أرشيف

مجلس انتقالي دافعه تسجيل الحضور وغلبة الأنا على حساب انجاح الثورة

غلبة الأناء والإفراط في تسجيل الحضور من قبل البعض ممن يعتبرون أنفسهم اساس الثورة وأعمدتها التي لاتقوم بدونهم يعد من أهم معوقات نجاحها وإرباك مسارها وللأسف توكل كرمان لم تستفد من دروس سابقة، كانت ارتجاليتها والإمعان في إثبات زعامتها السبب في حدوث انقسامات حادة داخل ساحة التغييرومنها دعوتها إلى الزحف والذي  أدى إلى استشهاد شباب تم استغلال حماسهم لصنع مجد شخصي لم ينعكس على الثورة بأي فائدة تذكر بقدر ماقوبل باستهجان حتى من المتعاطفين مع الثورة في الداخل والخارج، اليوم يتكرر الأمر بطريقة مختلفة، إذ وبكل خفة تقوم توكل بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي لم تكلف نفسها حتى بالتشاور مع زملائها داخل الساحة ولا حتى مع من شكلتهم كأعضاء ووزعت عليهم المناصب وكأنما هي الحاكمة بأمر الله.. إظهار الثورة وكأنها أشخاص تتخذ قرارات وتصدر أوامر وعلى الآخرين

الطاعة والتنفيذ يجعل منها بلا معنى و أقرب للهرجلة هذا الاستخفاف بالناس التي وضعت أسماءهم دون مشاورتهم واعتبار موافقتهم من عدمها على تنصيبهم فضلا على قبولهم الفكرة من عدمها مجرد تحصيل حاصل فيه من الذهنية الصبيانية أكثر مما فيه من التعقل، فهل يمكن إعلان مجلس بهكذا ظروف وهكذا تعقيدات بعيدا عن الأحزاب وعن كل من يملكون تأثيراً في البلد فقط لمجرد أن علي محسن الأحمر اعطى الضوء الأخضر لكي ينجح مشروع بهذا الحجم  والذي فصل على هواه باستبعاد الحوثيين والمرأة التي لم تكن موجودة حتى ما قبل الإعلان عن المجلس والذي لولا استغراب واستهجان الدكتور محمد عبد الملك المتوكل لعدم وجودها ماكان إسم امرأة ظهر خوفا من ردة فعل القوى السلفية والعسكرية والتقليدية..

ماهي النتيجة التي حصلت عليها توكل ومن خلفها غير تكريس الانقسام والمزيد من العزل للمتبنين الظاهرين الذين تعاملوا مع تشكيل المجلس وكأنما هو تشكيل لمجلس فصل دراسي رغم أنه حتى في هذه الحالة يتم عمل انتخابات لمن يرغبون في ترشيح انفسهم، هذه الفكرة لم يؤيدها غير صاحبها قائد الفرقة الأولى مدرع الذي أكد المتحدث باسمه العقيد/ عسكر زعيل أن قوات الجيش تحترم خيارات الشباب وقراراتهم، وتعتبر الشخصيات التي شُكل منها المجلس الانتقالي شخصيات وطنية مشهود لها.

وأشار إلى أن تلك الشخصيات التي أُعلن عنها في بيان اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة، لتولي قيادة البلاد في الفترة الانتقالية، أنها شخصيات تحظى بالاحترام والتقدير على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.

وشدد زعيل على أن الجيش المساند للثورة سيظل داعماً لثورة الشباب السلمية وخياراتها لتحقيق كافة أهدافها، مثمناً في الوقت ذاته الصمود البطولي للشباب في جميع ساحات الحرية والتغيير المنتشرة على مستوى خارطة الجمهورية اليمنية.

