أرشيف

بعد سقوط القذافي اليمن يواجه نذر مواجهة مسلحة

تتسارع الأحداث يوماً بعد أخر, وتتجه نحو خيار واحداً هو الخيار العسكري, بعد سبعة أشهر من  المناورات والمفاوضات السياسية, والتي باءت جميعها بالفشل الذريع في ظل تعنت النظام وإصرار صالح على التمسك بالسلطة, ومحاولة بعض القيادات المتهورة في المؤتمر الشعبي العام مواجهة الثورة بالأساليب ذاتها التي فجرت بها الثورة عندما نادت بقلع العداد. لم تعد هناك مزيداً من السيناريوهات والتكنهات السياسية, وسيناريو المواجهة المسلحة هو السيناريو الوحيد الذي لن تحسم الثورة بغيره, فالجميع أصبح على قناعة تامة سواء في السلطة أو المعارضة أو الشباب الموجودين في الساحات, والمؤشرات كلها تقول ذلك.

فقد كشفت صحيفة اليوم السابع المصرية عن مصادر وصفتها بأنها “مطلعة” داخل المعارضة اليمنية الموجودة داخل مصر، أن الرئيس علي عبد الله صالح أصدر من مقر إقامته بالرياض تعليمات إلى نجله أحمد علي وبقية عائلته المسيطرين على الحرس العائلي بسرعة الحشد العسكري ونشر الدبابات والصواريخ وسرعة تجنيد 50 ألف جندى إضافي للبدء فى معركة النهاية فيما يسمى بالحسم العسكرى لاجتياح ميادين الحرية والتغيير فى اليمن فى كل من صنعاء وتعز، واستخدام سلاح الجو لقصف المؤيدين للثورة. وقالت المصادر أن الرئيس أصيب بصدمة نفسيه هائلة بسبب الانهيار المفاجئ لنظام القذافي, الذي انتهى به الأمر مطارداً في أزقة طرابلس وأصبح الثوار يفتشون عنه ” زنقة زنقة دار دار” بعد أن كان يهدد الثوار بالقتل زاعماً أنهم سيفرون من أمامه كالجرذان. وكان صالح قد دشن مشروعه المسلح من العاصمة السعودية الرياض حيث وصف المعارضة بأنهم قطاع طرق ومرتزقة وانتهازيون ومنتفعون ومن مخلفات الماركسية إلى ماهناك من الأوصاف التي يجيد صالح تكرارها لخصومه السياسيين في أكثر من مناسبة.

 ويوم الخميس الماضي خيم التوتر على العاصمة صنعاء ومختلف المدن بعد شيوع أنباء عن توجه القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح مهاجمة القوات التي انشقت عن الحكم بقيادة اللواء علي محسن الأحمر والمسلحين القبليين المحسوبين على المعارضة في ريف صنعاء ومدينة تعز، في حين توعد الحزب الحاكم بعدم التسامح مع أحزاب المعارضة واتهمهما بالضلوع في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس.. وقالت المعارضة إن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني استقدمت تعزيزات عسكرية من قواتها المرابطة في مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا إلى الجنوب من صنعاء، وأنها حصلت على دبابات حديثة من روسيا وأسلحة أخرى وذخائر تمهيدا لمواجهة محتملة خلال أيام.. وحسب ما يراه قادة المعارضة فان الأوضاع على الأرض تتجه نحو المواجهة المسلحة حيث رفض أقارب صالح في قيادة الجيش مقترحات من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان يصدر الرئيس قرار بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة خلال ستين يوما وان يضمن القرار نقل كافة صلاحياته لنائبه الفريق عبد ربه منصور هادي، وان تشكل لجنة تتولى مهمة إعادة هيكلة الجيش وتقوم المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية… من جهته تعهد الأمين المساعد لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن سلطان البركاني «بعدم التسامح مع المعارضة».

