أرشيف

اصابة اكثر من 120 في اشتباكات بالبحرين ومساع للحوار

(رويترز) – قال نشطاء يوم الاربعاء ان أكثر من 120 محتجا أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة بالبحرين هذا الاسبوع في حملة لمنع الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان من الخروج من مناطقهم لتنظيم احتجاجات بعد عام من انتفاضة أخمدتها السلطات.

وعبر الامين العام للامم المتحدة عن القلق بشان الاشتباكات في حين قالت شخصية بارزة بالمعارضة ان الحكومة تقوم بجس النبض بشان محادثات لحل الازمة المستمرة منذ عام في الجزيرة.

وقال سكان ان الشرطة قامت بمداهمات مع حلول الليل في بلدة سترة المضطربة وألقت القبض على 15 شابا في غارة على مبنى بعد ان اصيبت مركبة للشرطة باضرار عندما القيت عليها قنبلة بنزين في وقت سابق.

وخلت الشوارع مع بقاء السكان في منازلهم بينما جابت عشرات من سيارات الجيب التابعة للشرطة الشوارع في عمليات تفتيش فيما يبدو. واطلق شرطي داخل احدى تلك السيارات عبوة من الغاز المسيل للدموع باتجاه بعض المباني قبل ان يندفع بسيارته بعنف عند احدى النواصي.

وافاد ناشطون بالمعارضة بوقوع عمليات مماثلة في مناطق شيعية عديدة بالجزيرة.

واستخدمت الشرطة ايضا ناقلات الجند المدرعة التي لم تكن تشاهد في شوارع البحرين منذ فرض الاحكام العرفية في العام الماضي.

وقال وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله ال خليفة في تعليقات نشرت في موقع الوزارة على الانترنت “ان تكثيف التواجد الامني في هذه الفترة انما يهدف الي بث الامن والطمأنينة لدى جميع المواطنين والمقيمين وان اي تصرف مخالف سيتم مواجهته بالقانون… التعبير عن الرأي يجب ان يكون ضمن المساحة التي حددها القانون.”

ولم يقدم اي معلومات عن عدد الاشخاص الذين القي القبض عليهم هذا الاسبوع.

وقال بيان للامم المتحدة ان الامين العام بان جي مون يتوقع ان تتصرف البحرين “طبقا للالتزامات الدولية لحقوق الانسان.”

واضاف البيان قائلا “الامين العام قلق بشان تقارير الاشتباكات في البحرين بين قوات الامن والمتظاهرين على مدى الايام القليلة الماضية.”

وقال مسعف يعمل مع باحثين من منظمة دولية طلب عدم نشر اسمه ان اعداد الجرحى في الاشتباكات هذا الاسبوع هي الاعلى في أشهر.

واضاف قائلا “كانت هناك يوم الثلاثاء اكثر من 100 حالة اصابة بينها 37 أصيبوا باصابات جسيمة في الرأس وكسور… يوم الاثنين كان لدينا 20 شخصا (مصابا) في كل القرى بأنحاء البلاد.”

وقال المسعف ان البعض أصيبوا بطلقات خرطوش. وتنفي الشرطة البحرينية استخدام هذا النوع من الطلقات.

ويعالج معظم المصابين في منازل قروية او عيادات خاصة اذ يخشى المحتجون واغلبهم من الشيعة الاعتقال اذا ذهبوا الى مستشفيات حكومية.

وبدأت الاحتجاجات كحركة تلقائية تضم كلا من الشيعة والسنة من مختلف الشرائح الدينية والطبقية بمطالب باجراء اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية واسعة.

لكنها تحولت الى عنف طائفي عندما لم تتوصل المحادثات التي جرت خلف الكواليس الى اي شيء وأخذ متشددون في الحكومة والمعارضة زمام المبادرة.

وسحقت القوات الحكومية البحرينية التي دعمتها قوات سعودية انتفاضة العام الماضي التي استمرت شهرا. وبحلول يونيو حزيران عندما رفعت الاحكام العرفية كان 35 شخصا بينهم افراد من الامن قد قتلوا.

وتشهد البحرين اضطرابات منذ انتفاضة العام الماضي. وهي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي وتتحالف مع الولايات المتحدة والسعودية في نزاعهما مع ايران بشأن برنامجها النووي.

وتندلع اشتباكات بين الشيعة وشرطة مكافحة الشغب بينما تتبادل المعارضة والحكومة الاتهامات برفض الحوار.

لكن عبد الجليل خليل الذي يرأس المجموعة البرلمانية لحركة الوفاق الشيعية وهي اكبر فصيل معارض قال ان ثلاثة من كبار شخصيات الوفاق اجتمعوا منذ اسبوعين مع وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد وهو شخصية قوية في الاسرة الحاكمة بناء على طلب من الحكومة.