وفيما عدا ذلك فقد ووجهت الفكرة برفض كبير من قبل الحراك والشباب في الساحات وحتى أولئك الذين تم إيرادهم كأعضاء في المجلس رغم إصرار توكل وتأكيدها لقناة السعيدة أن المجلس الرئاسي الانتقالي سيحظى خلال الأيام القادمة بسيل من التأييد من قبل القبائل اليمنية، والجيش، ومن قبل أحزاب المعارضة، ومن قبل الثوار في مختلف ساحات الحرية والتغيير في جميع المحافظات اليمنية وهو ماحدث عكسه تماما.

من جهته نفى المهندس حيدر العطاس علمه بالأمر والذي كان قد طالب شباب الثورة في حديث مع العربية بعدم الانشغال بتأسيس مجلس انتقالي، والتفكير بدلاً من ذلك بتأسيس مجلس لقيادة الثورة المستمرة رغم الصعوبات التي تواجهها من

قيادة شابة ومقنعة ودعا العطاس إلى أن تضم القيادة المقترحة للمجلس في عضويتها وجوهاً شابة جديدة وشخصيات سياسية مقنعة للداخل والخارج، وأضاف: “لإثبات جدية الموقف من القضية الجنوبية التي تعكس الدولة المغدور بها باسم الوحدة، يجب أن تقسم عضوية قيادة مجلس الثورة مناصفة بين أبناء الشمال والجنوب، ليس تقليلاً أو إجحافاً بعدد السكان، ولكن تعبيراً عن الالتزام بالحق وإزهاقاً للباطل والعدوان الذي تعرض له الجنوب”.:

وفيما وسائل إعلام مستقلة كانت قد نشرت نقلا عن مصادر وصفتها بالمقربة من الرئيس علي ناصر محمد نفيه علمه بتشكيل المجلس.

قال ناصر من مقر إقامته حاليا في العاصمة المصرية القاهرة في اتصال هاتفي مع موقع “عدن الغد” انه على تواصل دائم مع القائمين على جهود تشكيل المجلس لكنه أشار إلى انه يختلف معهم فقط بخصوص توقيت المجلس .

فيما أعلن التحالف المدني للثورة الشبابية عن رفضه ل”مجلس رئاسي انتقالي مؤقت من سبعة عشر عضواً الذي أعلنته السبت الماضي من قبل اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة ” الذي كان أيضا قد تم تعيين ممثليه دون استشارتهم وكانت بشرى المقطري التي تم اختيارها عن تعز قد عبرت في بيان عن عدم علمها ورفضها هذا الأمر دون توافق الجميع وكذلك احمد سيف حاشد

وقال التحالف في بيان صادر عنه”إن الإعلان عن ما سمي مجلس رئاسي باسم الثورة لم ينتج عن مشاورات واتفاق بما تمليه مصلحة الثورة بين مختلف القوى الفاعلة وهو بذلك يتجاوز شباب الثورة في مختلف ساحات الحرية والتغيير بمحافظات الجمهورية وأحزاب اللقاء المشترك، وقوى الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي ومعارضة الخارج وسواها من القوى الوطنية الفاعلة، بل إنه لم ينتج حتى عن مشاورات مع الأسماء التي تضمنها الإعلان كما بدا ذلك من ردود فعل بعيد إشهاره”.

وأكد التحالف أن الإعلان”لا يعبر عن الثورة كما جاء في بيانه بقدر ما يعبر عن الجهة التي صدر عنها الإعلان وعن موقف يفتقر إلى المسئولية تجاه ثورة شعبية بحجم الوطن”.

وقال بيان التحالف” إن رفضنا الإعلان عن ماسمي مجلس رئاسي باسم الثورة لا يعبر بأي حال من الأحوال عن موقف ضد الأسماء التي وردت في الإعلان والتي نكن لها كل تقدير واحترام، بقدر ما يعبر عن رفض قاطع لإلغاء الشراكة والتعمد الواضح لإلغاء مختلف القوى الفاعلة من قبل الجهة الصادر عنها الإعلان وهو أمر يضر بالثورة التي قامت بالأساس ضد الاستبداد والإقصاء”.

