أرشيف

تحركات سلفية لإجهاض مشروع الدولة المدنية

شهدت القارة الأوروبية في 1648م تحولات انتشلتها من حضيض التشرذم والتخلف وسفك الدماء بفضل إقرار معاهدة (ويستفاليا) التي أنهت حرباً دينية لثلاثة عقود من ذلك الحين ابتعدت أوروبا عن رؤى الأصولية الدينية التي كانت تضع نفسها كنائب لله في الأرض وتمكن الأوروبيون من تحرير عقولهم في كافة المجالات وتمخضت إبداعات السياسيين في تطوير مفهوم الليبرالية التي أدت إلى إنشاء الدولة المدنية وكان (جون لوك) أول من نظر للدولة المدنية ويعود الفضل في ما ذهب إليه لوك إلى مشاهدته لروح التسامح الديني بين طائفتي الكاثوليك والبروتستانت في مدينة (براتدنبرج) في ألمانيا، حيث كانوا يسمحون بطريقة هادئة لكل فرد أن يختار طريقه إلى الله كما يشاء ولم يلحظ أي خلاف أو صدام بينهم بسبب المعتقد الديني لإنهم كانوا يعيشون بسلام وتسامح ووفاق فإلى ملف الأسبوع الذي ينقلكم إلى الصراع الذي يدور بين الراديكاليين في الثورة وأنصار الليبرالية.



استطلاع / محمد غالب غزوان


سم السلفية


ما يميز الدولة المدنية ارتكازها على ركنين أساسيين الركن الأول الدستور الذي تم الاتفاق والتصويت عليه من كافة أبناء الشعب والقوانين التي تمخضت عنه وعدم الالتفات إلى كل ما يبتدعه العلماء من رجال الدين من حواجز تناقض المنطق والعقل والركن الثاني إلغاء أي تمييز بين المواطنين سواء من حيث الجنس واللون أو الدين والعرق أو اللغة وقد قال رسول الله الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى.. صدق رسول الله. كانت أوروبا مرتهنة دوما من قبل لما يقره رجال الدين الذين كانوا يتمتعون بامتيازات كبيرة ويملكون العقارات باسم الدين والفتوى وتحريض العامة بعد أن فرض عليهم التجهيل فأطاحت الدولة المدنية بهم وتمكنت أوروبا من بناء نفسها بنهضة صناعية وعلمية واليوم ترى التيارات السلفية في اليمن أن نظام الدولة المدنية سيحرمها العديد من الامتيازات والمصالح التي تحققها من خلال الفوضى والتجييش والتلاعب بالفتوى الدينية واستخدامها لتحقيق مصالح سياسية فرغم تأييد حزب الإصلاح للثورة الشبابية وهو حزب ينضوي التيار السلفي في إطاره ممثلا بكلية الإيمان التي تتواجد في داخل ساحة التغيير بصنعاء بخيمة كبيرة تسمى (خيمة الفتوى الدينية) ولكن هذا التيار بالذات والذي يتزعمه روحيا الشيخ عبدالمجيد الزنداني وسياسيا داخل حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي وكلاهما يعدان من النخبة الثرية في اليمن من خلال نشاطهما الديني فباسم الله كان ثراؤهما. فكلاهما وبما يملكان من إمكانيات أخذ نشاطهما يتحرك في داخل الثورة لضربها من خلال إجهاض المطالب الشبابية بإنشاء الدولة المدنية وبأدوات دينية أخذت تحركاتهم في الواقع تسعى لتحقيق المصالح السياسية وبنفس عبارات التكفير والتخوين التي استخدمت في حرب 94م التي أجهضت الوحدة اليمنية ومكنت الحاكم من العبث بمنجزات الوطن وكانا بما يتبعهم في المؤسسة العسكرية مستفيدين ماديا وحققا ثروات باسم الدفاع عن الدين بتحالف مع الحاكم الذي يثوران ضده هذا ما أشارت إليه تصريحات المراقبين للوضع في الساحة.


