أرشيف

أ.محمد محمد المنصور :الشيعة موجودون في اليمن منذ عهد الإمام علي ولا مستقبل للصراع الطائفي في بلادنا

*ما قراءتك للمشهد الثوري والسياسي في بلادنا؟
-أستطيع القول بأن اليمن خطت الخطوة الأولى نحو التغيير؛ فلدينا الآن ملامح حل سياسي عبرت عنه المبادرة الخليجية، ولدينا الآن ملامح صوت شعبي ما زال يطالب بتحقيق كل أهداف الثورة التي عبرت عنها المبادرة بصيغ أخرى أقل تعبيرا عن مطالب الشباب، ونأمل أن يتلازم المساران الثوري والسياسي وأن يبقى الشباب في الساحات والميادين بمختلف أشكال النضال السلمي لكي يصوبوا مسار الثورة ولكي يحققوا أهدافها. هناك مهام كبيرة جداً.. مهام بناء الدولة التي تبدو الحاجة إليها أكثر إلحاحاً بعد ذهاب علي عبدالله صالح.. لا بد من بناء دولة مدنية حديثة عادلة، وهذه كلها بحاجة إلى قوى الشباب وطاقاتهم وآرائهم التي هي أكثر تعبيراً عن المستقبل إن شاء الله.

 


*مسعد حسين علوي الثلاثي (دمت): ما الفائدة من خروج صالح من السلطة ولا زال رموز نظامه الكبار الفاسدون يعملون كشراكة وطنية من أجل صالح ونظامه؟
– خروج صالح هو كان المطلب الأول للشباب وثورتهم السلمية، وبذهاب صالح نأمل أن تنتهي منظومة الفساد التي كانت ترتبط به. وبالنسبة للمسؤولين الذين اتهموا بالتورط في ارتكاب جرائم بحق أبناء اليمن فباب المراجعات مفتوحة أمامهم لكي يقدموا على خطوات شجاعة من أجل التطهر من أدران الماضي ومن أجل إثبات التحول في حياة اليمنيين.


نحن لا نتهم أحداً بالباطل وإنما نريد قضاءً عادلاً يُقِيم ويقيّم ويصدر الأحكام القضائية العادلة والنزيهة بحق كل من يثبت تورطه في قتل اليمنيين وفي ارتكاب جرائم بحقهم، وأيضاً في نهب المال العام وغيرها من صور انتهاك حقوق وحريات الناس.


نحن لا نحاكم الناس بالباطل، وإنما هناك منظومة فاسدة يجب أن لا يكون التصويب على البعض دون البعض من ضمن الصراع السياسي أو المماحكات السياسية التي تسود في الواقع.

 


*رضوان فاتق (دمت): هناك من يقول أن المبادرة أنقذت صالح وأدخلت المشترك في ورطة، ما رأيك؟
– أنا لا أقرأ الأمر من هذه الزاوية، وإنما أقرأ بأن نظام صالح كان قد ربط مصير القرار السياسي اليمني بالمنظومة الإقليمية والدولية، وتبعا لذلك لم يكن أمام أحزاب اللقاء المشترك والموقعين على المبادرة سوى أن يمضوا في الطريق الذي كان يبدو الوحيد المتاح والأقل كلفة. ولو أن للثوار رأياً آخر يجب احترامه، ولكن المبادرة جاءت تعبيراً عن توازنات قوى في الداخل وتوافقات الخارج أكثر منها تعبيراً عن حقيقة ما يريده الشارع والثوار.
*أنيس الضالعي: هل يستطيع صالح تأجيل الانتخابات أو عرقلتها؟


– باعتقادي أن أي طرف يستطيع -نظرياً- أن يعيق الانتخابات وأن يعرقلها، ولكن لأن الجميع احتكم إلى اللعبة السياسية فإنه ليس من مصلحة أي طرف الآن أن يعيق الانتخابات بما في ذلك علي صالح في تقديري؛ فالمبادرة قد قدمت له الشيء الكثير ممن لم يكن يحلم به، ولكن أيضا خروجه من السلطة وانتشال اليمن من مرحلة مريرة عرفت بالفساد وبالارتباط اللا محسوب بالخارج وبانفلات وتدمير القيم الوطنية والإنسانية.. هذا ثمن كان لابد أن يدفعه اليمنيون من أجل أن يروا اليمن ما بعد علي عبدالله صالح.


حتى الأطراف التي عبرت عن رفضها صراحة للمبادرة، مثل الأخوة الحوثيون والحراك، ولكن هذا التعبير لا يخرج عن الحق المشروع في الاختلاف؛ فهم عبروا سلمياً عن موقفهم منها ولكن لا نجزم بأنهم سيكونون طرفاً فاعلاً في الواقع لعرقلة الانتخابات. فاللجان الانتخابية الآن موجودة في معظم أنحاء اليمن وهذه خطوة فنية إجرائية لكنها تعبير عن وجود إحساس مضمر بأن اليمنيين يريدون أن يطووا صفحة صالح.

