أرشيف

الميليشيات المتناحرة توقف القتال في غرب ليبيا

 (رويترز) – قال مسؤول بالجيش الليبي ان ميليشيات متناحرة أسفرت اشتباكات بينها في غرب البلاد عن مقتل 18 شخصا على الاقل أوقفت القتال يوم الخميس بعد أن أرسلت الحكومة قوات لتنفيذ وقف لاطلاق النار.

وقال مراسلون لرويترز في بلدة زوارة انه لم تظهر مؤشرات على وقوع اشتباكات في تناقض واضح مع اليوم السابق حين تصاعدت أعمدة الدخان من قذائف المورتر والصواريخ وعج مستشفى البلدة بالمصابين.

واختبرت أعمال العنف قدرة المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير البلاد منذ الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي على فرض سيطرته على ليبيا.

وقال عمارة رمضان المسؤول بوزارة الدفاع ان فرقة من الجيش الوطني تدخلت الان -بعد اربعة ايام من اندلاع القتال- للفصل بين الاطراف المتناحرة.

وقال لرويترز في زوارة ان فرقة الجيش متواجدة منذ ليل الأربعاء وفي الخط الامامي للفصل بين الجانبين وان هناك وقفا لاطلاق النار منذ الليل.

وأضاف أن لديه أوامر محددة باستخدام القوة في حالة مخالفة طرف لوقف اطلاق النار لكن الامور على ما يرام حتى الان.

وتفجر القتال مطلع الاسبوع بين ميليشيات في زوارة على ساحل البحر المتوسط على بعد نحو 120 كيلومترا غربي العاصمة ومقاتلين منافسين في الجميل ورقدالين القريبتين.

واستغل المسؤولون توقف القتال يوم الخميس لتبادل جثث القتلى حتى يتسنى مواراتها الثرى.

وعلى الرغم من ذلك لا تزال هناك علامات على التوتر. وأقامت قوات تابعة لوزارة الدفاع نقاط تفتيش قرب المنطقة التي اشتبك فيها مقاتلو زوارة في اليوم السابق مع ميليشيات من رقدالين. ولا تسمح قوات وزارة الدفاع لكل من يحمل سلاحا بالمرور عبر تلك النقاط.

ويمكن رؤية مقاتلي رقدالين وهم يقودون سياراتهم ذهابا وايابا محاولين استفزاز خصومهم على بعد نحو 500 متر من آخر نقطة تفتيش داخل الاراضي الخاضعة للسيطرة في بلدة زوارة.

وتعود جذور النزاع الى انتفاضة العام الماضي على حكم القذافي والتي دقت أسافين الفرقة بين الجيران في زوارة وحولها والعديد من المناطق الاخرى في ليبيا.

وتعيش في زوارة اغلبية من الامازيغ الذين كانوا معارضين للقذافي ابان الانتفاضة. ومعظم جيرانهم في البلدات القريبة من العرب الذين كانوا موالين للقذافي.

وادى هذا الى تزعزع الثقة ونفور اشتعل مطلع هذا الاسبوع حين -وفقا لاحدى الروايات- قتلت مجموعة من رجال زوارة الذين كانوا يصطادون رجلا من الجميل بطريق الخطأ. وقال أناس في زوارة ان الصيادين احتجزوا لفترة وجيزة وعوملوا معاملة سيئة مما تسبب في اندلاع اعمال العنف.

وقال صبحي جمعة المتحدث باسم المجلس العسكري لزوارة ان زعماء البلدة قرروا في اجتماع عقد يوم الاربعاء واستمر ساعتين وقف القتال. وأضاف ان زوارة قررت وقف اطلاق النار وستلتزم به.

وقال رئيس المجلس المحلي لرقدالين لرويترز ان استعدادات تجرى لتبادل الاسرى وان هناك خططا لاجراء محادثات سلام بين الجانبين في العاصمة طرابلس يوم السبت.

وفي مواجهة اخرى تبرز هشاشة الوضع في ليبيا قتل نحو 150 شخصا في اشتباكات على مدى الاسبوع المنصرم بين قبائل متناحرة في مدينة سبها بجنوب البلاد.

(اعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

من طه زرقون

زر الذهاب إلى الأعلى