الأسلوب الكهنوتي


أوضحت الحقائق التاريخية أن الشيخ الزنداني وأتباعه ومعه حزب الإصلاح كانوا من أوائل الرافضين للدستور حتى بعد تعديله مادته الثالثة أن تكون الشريعة الإسلامية مصدر كل التشريعات والقوانين وكانوا حينها يرغبون بما هو أبعد من ذلك أن تكون السلفية السعودية مذهباً لأهل اليمن وأن تعطى لها صلاحيات إنشاء بوليس ديني تحت مسمى حماية الفضيلة مثلها مثل الكنيسة المسيحية قديما حين كانت تتدخل باسم حماية الفضيلة ولكن اليوم تعيد السلفية الكرة مرة أخرى وأخذت تهيئ نفسها لمواجهة أي تعديلات دستورية أو أي توجه لنظام الدولة المدنية من خلال باكورة إصداراتها من مطبوعاتها التي ستصبح متعددة فقد صدر كتاب في الأسبوع المنصرم من تأليف مشائخ ما تسمى كلية الإيمان والتي هي أصلا كلية خارج نطاق التعليم النظامي والقانون والكتاب بعنوان (مقاربات بين الدولة المدنية والإسلامية) للشيخين إسماعيل السهيلي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الإيمان وأحمد عبدالواحد الزنداني رئيس مركز البحوث والدراسات السياسية فقد أوضح الكتاب في المبحث الخامس صفحة رقم (45) أن هناك من يستغل المزاج الثوري في اليمن لإلغاء الدستور الإسلامي وتقديم دستور علماني تحت ستار الدولة المدنية وهو الأمر الذي يرفضه من يفهم حقيقة الاستراتيجية التي تهدف إلى علمنة المجتمعات الإسلامية وذهب الكاتبان الشيخان إلى أن رغبة الشعب في خلع الحاكم لم تكن بسبب الدستور الإسلامي وإنما بسبب استبداد الحاكم وظلمه حسب تحليلهما. وأضاف الكتاب أن أنصار التيار الليبرالي في الثورة الشبابية يتبعون مؤسسة أمريكية تسمى مؤسسة (راند) والتي تعد أكبر مؤسسة أمريكية تؤمن بضرورة مواجهة الإسلام وإقصائه ما أمكن من الحياة العامة وأن المؤسسة أصدرت تقريراً في عام 2007م بعد أن عكف باحثوها ثلاثة أعوام على إعداد التقرير الذي كان بعنوان (بناء شبكات مسلمة معتدلة) أوصى التقرير الحكومة الأمريكية أن على الحكومة الأمريكية أن تتعامل مع العالم الإسلامي على غرار ما تعاملت به مع الشيوعيين إبان الحرب الباردة وكذلك دعم شبكات وجماعات تمثل التيار العلماني الليبرالي في العالم الإسلامي للتصدي للتيار الإسلامي المتطرف حسب ما أوضح الكتاب السلفي.


وذهب الكتاب إلى كشف ما رصده الشيخان الكاتبان خلال نزولهما إلى الساحات الثورية واحتكاكهما بأبناء الشعب من شباب الثورة وحسب قولهما إنهما وجد أن أغلبية الشباب لا يقبلون بغير الإسلام عقيدة وشريعة ولكن الأيادي الليبرالية التي تستغل الفرص في تنفيذ استراتيجيات الغرب في الدول العربية المسلمة هي وراء المطلب الشبابي لإنشاء الدولة المدنية وأضاف الشيخان أن ما يثبت ذلك ما ينشر في الصحافة الإلكترونية ومنها على سبيل المثال (وثيقة مطالبة بحقوق النساء في الفترة الثورية الانتقالية والدولة المدنية الحديثة) وأبدى الشيخان استياءهما من المقال الذي تحدث عن دور (حركة تحالف وطن من أجل السلم الاجتماعي) وقد عرف الشيخان الحركة بكلمة (ما يسمى) وقالا إنها حركة نسوية مشكلة من النساء والحركة تسير على غرار مسيرة الحركات النسوية في الغرب ولمح الكاتبان إلى أن هذه الحركة تدعو إلى تحرير المرأة على النمط الغربي وأنها تتبع المؤسسات الغربية.