 واتهمها مجدداً بالضلوع في حادث الاغتيال الذي تعرض له الرئيس صالح.. وفي تصريحات أدلى بها في مطار صنعاء عند استقبال رئيس الوزراء علي مجور الذي عاد من رحلة علاجية في السعودية، قال البركاني «أقول من هذا المكان أننا كنا متسامحين بعد حادث جامع الرئاسة وقبلنا بالجلوس مع المعارضة لكنا من هذه اللحظة أيدينا لن تمتد لأولئك القتلة والمجرمين والإرهابيين من أطراف الأزمة الذين خططوا والذين نفذوا والذين ساعدوا وقدموا الجانب اللوجستي والفني والتقني.. وهم معروفون». وأضاف : أن« نتائج التحقيق في حادث مسجد الرئاسة ستعلن الأسبوع القادم أو بعد العيد مباشرة وسيعلم الناس حقيقة ما جرى داخل دار الرئاسة»   وتوقعت مصادر غربية في صنعاء أن يشهد اليمن خلال الفترة القادمة “أياما صعبة” وقد يشهد مواجهات عسكرية ، قائلة إن الضغوط الدولية لم تفلح في إجبار الرئيس صالح التخلي عن السلطة.     

ونقلت صحيفة الأهالي المستقلة عن مصادر دبلوماسية غربية رفيعة إعرابها عن خيبة أملها من إمكانية نجاح نقل السلطة في اليمن للنائب عبد ربه منصور هادي.

وقالت المصادر «إن آخر أمل كان الأسبوع الماضي حيث اتصل علي عبدالله صالح بنائبه عبد ربه منصور هادي وأيضا بالمستشار السياسي عبد الكريم الارياني وطلب منهما عقد لقاء مع أعضاء اللجنة العامة وكبار المسئولين لتدارس سبل نقل السلطة، إلا أن الجميع فوجئ بالرئيس يتصل بأعضاء اللجنة العامة ويطلب منهم رفض أي مقترح بخصوص نقل السلطة».

تبادل التهديد كمقدمة لقرع طبول الحرب  

 عبده الجندي وما ادراكم ماعبده الجندي؟ احد الأشخاص الذين سجلوا اعلى معدلات عقد مؤتمرات صحفية , اتهم المعارضة بالوقوف وراء وفاة رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني الذي توفي متأثراً بإصابته في حادث الانفجار التي وقعت في مسجد الرئاسة, ومثله اتهم ” المدفعجي ” سلطان البركاني أشخاص في المعارضة بالتخطيط لتخلص من ” صالح ” ونص اتهام البركاني صراحة على الشيخ حميد الأحمر رجل المال المعارض لنظام صالح. من جهته طالب حميد الأحمر السعودية بتسليم الرئيس علي عبد الله صالح، للشعب اليمني، لمحاكمته على جرائمه التي ارتكبها بحق الثوار.

 وأكد الأحمر بأن نجل الرئيس علي عبد الله صالح، سيكون عما قريب في المعتقل، كما خاطب الرئيس صالح قائلا: «الشعب اليمني سيوصلك أنت وأبناءك إلى المعتقل، وليس لك الحق أن تتحدث عن الثوار لأنهم ثاروا ضدك»، وأضاف معلقا على تحذير صالح في خطابه الأخير للثوار بأن ثورتهم قد سرقت: «لقد سرقت حياتهم وسرقت ماضيهم وماضي آبائهم وأبنائهم وأن آخر من يتحدث عن الثورة والثوار».

 وفي هذا الصدد أعلن الناطق الرسمي باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وعضو المجلس الوطني محمد قحطان أن “الشعب اليمني سيقول كلمته في غضون الأيام القليلة القادمة « ، في إشارة إلى تحركات جماهيرية وثورية متوقعة لرفع مستوى الزخم الثوري وإجبار النظام على تسليم السلطة.

»
ودعا من وصفهم بـ(بقايا النظام العائلي) إلى اغتنام فرصة اللحظات الأخيرة قبل فوات الأوان”. وأكد قحطان خلال محاضرة له بساحة التغيير بصنعاء أن الشعب اليمني قادر على إنهاء وجود بقايا عائلة صالح في السلطة في غضون أيام. وطالب أبناء وأفراد عائلة صالح بـ”سرعة تسليم أنفسهم لشباب الثورة والرحيل عن فضائنا، أو مواجهة مد الثورة الذي سيجرفهم وينهي اغتصابهم للسلطة” على حد قوله. وشنت وسائل الإعلام التابعة للمؤتمر تهديدات موجهة للمعارضة من ما أسمتهم  القبائل اليمنية, كما اتهمت وزارة الدفاع اليمنية اللواء علي محسن الأحمر، بالعمل على تقويض الهدنة في تعز، في الوقت الذي خيم فيه التوتر بين قوات صالح وبين أنصار الأحمر في صنعاء.

