أرشيف

جهوزية الجيش التركي ونظيره الإسرائيلي على كفتي الميزان

تتسع هوة الخلاف بين تركيا وإسرائيل اليوم تلو الآخر، وبدا حليفا الماضي متباعدين أكثر من ذي قبل، وربما هوت العلاقات التركية الاسرائيلية الى مستوى غير مسبوق في اعقاب إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان انقطاع تام للعلاقات العسكرية ونظيرتها السياسية بين بلاده واسرائيل.

 

وأضاف إردوغان بحسب ما نقلته عنه صحيفة يديعوت احرونوت: “ان السفن الحربية التركية ستتجول وتناور بشكل يزيد عن ذي قبل في شرق البحر الابيض المتوسط”، واستبقت تصريحات رئيس الوزراء إردوغان بيوم واحد تصريحات لا تقل خطورة، جاءت على لسان مسؤول بارز في انقرة قال فيها: “ان البحر الابيض المتوسط لن يكون بعد ذلك مكاناً لاستعراض همجية اسرائيل على سفن مدنية”.

 

وعلى خلفية الازمة المتصاعدة بين حليفي الماضي القريب، عقدت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية مقارنة بين قوى الجيشين التركي والاسرائيلي، للوقوف على قدرات كل منهما إذا ما اندلعت مواجهة مسلحة بين الجانبين.

 

استهلت الصحيفة العبرية تقريرها بالحديث عن انه بعد سقوط الدولة العثمانية وإعلان قيام الجمهورية التركية الحديثة بقيادة “كمال اتاتورك”، اختلفت القوات التركية المسلحة عن نظيرتها في الجيش العثماني، ومنذ ذلك الحين بات الجيش التركي مؤسسة سياسية ذات مغزى، كما اصبح درع الجمهورية العلمانية التي اقامها اتاتورك، ووفقاً للقانون اضحى الجيش مكلفاً بالدفاع عن الدستور التركي وعلى وحدة البلاد، ولذلك لعب الجيش دوراً سياسياً في ادارة تركيا، الا ان هذا الدور بدأ يتلاشى حتى وصل الى طور النسيان، لاسيما ان إردوغان واصل تحصين وضعيته كحاكم فولاذي للدولة الإسلامية، بحسب وصف يديعوت احرونوت.

 

اما عن عمر التجنيد في الجيش التركي فأشارت يديعوت احرونوت الى انه من بين اعلى ستة جيوش على مستوى العالم من ناحية سن التجنيد، إذ لا يجوز تقاعس الشاب التركي عن التجنيد في الجيش بعد وصولة التاسعة عشر من عمره، ويعتبر المتقاعس هارباً من الخدمة الالزامية ويعاقب بالسجن، ويرتبط استمراره في الخدمة الالزامية بموقعه في الجيش كجندي.

 

على خلفية تلك المعطيات تفرض الصحيفة العبرية سؤالاً مباشراً وهو: الى اي حد يمكن الجزم بقوة وكثرة جنود الجيش التركي؟ وهل توازي قوته قوة الجيش الاسرائيلي ام انها تتفوق عليه؟ وتجيب يديعوت أحرونوت في تقريرها قائلة: “يعتبر الجيش التركي ثاني أكبر قوة في تحالف حلف شمال الاطلنطي “ناتو” بعد جيش الولايات المتحدة، ويخدم في الجيش حالياً كقوات نظامية ما يزيد عن 612 الف جندي، ومن الممكن ان يتزود جيش إردوغان بقوات أخرى وقت الضرورة، إذ يبلغ عدد جنود الاحتياط فيه 429 الف جندي، وفي المقابل يبلغ قوام جنود الجيش الاسرائيلي بالخدمة الالزامية 187 الف جندي، بينما لا يتجاوز عدد جنود الاحتياط ما يقرب من 565 الف جندي.

 

همجية اسرائيل في البحر المتوسط

في اعقاب تصريحات انقرة الاخيرة بخصوص “استعراض همجية اسرائيل” في البحر الابيض المتوسط، ومضاعفة التواجد البحري التركي في مياه المنطقة، كان من الضروري بحسب الصحيفة العبرية معرفة طبيعة القوى لكلا الجيشين التركي والاسرائيلي خاصة ما يتعلق منها في القطاع البحري، فضلا عما يتطلبه ذلك من تحديد لعدد القوات التركية ونظيرتها الاسرائيلية، وفي هذا السياق تفيد معطيات مكتبة الكونغرس الاميركي والـ “CIA” ان سلاح البحرية التركية يضم 265 آلية بحرية، بينما يبلغ إجمالي آليات سلاح البحرية الاسرائيلي 64 آلية فقط، وفي وقت تمتلك تركيا 16 غواصة بحرية لا يتخطى عدد الغواصات الاسرائيلية سقف الغواصات الثلاث.