تمرد زعيم العصابة على كبير العصابة


وفي ساحة التغيير أخذنا نعرض على الشباب ما تضمنه الكتاب عن الدولة المدنية ونستطلع آراءهم ونستقبل ردهم وقد كانت حصيلة تلك الردود التي سنقدم نماذج منها بالاسم والصورة فيما بعد تباعا، أن التيار السلفي المنضوي في حزب الإصلاح هو شريك أساس في سفك دماء اليمنيين والنهب الذي طال الوطن اليمني وأنه عندما أعلن الرئيس الحرب على الجنوب كان الشيخ الزنداني عضو مجلس رئاسة وشريكاً في ذلك القرار وخرج أتباعه يجمعون التبرعات وهم يحملون لافتة مكتوباً عليها حديث نبوي يقول (من جهز غازيا فقد غزا) وهذا الحديث قيل من أجل تجهيز المقاتلين لمقاتلة الكفار وليس أبناء الجنوب فقبل أن يكفر الديلمي بفتواه أبناء الجنوب فقد تم تكفيرهم من الزنداني لأن المخطط بني على استباحة خيرات الجنوب التي أتخموا منها وشيدوا العقارات والمجموعة هذه أمرها مكشوف.. وأضاف الشباب أن هؤلاء الذين يدعون أنهم حماة الدين من الغزو الأمريكي هم في الأصل عملاء لهذه الجهات وتشددهم باسم الدين يخدم الدول الغربية ويعطيها حق التدخل وهم من تحالفوا معها في حرب الاتحاد السوفيتي تحت مبرر محاربة المد الشيوعي والآن الأجندة الجديدة تجييش شباب المسلمين لمقاتلة إيران تحت مبرر محاربة المد الشيعي فنظام الدولة المدنية ليس من مصلحتهم كرجال دين تابعين وأيضا ليس من مصلحة أمريكا التي لم تؤيد إنشاء الدولة المدنية في اليمن حتى الآن بل تطالب بالحفاظ على الدستور الحالي فمصلحتهم مع أمريكا واحدة ولكن يستغلون الجهل الذي فرض على قطاعات من الشعب وحب الشعب لدينه فيقتلونه باسم الدين وأضاف الشباب أن هذا التيار السلفي رغم إمكانياته لم يضع رؤية تتبنى ضرورة النهضة الصناعية وتطوير التعليم في المجال العلمي حتى ننهض صناعيا ولكن دوما يسعون إلى تعطيل قدرات الإنسان المسلم وتعطيل العقل حتى يمرر المؤامرات التي تحاك على الأمة العربية المسلمة التي يراد لها أن تتصارع طائفيا وهؤلاء أنفسهم كانوا وراء سفك الدماء في صعدة وهم أنفسهم من يفتون بطاعة ولي الأمر حتى وإن كان ظالماً ومن خرج عليه مقدار شبر ومات فميتته ميتة جاهلية وهم أنفسهم في الأمد القريب رفضوا إدانة الإرهاب في تنظيم القاعدة واليوم هم يركبون موجة الثورة حتى يحرفونها عن مسارها وهدفها الرئيس الذي هتفوا له معنا (الشعب يريد إسقاط النظام) فثورتهم أشبه بثورة زعيم العصابة على كبير العصابة فبالأمس هم كانوا حلفاء للرئيس واليوم بسهولة يرغبون أن يتجردوا من تبعات جرائم نهب وفساد وعبث باسم الدين وبطونهم ما زالت مليئة بأموال الشعب وعليهم أن يوضحوا لنا من أين كل تلك الأموال التي يملكونها من شركات وعقارات وأموال يصرفونها على الأتباع والمنشآت التي يدمرون بها كيان الإنسان المسلم.. وقال الشباب نؤكد على أن نظام الدولة المدنية لن يمس بسوء مساجدنا وطريقة عبادتنا ولن تحل لنا الميتة والنهب والسرق ولن تعطل عقولنا ولن تحلل الظلم الذي حرمه الله على نفسه وعلينا فلن يكون الحاكم أعلى شأناً من الله ليتم السماح له بالظلم المحرم على الخالق، فالتيار السلفي يرفع الحاكم إلى ما فوق الله حين يسمح للحاكم بتمرير مخططه وحين يفقدون مصلحتهم مع الحاكم يحلون قتله هذه كانت هي خلاصات عشرات التصريحات الشبابية للصحيفة.


