تعز.. انتشار عسكري وأمني غير مسبوق في المدينة بعد مهاجمة عناصر مسلحة لطقم عسكري في حوض الأشراف
هاجمت عناصر مسلحة صباح اليوم الاثنين طقما يتبع قوات الأمن المركزي في جولة حوض الأشراف وسط مدينة تعز جنوب اليمن.
وأفادت مصادر محلية أن الطقم الذي يتمركز بشكل دائم في جولة حوض الأشراف تعرض عند السادسة من صباح اليوم لهجوم من قبل مسلحين مدنيين، وأفاد مواطنون في جولة حوض الأشراف سماعهم انفجارا قويا هز المكان.
وحتى ساعة كتابة الخبر لم تعرف الجهة التي تقف خلف الهجوم، على الرغم من تردد أنباء لم تثبت صحتها أن المهاجمين قد يكون لهم علاقة بتنظيم القاعدة.
وتشهد الأحياء المحيطة بمبنى المحافظة والقصر الجمهوري وشارع جمال وعدد من الشوارع في أطراف المدينة منذ صباح اليوم انتشارا عسكريا وأمنيا غير مسبوق لأطقم من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن العام وشرطة النجدة والشرطة العسكرية، تحسبا لأي هجوم مشابه.
وانتشرت عددا من الآليات التابعة للحرس الجمهوري بشكل مكثف في محيط مبنى المحافظة والقصر وعلى امتداد شارع الشهيد الحروي حتى محيط مدرسة الشعب الواقعة عند المدخل الجنوبي لساحة الحرية.
وتقوم أربعة أطقم عسكرية منذ حوالي التاسعة صباحا بالتجول في بعض شوارع المدينة، موجهين تحذيرا للمواطنين عبر مكبرات الصوت بعدم حمل السلاح والتجول به، والإبلاغ عن أي عناصر مشبوة تحمل السلاح، كما تحذرهم من انتشار عناصر القاعدة في المدينة.
وشهدت مدينة تعز خلال اليوميين الماضيين حوادث متفرقة، كان أخرها حادثة صباح أمس التي راح ضحيتها المدرس الأمريكي “شارم” في هجوم مسلح أعلن تنظيم القاعدة تبنيه.
وقبله بيوم ألقيت قنبلة على منزل رجل الأعمال ورئيس لجنة التخطيط بمحلي تعز شوقي أحمد هائل ألحقت أضرارا مادية بالمنزل، كما تعرضت في ذات اليوم عددا من السيارات الحكومية للنهب ومحاولة النهب من وسط المدينة.
ويشير متابعون أن الحوادث التي تتالت خلال الثلاث الأيام ترجع لحالة الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة، والذي يسير وفق مخطط لقوى ترغب في إبقاء الحالة الأمنية بتعز منفلتة لتنفيذ أجندة خاصة بها.
ويرى مراقبون أن حادث إلقاء القنبلة على منزل شوقي هائل ربما يكون الهدف منه عرقلة سفره للقاهرة لمقابلة مندوب البنك الدولي لمناقشة إحياء مشروع تحلية مياه لمدينة تعز، ترغب مراكز قوى إفشاله.
فيما يعتقد المحلل السياسي عبد الجليل الزريقي أن مقتل المعلم الأمريكي “شارم” الهدف منه طغيان حادثة مقتل المواطن الأمريكي إعلاميا في ذكرى جمعة الكرامة على ما سواه من الأحداث.
معتبرا أن العصابة التي قتلت المواطن الأمريكي هي ذاتها من رمت القنبلة على منزل شوقي هائل، حد تعبير الزريقي لموقع يمن فويس.
موضحا أن اختيار مدينة تعز لتنفيذ هذه الأجندة التخريبية، هو استهداف للمدينة التي انطلقت منها الثورة، وتحويلها إلى مسرح للأعمال الإجرامية لتشويه سمعة أبنائها وموقفهم الثابت من سليمة الثورة.
ويرى آخرون أن الهدف من الانفلات الأمني وبالذات في المدينة تهيئة الجو لعودة قوات الحرس الجمهوري للانتشار في المدينة، وبالتالي عسكرة المدينة من جديد.