ونقلت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني عن مصدر قوله إنه «يتوقع انهيار اتفاق الهدنة الموقّع عليه في محافظة تعز بين حزب الإصلاح وبين السلطة المحلية في أية لحظة، وذلك بسبب إلحاح اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع، ضرورة تفجير الموقف من جديد وإصراره على التصعيد».

واتهم المصدر، الأحمر بأنه طلب من العميد صادق سرحان قائد لواء الدفاع الجوي في الفرقة الأولى الذي وصفه بقائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح، ضرورة تصعيد الموقف.

تأتي اتهامات وزارة الدفاع في الوقت الذي يعرف القاصي والداني مدى الالتزام بالسلمية والهدوء من قبل قيادة الفرقة الأولى مدرع, التي دائماً ماتستفز بغرض المواجهة العسكرية بين الحين والأخر من قبل قوات الحرس الجمهوري.

وقد حذرت اللجنة المكلفة بالتهدئة في محافظة تعز من أن الأوضاع في المحافظة مشحونة ومتوترة وقابلة للانفجار في أي لحظة، بعد نحو ثلاثة أسابيع من توقف أعمال العنف المندلعة بين قوات الأمن والحرس الجمهوري من جهة، ومسلحين قبليين مؤيدين للثورة.
وقالت لجنة التهدئة في رسالة وجهتها إلى محافظ تعز حمود خالد الصوفي يوم الأربعاء إن القيادات الأمنية والعسكرية ترفض القيام بالتزاماتها في الاتفاق وبسحب القوات الأمنية والعسكرية من مواقعها المستحدثة، «رغم التزام الطرف الآخر بتنفيذ كامل التزاماتهم المحددة».  

وأضافت الرسالة  أن النقاط العسكرية المستحدثة من قبل وحدات الجيش والحرس الجمهوري في أكثر من مكان وعلى سبيل المثال أمام الحديقة ومستشفى الحياة وفي الكمب وعلى طريق المارة بمحاذاة القصر إلى حوض الأشراف، وعلى بداية الشارع المؤدي إلى مستشفى الثورة العام، قائمة كما هي. إضافة إلى القوة العسكرية المتمركزة خلف المتاريس المقامة جوار مبنى فرع البنك العربي سابقا في منطقة حوض الأشراف، ما زالت متواجدة كما هي.
وأشارت رسالة اللجنة المكلفة بالتهدئة بين الأطراف إلى أن الجنود والمسلحين الذين تم سحبهم من مدرسة الشعب، قد تم استبدالهم بآخرين، فيمالا يزال عدد كبير من الجنود متواجدون بأسلحتهم المتوسطة والثقيلة وبعض الأطقم المدرعة في الموقع المجاور لمستشفى الثورة الذي كان تحول إلى أشبه بثكنة عسكرية، وعلى سطح قسم الحريق بالمستشفى، والمعهد الصحي، ولم يسحب سوى الدبابات وبعض الآليات المدرعة فقط، مضيفة أن جنوداً ما يزالون متمركزين في مكتب الاتصالات المقابل لمدرسة زيد الموشكي. وكنتيجة لتلك المقدمات التي تقوم بها بقايا النظام العائلي تعرضت عدد من فروع شركة سباقون التابعة لحميد الأحمر وقاعة ابولو لعمليات إطلاق نار ألحقت إضراراً بالغة في المعدات.    

 لا ضغوط لنقل السلطة في اليمن

وحول أزمة نقل السلطة في اليمن أكد علي الإنسي مدير مكتب الرئاسة ورئيس جهاز الأمن القومي انه لاتوجد أية ضغوط على الرئيس لنقل سلطاته إلى نائبه عبدربه منصور هادي لا إقليمية ولادولية, وقال أن الحديث عن تلك الضغوط يتنافى مع رؤيته القائمة على أن الحل للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وتجنيب الوطن الانزلاق في أتون الصراعات التي سيكون ثمنها كارثياً وسوف تطال الجميع.