وقال خليل انهم قدموا طلب المعارضة الرئيسي الذي تم ايجازه في بيان في اكتوبر تشرين الاول الذي عرف باسم وثيقة المنامة لاجراء استفتاء على التحرك نحو الديمقراطية البرلمانية الكاملة.

ومثل هذا التحرك لتقييد السلطات الواسعة للاسرة الحاكمة سيكون الاول في الخليج.

وقال خليل “سأل ان كنا مستعدين للحوار وقلنا (نعم) لكن على ان يكون الحوار جادا وبناء.”

وقال “قدمنا وجهات نظرنا بشأن كيفية الخروج من هذه الفوضى. وقال انهم سيرجعون الينا … والان نحن في الذكرى السنوية الاولى في 14 فبراير والعمل الامني لم ينجح. هم يدركون اننا نحتاج لحل سياسي.”

وعندما سئل ان كانت المعارضة التي تضم اسلاميين شيعة وسنة وعلمانيين شيعة سيوافقون على مشاركة احزاب يتزعمها سنة قريبة من الحكومة قال خليل انهم وافقوا على ان الحكومة يجب ان تجري مناقشات منفصلة معهم.

ومما يسلط الضوء على الانقسامات في صفوف المعارضة أن بعض النشطاء انتقدوا جمعية الوفاق لاجراء محادثات مع رجل يعتبرونه مهندس سياسة زيادة أعداد السكان السنة بتوطين الباكستانيين وبعض العرب وهو اتهام تنفيه الحكومة.

ووصف نبيل رجب وهو شخصية في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وقاد بعض المظاهرات الوزير بأنه “مهندس التطهير العرقي”. وقال ان هذا يدمر عملية الحوار قبل أن تبدأ ويكشف عن غياب المصداقية.

وقال نشط اخر يدعي سيد لرويترز “كيف يمكن لنا أن نثق في معارضتنا اذا اجتمعوا مع أناس كهؤلاء. يجلسون معهم بينما يبلغونا بشيء اخر… وهذا هو السبب في أن اتئلاف 14 فبراير أصبح على هذا القدر من الشرعية.”

ودعا الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق -الذي أكد الاتصالات في مؤتمر صحفي – الشبان المحتجين هذا الاسبوع الى تفادي المواجهة العنيفة مع الشرطة.

وقال محتج يدعى احمد (20 عاما) انه أصيب بطلقة خرطوش يوم الثلاثاء خلال اشتباكات مع الشرطة في واحدة من عدة مناطق شيعية تحيط بدوار اللؤلوءة مركز احتجاجات العام الماضي المغلق الان بالاسلاك الشائكة ويوجد به معسكر للحرس الوطني.

وقال وهو يجلس على حشية على الارض وظهر عليه الالم بوضوح “ألقيت حجرا ثم وقف واحد منهم (الشرطة) وأطلق النار علي مباشرة. كادت احدى طلقات الخرطوش تصيب رأسي.”

وقال ممرض يساعد في علاج المحتجين انه أخرج كل الكريات المعدنية باستثناء واحدة وضغط على الجلد المحيط بأحد الجروح ليظهر أنها لاتزال موجودة في جسم المصاب.

وقال بيان لوزارة الداخلية البحرينية يوم الثلاثاء ان مثيري شغب أحدثوا فوضى ومارسوا التخريب في عدة قرى لكنه لم يكشف عن معلومات عن عدد المصابين او المعتقلين.

وقال المتحدث أحمد المناعي لرويترز ان الذين يعتقدون انهم اصيبوا بطلقات خرطوش يجب ان يتصلوا بالسلطات للتحقق من طبيعة اصاباتهم.

وبعد ضغوط دولية تولت لجنة من خبراء قانونيين اجانب التحقيق في اضطرابات العام الماضي وكشفت عن أعمال تعذيب ممنهجة ووفيات اثناء الاحتجاز لدى الشرطة خلال تلك الفترة.

واشتد العنف منذ تقرير اللجنة في نوفمبر تشرين الثاني ويبلغ عدد القتلى الاجمالي الان نحو 66 شخصا.

وتم اعتقال وترحيل ستة ناشطين امريكيين جاءوا لمراقبة كيفية تعامل الشرطة مع الذكرى السنوية للاحتجاجات يوم الثلاثاء.

وزار عدد من كبار المسؤولين الامريكيين والبريطانيين المنامة في الاسبوع الماضي بينهم مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية الذي دعا الى بذل مزيد من الجهد لرأب الصدع في البحرين.

من أندرو هاموند

 

زر الذهاب إلى الأعلى