 


*عمر الصبيحي (طور الباحة): ألا ترى بأن الانتخابات عبارة عن استفتاء لخلع علي صالح؟ وما رأيك في موقف حركة الحوثي المقاطع لها؟
– من حق حركة الحوثي أن تعبر عن رأيها باعتبار أنها حركة ثورية ومعظم شباب الساحات هم على نفس التوجه. وأن يكون علي عبدالله صالح خارج اللعبة السياسية بانتخابات أعتقد أن هذا شيء يمكن أن يقدره الأخوة الحوثيون وأن لا يعملوا على عرقلة الانتخابات وهم كذلك لم يعملوا على عرقلة الانتخابات الرئاسية في 2006م عندما كانت المدافع والقذائف مصوبة إلى رؤوسهم في صعدة.

 


*محمد علي قايد العزب: ثورة الشباب استهدفت إبعاد أحمد علي من قيادة الحرس الجمهوري والآن بعد الثورة أضيف له قائد مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، يعني أنه استفاد من الثورة، ما رأيك في ذلك؟
– أنا أجبت عن سؤال سابق بأن الذين تورطوا في عهد صالح بأي نوع من الانتهاكات والمخالفات يجب أن ينظر القضاء العادل والمستقل في قضاياهم. وبالنسبة لأحمد علي عبدالله صالح هو ارتبط بكونه معيناً من قبل رئيس الدولة، وبعد الانتخابات سننظر ما الذي سيتخذه الرئيس القادم الأخ عبدربه منصور هادي في إجراء هيكلة عامة للجيش؛ فنحن لا نختلف مع أشخاص لذات الأشخاص وإنما نختلف مع سياسات وممارسات وانتهاكات يجب أن نقف منها موقف الرفض، ونطالب بأن يكون الجيش اليمني وطنياً يعبر عن عقيدة قتالية دفاعا عن الأرض والسيادة اليمنية.. وهذا ما نأمل إن شاء الله أن يتحقق بعد الانتخابات وخلال المرحلة الانتقالية.

 


*الشاعر/ صالح الركن (الضالع الشعيب): ألا ترون أن مهاجمة اللقاء المشترك من قبل أقلام كانت ضد النظام سابقاً يوحي أن ذلك ما كان ليتم لولا المال السياسي لصالح وابنه؟ وبماذا تنصحون الصحفيين الذين يهاجمون الجيش المؤيد للثورة؟
– هناك فرق بين الانتقاد وبين الهجوم الشخصي.. نحن ضد أن يهاجم أي طرف أو أي مؤسسة هجوماً شخصياً ونحن مع أن يتم النقد وأن يتم فضح الممارسات الشائنة والمعيبة بحق الوظيفة العامة وللدور الموكل إلى هذه المؤسسة أو تلك. فأن يوجه النقد البناء إلى أحزاب اللقاء المشترك فهذا مفيد ومطلوب في هذه المرحلة وغيرها من المراحل، ولكن أن يتحول النقد إلى شجار شخصي واتهامات في قضايا شخصية فهذا ما نرفضه.

 


*عباس القاضي (الضالع): ما رأيك فيمن يريد الزج بالبلاد في صراع طائفي؟ وهل سينجح هذا المخطط في بلد الحكمة والإيمان؟
– أنا أرى أن لا مستقبل للصراع الطائفي في اليمن، وإنما ستظل هناك موجة من الافتعالات التي يتم تجييرها لعنوان الطائفية بتحريك من أطراف إقليمية تريد أن تمرر أجندتها وتريد أن ترتب الأوضاع لما بعد علي عبدالله صالح بحيث لا تخرج اليمن عما كانت عليه في عهد علي عبدالله صالح، ويكون التغيير بذلك تغييرا جزئيا طفيفاً.. تغييراً في الوجوه وليس تغييراً في السياسات. هذه الجهات تعتقد أن اليمن الضعيف.. اليمن المستجدي.. اليمن المتسول.. اليمن غير الديمقراطي هو الأفضل لها في المرحلة المقبلة. نحن نرى بأن هناك في اليمن ما نعوّل عليه من تسامح موروث وعقلانية ووجود قوى فاعلة والتي بدورها ستفوت إن شاء الله الفرصة والمخطط الذي يراد لليمن.