فئات الشعب مع الدولة المدنية


ومن خلال ملاحظات الصحيفة وجدنا في ساحات المعارضة والموالاة ثلاث فئات الأولى تتمثل في شباب الثورة ومن يناصرهم من أكاديميين وعمال وطوائف دينية مثل الزيدية والصوفية والشافعية النسيج الديني للمجتمع اليمني وهؤلاء موقفهم واضح منذ البداية. أما الفئة الثانية تتمثل في أنصار السلطة ومن يحملون صور الرئيس وهؤلاء ليس عددهم قليل ومن خلال طول الفترة الزمنية ثبت أن ليس جميعهم يخرجون بمقابل مادي وهؤلاء لا يعادون الشباب عداء فجاً بل يعتبرونهم على حق ولكن تم استخدامهم استخداما انتقامياً من أحزاب اللقاء المشترك حسب رأيهم ويعتبرون الشخصيات البديلة التي تحاور وتناور من أجل استلام السلطة شخصيات متورطة بفساد وظلم السلطة وتغيير فاسد بدل فاسد غير مجد وقال أحدهم وهو يعلق ساخرا ومازحا مع الصحيفة (كل المسيطرين أحمر والشيخ الأحمر قال عن الرئيس في الانتخابات الرئاسية جني نعرفه ولا إنسي ما نعرفه) بينما علق شخص آخر منهم قائلا (اليوم يقولوا لنا الرئيس ليس من بيت الأحمر ولقبه عفاش يعني ثلاثين عاما وهم لا يعرفون أيش اسمه) ولكن حين يتم سؤال هؤلاء عن التغيير ومستقبل البلاد يعترفون بأن نظام الحكم فاسد وأنهم مع التغيير ويفضلون نظام الدولة المدنية ولكن لا يثقون بأن الشخصيات البديلة ستعمل على تنفيذ بناء الدولة المدنية لأن النفوذ الذي يمررون به سطوتهم يتعارض مع الدولة المدنية ومع مصلحتهم إضافة إلى أن جميعهم ينفذون دوما الرغبة السعودية وأنهم هم والرئيس كروت بيد السعودية وأضافوا: كرت الرئيس (حرق) عند السعوديين الذين يرغبون باستلام الراية.. وأكدوا أنهم سيكونون مناصرين للثورة الشبابية التي تؤيد الدولة المدنية، وفي حال أن السعودية وأمريكا فرضت عزل الرئيس لن يقاتلوا الشباب الثائر الذي هو بريء في الأصل وسيكونون جنب الشباب في لفظ أتباع السعودية حسب تعبيرهم. أما الفئة الثالثة والتي تتمثل في من لا يترددون على ميدان السبعين يوم الجمعة ولا يذهبون للصلاة إلى شارع الستين فهم كثر ويعتبرون ضعف من يذهبون للستين وللسبعين وعند الحديث مع هؤلاء الذين تمتلئ بهم مساجد الأحياء يوضحون أن ليس كل الشعب هم من يذهبون للستين والسبعين وأن موقفهم من الثورة الشبابية غير عدائي وأن الضرورة تستلزم التغيير والتصحيح في اليمن ولكن من خلال مشاهداتهم أن ثورة الشباب تم احتواؤها لتتحول إلى صراع بين أسرتين أنهكت اليمن وتيار ديني سلطته السعودية على شعب اليمن حول اليمن إلى دولة إرهابية وهي في الأصل ذات مذاهب غير منتجة للإرهاب وأضافوا موضحين أن الثورة الشبابية أن تبنت نظام الدولة المدنية سيكونون مؤيدين لها وأن الشخصيات التي تتزعمهم باسم الدين والقبيلة سواء أولاد الأحمر أو علي محسن أو الزنداني الذي كان رافضا للوحدة اليمنية، فهؤلاء إن تقدموا الصفوف فستشهد الساحة اليمنية الانشقاق والتصدع.. واختتموا حديثهم بلغة فيها الكثير من التحسر والوجع وهم يرددون من يكره لوطنه أن يعاد له الاعتبار ليصبح دولة نظام وقانون وجيش وطني يتبع اليمن وليس مثل ما هو حاصل حين نرى شخصاً يرتدي البزة العسكرية نسأله: تتبع من أحمد أو علي محسن أو يحيى؟! فأين جيش اليمن والدولة؟.. فقد سرقت مافيا تخريب وإهانة اليمن كل شيء في هذا الوطن. اليمن مظلوم، مظلوم من السعودية وأمريكا ثنائي تدمير اليمن.


قال إن هناك تحايلاً على أهداف الثورة


د/ فؤاد الصلاحي لـ(الوسط): الأديان تزدهر والتدين المستنير ينمو أكثر في إطار الدولة المدنية


قامت الصحيفة بإجراء نزول ميداني إلى ساحة التغيير لأخذ آرائهم ولكن قبل أن تستطلع آراء الشباب أخذت تبحث عن الأكاديميين المتخصصين بتعريف الدولة المدنية والأكثر نشاطا في ساحة الثورة وكان الدكتور فؤاد الصلاحي الأكثر ترشيحا من كافة الشباب للرد والتعريف والتوضيح بحكم أنه من أكثر الأكاديميين المرابطين في ساحة التغيير والمؤازرين للثورة الشبابية والمخلصين في صقل مواهب الشباب ومدهم بالمعرفة من خلال محاضراته المتعددة التي يقدمها في الندوات التي تعقد في ساحة الثورة، ساحة التغيير وبسهولة تمكنا من العثور عليه في ساحة الازدحام فيها لا يتوقف وظفرنا بلقائه لنضع عليه تطورات النشاط السلفي المشكك بمطلب شباب الثورة المتمثل بإسقاط النظام وإنشاء دولة المدنية ودعوتهم إلى أن الدستور الحالي دستور إسلامي وعرضنا عليه آخر إصدارات كلية الإيمان وهو كتاب يعادي الدولة المدنية ويتهم الليبرالية بالتبعية للغرب فإلى ردود الدكتور فؤاد الصلاحي.


