أرشيف

غانية بعدان .. استغلت جهل زوجها فأدخلت حبيبها الأول إلى منزله بدعوى أنه خالها..

في إحدى  قرى  بعدان موطن الخضرة والجمال الساحر وكغيرها العشرات من فتيات الريف تزوجت الصبية الحالمة (سمية) زواجاً تقليدياًَ من أحد شباب قريتها وبعد إقامة عرس الزفاف البلدي أخذها للعيش معه في مدينة إب حيث مقر عمله في أحد المكاتب الحكومية بالمحافظة وبعيداً عن المكدرات والمنغصات استمرت العلاقة الزوجية لمدة ثلاث سنوات أثمرت عن إنجاب طفلين ولد وبنت ولكن لم تكد السنة الثالثة تطوي أشرعتها حتى بدأت عواصف الخلاف تهدد عش الزوجية السعيد وكانت بداية الخيط انتقادات الزوج الدائمة وتعليقاته على قروية وأمية أم عياله (سمية) التي لم تعرف يوماً الطريق إلى المدرسة فكانت تصبر عليها وتتحملها وتسكت حتى تطورت لهجته وبدأ يهددها على سبيل المعايرة بأنه سيتزوج عليها بأخرى متعلمة تفهمه وتمنحه السعادة المطلوبة وسيترك لها مهمة البيت والأولاد.. لم تكن تصدق كلامه وظلت تعتبره نوع من المكايدة والتطفيش فلم تمر فترة وجيزة حتى وقع الفأس في الرأس.

لم تدر (سمية) إلا والأخبار ترد إليها بأن زوجها تزوج بإحدى زميلاته الموظفات في المكتب وأنه لن يعود إليها فقد ودع إب وسافر مع عروسته الجديدة لقضاء شهر العسل في عدن.. في البداية لم تصدق كالعادة ولكنها عندما لاحظت طول تأخر زوجها عن العودة إلى المنزل وعلى غير المألوف بدأت الوساوس والشكوك تدور في رأسها فقامت بالاتصال على جواله ولكنها وجدته مغلقاً فعاودت المحاولة عبثاً وباتت ليلتها على أحر من الجمر وفي صباح اليوم التالي  اتصلت فرد عليها وأخبرها بالحقيقة محاولاً إقناعها بأن ذلك من حقه وأنه لم يفعل شيئاً يخالف الشرع وقبل أن تختم مكالمتها معه سألته طيب وأين ستسكن عروستك الجديدة عندما تعود فأجابها عندك في البيت.. كانت هذه الكلمات أكثر ماحز في نفس (سمية) فعادت تتذكر كلماته عندما كان يقول بأنه سيجعلها مجرد خدامة في البيت.. ثارت ثورتها واشتعلت نار الحقد والغيرة في أعماقها وأخبرته بأنها لن تقبل أن تعيش مع ضرة في بيت واحد وخيرته بين أن يستأجر لها منزلاً آخر أو يسافر بها مع أولادها إلى القرية وبالفعل رأى الزوج أن الخيار الثاني هو الأنسب له فقام بإيصال (سمية) وولديها إلى منزله في القرية لتقيم هناك إلى جانب والدته على أن يرسل لها مصروفها المقرر نهاية كل شهر.

أمضت (سمية) قرابة الثلاثة أشهر في منزل زوجها بالقرية حتى بدأت جحيم المشاكل والخلافات تدب بينها وبين والدة زوجها النكدية والتي لم تكن أشفق بحالها منه فعندما سافر بعد ثلاثة أشهر راحت تحكي له ما تصنعه فيها زوجته المصون بغيابه مختلقة له الحكايات وخالطة العبارات بدموع التماسيح لكي يصدقها حتى عبأت رأسه تماماً بكلماتها وحكاياتها الوهمية فصب جام غضبه على زوجته المسكينة (سمية) فقام بطردها إلى منزل والدها بعد أن ضربها وأهانها أمام والدته التي راحت تستمتع بما يدور أمامها متشفية بدموع الزوجة الصابرة ومتجاهلة مشاعر الطفلين الصغيرين وهما يشاهدا ما يحصل لوالدتهما فيلوذا بالبكاء والصراخ.

لملمت (سمية) آحاتها وأوجاعها واتجهت إلى منزل والدها وهناك قصت عليه تفصيل ما حدث وجرى لها دون ذنب يستدعي العقاب القاسي بتلك الطريقة وعندها أقسم الوالد بأنها لن تعود إليه إلا إذا أعاد الأعتبار لكرامتها وبنى لها منزلاً مستقلاً تقيم فيه بمفردها ومن هنا دخل العناد بين والد (سمية) وزوجها وأصر كل على رأيه فمضت سنة كاملة وهي في منزل والدها وزوجها لم يعبرها ولم يرسل إليها حتى بريال واحد كمصروف لا لها ولا لعيالها وراحت تستعد لدفع ثمن فاتورة التمادي في العناد سنين أخرى قادمة من عمرها.