 


*مجد الدين علي: كيف تقرأ التدخل الخارجي في اليمن وبالذات السعودي والإيراني؟
– مثلما يقول السادات أن أمريكا تمتلك (99) من أوراق اللعبة، فأنا استخدم هذه المقولة لأقول بأن المملكة العربية السعودية تستطيع أن تنقل اليمن إلى وضع أفضل إذا ما تعاملت مع اليمن كدولة وترفعت عن التدخل المباشر في القضايا الأمنية والسياسية وغيرها من القضايا، نحن جار للسعودية ويهمنا أن نرتبط معها بأفضل العلاقات، علاقات حسن الجوار، ولكن أن تظل السعودية مهيمنة وتريد أن تفتعل صراعاً بإسم مواجهة إيران في اليمن فهذا شيء عانيناه في الماضي ونتمنى أن لا يحدث في المستقبل. إيران دولة إقليمية كبرى يجب أن يكون لها وجود ومصر دولة إقليمية كبرى يجب أن يكون لها وجود، وحاليا تركيا دولة إقليمية كبرى يجب أن يكون لها وجود في اليمن. نحن ليس لدينا موقف من السعودية كدولة وكجار شقيق ولكن لدينا موقف من أي تدخل خارجي في شئوننا الداخلية.

 


*أبو ضياء السنام (ذمار): برأيك من المستفيد من تحالف الحراك الجنوبي مع الحوثي؟ وما هو موقف حزبكم تجاه المخطط الإيراني لعودة حكم الأسرة الإمامية في الشمال وانفصال الجنوب؟
– هو على حد علمي لا يوجد تحالف بمعنى التحالف، ولكن يوجد توافق في الأفكار باعتبار أن ما جمع الحوثيين والحراك هو المظلومية من نظام صالح وشركائه في السلطة.. هذه المظلومية لا زالت قائمة وعلينا أن نبحث في جذورها وأسباب الشعور بالظلم والدافع إليه في المحافظات الجنوبية وكذلك الشعور بالظلم لدى الأخوة الحوثيين ولدى مواطني صعدة واليمن عموما.

 


*بشير الموزعي: ما تعليقك على التقرير الاستخباراتي المنشور في وسائل إعلام عربية ومحلية حول محاولة إيران شراء الولاءات واختراق الساحات؟
– أتمنى أن ينشر تقرير استخباراتي مقابل عن حجم التدخل السعودي في اليمن، لكي نرى ونقارن بين حجم التدخل الإيراني وحجم التدخل السعودي ونحلل أيهما أكثر ضرراً على اليمن، هذا إذا نحينا النظرة الطائفية. أنا أرجو أن لا ننظر إلى المسألة على أن إيران وكل ما يمت للشيعة بصلة مرفوض ومدان وقبيح، وأن ننظر إلى السعودية من زاوية سنية ترى أن كل ما يأتي من السعودية هو محض خير، بل يجب أن ننظر في اليمن بنظرة وطنية حول مصلحتنا في تدخل إيران وفي تدخل السعودية وغيرها من الأطراف. أنا لا أرى إلا أن كل طرف يبحث عن أوراقه في الداخل، ولكن السؤال: أين أوراقنا نحن وأين مصالحنا نحن في اليمن؟ حتى نقول لهذا الطرف كفى، ونقول لذلك الطرف توقف.


وبالنسبة للتقرير فلننظر إلى توقيته؛ فهو جاء في وقت تصعيد المواجهة مع إيران، وتصعيد المواجهة مع سوريا واتخاذ عقوبات اقتصادية شديدة من قبل الاتحاد الأوربي ضد إيران.. تأتي في هذا السياق تصريحات رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، كلها تصب في جعل إيران هي الشيطان الأكبر في المنطقة وصرف النظر عن الكيان الصهيوني وما يمارسه يومياً من استيطان وتوسع، وأيضا لصرف الأنظار عن إمكانية قيام ثورات شعبية عربية أو امتداد ثورات أخرى إلى دول النفط بما فيها السعودية، التي لا نشعر بأنها قد حققت أي شيء لحقوق الإنسان مما تدافع عنه في بلدان أخرى أو ما تدعي أنها تتدخل من أجله في بلدان أخرى. التقرير هو فبركة في كل الأحوال، ويمكن أن يكون صحيحا ويمكن أن يكون غير صحيح، هذا ما يجب أن يفصل فيه أي جهاز قضائي عادل ومستقل. أما أن توجه التهم جزافاً فأنا أقول بأنه يمكن أن يفبركه أحد الصحفيين أو مركز دراسات فهناك عشرات التقارير من هذه التي تتدخل فيها السعودية وتدعم قطاع الطرق ومفجري النفط وتجار السلاح، فبالإمكان تزييف ذلك.