انتفاع الاستبداد والتسلط


قال د/ الصلاحي: هذه القوى لها أجندة تريد بها أن تتحايل على أهداف الثورة الحقيقية وهي أجندة تعتمد في مرجعيتها على الفقه الوهابي وهو فقه مخاصم للمدنية والحياة المعاصرة، وأضاف الصلاحي: فالدولة المدنية مطلب حقيقي لكل المجتمعات البشرية لأنها تطور طبيعي لنضوج فكرة المواطنة ومستوى التعليم والتطور السياسي والدستور والدولة المدنية لا يعاديان الأديان بل بالعكس الأديان تزدهر والتدين المستنير ينمو أكثر ويكون له رؤية عقلانية في إطار دولة مدنية، لأن هذه الدولة تتسم بالتسامح باحترام المواطنة باحترام قيم التعدد والتنوع الفكري والمذهبي والثقافي ومن ثم هي ترعى هذا التنوع في كل مجالاته، وعلى هذا الأساس هذه المجموعات السلفية والوهابية في اليمن تنزل كتبها في هذه الأيام كرد على إصرار الشباب على رفع شعار الدولة المدنية لأربعة أشهر، فهم لاحظوا إصرار الشباب على رفع مثل هذه القضايا المدنية، مدنية الدولة ومدنية المظاهرات ومدنية الدستور، فهم يريدون الالتفاف عليه وخلق لبس مغلوط عليه في الساحة من خلال الربط غير المنطقي بأن المدنية تعادي الإسلام وهذا غير صحيح البتة، لأن الإسلام بطبعه دين مدني والدولة المدنية تتضمن احتراماً لكل الأديان والإسلام خصوصا ومن ثم فوجود الدولة المدنية في اليمن معناه انتفاء الاستبداد والتسلط باسم الدين، لأن ثورة الشباب قامت على طغيان النظام واستبداده، فهو كان يبرر هذا الطغيان والتسلط ويشرعنه دينيا من خلال الذين قدموا له فتاوى متعددة ومتنوعة ونحن في تعميم مطلب الدولة المدنية نعيد الاعتبار للدين الإسلامي، ففي بداية القرن العشرين كتب شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية الإمام محمد عبده كتابه الشهير (الإسلام والمدنية) ورأى أنه لا يوجد تناقض بين الاثنين وهنا عندما نجد علماء ومثقفين يقدمون اجتهادات منفتحة تستوعب التطور يؤكدون تلازم الإسلام والمدنية.


الثقافة التي أشار الإسلام إليها


وقال الصلاحي في سياق رده: وعندما نجد آخرين يعتمدون فقها منغلقا ورؤية جامدة للتاريخ والحياة يذهبون إلى الصدام بين الاثنين وربما لا أبالغ بأنني أكثر من كتب عن الدولة المدنية وكانت أطروحة رسالتي لنيل درجة الدكتوراه عن الدولة المدنية قبل هذه الأزمة وهذا المشهد بعشرين عاما وأصدرت كتباً عديدة منها (الدولة والمجتمع المدني) (ثلاثية القبيلة والدولة والمجتمع المدني) (تجربة التعددية الحزبية في اليمن) (الدور السياسي للمرأة اليمنية من منظور النوع الاجتماعي) وكلها تذهب إلى ضرورة أن نبني في اليمن حياة مدنية وتأسيس مجتمع مدني والمواطنة المتساوية واحترام القانون ومبدأ العقلانية وهنا تزدهر الثقافة المدنية التي تتضمن في معناها ثقافة التسامح والتنوع والاختلاف وهي الثقافة التي أشار إليها الإسلام واحترمها واعتبرها أهم إيجابيات الفكر الإسلامي. وأضاف الصلاحي قائلا: هنا علينا أن نشير إلى قضية مهمة يجب أن نشير إلى المادة الثالثة من الدستور التي تنص على أن الإسلام مصدر كافة التشريعات يجب ان تكون مبادئ الشريعة هي الرافد للتشريع، لأن فكرة الإسلام تتضمن مستويين الإسلام النصي القرآن والسنة، والإسلام التاريخي الذي هو تجربة المسلمين في بناء دولتهم من الدولة الأموية وحتى اليوم وهذه هناك خلاف حولها وحول أساليبها وما تضمنته من استبداد وتسلط وروح الإيجابية والسلبية متعددة، فنحن نذهب إلى اعتماد صحيح السنة والقرآن الكريم وهنا على المشرعين والمجتهدين أن تكون لهم رؤية منفتحة وفي الأخير ما نطبق من تشريعات وقوانين هي تشريعات ما يفهم المسلمون أنفسهم وهي تشريعات وضعية لأن ما يقدمه المسلمون من اجتهادات وتشريعات فقهية هو من إنتاجهم وفهمهم ومن ثم تتجدد التشريعات في كل مرحلة.