واعتبر التحالف” الإعلان الفردي المغيب لمختلف القوى يساعد في الوقت الراهن على تشتيت الجهود وبالتالي خدمة بقايا النظام، في الوقت الذي تتطلب فيه المرحلة الراهنة توحيد الصفوف وتعزيز الشراكة بين مختلف القوى للمضي بأهداف الثورة نحو مبتغاها”.

وزاد” حري بنا التذكير أننا في التحالف المدني للثورة الشبابية قد بادرنا منذ وقت مبكر بطرح أول مشروع لتشكيل مجلس انتقالي ودعونا إلى مناقشته قبل أن تعلن تكتلات مساندتها للمشروع وتبنيه إلى جانب التحالف بهدف مناقشته والوصول إلى صيغة مشتركة تخدم الثورة، وهو أمر كان ينبغي الاستفادة منه لتعزيز روح الشراكة بدلا من البحث عن أمكنة ومساحات هلامية لذوات على حساب الثورة وأهدافها التي ضحى من أجلها خيرة أبناء اليمن في كل المحافظات”.

وأكد بيان التحالف المدني للثورة” إن أي إعلان عن خطوة مماثلة ينبغي أن يكون بالتشاور مع مختلف القوى الفاعلة في المجتمع وأن يكون هدفه خدمة الثورة لا خلق فجوات تضر بها وتخدم بقايا النظام وعلى رأسهم أبناء وأقارب رأس النظام الذين يواجهون الثورة السلمية بالقتل وبجرائم ضد الإنسانية في أكثر من مكان خاصة في محافظة تعز وفي أرحب ونهم في محافظة صنعاء، إضافة إلى ما يحدث من حرب بشعة ضد المواطنين في محافظة أبين من قبل مسلحين تابعين للنظام”.

ودعا التحالف” مختلف التكتلات الشبابية في مختلف المحافظات وكافة القوى الوطنية في الداخل والخارج إلى توحيد الصف ضمن برنامج موحد لتصعيد الفعل الثوري والتمسك بسلمية الثورة وبالشراكة الحقيقية عند تشكيل مجلس انتقالي أو أية صيغة تهدف إلى خدمة الثورة وتحقيق أهدافها”.

يشار إلى أن أكاديميين وسياسيين وثواراً كانوا قد أكدوا على أهمية تشكيل مجلس انتقالي للمضي بالثورة اليمنية نحو تحقيق أهدافها ولكن بعد استكمال التشاور مع كل شباب الساحات وكل القوى الفاعلة،وكان التحالف المدني للثورة الشبابية وحركة وطن للجميع والمجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير(تنوع) قد نظموا الخميس الماضي حلقة نقاشية لمناقشة مشروع المجلس الوطني الانتقالي الذي قدم التحالف المدني مسودته الأولى ودعا مختلف المكونات إلى مناقشتها والذي قال -الناطق

الرسمي- إن طرح المسودة الأولى كان بمثابة مبادرة من التحالف بعد أن ظهر عدم وجود مشروع مماثل للأحزاب السياسية التي كان البعض يعول عليها أن تقدم مشروعا محددا لمجلس انتقالي ، مؤكدا أن طرح هذا المشروع للنقاش يهدف إلى الوصول لصيغة يتفق عليها الجميع للمضي خطوة عملية نحو الأمام.

وفي الحلقة النقاشية أكد نقيب الصحفيين الأسبق عبد الباري طاهر أنه لا يمكن الانتصار للثورة أو لتأسيس مجلس انتقالي دون التعامل بجدية مع كل المكونات في الساحات، داعيا إلى إيجاد علاقة واضحة ومحددة بين الشباب في الساحات وما بين اللقاء المشترك.

وقال:العلاقات الغامضة -علاقة السيطرة والهيمنة- هي التي أدت إلى الكارثة التي نعاني منها اليوم .