التقرير يأتي في إطار الصراع السياسي الذي تريد السعودية أن تدخل اليمن فيه لتصفية حساباتها مع إيران في اليمن ونحن نريد أن تبتعد السعودية بهذا الصراع وأن تسمي الأشياء بمسمياتها. بمعنى أن تتعامل مع الدولة اليمنية وتدعمها وأن لا تتدخل في شؤون الأحزاب أو الجماعات أو القوى؛ فهناك دولة يمنية ينبغي أنها هي التي يوكل إليها الدور في هذا الإطار وأن لا يترك للسعودية تحديد وتسمية الخصوم للدولة المدنية.
*حمزة مجاهد عويدين: هل ترى أن رحيل صالح من اليمن وعزل أبنائه من مناصبهم سيكون له تأثير إيجابي لإصلاح الأوضاع في اليمن السعيد؟
– لا شك بأن خروج صالح من السلطة وطي (33) عاماً من الفساد ومن التدهور الشامل في جميع أوجه الحياة سيجعل اليمنيين أمام خيار أفضل بمعنى أن الخيارات كلها ستكون خيارات وطنية وحوارية وانفتاحاً متبادلاً بين اليمنيين وبعضهم يجلسوا يفكروا كيف السبيل إلى الوصول لما قامت من أجله الثورة الشعبية في اليمن، وهي دولة المواطنة المتساوية.. الدولة التي يعاد الاعتبار فيها للجنوب كشريك للوحدة وإلى القضية الجنوبية كقضية ينبغي أن لا تغفل وألا تمرر تحت الأزمات المفتعلة من هنا ومن هناك.

 

*علي شريان النقيب (صنعاء): حزب الحق قدّم أصغر وزير في حكومة الوفاق فهل يدل هذا على انفتاح الحزب نحو الشباب؟ وهل حزب الحق قادر على التوسع والانتشار في المجتمع خاصة إذا ما تخلى عنه الحوثيون وأعلنوا عن حزب لهم جديد؟
– في تسمية الوزير الشاب نحن كنا نتمنى أن تكون مشاركتنا في الحكومة بصورة أفضل، وكان اختيار الأخ حسن شرف الدين من قبل اللجنة المكلفة باختيار وزراء. ونحن نثني على جهود الوزير الشاب لأنه شخص متميز ولديه تجربة في العمل الإداري وقدرات فنية وإبداعية وبالإمكان أن يكون واجهةً للمستقبل توضح أن السن العمري ليس العامل الحاسم في الاختيار فثورة الشباب عنوانها الشباب.. وأيضاً بقية الأحزاب اختاروا كفاءات وقيادات سياسية مجربة ومحنكة. فنحن في حزب الحق قدمنا الوزير حسن شرف الدين ليكون عنوان لمستقبل إن شاء الله الحزب سيعمل على أن يكون هناك مشاركة أكبر له ولما يمثله.

 


*عبدالله منصور بدر الدين (عمران): لماذا قيادة وكوادر حزب الحق ومن سار في مسارهم تصب جام غضبها على اللجنة التنظيمية للثورة والجيش المؤيد للثورة والأحزاب المساندة للثورة والمشائخ المنضمين للثورة؟ أليس من الأولى أن تستكمل أهداف الثورة قبل نقض الثورة نفسها؟
– حزب الحق لم يعبر عن أي موقف عدائي أو موقف متناقض مع اللجنة التنظيمية للثورة؛ وإذا كانت هنالك تصريحات لأشخاص فهي لا تعبر عن حزب، وما يعبر عن الحزب هي البيانات الصادرة عن الحزب. فنحن مشاركون في اللجنة التنظيمية للثورة ونمارس حقنا في إبداء الاختلاف داخل اللجنة التنظيمية ونحاول أن نتحاور مع شركائنا حول الإشكالات التي تحدث بسبب ممارسات بعض الجنود في الفرقة من حين إلى آخر، ونتوصل بشأنها إلى حلول وبعضها شكلنا لها لجان. ولا يوجد لدينا حد علمي أي تصريح معادٍ بالمعني الذي ورد في السؤال، وإنما نحن نقدم ملاحظاتنا عبر القنوات المتعارف عليها من أجل حل هذه الإشكالية أو تلك، فليس لنا موقف عدائي من أحد.