لا توجد عندنا كنيسة


وبتوضيح الصحيفة للدكتور الصلاحي أن ما يطرحه التيار السلفي عن مدنية الدولة في الغرب كان ثورة ضد (الكنيسة) والرهبان المسيحيين ما يعني أن لا حاجة للدولة المدنية في اليمن فأوضح قائلا: لا يجوز المحاججة بين واقع المجتمع الغربي والمجتمع الإسلامي، فعندنا لا توجد كنيسة ولا طبقة تحتكر تفسير القرآن، فكل من لديه قدرة ومعرفة في العلم واللغة من حقه أن يجتهد هذا كلام غير صحيح فالفترة التاريخية لا نسحبها لأنه (لو سحبناها) لماذا نسحب الفتاوى الدينية التي كتبها ابن تيمية في القرن الثامن الهجري مع اختلاف الزمان والمكان واختلاف كل المبررات والعلل ففي المجتمع الأوروبي ثاروا على تسلط الكنيسة وتسلط الدولة وذهبوا إلى صراع ديني أما نحن نذهب الآن إلى رفض تسلط الدولة وتسلط السياسيين باسم الدين أو الوطن أو القومية وغيرها، فالتسلط مرفوض والاستبداد مرفوض، فالحالة الطبيعية أن المدنية لا علاقة لها بالأديان، لها علاقة بالتطور الاجتماعي والسياسي بالبلد في حركة التعليم والثقافة، اتساع حجم الطبقة الوسطى، تزايد الحركة الحضرية، انتقال غالبية السكان إلى المدن هؤلاء تتخلق لديهم حالة مدنية واسعة هؤلاء مقصون أصلا ولكن حياتهم الاجتماعية والمدنية أصبح لها سلوك وعلاقة جديدة وقوانين جديدة ومن هنا تكون الدولة هي الناظمة الوحيدة لعلاقة الأفراد وعلى هذا الأساس الدولة يجب أن تكون لها مرجعية موحدة لكل الناس فلا يجوز لفئة اجتماعية أو ذات تيار مذهبي أو فكري أن تفرض فهمها الخاص بالدين على البلد بكله يجب أن يكون هناك فهم عام، فهم مشترك.



حاجة ماسة


وعن ضرورة وحاجة المجتمع اليمني لنظام الدولة المدنية قال د/ الصلاحي إن أكثر بلد محتاج إلى الدولة المدنية هو اليمن أولا من أجل الخروج من إطار الصراعات القبلية والمناطقية والمذهبية وتجاوز الغلو في الدين سواء على إطاره العام أو إطاره المذهبي، فلا تستطيع الجعفرية أو الزيدية أن تفرض رأيها ولا السلفية أن تفرض توجهها، فالجميع يجب أن يتعايش بسلام فالدولة المدنية مهمتها بدستورها الليبرالي والديمقراطية المعلنة هي إدارة فن التعايش السلمي داخل المجتمع ومن ثم تخلق حالة من الاستقرار القابلة للتدين والتعايش الثقافي والاجتماعي والتطور، وأكثر شعوب في الأرض محتاجة للدولة المدنية نحن في اليمن، لأن تاريخنا كله تاريخ حروب إما قبلية- قبلية أو قبلية ومذهبية أو حروب قبلية موجهة ضد الدولة أو من الدولة موجهة ضد المجتمع ولهذا كله فقد آن لنا في اليمن أن نخرج من دائرة العنف إلى مرحلة الاستقرار وذلك يتطلب مرتكزات ثابتة: 1- الدولة المدنية.2- دستور ليبرالي على أسس وطنية.3- فهم مستنير للدين ومبادئ الشريعة.4- عدم فرض أي جماعة فلسفة أو فكرها الضيق على الآخرين بل يجب أن يكون هناك توافق. وإلا فإنه في غياب كل ما أشرت إليه الآن سيزداد المجتمع تشرذما وذهابا إلى الاقتتال والصراع.


الثوار لـ”الوسط”


“الشرعية للثورة والثوار”.. هكذا يهتف الشباب في الساحات دوما كلما تواجههم فرضيات ترغب أي جماعة بفرضها عليهم وانطلاقاً من هذه الشرعية الثورية كان لصحيفة الوسط لقاءات متعددة مع العديد من الشباب نعرض نماذج منها بحكم توافق جميعهم في الطرح فإلى ما صرح به الشباب.


