أرشيف

وكالة الاستخبارات الأمريكية شاركت بأعمال قمع في اليمن

محمد العريقي، وعبدالله ناجي- ترجمة خاصة بـ: “يمنات”


لا تتحمل القاعدة في اليمن حتى الآن مسئولية وفاة أي أمريكي خلال السنوات الخمس الماضية، ومع ذلك لا تزال الولايات المتحدة تستخدم كرت القاعدة وتزود النظام الحاكم بالمعونات العسكرية.


أجرى تلفزيون برس تي في مقابلة مع علي الأحمد- مدير شؤون معهد الخليج العربي في واشنطن- حول المعونات العسكرية الأمريكية لليمن والارتباط المبالغ فيه للقاعدة والنتائج المثالية. وفيما يلي نص المقابلة:


برس تي في: كيف تردون على قول سكرتارية البنتاجون بأنه لا يوجد قرار حتى الآن بإيقاف الدعم العسكري عن اليمن والتأكيد الأمريكي بان أسلحة الولايات المتحدة لا تستخدم حالياً ضد المتظاهرين؟


لقد تم استخدامها، وليس من النزاهة القول بأنها لم تستخدم، نعلم أن هناك وحدات خاصة تقوم الولايات المتحدة- وكالة الاستخبارات الأمريكية- بتدريبها، وربما انه ليس لها دور مباشر في إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم بشكل شخصي، مع إنها حلت محل قوى أخرى وهذا يعني إنها وفرت على تلك القوى تلك المهمة، ثمة صلة مباشرة بين الدعم الأمريكي وقتل مئات المتظاهرين.


برس تي في: اليمن مجتمع شديد الانقسام كما ذكرت وكما ذكر محللون آخرون سابقاً، مع أن كثيراً من اليمنيين قد توحدوا من اجل هذه الثورة. هل كان على الولايات المتحدة أن تقوم بهذا الأمر أم أنه ليس لديها خيار سوى مواصلة الدعم؟


لا.. لا اعتقد ذلك. الرئيس صالح يدعم القاعدة لاستخدامها كصفقة مع السعودية والولايات المتحدة. وعندما يكون الرئيس صالح خارج القصر ستتضاءل تهديدات القاعدة كثيراً والولايات المتحدة تعرف هذا جيداً، ومع ذلك فهم لم يدعوا الرئيس صالح إلى الاستقالة إلا مؤخراً، والذي من اجله يطلبون انتقال للسلطة.


وأفضل وسيلة للولايات المتحدة كي تقلل من تهديدات القاعدة ستكون بالتركيز على دعم الشعب، دعم هؤلاء المتظاهرين وعليهم إرسال معونات إنسانية بدلاً من الأسلحة.


ينبغي أن يسمحوا للشعب أن يحكموا بلدهم وفق ما يريده الشعب، وهو عدم الاستبداد.. هذا هو أفضل وسيلة لمكافحة الإرهاب.


برس تي في: ماذا عن المفاوضات الأمريكية مع المعارضة؟ ثمة خبر عن احتمال قيام الرياض باستضافةمفاوضات من نوع ما.. هل ترى إمكانية لنجاح مثل هذه المفاوضات أم أن الوقت قد فات على صالح؟


اعتقد أن الوقت قد فات على صالح حتى يكون ضمن أي خطط مستقبلية لليمن.. إنني قلق بشأن أي تدخل سعودي في اليمن.


لان التاريخ اثبت حتى الآن أن دور السعودية في اليمن سلبي حتى الآن بدعمهم للعنف ونسف البلاد كما يعلم الجميع، فهم ليسوا محايدين هنا واعتقد أن دولاً أخرى كمصر وسوريا أو حتى قطر ستكون خياراً أفضل.


سؤال دائماً ما اطرحه- الولايات المتحدة عملت على بناء تحالفات لشن حروب، لكنها لم تعمل على بناء أي تحالف لإيجاد وساطة سلام بين دول عربية مع غالبية شعوبها العربية والمسلمة. وهذا أمر مزعج، تستطيع الولايات المتحدة تحقيق الكثير من حيث كسب القلوب والعقول بأن تصبح صانعة سلام في اليمن وباقي البلدان في المنطقة.


فبدلاً من إرسال السلاح يمكنهم إرسال وفد مخول يتوسط بين الأعداء بدور يشبه الدور الذي قاموا به عندما توسطوا بشأن المعاهدة بين كل من مصر وإسرائيل بزعامة جيمي كارتر.. فلماذا لا يتوسطون بين الأعداء حتى يكون لدينا حكومة مسئولة عن رغبات شعبها..


برس تي في: لماذا تتدخل الولايات المتحدة مع أحد التحالفات حالياً في ليبيا ولا تتدخل في اليمن؟ لا شك إن عنصر القاعدة بالغ الأهمية للولايات المتحدة؟ أليس كذلك؟


نعم، في اليمن ثمة تهديد لتنظيم القاعدة، لكنني أعتقد أن الأمر فيه مبالغة زائدة، والقاعدة حتى الآن لم تتمكن من قتل أي أمريكي في اليمن خلال السنوات الخمس الماضية، لذا نحن في الواقع لا نتحدث عن أمر ذو أهمية كارثية.


نحن لا نحتاج إلى خوض حرب في اليمن، بل نحتاج إلى ممارسة ضغوطات سياسية على الأحزاب اليمنية من أجل الحوار مع بعضها للتعاضد في بناء دولة حديثة مسئولة عن مواطنيها. وهذا الأمر لا يحتاج إلى علماء بالصواريخ، وهو بالتأكيد ارخص من إلقاء القنابل على الشعب كما حدث العام الماضي في اليمن ويحدث حالياً في ليبيا.


لذا ثمة بديل ارخص مع نتيجة أكثر ايجابية بالنسبة للولايات المتحدة. وبدلاً من إطلاق النفاثات العسكرية، تستطيع الولايات المتحدة إرسال وفود سلام من اجل جمع الأحزاب، واليمنيون سيشعرون بالخجل والارتباك عندما يلمسون محاولة أمريكية لتقريبهم من بعضهم البعض وإحلال السلام بينهم، وهذا وضع أفضل بكثير للولايات المتحدة.


برس تي في: أنت تتحدث عن وفود سلام باعتبارها خيار أفضل للولايات المتحدة في اليمن؟


الأمر وثيق الصلة بالسعودية، وقد كان جون رينان في البيت الأبيض مبرمج السياسة الخارجية الأمريكية في اليمن، وكان الرئيس السابق لمعهد شؤون الخليج في المملكة العربية السعودية، ولذا تؤثر فيه رغبات الملكية السعودية، وبسببه نرى الوضع اليمني يزداد سوءً، إنه مسئول أمريكي يصمم السياسة الأمريكية بشكل شديد الصلة برغبات السعودية. وتكمن سياسته فقط في دعم الرئيس علي عبدالله صالح، الذي ينبغي خلعه. الحل هو الحديث مع كل طرف وهم ليسوا بضعفاء. والحقيقة يعد صالح واحد من اضعف اللاعبين، والسياسة الأمريكية حالياً فاشلة.


مصدر المقابلة:
 http://www.eutimes.net/2011/04/cia-involved-in-yemen-repressions/

زر الذهاب إلى الأعلى