 


*باسم قايد كرد(ذمار): لماذا أنتم متخوفون من حزب الإصلاح؟ وهل انشقاق بعض القادة من حزب الحق وتأسيس حزب الأمة هو خروج عن الزيدية إلى الحوثية المتطرفة؟ أم ماذا؟
– ليس لدينا موقف عدائي من حزب الإصلاح، بالعكس نحن شركاء مع حزب الإصلاح منذ العام 97م بعد خروج الإصلاح من الائتلاف مع حكومة المؤتمر، ولدينا مع الأخوة في الإصلاح قواسم مشتركة على مستوى المركز وعلى مستوى القيادات في المحافظات، وبالتالي لا ندري كيف صِيغ هذا السؤال. بالنسبة للأخوة الذي خرجوا من حزب الحق – إذا جاز التعبير- هم لهم مطلق الحرية والاختيار فكثير من الكوادر خرجت من أحزابها -سواء من الإصلاح أو المؤتمر أو الاشتراكي- فلماذا ينظر إلى هؤلاء الأخوة الذين شكلوا حزب الأمة (ونحن نقدرهم ونحترمهم) بأنهم خرجوا أو انشقوا! بالعكس نحن نؤمن بأن هذه تعددية سياسية حق وأن حرية الانتماء طوعية، ومن حق أي إنسان أن يبحث لنفسه عن الصيغة التي تعبر عن تطلعاته. هناك ثورة وهناك حراك داخل التيار الذي ننتمي إليه.. قد يكون القصور التنظيمي لدى حزب الحق في الفترة الماضية وغياب المأسسة هي السبب في هجرة كثير من الكوادر وهي السبب الأرجح في تشكل حزب الأمة وليس أكثر من هذا.

 

*ناصر عبده: متى سيعقد حزب الحق مؤتمره؟
– نحن اتخذنا قرار في شهر ديسمبر الماضي بأن يعقد الحزب مؤتمره العام في شهر إبريل القادم إن شاء الله.

 


*أحمد الفهد (إب-السدة):الكثير ينظر لحزبكم بأنه حزب شاخ وعفا عليه الزمن،كيف ترد على ذلك؟ وهل لحزبكم علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الحوثيين وحزب الأمة؟
– من حيث الشيخوخة فالأحزاب كلها بحاجة إلى تجديد، ومن حيث الأفكار فحزب الحق، لوعدت -أخي الكريم- إلى برنامجنا السياسي الذي كتب في عام 1990م لوجدت أن حزب الحق قد قدم تصورات سابقة لوقتها. قد تكون شيخوخة الحزب تنظيمية ولكن على صعيد الأفكار والتطلعات والرؤى وما نقدمه نحن نعتقد أننا ننتمي إلى فئة عمرية شابة ولم نمارس العمل السياسي قبل الوحدة. وبالتالي فحزب الحق من حيث التكوين هو حزب شاب، ونأمل إن شاء الله أن يتجدد الحزب في المؤتمر العام القادم ويعيد النظر في صياغة برامجه ولوائحه ويقدم وجوهاً جديدة وتجربة تعزز العمل السياسي والديمقراطي في اليمن.

 


*أبو كمال: هل حزب الأمة منشق عن حزب الحق؟ وهل يمثل الحوثيين؟
*عبدالحميد الصحاف: ما علاقة الحوثي بحزب الحق؟ وهل هناك جناح مسلح لحزب الحق؟

 


*محمد الرخمي: ما سر العلاقة الوثيقة التي تربطكم بجماعة الحوثي؟
*نجيب غريبي: هل يوجد ارتباط بين حزب الحق والحوثية؟


*إسماعيل سكران: كيف سيتعامل حزب الحق مع من تحوّل من قواعده إلى حوثيين؟
-(أقول للإخوة جميعاً):علاقتنا بحزب الأمة علاقة أخوة وأهداف وطنية مشتركة -تشبه علاقتنا بالحزب الاشتراكي والإصلاح وغيرها من الأحزاب- وأيضاً علاقتنا بالإخوة الحوثيين علاقة جيدة.. نحن ننتمي إلى أفق سياسي وإلى تيار عريض ولدينا من القواسم المشتركة معهم ما يجعلنا نطمئن إلى أنهم سيكونون في المستقبل رافعة من روافع التغيير في اليمن لصالح المشروع الوطني وليس لصالح المشروع الذي يحاول الآخرون أن يصوروه بأنه مشروع طائفي أو مذهبي أو فئوي أو غيرها من التوصيفات الأيدلوجية التي عفا عليها الزمن، ونأمل أن يتحلل منها الناس بعد أن أصبح التغيير حقيقة ملموسة وبعد أن غادر علي عبدالله صالح بما يمتلكه من ذهنية لمصادرة الساحة السياسية.