الهدف الاول


الأستاذ طارق سعد من شباب حركة مرابطون صرح للصحيفة قائلا: نحن في ائتلاف (مرابطون من أجل الحرية والعدالة) أول أهدافنا العامة هو بناء الدولة المدنية المؤسسية الحديثة وتجسيد العدالة والمساواة في توزيع الثروة والتنمية المتوازنة والفصل بين السلطات وتحقيق استقلال كامل للقضاء، فالدولة المدنية هدفنا الأول والدولة المدنية لا تعادي ولا تلغي الأديان من حياة الناس ولكنها تحبط المتسلطين من تمرير تسلطهم في إبادة جماعة أو إهانة مناطق باسم الفتوى الدينية أو النعرة المناطقية وكذلك تقيد الحاكم في حدود دستورها وتمنعه من التمكن من تحويل البلاد وثرواتها إلى إقطاعية خاصة بعائلته ومقربيه والنسيج الاجتماعي المتمازج معه والمنتفع منه ومسألة تأليف كتاب من قبل عبدالواحد الزنداني وبالاشتراك مع إسماعيل السهيلي يعاديان به الدولة المدنية ويشككان في سلامتها دينيا من مفهوم فكرهم السلفي فهما بذلك يصادران حقوق الآخرين من حملة الأفكار المذهبية الأصلية في اليمن والقوى السياسية وكأن الدين حكراً خاصاً بهما ومن يسير على نهجهما وكأن الوحي نزل عليهم في هذا الزمان فهذا التصرف يكشف ضيق الأفق والمنهل الفكري الضيق الذي تربوا عليه في المذهب السياسي الوهابي وجامعة الإيمان، إنهما برغبتهم هذه يضعون أنفسهم كنواب لله في الأرض وعليهم أن يتذكروا مقولة رائد النهضة الإسلامية الإمام محمد عبده (المذاهب كلها مثل الأنهار تصب في بحر الشريعة الإسلامية) فيكفي ما نال أهل اليمن من مذهب تم تصديره من السعودية إلى اليمن لتتحول إلى دولة منتجة للإرهاب وعليهم أن يعوا أن أساس انطلاق الثورة كان من أجل دولة مدنية بعد أن ملئت أرض اليمن ظلما وفسادا.


قطع الغذاء يزيدنا صمودا


الشاب أكرم الشوافي من شباب الثورة المستقلين صرح للصحيفة قائلا إن من أهداف مطالب الثورة الرئيس وبكل وضوح هو إقامة الدولة المدنية، فهي هدف لا تراجع عنه والذي نادينا به منذ خروجنا إلى الساحات ونحن نهتف الشعب يريد إسقاط النظام يعني نسقط النظام برموزه وإطاره العام.. وأضاف الشوافي إن ما تقوم به أحزاب اللقاء المشترك التي تتفق وتحاور وترغب بتسليم السلطة لعبدربه هادي وتشارك في الحكومة الانتقالية هو نوع من الالتفاف على الثورة، لأن مطلبنا تغيير جذري وليس تغيير الوجوه وأوضح الشوافي عن ما يطرحه التيار السلفي المنضوي في حزب الإصلاح أن الشباب الثوار متكفلون بإفشال الخطط التي تستهدف أهم أهداف الثورة ولن يسمح الشباب الآن أن تستغل ثورتهم ويتم ركوب موجتها مثل ما حصل من قبل وقال الشوافي إن عملية تبني سياسة تطفيش الشباب من خلال حرمانهم من الغذاء والانتهاكات لشباب الحركات المستقلة لن يثنيهم عن السير نحو تحقيق أهدافهم فالشباب اليمني سيبقى صامدا حتى تحقيق أهداف الثورة وأما التيار السلفي فنحن نعرفه منذ السنوات الماضية أنه رمز من رموز النظام المستبد والقوة الحديدية التي يضرب بها الشعب وهو مصدر الفتاوى لنظامه واستبداده وهذا ليس مستغرباً على علماء السلفية.


حركة طالبان


الأستاذ منصور محمد الظفيري رئيس حركة رصد ومتابعة المفسدين عضو اللجنة الإعلامية صرح للصحيفة أن معاداة الدولة المدنية من التيار السلفي شأن يخصهم ولكن أن يفرض التيار السلفي رؤيته وفكره على الوطن اليمني برمته فهذا الاستبداد بعينه فهناك طوائف دينية أخرى متعددة واليمن بلد مسلم منذ القدم ولم يسلم على أيادي جماعة السلفية الفكر الذي تبنته السعودية قبل ما يقارب ثمانين عاما، فالدولة المدنية مطلب ملح من الثوار ومن أولويات أهداف الثورة وهذه الجماعات السلفية تعودنا منها استهداف الثورات في الدول الإسلامية كافة وأي عملية تحرك من أي جماعة تستهدف أهداف الثورة الرئيسية يعني تهديداً للمجتمع اليمني في ظل الظرف الحساس الذي نعيش واستمرار جماعة السلفية بتمرير مخططاتهم هو رغبة بتحويل اليمن إلى حركة طالبان ويعد الأمر خطيراً، أما الشباب الثوار فهم محصنون من مثل هذه الاختراقات لأن جماعات السلفية قد أصبح أمرها مكشوفاً ومفضوحاً ولم يعد الناس يثقون بها، فالدولة المدنية الحديثة مطلب عام للشباب.


