أرشيف

الزريقي : أختطفوني وعذبوني بسبب كتاب للدكتور ياسين

زياد عبد الله سيف الزريقي، 23 سنة من محافظة لحج، يعمل في معرض سيتي ماكس الكائن بشارع الستين بالعاصمة صنعاء منذُ بداية شهر يونيو الفائت.

في ليلة التاسع عشر من يونيو الماضي كان على موعد قاس مع رجال اللاأمن واللانظام واللادولة في شارع الستين بصنعاء ليجد نفسه ملقياً في زنزانة انفرادية موحشة.

في الثامن عشر من يونيو الفائت قدم زياد من عدن إلى صنعاء بغرض مزاولة عمل تحصل عليه بعد جهد جهيد في “سيتي ماكس” الكائنة بشارع الستين بصنعاء بعد أن قُبل عرضها كعامل في السوبر ماركت في بداية شهر يونيو.

وصل عند الثانية عشرة ليلاً إلى شارع الزبيري بصنعاء” تركه الباص أمام وكالة عذبان بالتحديد – (أخرج تذكرة شركة النقل من جيبه ليثبت صحة ما يقول للمستقلة).

لم يجد باصات نقل من أجل أن يركب إلى حده فاضطر للمشي باتجاه جولة عصر ثم جنوباً في  شارع الستين قاصداً  حده، قرابة ساعة قضاها في المشي وانتظار الباصات، حتى وصل إلى جوار معرض (أبولو) على شارع الستين وهناك تفاجأ بنقطة عسكرية نصبت حديثاً، يقول زياد: ” هناك قابلني خمسة أشخاص مسلحين بزي مدني أحدهم يرتدي جاكت عسكري” اعترضني واحد منهم يرتدي زياً مدنياً فسألني أين رايح؟ فقلت إلى سكني بحده.. قال لي ما رأيك تنام هنا بالخيام.. قلت له: لا إذا لم أجد باصات سأذهب أي مكان.. سألني من أين أنت؟ أجبت من لحج.. فتشني وقال هات الأكياس الذي معك.. كانوا أثنين أكياس: أحدهم فيه ملابسي والآخر كتابين وصحف، كتاب القضية الجنوبية والحراك السياسي للدكتور ياسين سعيد نعمان، والثاني النظام الداخلي للحزب الاشتراكي اليمني، وعشر صحف المستقلة والشارع والثوري والوسط وأوراقي الشخصية.. عثروا أيضاً على ورقة كتبت بداخلها اليوم الأولى في عدن.. (الوالد العزيز اللواء علي محسن صالح الأحمر.. السلام عليكم ورحمة الله)… كنت أفكر أن أعمل تقديم من أجل أن أتعسكر لكنني تراجعت ولم أكمل طلب التقديم للعسكرة.. أخرج أحدهم صور أخي وأبي وابن خالي.. كنت احتفظ بهن ذكريات معي.. سألني من هؤلاء؟ وأين تريد تسجيلهم؟ فقلت له: هؤلاء صور أقربائي احتفظ بها ذكريات وواصل تحقيقه معي : في أي منظمة تريد تسجيلهم في منظمة الحزب الاشتراكي.. فقلت له.. لا.. فقال أين بطاقتك الشخصية، قلت له: لا توجد فقدتها لكن توجد معي بطاقة العمل الخاصة بـــــ (سيتي ماكس) أصر على البطاقة.. قلت له سأتي بمعرفين.. بإمكانك تتصل بالعمل.. بعدها أخذ جوالي الشخصي فرفضت فاستخدم القوة وأخذه.. وانتزع الفلوس التي كانت في جيبي 8 آلاف ريال يمني وألف سعودي وخمسين دولار احتفظ بها.. منذ أن كنت اشتغل بالسعودية.. بعدها أتصل إلى جهة لا أدري ماهي.. هل هي البحث الجنائي أم الأمن القومي أم السياسي..) فوصلت عند الساعة الثالثة فجراً سيارة كاميري عليها أربعة يرتدون زياً عسكرياً، طلعوني فوق السيارة وربطوا على عيوني وأخذوني إلى مكان مجهول.. زنزانة لا تدخلها الشمس.. وهناك حققوا معي وصوبوا المسدس على رأسي وهددوني بالقتل.

قالوا لي: في أي مكان تشتغل نحن عارفين قال أحدهم : أنا عارف إنكم تتبعوا الحزب الاشتراكي.. من يدعمكم؟ فقلت له: لا أحد.. أنا شاقي وهذي كتب وجرائد تباع في الشوارع، قال سنقتلك وسنرجم بك بمكان لا أحد يعلم من قتلك، قلت له لا أخاف من الموت، أطلق الرصاص.. عذبوني بالضرب على أطراف أصابع يدي والمرافق والسيقان بأسلاك وعصي.. أستمريت على هذه الحالة تعذيب  يومياً لمدة 16 يوماً كانوا ثلاثة أفراد يتناوبون على التحقيق معي، وكل يوم يضربونني بالعصا والأسلاك، أو يمسكني أحدهم والآخر يلطمني، وكانوا ينتفوا شعر رأسي، يحققوا معي كل يوم بمعدل 3 مرات تتراوح المرة بين ساعة أثناء النهار وساعتين في الليل.

زر الذهاب إلى الأعلى