 


*محمد جميل: برأيك لماذا يخشى البعض من انتشار الفكر الشيعي في اليمن رغم أن الجميع يدعون إلى تأسيس حزب سياسي للحوثيين ثم يرفض البعض حق الحوثيين في نشر أفكارهم بطرق سلمية؟
– هذا السؤال يطرح على الأخوة الذين لديهم (فوبيا شيعية). الشيعة في اليمن هم موجودون -بالمعنى التاريخي- منذ أيام الإمام علي بن أبي طالب، جيش الإمام علي معظمه يمنيون.. اليمنيون عانوا من اضطهاد الأمويين مثلما عانى الشيعة في العراق.. تاريخيا لم يستدع الإمام الهادي إلى اليمن إلا وكانت هناك خلفية وأرضية تسمح للإمام الهادي بأن يأتي لكي يقيم فيها دولة يعتقد أهلها بهذا المعتقد؛ فالتشيع في اليمن أصيل وليس طارئاً. أما إذا كنت تقصد بسؤالك الإثني عشرية، فهي موجودة في كل مكان بأشكال كثيرة أو قليلة. نحن نحترم التعدد الديني طالما الجميع يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله كما قال الرسول إذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وبالتالي علينا أن نصنف بعضنا وفقا لنظرتنا إلى أفق المواطنة المتساوية التي تجعلنا نتقبل بعضنا البعض: السلفي والزيدي والشافعي والإسماعيلي وغيرهم. هذا ما يجب أن يكون، أما أن يكون هناك مخاوف من الشيعة فهذه غريبة على اليمن؛ لأنها وافدة وتأتي مع الصراع الدائر بين إيران من جهة والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى. والحمدلله الناس في اليمن يمارسون عباداتهم بكل حرية، ولدينا موروث من التسامح ولدينا تصاهر بين هذه الفئات والمذاهب، وبالتالي لا توجد مشكلة ولا أرى هناك أفقاً أو مستقبلاً للصراع.

 


*منير الحكيم: هل حزب الأمة يمثل الجناح السياسي للحوثيين؟
– الحوثيون يمثلون أنفسهم وحزب الأمة يمثل تياراً موجوداً داخل الساحة اليمنية وشارك فيه أعضاء من المحافظات الجنوبية ومن تهامة ومن تعز وصنعاء ومن كافة المناطق اليمنية، مثلما تأسس حزب الحق عندما تأسس على قاعدة الالتقاء بين كل مكونات المدارس الدينية في اليمن.. فتأسس حزب الحق من الزيدية ورموزها والشافعية ورموزها، مثل العلامة إبراهيم بن عقيل مفتي الديار التعزية والعلامة محمد الهدار مفتي البيضاء والشيخ عمر بن حفيظ وعلماء من آل الحبشي في حضرموت والعالم المجتهد أسد حمزة عبدالقادر وكان يعتبر آخر مرجعية مرموقة للأحناف في زبيد، وتأسس من أشهر علماء الزيدية بدءاً من العلامة مجدالدين المؤيدي رحمه الله والعلامة بدر الدين الحوثي رحمه الله والعلامة محمد المنصور أطال الله في عمره والعلامة حمود عباس المؤيد والعلامة أحمد الشامي أطال الله في عمر الجميع.. وهؤلاء كلهم كانوا ينظرون لليمن أو إلى التجربة السياسية الوليدة لحزب الحق على أنها تجربة تعبير عن رؤية الإسلام التقليدي -إذا جاز التعبير- لقضايا العصر، ولم تكن المسألة ذات طابع مذهبي محصور في منطقة أو في فئة أو جماعة مثلما حاولت الخصوم تصويره وأشاعوه عن حزب الحق.

 


*أحمد الوعلي (ريدة): ما سرّ التحالف بين الحراك والحوثيين؟ ولماذا مقاطعة الانتخابات كونها تصب في صالح البلد؟
*أحمد القاضي (ذمار): أنصار الحوثي هم بلا شك قواعدكم ماذا ستعملون للدفع للانتخابات في ظل موقف الحوثي منها خاصة واستجابتهم له كبيرة؟
– هم رفضوا المشاركة في الانتخابات كلجان انتخابية وكحركة دعاية للانتخابات ولكن الأخوة الحوثيين لن يعملوا على تعطيل الانتخابات في المناطق التي هم فيها، ليكن هذا معلوماً، ومن حقهم الطبيعي أن يعبروا عن رأيهم بالاختلاف مع المبادرة بعدم المشاركة في الانتخابات فهذه هي الديمقراطية التي نسعى إليها جميعاً.. وأنت من الصعب أن ترضي جميع الأطراف. فنحن في حزب الحق مشاركون في اللجان الانتخابية وندعو أعضاءنا إلى أن يحددوا موقفهم الذي يرونه بل ندعوهم إلى أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع وأن يقترعوا للأخ عبدربه منصور هادي بلا لبس.

 


*أبو شاهر: ما هو الدافع الرئيس الذي دفع حزب الحق لتوقيع اتفاقية مع الحوثة؟
-نحن في إطار التفاهمات بين الأحزاب والقوى السياسية وهي مسالة متاحة؛ فنحن مكون من مكونات المشترك ولنا مع الإخوة الحوثيين تقاطعات في مناطق محددة تنظيمية وغيرها نعمل على التنسيق معهم، وتعزيز علاقتنا بهم نحاول أن نجعلها تصب في تعزيز علاقة الحوثيين بالأطراف الأخرى باعتبار أننا صلة وصل مع بقية المنظومة السياسية، وليس فيما نتفق فيه مع الإخوة الحوثيين ما يضير أو يؤثر على الشراكة الوطنية مع بقية فرقاء العمل السياسي.