 

وفي مقابل الجبهة البحرية، يتمتع الجيش الاسرائيلي بتفوق كمي جواً ولو انه يبدو طفيفاً عند مقارنته بنظيره التركي، إذ يمتلك سلاح الجو الاسرائيلي 1.964 آلية جوية من بينها طائرات حربية من طراز F-16، واخرى من طراز F-15، اما عن المروحيات التي تدخل في اطار قوة سلاح الجو الاسرائيلي فيبلغ عددها 689 مروحية، ومن المقرر بحسب الصحيفة العبرية ان يزيد تفوق سلاح الجو الاسرائيلي في المستقبل القريب وتحديداً عام 2017، حال حصول الجيش الاسرائيلي من الولايات المتحدة على صفقة الطائرات الحربية المتطورة من طراز F-35.

 

وفي ما يتعلق بإمكانيات سلاح الجو التركي وفقاً للمعطيات الاميركية وما نقلته عنها الصحيفة العبرية، فتمتلك انقرة 1.940 آلية جوية فقط من بينها طائرات حربية من طراز F-16 واخرى من طراز فانتوم، بينما يبلغ عدد المروحيات التي يمتلكها الجيش التركي 874 مروحية، ومثلها مثل اسرائيل تعتزم تركيا استقبال صفقة طائرات حربية من طراز F-35 خلال عام 2015.

 

قوة الجيش التركي وكفاءته القتالية

ووفقا للصحيفة العبرية تستطيع اسرائيل الوقوف على قوة الجيش التركي وكفاءته القتالية عند استعراض هجوم سلاح الجو التركي خلال الاسابيع الاخيرة على اهداف لحزب العمال الكردستاني (PKK) على الحدود التركية العراقية، إذ اسفرت الهجمات الجوية التركية على هذه الاهداف عن مقتل ما يربو عن 160 كردياً، وفقاً لتصريحات رسمية في انقرة، وجاءت عمليات الهجوم الجوية التركية ضد الـ (PKK) رداً على العمليات التخريبية التي قامت بها عناصر الحزب ضد قوات الامن التركية، والتي راح ضحيتها عدد من عناصر الامن والشرطة، كما ردت عناصر الحزب على هجمات تركيا الجوية، الا ان الرد لم يسفر عن اصابات في الارواح ولم يحقق خسائر مادية، كما ان المنازل التي قصفها كانت خالية من السكان منذ فترة طويلة.

 

باستثناء الولايات المتحدة تصدر العديد من دول العالم اسلحة لتركيا، ومن بين هذه الدول المانيا، بريطانيا، ايطاليا، كوريا الجنوبية، فرنسا، اسبانيا، الصين، روسيا، واسرائيل، إذ أمدت هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية تركيا بمعدات عسكرية من بينها دبابات ومدرعات وآليات جوية من دون طيار، حتى ان محللين عسكريين اتراكا ادعوا ان القرار التركي الرامي الى تجميد الاتفاقات العسكرية مع اسرائيل في اعقاب صدور تقرير بالمر، سينعكس سلباً على صراع تركيا العسكري ضد المتمردين الاكراد، ووفقاً لما نقلته يديعوت احرونوت عن هؤلاء الخبراء سيتأثر صراع تركيا ضد المتمردين الاتراك بعد تجميد الاتفاقات العسكرية مع تل ابيب، إذ تعتمد انقرة على وسائل عسكرية كثيرة اسرائيلية الصنع في صراعها الذي يدور الحديث عنه ضد الـ (PKK).

 

وكانت الخارجية الاميركية اعلنت ان الفجوة بين حليفتيها الاكبر في منطقة الشرق الاوسط (تركيا واسرائيل) تثير قلق واشنطن، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية “فيكتوريا نوليند” في بيان لها: “نحن قلقون من تردي العلاقات الراهن بين الدولتين، واننا نعمل مع الدولتين على حدة لتحييد الازمة والحيلولة دون مواجهات مستقبلية بينهما.

 المصدر : إيلاف

 

زر الذهاب إلى الأعلى