الشاب مجدي الأسد سنة ثالثة لغة إنجليزية جامعة صنعاء من اتحاد حركة الشباب المستقل وعضو في المركز الإعلامي صرح للصحيفة قائلا: الكل يعرف منذ قيام ثورتنا أن مطالبنا واضحة وعلى رأسها إسقاط النظام برمته وليس فقط إسقاط الرئيس وعليه فإن الدولة التي ننشدها هي الدولة المدنية وهي مطلب كل الشباب لأنها ستضمن لكافة أبناء الوطن حياة كريمة ومواطنة متساوية والدولة المدنية التي نذهب إليها ليست دولة تعادي الدين كما يروج لها وإنما دولة مدنية تحترم كافة المذاهب وتمنعهم من التناحر في ظل دستور واحد مجمع عليه وليس مفروضاً من مذهب واحد أو فكر سياسي واحد إضافة إلى تطبيق النظام البرلماني حتى نحد من عملية السيطرة والاستبداد، وأضاف الأسد أن من صفة الدين الإسلامي الشمولية فقد شمل كل شيء وليس من الإنصاف أن تحتكر طائفة مذهبية واحدة توجه أبناء اليمن وتتحكم بهم وتفرض فقهها عليهم فبكل تأكيد سيؤدي هذا إلى الصراع فالدولة المدنية ستقر دستوراً يجمع عليه ويصبح نافذاً على كل القوى السياسية التي تحكم والتي في المعارضة والطوائف الدينية عليها أن تخضع لما أجمعت عليه الأمة ولها طقوسها الخاصة أن تمارسها بدون مساس للدستور المجمع عليه.


ضرب الثورة باسم الدين لصالح منظومة الفساد


لقد شهدت الساحة السياسية في اليمن خلال الأسبوع المنصرم نشاطا للتيارات الدينية ذات التوجه السلفي التي يتحكم بمسارها الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي كان أحد أركان النظام ومقرباً من الرئاسة والزنداني رئيس جامعة الإيمان وقد حظي بزيارة من رئيس الجمهورية للجامعة قبل سنوات حتى تضاف عليها صبغة الجامعات الرسمية وقد أشاد الزنداني بزيارة الرئيس للجامعة وحينها وجه الرئيس أن يتم استيعاب خريجي الجامعة ضمن قوى المتقدمين إلى وزارة الخدمية المدنية للحصول على الوظائف كون شهادات الجامعة لم تكن معتمدة رسميا من قبل، اليوم الزنداني الذي تخلى عن إصدار الفتاوى لصالح الرئيس أخذ يتوجه بالشكر والتقدير والإشادة للقوى العسكرية التي كان يتبناها السلفيون من قبل حيث وجه البيان الذي أصدر من اجتماع علماء برئاسة الزنداني الشكر للقوى العسكرية التي انضمت إلى الثورة الشبابية وكذلك طالب الشباب المعتصمين في الساحات بأن تكون ثورتهم نحو إقامة دولة الإسلام الحضارية الثورية المعاصرة وقد شدد البيان على أن يكون شكل الدولة الجديدة دينيا.. وقد سبق للزنداني قبل عامين عقد اجتماع سماه اجتماع الفضيلة والذي تمخض عنه بيان يدعو إلى إغلاق محلات الإنترنت وكذلك منع محلات بيع الملبوسات التي تعرض ملبوساتها في تماثيل ومجسمات بلاستيكية حيث حسب بيانهم القديم أنها تثير الغريزة وكانت رغبة الزنداني من ذلك الاجتماع هو إنشاء بوليس ديني يمارس من خلاله إرهاب المواطنين في الشوارع والتدخل في خصوصياتهم.. البيان الذي صدر الأسبوع المنصرم من علماء السلفية برئاسة عبدالمجيد الزنداني ذكر الناس بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر البوليس الديني في السعودية وأن الشيخ الزنداني يعمل جاهدا من أجل نقل السياسة الدينية السعودية إلى اليمن البلد التي تتميز بالتنوع الطائفي والمذهبي وفرض السياسة الدينية السعودية التي ترفض الآخر وكذلك تعتبر من التيارات الدينية المنتجة للإرهاب وتطبيقها في اليمن سيدخلها في فتنة هي في غنى عنها بحكم أن اليمن فيه مذاهب دينية ذات أصالة تاريخية وقد شدد بيان الزنداني على عدم تعديل الدستور الحالي الذي يرى أنه دستور إسلامي.. وقد أثار بيان علماء الزنداني جدلا نظرا لصيغته السياسية وإقحام الدين في الصراع السياسي، كما أثار البيان استغراب العديد من الشباب الثوار والمراقبين السياسيين عن ما يريد الزنداني والتيار السلفي تحقيقه من وراء البيان وما هي أجندة الزنداني ومهمته الجديدة في اليمن ولصالح من تصب ومن جانب آخر أغفل البيان إدانته تنظيم القاعدة عن الجرائم التي ترتكب في حق المواطنين بينما انحاز لصالح أولاد الشيخ الأحمر في صراعهم مع أسرة الحكم.


ومن خلال ما تضمنه البيان السلفي يبقى هذا التيار القادم من السعودية يعمل لصالح الجهة التي قدم منها.





نقلا عن صحيفة الوسط

زر الذهاب إلى الأعلى