 


*عبدالعزيز حسين:المشترك يقول إنه وقع اتفاقاً مع الحوثي بينما الحوثي يقول أنه ليس اتفاقاً وإنما محددات للحوار، ما قولكم في ذلك؟
-هناك حصل لبس في الاتفاق وطبيعة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين أحزاب المشترك وبين الأخوة الحوثيين.. وهو-على فكرة- ليس الاتفاق الأول فقد سبق أن وقعنا اتفاقات، ولكن هذا الاتفاق هو من أجل الحوار وحول آلية الحوار حول القضايا المختلف فيها، مثل وثيقة الإنقاذ والمجلس الوطني وغيرها من القضايا السياسية المعقدة، وهذا جزء من تكليف نحن نشعر أنه ضرورة لتبديد اللبس؛ لأن الحوار السياسي الذي تم وأفضى إلى المبادرة كان بين شخصيات في اللقاء المشترك ولم يكن الإخوة الحوثيون طرفا فيه. فهذا الاتفاق حول توضيح الرؤى المستقبلية لمزيد من التقارب والتفاهم حول المستقبل الذي يستدعي كل مكونات العمل الوطني، وهذا الاتفاق سوف يصب في تعزيز جهود اللجنة المناط بها التواصل مع الإخوة الحوثيين ولجنة أخرى للتواصل مع الحراك لتوضيح الموقف ولرسم ملامح المستقبل ولحل المشاكل في الجنوب وفي صعدة، فهذا الاتفاق لا يعني انضمام الحوثي للقاء المشترك أو للمبادرة كما فهم، وإنما اتفاق للحوار الذي لم يبدأ حتى الآن.

 


*حافظ العودي: متى سنرى حزب الحق حزباً لكل اليمنيين؟
-ومتى كان حزب الحق حزبا غير يمني؟! فلو استعرضت القائمة التي أسست الحزب لوجدتها تنتمي إلى اليمنيين بكل شرائحهم ومذاهبهم وفئاتهم؛ ففيها الشافعي والزيدي والقحطاني والعدناني -إذا كان قصدك هذا التقسيم- وفيها من مناطق الجبال ومن تهامة. وأنا استغرب مثل هذا السؤال بعد 21 سنة من وجود حزب الحق!! الحمد لله، كل المقولات التي كانت تسيء للحزب تبددت وذهبت أدراج الرياح، وبقي حزب الحق ذلك الحزب الذي تأسس حزبا يمنيا يؤمن بالتعددية السياسية ويؤمن بأنه يستطيع أن يقدم من داخل الإسلام حلولاً ومعالجات لكل القضايا.. فهذا هو حزب الحق.
*قحطان محمد أرضة: كيف تنظرون إلى تصريحات الأستاذ حسن زيد التي تصب في خدمة نظام الطاغية صالح؟ وهل تعبر عن وجهة نظر حزب الحق؟

 


*عبدالرحمن القوسي (يريم): هل آراء حسن زيد تنسجم مع توجهات حزب الحق؟ أرجو أن تبين هذا اللغط؟
– هذه تصريحات تم معالجة آثارها داخل اللقاء المشترك وأكتفي بهذا.
*بشير الموزعي: لماذا لم يكن لكم كذراع سياسي للحوثي أي موقف إيجابي من مشكلة دماج سوى مهاجمة الإصلاح؟

 


*جمال الشعراني (إب): ما موقف حزب الحق من الصراعات المسلحة التي يقودها الحوثيون في الجوف وحجة ودماج؟ وأين تصب تصريحات حسن زيد ضد الإصلاح والفرقة؟ ومن تخدم؟
– نحن ضد أي صراعات سواء السياسية أو العسكرية أو الإعلامية.. نحن مع الحوار وممارسة حق الاختلاف في إطار الأفق الوطني. ما أعلمه أن الأخوة الحوثيين كانوا الطرف المعتدى عليه؛ لأنني شاركت في لجان الوساطة في الجوف وكنت قريباً من الوساطة في حجة وأشارك في لجنة الحوار مع الحوثيين والتي شكلت مؤخراً، وأعلم أن الحوثيين هم طرف معتدى عليه، وبالتالي الأطراف الأخرى مطلوب منها أيضاً أن تعبر عن رفضها للصراع بأي شكل من الأشكال وأن تحتكم إلى الاتفاقات والآليات المتعارف عليها في حل الخلافات.