تأتي تأكيدات الإنسي هذه متوافقة مع ماقاله القيادي في أحزاب اللقاء المشترك سلطان العتواني الذي وصف الضغط الدولي على ” صالح” بأنه صوري وغير حقيقي وان السعودية وأمريكا والمجتمع الدولي لم يمارسوا أي ضغط على صالح بشان توقيع المبادرة الخليجية بدليل أن ان الثورة التي مضى عليها 7 أشهر في اليمن رغم المجازر والانتهاكات الجسيمة الا ان تلك الدول وبالأخص دول الخليج لم تمارس أي ضغط على صالح كما فعلت مع النظام الليبي والسوري وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قد رفضت التعليق عما إذا كانت الولايات المتحدة تؤيد أو تعارض خطة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للعودة إلى بلاده.

 ودعت نولاند صالح إلى التوقيع على اتفاقية نقل السلطة. وقالت «إذا كانت صحته جيدة بما يكفي ليدلي ببيان، فإن عليه أن يوقع على اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي للمضي قدما بالبلاد». وأضافت خلال المؤتمر الصحافي الدوري «نحن مهتمون بالإجراءات التي يتخذها للسماح للبلاد بالمضي قدما بطريقة ديمقراطية، بغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه».

 الاختلافات تعصف داخل أروقة اللجنة العامة

وعلى صعيد الاختلافات داخل اروقة المؤتمر الشعبي العام ذكرت  مصادر صحفية إن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي رفض دعوة رفض دعوة اللجنة العامة للحزب الحاكم للانعقاد بحسب توجيهات الرئيس عقب لقائه الأسبوع قبل الماضي بقيادات في الدولة والمؤتمر بغرض مناقشة آلية نقل السلطة الذي أعد مشروعها مجلس التعاون وينتظر لإرسالها إلى الأطراف موافقة المؤتمر.

بعد أن ابلغ المشترك الزياني الأسبوع الماضي موافقته على العودة إلى الحوار لمناقشة الآلية..   وبحسب ما ذكرت صحيفة “الوسط” الأسبوعية فإن النائب يخشى من أن يعرقل من أسمتهم “الصقور في اللجنة العامة” أي اتفاق ممكن خاصة مع تحفظه من انتقال السلطة إليه في ظل الانقسام الحالي للقوات المسلحة وتبعية ولائها لأشخاص وليس للنظام .

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ”الموثوقة” أن النائب عبر في اجتماعه مع اللجنة الأمنية العليا وحضرته قيادات مدنية عن استيائه من وضع كهذا وحدد بالاسم قائد المنطقة الجنوبية اللواء مهدي مقولة الذي لا ينفذ توجيهاته ولا يبدي تعاوناً في محاربة القاعدة في أبين وسأل وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان عما إذا كان مقولة يتبعهما فأجابا بالنفي .

وأضافت هذه المصادر أن النائب غادر غاضبا ورفض استقبال اتصالات أو مقابلة أي كان لأكثر من يوم بعدها.

وكان “نشوان نيوز” قد ذكر نقلاً عن مصادر مؤكدة أن أطرافاً في السلطة تقود انقلاباً ضد النائب هادي، وأن هذه الأطراف قدمت تقريراً لصالح الذي يقيم في السعودية يتهم النائب هادي بالتنسيق مع المندوب الأممي جمال بن عمر لانقلاب أبيض ضد صالح.. وقال الموقع ان سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر للرئيس قال إنه لابد من إكمال الرئيس فترته إلى 2013 أو تعيين أحمد علي نائبا للرئيس وتفويض صلاحياته له.. فعلق علي الآنسي أمين عام رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي مخاطبا البركاني: يبدو أنك تريد إعادتنا لمرحلة “قلع العداد”.. في اشارة إلى مقولة البركاني الشهيرة في التمديد والتي كانت شرارة الأزمة في اليمن .
نشوان نيوز — عارف العمري

زر الذهاب إلى الأعلى