وأكد رئيس التحالف المدني للثورة الشبابية أحمد سيف حاشد على أهمية إعادة صياغة مسودة المشروع وفق ملاحظات ترد من المهتمين، كما أكد على ضرورة المناصفة مع الجنوب في عدد أعضاء المجلس الانتقالي، معتبرا ذلك خطوة مهمة للحفاظ على الوحدة.

وفيما أكد الدكتور فؤاد الصلاحي على أهمية وجود مجلس انتقالي،فقد انتقد ضعف اللقاء المشترك، مشيرا إلى أهمية إلغاء المؤتمر الشعبي العام الذي قال إنه أفسد الحياة السياسية لثلاثة وثلاثين عاما ودمر الاقتصاد ودمر البلاد، متسائلا كيف يسمح لي أن أقبل اثنين أو ثلاثة بمبرر أنهم استقالوا من المؤتمر.

وأضاف:هناك من يقولون إنهم استقالوا ويعارضون الرئيس بينما لا يزالون إلى اليوم يستلمون مستحقاتهم من مكتب الرئاسة وأعرفهم جيداً.

كما أكد على ضرورة أن يأخذ الجنوبيون حقهم الطبيعي وأن القضية الجنوبية مدخل طبيعي لإعادة دعم الوحدة اليمنية وحل الأزمة.

وأوضح أن الحوثيين أثبتوا أنهم أكثر ثقافة وتعاملوا مع الثورة بمصداقية أكثر وأنهم موجودين في ثلاث محافظات ويجب أن نعطي الناس حقهم، مؤكدا أن هناك جزء من المشائخ الذين قاتلوا الحوثيين ينبغي ألا يكون لهم نصيب في المرحلة القادمة.

وأوضح أن الفعل الثوري بيد الشباب في الساحات الذين يمثلون المجتمع المدني وهم الشباب الذين خرجوا من الجامعات والصحفيون والقضاة وأساتذة الجامعات.

ودعا إلى رفع الخارطة اليمنية القديمة من باب الضغط السياسي في مواجهة الدور الإقليمي الذي يعيق الثورة، مؤكدا أن النظام السعودي ضد الثورة لأنها تقلقه وضد الدولة الحديثة لأنها تقلقه مرة ثانية وضد الديمقراطية لأنه يرفضها وينكرها.

يشار إلى أن مجلس شباب الثورة اليمنية الذي ترأسه توكل كرمان أعلن تشكيل مجلس انتقالي لادارة البلاد من 17 شخصية إضافة إلى اختيار قائد للقوات المسلحة ورئيسٍ لمجلس القضاء الأعلى؛ لإدارة شؤون البلاد في المرحلة القادمة.

وتم اختيار علي ناصر محمد ـ حيدر أبو بكر العطاس ـ عيدروس النقيب ـ حورية مشهور ـ سعد الدين بن طالب ـ محمد باسندوة ـ محمد عبدالملك المتوكل- محمد أبو لحوم – عبدالله سلام الحكيمي ـ جمال المترب ـ العميد صادق علي فرحان قائد الدفاع الجوي بالفرقة  ـ عبدالله الناخبي ـ علي عشال ـ محسن بن فريد ـ محمد السعدي – يحيى أبو أصبع – صخر الوجيه كأعضاء بالمجلس الانتقالي.

وكان صدر بيان دعائي عن المجلس  أعلن فيه إسقاط نظام علي عبدالله صالح بشكل كامل ونهائي وتشكيل المجلس الرئاسي الذي يتولى مهام حكم البلاد لفترة انتقالية لا تتجاوز تسعة اشهر تبدأ من تاريخ أول انعقاد، وينفذ فيها أهداف ومطالب الثورة الشبابية الشعبية، ويقوم المجلس الرئاسي المؤقت بتكليف شخص من بين أعضائه بتشكيل حكومة تكنوقراط.  وكذا تشكيل مجلس وطني انتقالي.

 

نقلا عن صحيفة الوسط الأسبوعية

زر الذهاب إلى الأعلى