 


*منصور محمد: متى ستعود صحيفة الأمة للصدور؟ أم أنها تحولت إلى حزب جديد؟
– صحيفة الأمة ستصدر إن شاء الهد قريبا ضمن الترتيبات التي يقوم بها الحزب الآن للتحضير للمؤتمر العام ، وأقر عودة صدور صحيفة الأمة وقد توفرت بعض التجهيزات ونأمل أن تتوفر بقية الاحتياجات الأخرى لنعاود الصدور قريبا إن شاء الها.

 


*سعد المحسن: ما تعليقك على مشروع الاغتيالات وآخرها محاولة اغتيال وزير الإعلام؟
– نحن ندين ونستنكر كل أشكال العنف الذي يمارس الآن، وندين محاولة اغتيال الأخ وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني وغيرها من المحاولات، وندعو إلى اليقظة والحذر في هذه المرحلة؛ لأن هناك من يريد أن يفسد على الناس الهدوء النسبي الذي تحقق والزج بنا في أتون صراعات مفتعلة، ونحن على ثقة بأن هذه المحاولات البائسة ستفشل إن شاء الله.

 


*ما الرسالة التي يمكن أن توجهها إلى كلٍ من: شباب الثورة – حكومة الوفاق- اللقاء المشترك – المؤتمر الشعبي- الحراك الجنوبي- الحوثيين- الجيش الموالي للثورة؟
– رسالتي إلى شباب الثورة: أطمئنكم بأن المستقبل رهن بإرادتكم الحرة ومواصلة نضالكم، ووجودكم في الساحات سيضفي ولا شك على العمل السياسي زخما ثوريا فأنتم الآن تمثلون المعارضة بعد أن انتقلت المعارضة إلى السلطة. وما نطلبه منكم هو أن نتحاور جميعا لكي نصل إلى المستقبل الذي يعبر عن طموحاتنا التي لم نستطع أن نحققها، ويعبر عن طموحاتكم التي أنتم قادرون للوصول إليها، ولنتعلم من الثورة المصرية أن ثورات الربيع العربي السلمية لا تحقق أهدافها بين ليلة وضحاها، وأن نتسلح بالنفس الطويل وأن نصبر ونتوكل على الله والله مع الصابرين.
إلى حكومة الوفاق: أرجو أن نرى سريعا البصمات التي يجب أن تكون لحكومة الوفاق خاصة في مجال الخدمات كالماء والكهرباء والمشتقات النفطية.. هذه العناوين إذا أحسنا إبرازها بعمل إنجاز معين فسنكون قد قدمنا رسالة طيبة لأبناء الشعب.


إلى اللقاء المشترك: أرجو أن تستمر الروح التي قام عليه اللقاء المشترك في المستقبل وأن نطور الشراكة ونوسع من آفاقها، وأن نعالج أخطاءنا ونمارس النقد الذاتي داخلنا بأفضل ما يمكن به الوصول إلى الحل الذي نريده ونتصوره.
إلى المؤتمر الشعبي: يجب أن يستبدل ثقافة الأبوية بثقافة قوة التنظيم، وأن يفكر بدون ذهينة علي عبدالله صالح -الشخص القوي الكاريزمي، وهذا لمصلحة الوطن والشعب.


إلى الحراك الجنوبي السلمي: أرجو أن تجمعوا أمركم وأن تقدموا لنا رسالة الجنوب العزيز -الشعب والأرض والحضارة والإنسان- في صورة نفهمها ونستطيع أن نتعايش ونتماهى معها.


إلى الحوثيين: اصبروا وتحملوا وكونوا على قدر مسؤولية أن تكونوا موضع الاستهداف وموضع الهجوم، فإن الله مع الصابرين.
إلى السعودية: يا أحباءنا يا أشقاءنا، رفقا بنا.. رفقاً بنا!
إلى إيران: إن وجود علاقات مع الدولة اليمنية الجديدة وحكومة الوفاق هي ما يمكن القيام به ساعدونا فلديكم ما تقدمونه لليمن في مجال الكهرباء والطرقات وغيرها، نرجو أن تبادروا في تقديم مساعدة لليمن.. لا تتدخلوا في شؤوننا.. لا تأتوا إلى اليمن من باب الإيديولوجيات التي يخشاها البعض ولكن اليمن ممكن أن تأتوها من باب التعامل عبر الدولة بأن تقدموا مشاريع كهرباء ومياه وغيرها وأن تفيدونا بخبرتكم. وفي كل الأحوال أنتم شريك إقليمي وطرف في المعادلة الإقليمية ولا نريد لليمن ولإيران وللسعودية إلا كل الخير والسلام.

 

المصدر : صحيفة اليقين

زر الذهاب إلى الأعلى