على الجانب الآخر ولأن (سمية) ما زالت في مقتبل الشباب وتتمتع بقدر من الجمال والجاذبية فقد بدأت نظرات أحد الشباب في القرية تترصدها وتتبع تحركاتها بشكل مستمر حيث حاول مراراً إيقاعها في فخ الغرام بشتى الطرق ولكن دون جدوى فقد أظهرت له (سمية) قدراً كبيراً من التجاهل ولم تعر حركاته الطائشة أدنى اهتمام.

المغرم الشاب والذي يدعى (وضاح) بعد أن وجد كل ذلك الصدود من قبل (سمية) رأى أنه لابد أن يفكر في طريقة مناسبة لإضعافها وجعلها تستسلم لأوامر رغباته.. بدأ يوليها مزيداً من الاهتمام ويرسل لها الهدايا مع إحدى شقيقاته ويأخذ أطفالها ويشتري لهما الشيوكلاتة والعصائر لدرجة أن صاروا ينادونه (بابا) ومع ذلك استمرت تصده وتتمنع عن مسايرته في تصرفاته الطائشة..

لم ييأس (وضاح) بعد أن فشلت أمامه كل المحاولات ورأى أن يفكر بطريقة عملية تختصر عليه كل الوقت والجهد في المحاولة دون فائدة.. ومباشرة ذهب وقام بشراء بطاقة ذاكرة جوال وشحنها بالصور والمقاطع الإباحية وقام بإرسالها داخل ظرف مع شقيقته التي قامت بإيصاله بشكل سري كالعادة إلى يد (سمية).

فتحت سمية الظرف وبدافع قامت بتركيب الذاكرة على هاتفها لتفاجأ بالصور والمقاطع التي لأول مرة في حياتها تقع عينيها على تفاصيل ما يدور في مشاهدها.. ودون أن تشعر ربما ولطول فترة بعدها عن زوجها أيضاً وعدم اكتراثه بها حيث لم يكن يسأل عنها أو يكلف نفسه عناء التواصل معها.. فجأة وجدت نفسها تنسجم مع ما تشاهده من المقاطع وشيئاً فشيئاً أخذت غرائز الأنوثة تتحرك كالبراكين في داخلها مع كل مقطع جديد ورغم أنها ظلت متماسكة في البداية إلا أنها سرعان ما استسلمت لإغراءات (وضاح) في نهاية المطاف واستمرت في التمادي معه وبشكل لم تعد تحسب فيه حساب الخوف من أحد حتى وصلت أخبار علاقتها بوضاح إلى زوجها في إب فسارع بتطليقها دون تردد وأخذ طفليه ليعيشا معه إلى جانب طفله الأخير من الزوجة الثانية.

بعد أربعة أشهر من طلاقها توقعت (سمية) أن يتقدم حبيب القلب (وضاح) ويبادر بطلب يدها للزواج من والدها كما كان يعدها قبل أن يحصل الطلاق حيث كان يلح عليها بأن تطلب الطلاق وسيتزوجها على الفور.. انتظرت فترة ولكن دون فائدة ظل يماطلها ويختلق لها الحجج والمبررات حتى ضاقت درعاَ ورأت أنها تهيم في وهم وسراب وأن شيئاً مما أملته في (وضاح) لا ولن يتحقق فهو يلعب على عقلها لا أكثر ورأت أن تبحث لها عن مخرج قبل فوات الأوان.

بوساطة أحد الأقارب تزوجت (سمية) للمرة الثانية إلى العاصمة صنعاء برجل في عمر والدها ولكنها وافقت عليه لتهرب من شبح لقب مطلقة ومن كلام الناس الذي بدأت القرية تتناقله عن سبب طلاقها وعلاقتها مع وضاح ورغم ذلك لم يتغير في الأمر شيء فقد انتقلت (سمية) إلى صنعاء وانتقل خلفها (وضاح) الذي عاود معها مشوار القرية ولأن زوجها لا يعرف أحداً من أقاربها استغلت الفرصة وعرفت بوضاح عند زوجها العجوز على أنه خالها فصار يزورها إلى منزلها في غياب زوجها،  والأغرب أن الزوج المخدوع  صدق حيلة زوجته بل وراح يردد معها ما لقنته إياه من الوهم مناديا وضاح: (جي اتغدى عندنا يا خال وضاح.. تعال أسمر عندنا يا خال وضاح).. لدرجة أن صار دائم التواجد في المنزل على مدار 24 ساعة وانجبت مولوداً شبيهاً بوضاح راحت تتباهى أمام زوجها العجوز بأن المولود يشبه خالها مبررة له ذلك بالتوحم على صورة الخال المتواجد معها بشكل مستمر وبالأشياء التي كان يجلبها لتأكلها عندما كانت تشتهيها أثناء الحمل حتى أكتشف عن طريق أحد أبناء قرية سمية أن وضاح ليس خالها فاشتكاها وتم القبض عليهما واعترفا بجريمتهما.

زر الذهاب إلى الأعلى