطين به دون ان يتوقع ان يحدث ما حدث في تونس ومصر.


· ما هي رسالتك للشباب الموجودين في ساحات التغيير؟


اصمدوا، انتم الآن تصنعون التاريخ، ومصالحكم تأتي فوق مصالح الجميع ويجب ان تدركوا انه لا يوجد في الساحة سواء مشترك او غيره، ربما مؤهل لإخراج اليمن من عنق الزجاجة لفترة مؤقتة، اما انتم يا شباب يجب ان تقفزوا باليمن من القرن الذي نعيشه في حياتنا الى القرن الواحد والعشرين بتغيير المفاهيم وتعزيز الروابط الاجتماعية والوحدة الوطنية بالاستغلال والاستفادة المثلى للموارد الاقتصادية والبشرية ببناء الإنسان.


· هل سيكون الوضع الاقتصادي أفضل اذا سقط النظام؟


النظام يتعمد ان يجعل من الوضع الاقتصادي مأساة وكابوساً حتى يظهر من يأتي ليدير البلد بعد سقوط النظام انه فاشل، لأنه لن يكون هناك أموال ولا مرتبات، وتدخل اليمن في احتجاجات وتدمير وهذا للأسف جريمة، ان حدث ذلك لن يغفر الشعب لهذا النظام إلى الأبد، نحن عندنا تطمينات من الدول الشقيقة والصديقة انها سوف تدعم الاقتصاد دعماً قوياً بعد سقوط النظام.


اذا نظرنا الى الإسراف الذي يحدث بإيرادات فإن توفير هذه المبالغ سيدعم الاقتصاد دعماً كبيراً وأود ان انبه الى شيء، عندما بدأت الثورة المصرية في 25 يناير تحدث محلل اقتصادي في قناة تلفزيونية وقال اذا نجحت الثورة المصرية فترقبوا صعود نعمر جديد في الشرق الاوسط وهذا يظهر أهمية مكافحة الفساد والشفافية في تطور اي بلد.


نقلا عن صحيفة الأهالي

زر الذهاب إلى الأعلى